د. علاء الدين جنكو
لا أدري لماذا يشدني اللون الأحمر في علم بلادنا سوريا عندما أراه من بين سائر أعلام البلدان الأخرى ؟ ربما يكون السبب هو استحضار دماء الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء في سبيل استقلال سوريا من الاستعمار والاحتلال الفرنسي .
لا أدري لماذا يشدني اللون الأحمر في علم بلادنا سوريا عندما أراه من بين سائر أعلام البلدان الأخرى ؟ ربما يكون السبب هو استحضار دماء الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء في سبيل استقلال سوريا من الاستعمار والاحتلال الفرنسي .
أولئك الشهداء الذين توزعوا على طول البلاد وعرضها، من غير تقصير من أحد، فالشعب يومها كان على قلب رجل واحد ، في الدفاع عن حق البلد في الحرية والاستقلال .
لم تكن أحداث معركة ميسلون بقيادة يوسف العظمة في الشام بعيدة عن أحداث بياندور الكردية في الجزيرة ولا أحداث جبل الزاوية بقيادة إبراهيم هنانوا بعيدة عن أحداث جبل العرب بقيادة سلطان باشا الأطرش ، الجميع كان يحمل أرواحهم على أكفهم ويقدمونها فداء لكرامة البلاد واستقلاله.
إن جدلية العلاقة بين الولاء للوطن من جهة والولاء للقومية والعرق والدم من جهة ثانية وللدين من جهة ثالثة مثار خلاف ومحل تناقض عند البعض من الناس، وخاصة بين أبناء شعبنا الكردي في سوريا .
إن الولاء للدم والعرق بات يجري مع الدم في الشرايين، فالكردي ارتبط بكرديته ارتباطاً لا يقل عن ارتباط العربي والفارسي والتركي بقومياتهم، وذلك أمر محمود إذا لم يدخل في نطاق التعصب الأعمى الذي يودي بصاحبه إلى مستنقعات النتانة التي وقع فيها – وبكل أسف – الكثيرون من أبناء تلك القوميات .
أما رابطة الوطنية وأقصد بها ارتباط الكردي بوطنه سوريا فقد أصبح محل خلاف، حيث يرى البعض أن الولاء للوطن السوري يتناقض مع الولاء للقومية الكردية، وهذا برأيي الشخصي خطأ كبير يقع فيه البعض، ويعطي بذلك المبررات للآخرين للنيل من ولائه وتوجهه الوطني واتهامه بالارتباط بالخارج !!
والمراقب لساحات الولاء سيجد أن الولاء للوطن اليوم بات من أقوى أنواع الولاءات فالمصري على سبيل المثال ولاؤه المصري مقدم على ولائه العربي وكذلك الجزائري سواء كان عربياً أو أمازيغياً فالولاء للجزائر عنده مقدم على كل ولاء، وهكذا المغربي والعراقي …
يبرر البعض أن الولاء يتناقص ويضعف وربما ينعدم بسبب سياسات بعض الحكومات ومواقفها السلبية وإجراءاتها الخاطئة، وأنا مع هذا الرأي ولكن أرى أن التغلب على هذه النظرة أفضل من السير فيها فالولاء يجب أن يزداد في مثل هذه الحالات وأن يكون الخلاف داخلي وفي النطاق الوطني الأسري لأنها متى خرجت تدخلت المصالح وكثرت الاتهامات وزادت الانشقاقات، كما أن إضعاف الولاء لا يكون حلاً لما نحن فيه من مشاكل لابد لها من حلول عاجلة، مثل مشكلة المحرومين من الجنسية ، ومشكلة القانون العقاري رقم 49 .
لا أخفي أني في كثير من الأحيان كنت لا أتجرأ لإبداء ما في قناعاتي من الولاء للوطن سوريا خوفاً من اتهامي بالعمالة والمزاودة من ناحية والخيانة من ناحية أخرى !!
إن الارتباط الوثيق بين الولاءات القومية والوطنية والدينية التي تربينا عليها لا تجد تناقضاً فيما بينها ، ولا يستطيع أحد أن يزاود علينا في هذا المجال ولا أن نزاود على أحد فيه.
