أنا الذي بحلمه يضرب فيه المثل
لكنني ما راعني من زمن..
لاحظت أني رجل في حيرة مختلف..
ضاقت به من زعل الحيل
فلا نديمي راغب أن يحتسي
من قدحي ..
بها زلالا أشرب
يسرح فيها ثعلب ويلعب
أعاتب الخلان في سقطاتهم
مرٌّ عليّ وعظهم والعتب
فلا أنا بناطح لسقطة..
يرى بها من سقطوا منجى لهم ومنهل
كالنسر حرٌّ بل أنا..
على الرواسي دارتي..
حيث هناك أعتلي وأنسب
ومن يعش في قمم بفكره
يأبى عليه طبعه
أن يحتمي بحفرة..
خفض المكان ذلّة لا أرغب
كنت المعلّى دائما.. ومعلما
كيف هوى بك المطيّ يتعب
أيا ترى..نولول..
أرحت تبتغي رضا..
من الملوك… في خشوع تمثل
بئس الفتات نكهة زائلة ..
إن الطوى في شرف
لخصلة محمودة وأفضل
ولو يدوم السغب
الناظرون للسماء في شغف
ليسوا كمن أعينهم والترب
لكلّ من سعى إلينا ما سعى
أهلا به…به المقام يرحب
وإن تولّى تائها لحاجة
فبيننا مفازة، هيهات أن تجاب أو
لحيلة لا ترهب
عذرا أيا حبيبتي..
إذا انشغلت فترة..لك المقام الأول
هات يديك يا مها ..
سنسهر الليل معا ونشرب
بيتي به حصيرة ودكّة
إذا غفا واحدنا ..
يمدّ زنده له مخدة.. الآخر
أما سوى تلك فلا..
ونكتفي من الحديث في الهوى
نفترش الدكة ما همنا سوى
أن نرتوي من شفة عن شفتي لا تذهل
تلاعب..تناغم.. دعابة..
لنا بها تفنن يفرّ منّا الملل
ما قال لي.. لي صاحبي محدّثا …
إلاّ به يزعجني أو من معه
ولا أنا بقادر في أسف أن أسمعه
يا صاحبي أقولها في ترح
يؤسفني أنت تروغ ..
بعدها أهتمّ ثمّ أبتلي..
جئت إليك يا مها في لهف..
تركت صاحبي بمضاف التتفل
شوقي إليك يا مها عنه فلا ..لا تسلي
همّي لديك يا مها. أني أراه ينجلي
فعجّلي بجرعة أخرى مها فعجّلي
**************
*- مهداة إلى الصديق الشاعر أحمد حيدر