محمد قاسم
m.qibnjezire@hotmail.com
أقترح أن تستغل مناسبة يوم المعلم -أو عيده- السنوي؛ لتفاعل حيوي بين المثقفين والمجتمع والمعلم. مناسبة لتفاعل مجتمعي حول قضايا التربية عموما.
m.qibnjezire@hotmail.com
أقترح أن تستغل مناسبة يوم المعلم -أو عيده- السنوي؛ لتفاعل حيوي بين المثقفين والمجتمع والمعلم. مناسبة لتفاعل مجتمعي حول قضايا التربية عموما.
فالمعلم ليس مجرد شخصية نقول لها: كل عام وأنت بخير، أو نرسل له باقة ورد، أو قطعة لباس ، أو غير ذلك على سبيل التقدير، أو الرشوة –أحيانا- للاهتمام بأبنائنا..! ومن المؤسف أن البعض من المعلمين ينحدر الى ذلك المستوى ، سيما في مناسبات عيد المعلم، وظروف الامتحانات، حتى بتنا نسمع الغريب في ذلك –ولولا أنها صحيحة- في بعضها على الأقل- لما انتشرت الشائعات عنها بهذا القدر.. كما تسري الشائعات على مستوى الجامعات أيضا. أحيانا.
مؤسف ومخيف في آن واحد، أن ينحدر المعلم الى مستوى يفقد فيه جاذبيته كقدوة ومصدر للمعرفة والخبرات المختلفة المتعلقة بالتعلم.
فالمعلم يقوم بممارسة مهنة قيل فيها، وعنها الكثير.. ولكن ذلك لم يتجاوز مجرد بعض كلام لا يضر ولا ينفع في الغالب. بل ربما كان الضرر أكثر.
ليس المعلم بحاجة الى كلام لا مضمون له أو فيه. فهو – كما هو المفترض- مربي الإنسان. وبعضهم يشبهه بصانع الإنسان.. أو باني الأجيال- طبعا خارج دائرة الشعارات التي لا تنفع في شيء.
التربية – وفقا لأغلب النظريات- هي العامل الأساس في تكوين الشخصية – بنية ونموا – والمعلم هو المجسد لعملية التربية هذه ؛ سواء في الجانب الأساسي فيها، وهي ممارسة التربية- تعليم معارف أو إكساب خبرة التعلم الذاتي و البحث ، أو تعليم أدبيات السلوك – عبر القدوة أولا، ثم التوجيه ثانيا .أو في الجوانب الثانوية المكمّلة .
ولقد كانت الثقافة المجتمعية تولي المعلم –في مرحلة ما– أكبر الأهمية، قبل أن يتولى الساسة الأيديولوجيون التنظير لكل شيء؛ بما فيها التربية .
منذ ذلك، فقد المعلم كيانه كمعلم ذي شخصية متكاملة التكوين، ومتخصصة في العمل التربوي. وفرِّغ المعلم من المضمون لصالح شعارات تزداد كل يوم، ليتقلص دور حقيقة المعلم النموذجية طردا مع زيادة مساحة الشعارات..التي لا غاية فعلية لها سوى الشعارات
بل في بعض الحالات أصبح المعلم مجرد مُردد لما يملى عليه من غير التربويين ..فكأنه بات جهازا بلا روح، ولا عقل. ويدار بالريموت كونترول.
لقد أدى هذا –إضافة الى معاناة مالية ، خاصة في مرحلة سابقة- الى شلل روح الاهتمام بالمهنة ..والتوجه نحو القيم السائدة اجتماعيا، بدلا من أن يكون هو المنبع والمنتج لقيم جديدة، وتخيّر القيم الصالحة؛ إذا كانت قديمة. وهذا يقتضي أن يكون المعلم –دوما- متابعا، ومتفاعلا مع قيم الحياة؛ في مختلف تجليها وتغيراتها..
أي يفترض به أن يكون مثقفا بالضرورة ،سواء في الاتجاه الموسوعي الذي تكثر فيه المعارف أو في الاتجاه الفعال؛ والذي يزاوج بين إكساب المعارف والمعلومات وتطبيقاتها ميدانيا في الأذهان، وفي الواقع..ضمن الممكنات والضرورات في عمله التربوي.
كما أدى ذلك- أحيانا- الى فقدان الثقة والإيمان بالمهنة والنفس..فأصبح المعلم في حالات كثيرة؛ يتملق التلاميذ وأولياءهم، لعله يحقق مكسبا، أو يتجنب متاعب ربما. وأصبح يرى العمل مجرد مهنة ارتزاق، والأذكى هو الذي يكسب من ورائها مالا أكثر، في أقرب مدة. لاسيما بعد انتشار ظاهرة الدورات الخاصة والتي أثرت سلبا على سمعة المعلم ،ومردود عمله التربوي..
