هوشنك أوسي
دخل برنامج «الخطوة الثالثة» الذي يقدّمه القاص والروائي حليم يوسف عامه الحادي عشر، بعد تنقله بين قناة «موزوبوتاميا تي في»، و «ميديا تي في» وصولاً الى «روج تي في». استضاف البرنامج خلال هذه الفترة أكثر من 200 كاتب وشاعر وقاص وروائي وأديب كردي، من كل أجزاء كردستان، ومن كل المشارب والاتجاهات الفكريّة. والاهم انه سدّ ثغرة في المشهد المرئي الكردي، كما يقول يوسف لـ «الحياة»، إذ «كان ثمّة فراغ كبير في الاعلام الكردي، بخاصّة المرئي منه، في ما يتعلقّ بتعريف الكتب الادبيّة وتقويمها ونقدها. وتحديداً، في حقليّ القصّة والرواية.
وهكذا بدأنا ببرنامج «الخطوة الثالثة»، كي لا يبقى الكتاب الأدبي الكردي، حبيس الصمت والظلال، ويأخذ حقّه من النور والترويج والنقد». ولكن لماذا «الخطوة الثالثة»؟ يجيب يوسف: «معلوم انّ الخطوة الاولى في عمر الكتاب، هي خروجه من المطبعة. والخطوة الثانية، هي قراءته. والخطوة الثالثة من هذه العملية التفاعليّة الثقافيّة الإعلاميّة، هي ما نقوم به في البرنامج من مناقشة الكتاب، ونقده وتقويمه، بحضور صاحبه».
ويرى يوسف أن أهمّ خطوة تاريخيّة في المشهد التلفزيوني الكردي، هي إطلاق فضائيّة «ميد تي في»، ثم قناة «روج تي في» التي اعتبرت تتمّة لها. ويحيل يوسف، غالبيّة نقاط الخلل في الإعلام المرئي الكردي، إلى «الظروف السياسيّة التي يعانيها الاكراد، وواقع التجزئة المفروض عليهم. إضافة إلى نتائج الحظر والمنع التي تعرَّضت لها اللغة والثقافة والهويّة الكرديّة على مدى عقود».
ويضيف: «في الإعلام، كما في مناحٍ عدّة من الحيوات الكرديّة، الأولويّة هي للسياسة. ويأتي الأدب واللغة والثقافة والفنّ، في المراتب الأدنى. ولا شك في ان ثمّة نقصاً في ما يتعلّق بإعداد البرامج الادبيّة والثقافية وتقديمها في الإعلام الكرديّ، يجب تلافيه».
وعما إذا كان العمل الإعلامي لديه جاء على حساب العمل الأدبي، يقول يوسف: «أوروبا، لم تمنح الكاتب الكردي أو العربي اللاجئ، سوى الأمان من ألاّ تطاوله قبضة رجال الأمن والجنرالات والتحقيق والأقبية… الخ. مضى على وجودي في ألمانيا 10 أعوام، لا توجد لدي حتّى الآن، غرفة خاصّة للكتابة. معظم الوقت يذهب إمّا في العمل، أو البحث عنه. علماً انني أجد نفسي في الأدب أكثر من الإعلام. وبالتالي، العمل الإعلامي يأتي في المرتبة الثانيّة بالنسبة إلي، وهو لمصلحة الأدب، وليس العكس. إنّه عمل ممتع، لعلاقته الوطيدة بالأدب».
ويشير يوسف إلى ان العمل في «روج تي في» يمنحه السعادة، لأسباب، منها أنه أنجز عملاً أدبيّاً وثقافيّاً باللغة الكرديّة. ويضيف: «عبر هذه النافذة («الخطوة الثالثة») يتعرف المشاهد الى 220 كاتباً كردياً، وهو جالس في بيته. هذه هي نافذتي الوحيدة التي أطلُّ عبرها من الغربة، على أدب شعبي».
وفي خصوص الانتقادات الموجهة إليه، لأنه يعمل في قناة أيديولوجيّة، على حساب حريّة التعبير لديه، يردّ يوسف: «الحقّ ان هذه الانتقادات مضحكة، وتجعلني أشفق على أصحابها، لأنّ لا أساس لها، ومردُّها أسباب وخلفيّات أخرى، منها ما هو سياسي، ومنها ما هو شخصي. مضى على برنامجي 10 سنوات، لم أقم خلالها بالدعايّة السياسيّة لأحد . وحتّى الآن، لم تحذف ولا دقيقة من برنامجي. وعدا الجوانب التقنية، لم يتدخّل أحد في البرنامج، ولم يعترض احد على المواضيع أو الكتب أو الاشخاص الذين استضفتهم. لذا، «روج تي في» هي الانموذج الوحيد، إذ استطعت عبرها التعبير عن آرائي، بمنتهى الحريّة، ومن دون خوف. وبخلاف من يروّج بأن هذه القناة، تضيّق الخناق على حريّة الفكر والتعبير، يمكنني القول: إنها المساحة الحرّة، التي أمكنني فيها التعبير عن فكري وآرائي، وأوصلت الكتاب الكردي، عبرها، إلى الملايين. «روج تي في»، شأنها شأن كل القنوات في العالم، لها سياستها وتوجهها وأهدافها الخاصّة. وأنا فخور بعملي في هذه المحطة التي تقوم بعمل تاريخي للشعب الكردي».
