محمد قاسم
m.qibnjezire@hotmail.com
m.qibnjezire@hotmail.com
في يوم 24/3/ 2002 كنا في الدوار الذي تتفرع منه المواصلات بين القامشلي والحسكة وبقية المناطق -دواري زوري-، كانت سيارات كثيرة براكبيها تنتظر جنازة في تابوت مرصص، حملته الطائرة القادمة من ألمانيا الى حلب، لترتاح قليلا قبل استئنافها السير الى القامشلي؛ عبر الطريق البري، مع جمع من المشيعين ، وتتكاثف السيارات المشاركة كلما ازدادت قربا من قامشلي.وحين يصل الموكب الى “جامع زين العابدين” يترجل الناس، ويمشون مع حملة التابوت الى مقبرة حي قدور بك. لتواري الجنازة في الثري، بعد انتظار كاد أن يبلغ الساعتين؛ لعدم تناسب حجم المقبرة مع قياس التابوت،علما بان القبر محفور منذ أكثر من يومين، حينما بلغ ذويها الخبر.. القاسي والمؤلم.
شاب نازي في ألمانيا يخرج من السجن، ويجد المرحوم أمامه فيقتله ببلطة انتقاما –دون معرفة سابقة سوى انه من الأجانب.. وقد شاهدت فتاتان ألمانيتان ، الحادث، فأبلغتا الشرطة هاتفيا محددتين المكان، ومواصفات الجاني – فجاءت “هليوكوبتر” خصيصا؛ لتنقله الى مشفى ألماني، ويجاهد المرحوم كي يبقى حيا؛ لكن الضربة كانت مميتة، وقد ألقت الشرطة- بناء على بلاغ الفتاتين – القبض على الجاني. خلال أقل من أربع وعشرين ساعة.!
وعندما سئل عن الدافع الى ما قام به من فعل شنيع؛ قال: خرجت من السجن الذي كان بإبلاغ من أمي، فقررت قتلها عند خروجي، ولكني التقيت المجني عليه، وعلمت انه من اللاجئين، فغيرت رأيي، وقلت أن قتله خير من قتل أمي..وهذا ما حدث.!!!
بعد مسيرة السيارات كانت مسيرة الراجلين الى المقبرة حيث أودع التابوت الثرى.. بعد تعديل القبر كما سبق القول.
اوجد ذلك بعض ملل وإرهاق عند المشيعين الذين طال بهم البقاء في جو الاستقبال والمسير وانتظار تعديل القبر. وكان يمكن تلافي الأمر بشيء من النظام والمتابعة بلا شك.
المشكلة في ثقافتنا الاجتماعية أننا ننساق الى العاطفة أو اللامبالاة في تقدير جهود الآخرين الذين هم في ظروف قد تكون قاسية صحيا، أو قد تتضرر مصالحهم وأعمالهم..الخ. بما يتحملون من تأخر.
وهذا ليس هنا فقط، بل هي ظاهرة اجتماعية تتكرر في كل مناسبة مشابهة و غير مشابهة أيضا.
برنامج إلقاء الكلمات كما يلي:
كلمة الجبهة ثم التحالف ثم كلمة الحزب الشيوعي السوري وكلمة عن ديرك ثم كلمة من صديقه المحامي صادق وكلمة من زميل كان معه في سجن دير الزور-من آل عمرو.. وكان عريف الحفلة هو السيد برزو- ابن عمة المرحوم درويش. وألقى كلمة آل الفقيد .
أما الذين ألقوا الكلمات فقد كانوا :
الكلمات جميعا باللغة العربية ما عدا كلمتي- محمد قاسم- فقد كانت باللغة الكردية وهذا نصها:
وعندما سئل عن الدافع الى ما قام به من فعل شنيع؛ قال: خرجت من السجن الذي كان بإبلاغ من أمي، فقررت قتلها عند خروجي، ولكني التقيت المجني عليه، وعلمت انه من اللاجئين، فغيرت رأيي، وقلت أن قتله خير من قتل أمي..وهذا ما حدث.!!!
بعد مسيرة السيارات كانت مسيرة الراجلين الى المقبرة حيث أودع التابوت الثرى.. بعد تعديل القبر كما سبق القول.