أين المشكلة؟
بالطبع المشكلة تكمن بالدرجة الأولى في السياسات التربوية، والتي تجرد المعلم – غالبا- من شخصيته، وخصوصيته؛ باملاءات تملأ الدوسيهات، ويمثلها المدير –ومن يخوّل بالتدخل بشكل ما- بأمانة عادة.
فهو- وهم- يستمرئ الكرسي الذي يجلس عليه، والطاولة التي يجلس إليها، شاعرا بأنه مصدر القرارات، فيمارسها هواية، والتزاما برضا جهات متنفذة؛ لا صلة لها بالتربية غالبا .
فتتضخم عملية الروتين، والشعار، والشكل، على حساب عملية التربية، والمضمون التحصيلي- معارف وعلوما وقواعد سلوك…!
أليس المعلم مسؤولا؟
كل إنسان يتأثر بما يقوم به من تحصيل في دراسته، وما يكتسبه في مهنته…
حتى يمكننا القول أن كل مهنة لها أخلاقها التي تميز العاملين فيها..
فالعسكري مثلا يتسم بالصرامة والقسوة وزيادة النظام –في حالته المثالية طبعا-. والجاسوس –أو المخبر- يصبح لديه الفضول، والاطلاع على خصوصيات الناس؛ هاجسا يعيشه حتى في أحلامه، وإذا لم يجد من يتجسس عليه فقد يتجه نحو الأقربين، ومنهم عائلته-أولاده وزوجته..الخ. أي تصبح الحالة سيكولوجية –وربما مرضية أحيانا- وذهنية ،يمكن اختصارها في مفهوم (ثقافة) شخصية وسلوك.
وبعض التجار يجهد أن يزيد ماله، وان جاء ذلك على حساب قيم وقواعد وضوابط دينية وأخلاقية واجتماعية ..في الغالب.
أما المعلم فطبيعة مهنته تفرض عليه عدة أمور ينبغي أن يهتم بها. عندما اختار أن يكون معلما .
يفترض به انه يعرف طبيعة العمل التربوي،مما يفرض عليه التزامات قد تحرمه من بعض مكاسب.
فالمعلم يكرر يوميا-في ممارسة عمله التربوي- قضايا ذات صلة بالأخلاق.
و يكرر يوميا ضرورة التقيد بالنظام والمبادئ والقيم…
ويكرر يوميا سرد حكايا التاريخ الأخلاقية والاجتماعية والإنسانية.
بحيث إذا تجاوز ما يسرد، فسيعيش حالة انفصام ، أو تعطيلا ذهنيا بشكل ما، أو سوء تكيف اجتماعي، منذ الأسرة، ومرورا بمختلف جوانب الحياة؛ والتجلي الاجتماعي لها.
وفي أفضل الأحوال فانه ينحدر الى نمط حياتي اعتيادي يحرمه الشعور بمكانته كمعلم ومربي.مثلما يفقد المعنى من التقدير الذي يمكن أن يحظى به اجتماعيا.
المعلم – إذا – يحمل المسؤولية التي تفرض عليه؛ إما إن يستمر معلما، أو يبحث عن عمل آخر يمكن أن يمارسه دون حرج. كأي موظف في دوائر تسهل عليه فعل ما يشاء، وان كان من الموبقات أحيانا-
فقط عليه أن يكون ذكيا، ليعرف “كيف يدبر رأسه”
في الأعمال الأخرى –على الرغم من أهميتها –لكنها تمثل مخالفات جزئية، تمس شخصا أو عائلة أو جماعة ..
أما سوء ممارسة المهنة كمعلم ،ففيه انهيار مجتمع. وان كان على المدى البعيد.
فهل حان أن يدرك الجميع أن التربية هي الميدان الأفعل-الأكثر فعالية- لنمو اجتماعي أفعل وأفضل..!
في عيد المعلم أوجه الدعوة الى ثلاثة جهات:
الجهة الأولى، السلطات، ليكن المعلم فعلا معلما عبر شخصية مستقلة وفاعلة ومؤهلة بلا أيديولوجيا.ولا تدخلات تلغي فعاليته الإبداعية..
والجهة الثانية، المعلم ، ليكن معلما – بالقدر الممكن ،ووفقا للمهمة المفترضة له..
قم للمعلم وفّّه التبجيلا=كاد المعلم أن يكون رسولا
أرأيت أشرف أو أجل من الذي=يبني وينشئ أنفسا وعقولا
فهلا أدرك المعلم موقعه- مهما كانت الظروف..!
