(رزو.. وداعا)..!

دهام حسن

آلمني جدا خبر رحيلك صديقي الحميم، لم أتماسك رغم علمي أن الخبر آت لعلمي بمرضك، ذرفت عليك دموعا سخية، لقد حق على محبيك البكاء، كانت خطوة القدر أحمق هذه المرة، فاصطفاك واستعجل بك الرحيل، فجاء وأد أحلامك مبكرا.. لقد تكابرنا، كنا نمنّ أنفسنا برجاء خادع، نلوذ إلى الكذب، ونحن نلحظ آثار المرض يستبد بجسمك المتهالك النحيل ويتفاقم  يوما إثر يوم…

كنت الواعد بمشاريع كتابية عديدة، والحالم بدنيا جميلة، بل حياتك وحدها كانت مشروعا ثقافيا لم يكتمل .. كان قلبك أبيض حتى إزاء من اختلفت معهم، كنت ملاكا، كثر محبوك، واليوم جميعا متألمين يستفقدونك..أين (رزّو)..
 كيف مضى ورحل دون سابق خبر، لقد سكنت قلوبنا، سنتذكرك بخير وأسى دوما.. فوداعا يا باش مهندس،  لقاؤك كان جميلا دوما، وفراقك اليوم صعب أبدا..عزاؤنا في أسرتك الصغيرة المحبة، كما كان حبنا لك، وحبك للجميع، ورجاؤنا بالإنسان النبيل (حموك سامي) وبأهلك الطيبين الكرماء، أن يحافظوا على تراثك..وأن ينهلوا من سجاياك، فيتوجون بها ذكراك الطيبة، بالأكاليل المعطرة بنفحات الورد والياسمين، ويزرعون في نجليك مصابيح الدار من خصالك ليكونا معلما ودليلا على وفائهما وعلى خلود والدهما الفقيد الكبير (عبد الرزاق أوسي) رحمك الله ..

فلله  درّه  كم   كان  شهما
 إذا  ما  رمته  غوثا  تفانى
فنم  في  ربوة  أسمى مقاما
قرير  العين  ذاهلة   قرانا

  ************

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…

ماهين شيخاني.

 

وصلتُ إلى المدينة في الصباح، قرابة التاسعة، بعد رحلة طويلة من الانتظار… أكثر مما هي من التنقل. كنت متعبًا، لكن موعدي مع جهاز الرنين المغناطيسي لا ينتظر، ذاك الجهاز الذي – دون مبالغة – صار يعرف عمودي الفقري أكثر مما أعرفه أنا.

ترجّلتُ من الحافلة ألهث كما لو أنني خرجتُ للتو من سباق قريتنا الريفي،…