فولائنا الكردي نعتز به ونرفع به هاماتنا افتخاراً، ونكتب ونقول بل ونصرخ بالمطالبة بحقوقنا المشروعة في النطاق الوطني .
وكم سيكون الشعب الكردي سعيداً عندما يرى أن جامعة دمشق تفتح قسماً لدراسة اللغة والأدب الكردي، وكم سيكون أسعد لو بث التلفزيون السوري برامج باللغة الكردية .
إن سوريا وقيادتها أولى من غيرها من الدول المجاورة بمنح أبنائها من الشعب الكردي السوري هذه الحقوق الربانية، فلماذا لا ينعم الكردي السوري بما منحته سوريا لأشقائه الأكراد من الأجزاء الباقية يوم أن كانت ملاذاً آمنا لهم جميعاً .
أما الولاء للوطن فليس حكراً على العربي السوري، وهنا أقولها وبكل فخر: إن الشعب الكردي له بصمته الواضحة في حياة الوطن منذ فجر التاريخ الحديث والمعاصر وإلى يومنا هذا .
وليس أدل على ذلك من مقولة السيد الرئيس بشار الأسد عندما قال: بأن الأكراد نسيج من الشعب السوري.
كما أن الاتهامات الباطلة التي تصدر بين الفينة والأخرى من بعض العروبيين المتعصبين الذين يتهمون الكرد جزافاً باتهامات باطلة وليس لها أساس من الصحة، فليس معنى قولي: (أخي أخذ حقي أني أتآمر مع الآخرين على قتله)، ومن تصور هذا فهو يعاني من أمراض نفسية خلفتها العصبية القومية .
أما الولاء للدين فهو السياج الحامي للولائين السابقين فإن انتماءنا الإسلامي الحقيقي البعيد عن التطرف والتعصب والتشدد والإرهاب هو الذي عمق فينا ولاء الدم وولاء الوطن وزرع فينا حب القوم وحب البلد في كل الظروف .
ولم يكن لهذا الولاء العقدي ليمزق أشلاء ولائي القومي ولا ولائي الوطني بل على العكس تماما فقد حفظ لي ذلك في زمن باتت فيه المزايدات هي السلعة الرائجة، والاتهامات بالعمالة والخيانة لمجرد الاختلاف في الرأي هي التجارة الإعلامية السائدة .
بعيد وصول والدتي إلى العاصمة البلجيكية بروكسل في زيارة لشقيقي هناك اتصل بها خالي ومازحها قائلاً : لقد أصبحت بلجيكية !!
إن الولاء للدم والعرق بات يجري مع الدم في الشرايين، فالكردي ارتبط بكرديته ارتباطاً لا يقل عن ارتباط العربي والفارسي والتركي بقومياتهم، وذلك أمر محمود إذا لم يدخل في نطاق التعصب الأعمى الذي يودي بصاحبه إلى مستنقعات النتانة التي وقع فيها – وبكل أسف – الكثيرون من أبناء تلك القوميات .
أما رابطة الوطنية وأقصد بها ارتباط الكردي بوطنه سوريا فقد أصبح محل خلاف، حيث يرى البعض أن الولاء للوطن السوري يتناقض مع الولاء للقومية الكردية، وهذا برأيي الشخصي خطأ كبير يقع فيه البعض، ويعطي بذلك المبررات للآخرين للنيل من ولائه وتوجهه الوطني واتهامه بالارتباط بالخارج !!