اوجد ذلك بعض ملل وإرهاق عند المشيعين الذين طال بهم البقاء في جو الاستقبال والمسير وانتظار تعديل القبر. وكان يمكن تلافي الأمر بشيء من النظام والمتابعة بلا شك.
المشكلة في ثقافتنا الاجتماعية أننا ننساق الى العاطفة أو اللامبالاة في تقدير جهود الآخرين الذين هم في ظروف قد تكون قاسية صحيا، أو قد تتضرر مصالحهم وأعمالهم..الخ. بما يتحملون من تأخر.
وهذا ليس هنا فقط، بل هي ظاهرة اجتماعية تتكرر في كل مناسبة مشابهة و غير مشابهة أيضا.
برنامج إلقاء الكلمات كما يلي:
كلمة الجبهة ثم التحالف ثم كلمة الحزب الشيوعي السوري وكلمة عن ديرك ثم كلمة من صديقه المحامي صادق وكلمة من زميل كان معه في سجن دير الزور-من آل عمرو.. وكان عريف الحفلة هو السيد برزو- ابن عمة المرحوم درويش. وألقى كلمة آل الفقيد .
أما الذين ألقوا الكلمات فقد كانوا :
الكلمات جميعا باللغة العربية ما عدا كلمتي- محمد قاسم- فقد كانت باللغة الكردية وهذا نصها:
Çend pirs di sere min de di gerin ,ji ber ku mana me li goristanê dirêj bû.u we hemiyan pesnê rehmetî da, dibînim ku bi kurtî çend pirsan bikim.
1-pirsa pêşî ji welêt re : çima zarokê xwe ji ber singa xwe berdidê, da bi xeniqin di ava de,-derya de- yan jî bi kevin di nav lepê mafia de,yan jî bi destê naziya bêne kuştin…?. 2-pirsa diduwan ,madem we hemiyan pesnê rehmetî dan,u gelekî pesnê wî hûnandin,diyarkirin bi rewşek şêrîn, çima -nexwe- Derwêş ço? Çima cihê wî dinav we de nebû heta ço? U di navdestê naziya ket..? Û jibo bê kuştin?! Û demê kû hûn hemû di bêjin kesên weke wî ji bizava kurdî re gerekin..! 3- pirsa sisiyan ewe: çima kesên me heta saxin di navmede ne ,bê qedrin..? piştî dimirin, ji nûve histiran bi dû wan de di barênin? Bihtir ev pirsa dawî jibo rêkxitinên kurdane, nemaze rêkxistinên bizava siyasîya kurdî..?! |
وترجمة الكلام سريعا هي:
بما أننا تأخرنا قليلا بسبب الانشغال بتجهيز القبر، ولأن الخطباء الذين سبقوني قد جاؤوا على مديح المرحوم وذكر مناقبه .. ما أرى، فانه كاف، ولئلا أكررها، ولكني سأقتصر فقط على الأسئلة التالية، والتي تدور في رأسي وهي:
السؤال الأول: لماذا يترك الوطن –البلاد- أولاده، ويُدفع بهم من أحضانه ليقعوا ضحية غرق في بحر، أو يقعوا تحت قبضة مافيا ، أو يُقتلوا بيد النازية الجديدة في أوروبا..؟!
سؤال موجه للوطن..!
السؤال الثاني: مادمتم جميعا قد أسهبتم في مديح المرحوم؛ فلم لم تسندوه وهو بين ظهرانيكم،؟
بل لماذا دفعتم به الى الهجرة؛ وأنتم بحاجة الى خبرته، وإمكاناته ومن مثله كما تقولون؟
وتشكون باستمرار قلة وجود أمثاله وخاصة ضمن الحركة السياسية –الأحزاب الكردية..؟!
والسؤال الثالث: إذا لم نقدر أحياءنا فما هي الجدوى من الاحتفال بهم بعد الموت؟
ونذرف الدموع مدرارا عليهم، وإن هذا السؤال الأخير موجه الى بشكل أساسي الى قيادات الحركة السياسية الكردية..!
وبعد ذلك عدنا الى خيمة العزاء فالتقينا بعض ذوي المرحوم وأصدقاءه وقد أبدو استحسانهم لكلمتي ومنهم: السادة إسماعيل عمر، وعبد الباقي يوسف وبعض الحاضرين. بل -وفيما بعد- كانت أصداء الكلمة تتفاعل، وتنتشر.. وكاشفني بذلك السيد (غازي برو) والسيدان: كوني رش، و رزو[i]؛ عندما حضرا الى تعزيتي بوفاة والدتي.