والجهة الثالثة المجتمع، يمكن لكل فرد أن يحسن ممارسة حرفته بجدارة ونجاح، ولكن تربية الأولاد بحاجة الى متخصصين.فكن عونا لمن يحسن تربية أولادك بالتفاعل الايجابي.
وأخيرا أقترح أن تكون هذه المناسبة فرصة لكي يكتب كل معلم عن ظروف التربية من خلال المعلمين الذي تلقى منهم ، ومن خلال تجربته الخاصة –اذا كان معلما- ومن خلال فكرته أو انطباعه عن عملية التعليم وكل ما يتعلق بها إذا كان غير معلم – أي ولي أمر طالب أو طالبة.
فالمعلم يقوم بممارسة مهنة قيل فيها، وعنها الكثير.. ولكن ذلك لم يتجاوز مجرد بعض كلام لا يضر ولا ينفع في الغالب. بل ربما كان الضرر أكثر.
ليس المعلم بحاجة الى كلام لا مضمون له أو فيه. فهو – كما هو المفترض- مربي الإنسان. وبعضهم يشبهه بصانع الإنسان.. أو باني الأجيال- طبعا خارج دائرة الشعارات التي لا تنفع في شيء.
التربية – وفقا لأغلب النظريات- هي العامل الأساس في تكوين الشخصية – بنية ونموا – والمعلم هو المجسد لعملية التربية هذه ؛ سواء في الجانب الأساسي فيها، وهي ممارسة التربية- تعليم معارف أو إكساب خبرة التعلم الذاتي و البحث ، أو تعليم أدبيات السلوك – عبر القدوة أولا، ثم التوجيه ثانيا .أو في الجوانب الثانوية المكمّلة .
ولقد كانت الثقافة المجتمعية تولي المعلم –في مرحلة ما– أكبر الأهمية، قبل أن يتولى الساسة الأيديولوجيون التنظير لكل شيء؛ بما فيها التربية .
منذ ذلك، فقد المعلم كيانه كمعلم ذي شخصية متكاملة التكوين، ومتخصصة في العمل التربوي. وفرِّغ المعلم من المضمون لصالح شعارات تزداد كل يوم، ليتقلص دور حقيقة المعلم النموذجية طردا مع زيادة مساحة الشعارات..التي لا غاية فعلية لها سوى الشعارات
بل في بعض الحالات أصبح المعلم مجرد مُردد لما يملى عليه من غير التربويين ..فكأنه بات جهازا بلا روح، ولا عقل. ويدار بالريموت كونترول.
لقد أدى هذا –إضافة الى معاناة مالية ، خاصة في مرحلة سابقة- الى شلل روح الاهتمام بالمهنة ..والتوجه نحو القيم السائدة اجتماعيا، بدلا من أن يكون هو المنبع والمنتج لقيم جديدة، وتخيّر القيم الصالحة؛ إذا كانت قديمة. وهذا يقتضي أن يكون المعلم –دوما- متابعا، ومتفاعلا مع قيم الحياة؛ في مختلف تجليها وتغيراتها..
أي يفترض به أن يكون مثقفا بالضرورة ،سواء في الاتجاه الموسوعي الذي تكثر فيه المعارف أو في الاتجاه الفعال؛ والذي يزاوج بين إكساب المعارف والمعلومات وتطبيقاتها ميدانيا في الأذهان، وفي الواقع..ضمن الممكنات والضرورات في عمله التربوي.
كما أدى ذلك- أحيانا- الى فقدان الثقة والإيمان بالمهنة والنفس..فأصبح المعلم في حالات كثيرة؛ يتملق التلاميذ وأولياءهم، لعله يحقق مكسبا، أو يتجنب متاعب ربما. وأصبح يرى العمل مجرد مهنة ارتزاق، والأذكى هو الذي يكسب من ورائها مالا أكثر، في أقرب مدة. لاسيما بعد انتشار ظاهرة الدورات الخاصة والتي أثرت سلبا على سمعة المعلم ،ومردود عمله التربوي..
أين المشكلة؟
بالطبع المشكلة تكمن بالدرجة الأولى في السياسات التربوية، والتي تجرد المعلم – غالبا- من شخصيته، وخصوصيته؛ باملاءات تملأ الدوسيهات، ويمثلها المدير –ومن يخوّل بالتدخل بشكل ما- بأمانة عادة.
فهو- وهم- يستمرئ الكرسي الذي يجلس عليه، والطاولة التي يجلس إليها، شاعرا بأنه مصدر القرارات، فيمارسها هواية، والتزاما برضا جهات متنفذة؛ لا صلة لها بالتربية غالبا .