وإزاء إطلاق تركيا لقناة ناطقة بالكردية، مع المتهافتين عليها والمروجين لها، كرديّاً وعربيّاً، يذكر حليم يوسف أن اطلاق «تي آر تي 6» هو «جزء من مخطط للدولة التركيّة، تعود جذوره الى حقبة التسعينات». ويضيف: «نتيجة فشل أنقرة في تصفية الحركة السياسيّة والعسكريّة والمدنية النضاليّة الكرديّة في تركيا، وعجزها عن اسكات صوت «روج تي في»، بعدما نجحت في إغلاق «ميد تي في»، ثم «ميديا تي في» في أوروبا، توجّهت، لإطلاق قناة ناطقة بالكرديّة، كي تلملم حولها، ما يمكن تسميتهم بالاكراد البيض، أو اكراد الدولة. من هنا، هو نوع من الحرب الخفيّة الناعمة على النضال الكردي، والالتفاف على حقوق الشعب الكردي وقضيته العادلة».
ويرى يوسف أن أهمّ خطوة تاريخيّة في المشهد التلفزيوني الكردي، هي إطلاق فضائيّة «ميد تي في»، ثم قناة «روج تي في» التي اعتبرت تتمّة لها. ويحيل يوسف، غالبيّة نقاط الخلل في الإعلام المرئي الكردي، إلى «الظروف السياسيّة التي يعانيها الاكراد، وواقع التجزئة المفروض عليهم. إضافة إلى نتائج الحظر والمنع التي تعرَّضت لها اللغة والثقافة والهويّة الكرديّة على مدى عقود».
ويضيف: «في الإعلام، كما في مناحٍ عدّة من الحيوات الكرديّة، الأولويّة هي للسياسة. ويأتي الأدب واللغة والثقافة والفنّ، في المراتب الأدنى. ولا شك في ان ثمّة نقصاً في ما يتعلّق بإعداد البرامج الادبيّة والثقافية وتقديمها في الإعلام الكرديّ، يجب تلافيه».
وعما إذا كان العمل الإعلامي لديه جاء على حساب العمل الأدبي، يقول يوسف: «أوروبا، لم تمنح الكاتب الكردي أو العربي اللاجئ، سوى الأمان من ألاّ تطاوله قبضة رجال الأمن والجنرالات والتحقيق والأقبية… الخ. مضى على وجودي في ألمانيا 10 أعوام، لا توجد لدي حتّى الآن، غرفة خاصّة للكتابة. معظم الوقت يذهب إمّا في العمل، أو البحث عنه. علماً انني أجد نفسي في الأدب أكثر من الإعلام. وبالتالي، العمل الإعلامي يأتي في المرتبة الثانيّة بالنسبة إلي، وهو لمصلحة الأدب، وليس العكس. إنّه عمل ممتع، لعلاقته الوطيدة بالأدب».
ويشير يوسف إلى ان العمل في «روج تي في» يمنحه السعادة، لأسباب، منها أنه أنجز عملاً أدبيّاً وثقافيّاً باللغة الكرديّة. ويضيف: «عبر هذه النافذة («الخطوة الثالثة») يتعرف المشاهد الى 220 كاتباً كردياً، وهو جالس في بيته. هذه هي نافذتي الوحيدة التي أطلُّ عبرها من الغربة، على أدب شعبي».
وفي خصوص الانتقادات الموجهة إليه، لأنه يعمل في قناة أيديولوجيّة، على حساب حريّة التعبير لديه، يردّ يوسف: «الحقّ ان هذه الانتقادات مضحكة، وتجعلني أشفق على أصحابها، لأنّ لا أساس لها، ومردُّها أسباب وخلفيّات أخرى، منها ما هو سياسي، ومنها ما هو شخصي. مضى على برنامجي 10 سنوات، لم أقم خلالها بالدعايّة السياسيّة لأحد . وحتّى الآن، لم تحذف ولا دقيقة من برنامجي. وعدا الجوانب التقنية، لم يتدخّل أحد في البرنامج، ولم يعترض احد على المواضيع أو الكتب أو الاشخاص الذين استضفتهم. لذا، «روج تي في» هي الانموذج الوحيد، إذ استطعت عبرها التعبير عن آرائي، بمنتهى الحريّة، ومن دون خوف. وبخلاف من يروّج بأن هذه القناة، تضيّق الخناق على حريّة الفكر والتعبير، يمكنني القول: إنها المساحة الحرّة، التي أمكنني فيها التعبير عن فكري وآرائي، وأوصلت الكتاب الكردي، عبرها، إلى الملايين. «روج تي في»، شأنها شأن كل القنوات في العالم، لها سياستها وتوجهها وأهدافها الخاصّة. وأنا فخور بعملي في هذه المحطة التي تقوم بعمل تاريخي للشعب الكردي».
وإزاء إطلاق تركيا لقناة ناطقة بالكردية، مع المتهافتين عليها والمروجين لها، كرديّاً وعربيّاً، يذكر حليم يوسف أن اطلاق «تي آر تي 6» هو «جزء من مخطط للدولة التركيّة، تعود جذوره الى حقبة التسعينات». ويضيف: «نتيجة فشل أنقرة في تصفية الحركة السياسيّة والعسكريّة والمدنية النضاليّة الكرديّة في تركيا، وعجزها عن اسكات صوت «روج تي في»، بعدما نجحت في إغلاق «ميد تي في»، ثم «ميديا تي في» في أوروبا، توجّهت، لإطلاق قناة ناطقة بالكرديّة، كي تلملم حولها، ما يمكن تسميتهم بالاكراد البيض، أو اكراد الدولة. من هنا، هو نوع من الحرب الخفيّة الناعمة على النضال الكردي، والالتفاف على حقوق الشعب الكردي وقضيته العادلة».
“الخطوة الثالثة” 21،30 بتوقيت غرينتش
عن الحياة اللندنية
الإثنين, 01 فبراير 2010