ثم عدنا الى البيت.
لنقوم بواجب العزاء في اليوم التالي وكنا نأمل أن نجمع بين المشاركة في دفن المرحوم تيريز[ii] وعزاء المرحوم درويش لكن الظروف لم توافقنا فاكتفينا بعزاء درويش..
…………………………….
· ألقيت الكلمة في مقبرة قدور بك –قامشلي. بمناسبة فن جنازة المرحوم درويش ملا سليمان –السياسي الكوردي السوري المعروف وكان قد قتل على يد نازي جديد في ألمانيا كما هو موضح. وجدتها في أرشيفي ففضلت أن نشرها في الذكرى الثامنة لوفاته
بما أننا تأخرنا قليلا بسبب الانشغال بتجهيز القبر، ولأن الخطباء الذين سبقوني قد جاؤوا على مديح المرحوم وذكر مناقبه .. ما أرى، فانه كاف، ولئلا أكررها، ولكني سأقتصر فقط على الأسئلة التالية، والتي تدور في رأسي وهي:
السؤال الأول: لماذا يترك الوطن –البلاد- أولاده، ويُدفع بهم من أحضانه ليقعوا ضحية غرق في بحر، أو يقعوا تحت قبضة مافيا ، أو يُقتلوا بيد النازية الجديدة في أوروبا..؟!
سؤال موجه للوطن..!
السؤال الثاني: مادمتم جميعا قد أسهبتم في مديح المرحوم؛ فلم لم تسندوه وهو بين ظهرانيكم،؟
بل لماذا دفعتم به الى الهجرة؛ وأنتم بحاجة الى خبرته، وإمكاناته ومن مثله كما تقولون؟
وتشكون باستمرار قلة وجود أمثاله وخاصة ضمن الحركة السياسية –الأحزاب الكردية..؟!
والسؤال الثالث: إذا لم نقدر أحياءنا فما هي الجدوى من الاحتفال بهم بعد الموت؟
ونذرف الدموع مدرارا عليهم، وإن هذا السؤال الأخير موجه الى بشكل أساسي الى قيادات الحركة السياسية الكردية..!
وبعد ذلك عدنا الى خيمة العزاء فالتقينا بعض ذوي المرحوم وأصدقاءه وقد أبدو استحسانهم لكلمتي ومنهم: السادة إسماعيل عمر، وعبد الباقي يوسف وبعض الحاضرين. بل -وفيما بعد- كانت أصداء الكلمة تتفاعل، وتنتشر.. وكاشفني بذلك السيد (غازي برو) والسيدان: كوني رش، و رزو[i]؛ عندما حضرا الى تعزيتي بوفاة والدتي.
ثم عدنا الى البيت.
لنقوم بواجب العزاء في اليوم التالي وكنا نأمل أن نجمع بين المشاركة في دفن المرحوم تيريز[ii] وعزاء المرحوم درويش لكن الظروف لم توافقنا فاكتفينا بعزاء درويش..
…………………………….
· ألقيت الكلمة في مقبرة قدور بك –قامشلي. بمناسبة فن جنازة المرحوم درويش ملا سليمان –السياسي الكوردي السوري المعروف وكان قد قتل على يد نازي جديد في ألمانيا كما هو موضح. وجدتها في أرشيفي ففضلت أن نشرها في الذكرى الثامنة لوفاته
[i] -توفي المرحوم رز هذا العام وقد كتبت وقد نشرت مقالا بعنوان “لك السلامة رزو” كان قد
اعد قبل وفاته لكني أشرت الى وفاته في تكملة له.
اعد قبل وفاته لكني أشرت الى وفاته في تكملة له.
[ii] – لم أتمكن من المشاركة في تشييعه ولكني شاركت -مع جمع من المهتمين – في أربعينيته في الأول من شهر أيار –وكان عيدا للعمال –للأسف لم أستكمل المشاركة لأن أحد أقربائي –شفيق جانكير- جاء يخبرني بأن والتي قد لحقت بالرفيق الأعلى..رحمها ورحمهم الله جميعا..