إنا على فراقك لمحزونون يا عبد الكريم سيد أحمد

 المهندس: عبد اللطيف سليمان

سل شراعي
كم تاه في عباب البحر
و الموج هائجٌ
فلا التيه و لا اللجة
أثنته أن يحمل من ودعنه
نحو السماء …. فالعنان
سل فؤادي
كم تهاوى في أغوار الأسى

و احتشى غمةً
 فأدمع لفراق من أحب

 و لصرخة المفجوع
 في رحى الزمان
أبا أحمد
إني و أيم الله
ما ارتأيت أن انحني
إلا لسجدةٍ أو شربة عينٍ
أو لقبلة شيخٍ أو عليلٍ
خارت قواه قبل الأوان
 و ها هي
 ركبي ترتعش فتنحني  
إذ يهال عليك الثرى
و خيوط المطر كأثلمة البخت
تزاور قبرك
في سؤددٍ و حنان
و أستذكرك
طفلاً رضيعاً أحملك
أجوب بك أنحاء قريتنا
رميلان الشيخ
إذ كانت كبيرةَ وجميلةَ
حتى قريبٍ من الزمان
كبيرةَ بعلمها
و كم نهل منه الطلاب
و جميلةَ بربيعها و كم غرزتُ من ورده
في حلقات شعرك الطري
و بنهرها و كم نثرت من مائه
على وجهك الصغير
و بضيوفها
و كم احتضنتهم بيادرها الشاسعة
في إيثار و تفان ِ
أستذكرك
شاباَ مفعماَ بالحياة
تسارع الخطى
في شوارع ديريك
و خيوط المطر تلفح جسدك النحيل
فتنتقل من دارٍ إلى دار
لتجلس أمام الحاسوب
إما معلماً أو مصلحاً أو مشغلا
إذ كنت من السباقين إلى هذا العلم
و بذلت ما بوسعك في خدمته
دون تمييزٍ بين الفقير
و أولي الشأن

أخي و جاري
ذاك هو القدر يجمع القلوب و يفرقها
و قدر الرجال بأعمالهم
و كنت كريماً وشجاعاً و ودوداً و أميناً
و هل يُذكر و يُخلد الإنسان إلا بهم
في كل الزمان و كل المكان
إنا و الله على فراقك لمحزونون
فليرحمك الله

و إنا لله و إنا إليه راجعون

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

دريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…