فتتضخم عملية الروتين، والشعار، والشكل، على حساب عملية التربية، والمضمون التحصيلي- معارف وعلوما وقواعد سلوك…!
أليس المعلم مسؤولا؟
كل إنسان يتأثر بما يقوم به من تحصيل في دراسته، وما يكتسبه في مهنته…
حتى يمكننا القول أن كل مهنة لها أخلاقها التي تميز العاملين فيها..
فالعسكري مثلا يتسم بالصرامة والقسوة وزيادة النظام –في حالته المثالية طبعا-. والجاسوس –أو المخبر- يصبح لديه الفضول، والاطلاع على خصوصيات الناس؛ هاجسا يعيشه حتى في أحلامه، وإذا لم يجد من يتجسس عليه فقد يتجه نحو الأقربين، ومنهم عائلته-أولاده وزوجته..الخ. أي تصبح الحالة سيكولوجية –وربما مرضية أحيانا- وذهنية ،يمكن اختصارها في مفهوم (ثقافة) شخصية وسلوك.
وبعض التجار يجهد أن يزيد ماله، وان جاء ذلك على حساب قيم وقواعد وضوابط دينية وأخلاقية واجتماعية ..في الغالب.
أما المعلم فطبيعة مهنته تفرض عليه عدة أمور ينبغي أن يهتم بها. عندما اختار أن يكون معلما .
يفترض به انه يعرف طبيعة العمل التربوي،مما يفرض عليه التزامات قد تحرمه من بعض مكاسب.
فالمعلم يكرر يوميا-في ممارسة عمله التربوي- قضايا ذات صلة بالأخلاق.
و يكرر يوميا ضرورة التقيد بالنظام والمبادئ والقيم…
ويكرر يوميا سرد حكايا التاريخ الأخلاقية والاجتماعية والإنسانية.
بحيث إذا تجاوز ما يسرد، فسيعيش حالة انفصام ، أو تعطيلا ذهنيا بشكل ما، أو سوء تكيف اجتماعي، منذ الأسرة، ومرورا بمختلف جوانب الحياة؛ والتجلي الاجتماعي لها.
وفي أفضل الأحوال فانه ينحدر الى نمط حياتي اعتيادي يحرمه الشعور بمكانته كمعلم ومربي.مثلما يفقد المعنى من التقدير الذي يمكن أن يحظى به اجتماعيا.
المعلم – إذا – يحمل المسؤولية التي تفرض عليه؛ إما إن يستمر معلما، أو يبحث عن عمل آخر يمكن أن يمارسه دون حرج. كأي موظف في دوائر تسهل عليه فعل ما يشاء، وان كان من الموبقات أحيانا-
فقط عليه أن يكون ذكيا، ليعرف “كيف يدبر رأسه”
في الأعمال الأخرى –على الرغم من أهميتها –لكنها تمثل مخالفات جزئية، تمس شخصا أو عائلة أو جماعة ..
أما سوء ممارسة المهنة كمعلم ،ففيه انهيار مجتمع. وان كان على المدى البعيد.
فهل حان أن يدرك الجميع أن التربية هي الميدان الأفعل-الأكثر فعالية- لنمو اجتماعي أفعل وأفضل..!
في عيد المعلم أوجه الدعوة الى ثلاثة جهات:
الجهة الأولى، السلطات، ليكن المعلم فعلا معلما عبر شخصية مستقلة وفاعلة ومؤهلة بلا أيديولوجيا.ولا تدخلات تلغي فعاليته الإبداعية..
والجهة الثانية، المعلم ، ليكن معلما – بالقدر الممكن ،ووفقا للمهمة المفترضة له..
قم للمعلم وفّّه التبجيلا=كاد المعلم أن يكون رسولا
أرأيت أشرف أو أجل من الذي=يبني وينشئ أنفسا وعقولا
فهلا أدرك المعلم موقعه- مهما كانت الظروف..!
والجهة الثالثة المجتمع، يمكن لكل فرد أن يحسن ممارسة حرفته بجدارة ونجاح، ولكن تربية الأولاد بحاجة الى متخصصين.فكن عونا لمن يحسن تربية أولادك بالتفاعل الايجابي.
وأخيرا أقترح أن تكون هذه المناسبة فرصة لكي يكتب كل معلم عن ظروف التربية من خلال المعلمين الذي تلقى منهم ، ومن خلال تجربته الخاصة –اذا كان معلما- ومن خلال فكرته أو انطباعه عن عملية التعليم وكل ما يتعلق بها إذا كان غير معلم – أي ولي أمر طالب أو طالبة.
المهم أن تكون المناسبة فرصة لتفاعل حقيقي في المنابر المختلفة.