والمراقب لساحات الولاء سيجد أن الولاء للوطن اليوم بات من أقوى أنواع الولاءات فالمصري على سبيل المثال ولاؤه المصري مقدم على ولائه العربي وكذلك الجزائري سواء كان عربياً أو أمازيغياً فالولاء للجزائر عنده مقدم على كل ولاء، وهكذا المغربي والعراقي …
يبرر البعض أن الولاء يتناقص ويضعف وربما ينعدم بسبب سياسات بعض الحكومات ومواقفها السلبية وإجراءاتها الخاطئة، وأنا مع هذا الرأي ولكن أرى أن التغلب على هذه النظرة أفضل من السير فيها فالولاء يجب أن يزداد في مثل هذه الحالات وأن يكون الخلاف داخلي وفي النطاق الوطني الأسري لأنها متى خرجت تدخلت المصالح وكثرت الاتهامات وزادت الانشقاقات، كما أن إضعاف الولاء لا يكون حلاً لما نحن فيه من مشاكل لابد لها من حلول عاجلة، مثل مشكلة المحرومين من الجنسية ، ومشكلة القانون العقاري رقم 49 .
لا أخفي أني في كثير من الأحيان كنت لا أتجرأ لإبداء ما في قناعاتي من الولاء للوطن سوريا خوفاً من اتهامي بالعمالة والمزاودة من ناحية والخيانة من ناحية أخرى !!
إن الارتباط الوثيق بين الولاءات القومية والوطنية والدينية التي تربينا عليها لا تجد تناقضاً فيما بينها ، ولا يستطيع أحد أن يزاود علينا في هذا المجال ولا أن نزاود على أحد فيه.
فولائنا الكردي نعتز به ونرفع به هاماتنا افتخاراً، ونكتب ونقول بل ونصرخ بالمطالبة بحقوقنا المشروعة في النطاق الوطني .
وكم سيكون الشعب الكردي سعيداً عندما يرى أن جامعة دمشق تفتح قسماً لدراسة اللغة والأدب الكردي، وكم سيكون أسعد لو بث التلفزيون السوري برامج باللغة الكردية .
إن سوريا وقيادتها أولى من غيرها من الدول المجاورة بمنح أبنائها من الشعب الكردي السوري هذه الحقوق الربانية، فلماذا لا ينعم الكردي السوري بما منحته سوريا لأشقائه الأكراد من الأجزاء الباقية يوم أن كانت ملاذاً آمنا لهم جميعاً .
أما الولاء للوطن فليس حكراً على العربي السوري، وهنا أقولها وبكل فخر: إن الشعب الكردي له بصمته الواضحة في حياة الوطن منذ فجر التاريخ الحديث والمعاصر وإلى يومنا هذا .
وليس أدل على ذلك من مقولة السيد الرئيس بشار الأسد عندما قال: بأن الأكراد نسيج من الشعب السوري.
كما أن الاتهامات الباطلة التي تصدر بين الفينة والأخرى من بعض العروبيين المتعصبين الذين يتهمون الكرد جزافاً باتهامات باطلة وليس لها أساس من الصحة، فليس معنى قولي: (أخي أخذ حقي أني أتآمر مع الآخرين على قتله)، ومن تصور هذا فهو يعاني من أمراض نفسية خلفتها العصبية القومية .
أما الولاء للدين فهو السياج الحامي للولائين السابقين فإن انتماءنا الإسلامي الحقيقي البعيد عن التطرف والتعصب والتشدد والإرهاب هو الذي عمق فينا ولاء الدم وولاء الوطن وزرع فينا حب القوم وحب البلد في كل الظروف .
ولم يكن لهذا الولاء العقدي ليمزق أشلاء ولائي القومي ولا ولائي الوطني بل على العكس تماما فقد حفظ لي ذلك في زمن باتت فيه المزايدات هي السلعة الرائجة، والاتهامات بالعمالة والخيانة لمجرد الاختلاف في الرأي هي التجارة الإعلامية السائدة .
بعيد وصول والدتي إلى العاصمة البلجيكية بروكسل في زيارة لشقيقي هناك اتصل بها خالي ومازحها قائلاً : لقد أصبحت بلجيكية !!
فردت وهي التي لم تحمل في يدها قلماً ولم تدخل المدرسة يوماً: إني لا أعطي قبضة من تراب سوريا ببلجيكا كلها !! هكذا ربتنا الأم المحبة لوطنها منذ أن أرضعتنا في الأيام الأولى من حياتنا، وبذلك المذاق نجدد ولائنا القومي والوطني في يوم الجلاء ….