في كوما راونكه.. الشعر الكردي المترجم إلى العربية

 دمشق – عمر كوجري

بدأت koma rawengeh  نشاطها الثقافي لهذا الشهر مساء أمس بأمسية للكاتب والصحفي الكردي “صلاح برواري” وبعد أن ألقى  مدير الندوة كلمة باسم الفرقة تحدث فيها عن العقلانية والعلمية والموضوعية و”الاستدراكية” باقتضاب ، قدم ضيف اللقاء الأستاذ صلاح برواري ” الذي ولد في كردستان العراق عام 1957، وله كتب عديدة تصل إلى الخمسين كتاباً وتولى رئاسة تحرير صحيفة “كه ل” ، وترجم نماذج من الشعر الكردي في الصحافة العربية “كملحق النهار والمستقبل وغيرهما”.

بعدها قدم الأستاذ الضيف ترجماته لبعض نصوص الشاعرتين الكرديتين كزال أحمد ودلشاه يوسف فقدم عرضاً لحياتهما بأسلوب شعري ، ثم عرض أعمال “أحمد” مرفأ برمودا – أقوال القول- فنجان قهوة معه – كسرت المرايا ، و “يوسف ” شمال القلب ”
وتلا النماذج الشعرية التي ترجمها للشاعرتين

كزال أحمد :

ما أعشقني أنا
كأني شعر فتاة مندى
يقطر ماء
ولا يجف أبداً
أو كأني
شفتان مكتنزتان لأفريقي
لحظة يقبل الهواء ………

دلشاه يوسف :

كالمطر ..
سأهد حيطانك الطينية
على قد قامتك
لأشيد محلها
لهذا القلب
قصوراً من العشق
ومن السماء سأسرق
قوس قزح أزين به قدي وقامتي
وكان المترجم موفقاً في اختيارهذه النماذج للترجمة ، وخاصة الشعر النسائي الكردي الذي لا يلقى مساحته للنشر إلى لغات أخرى مما يساهم في عدم التواصل المعرفي مع الحقول المعرفية ، والرموز الإبداعية لدى من يتعايش من الكرد وسطهم ، وضمن محيطهم الجغرافي والأدبي .
عموماً كان النصوص متفاوتة من حيث قوة الألق الإبداعي ، بعضها قوية وبعضها يعتريها بعض الوهن. ولاندري هل كان هذا عائداً إلى علة في الترجمة، أو في النصوص رغم معرفتنا الأكيدة بصعوبة الحفاظ على الروح البكر للنصوص “الشعرية “خاصة في مقاربتها، وترجمتها إلى لغة أو لغات ثانية، فالمناخات تختلف بالتأكيد ، والأستاذ صلاح كان له ثواب الاجتهاد ، والنصوص لم تكن أمامنا حتى نحكم في النهاية على قوة الترجمة او تململها.
طاف السيد برواري مستميعه في أفياء منجزه ، ساعدته محاولته في إلقاء النصوص إلقاء شعرياً يجذب، ويشحذ ذهن المتلقي وقد نجح في هذا الجانب دون الوقوع في مطب الأخطاء الإملائية واللغوية ، وهذا – لعمري – يسجل لصالحه.
وبعد أن انتهى من قول ما عنده جاء من يقول ما عنده من الحضور بقصد الإغناء والإفادة.
عبدالرحمن شيخي: رأى أن مهمة المترجم كانت صعبة خاصة أن الشعر لا يترجم بسهولة ، وأي ترجمة تغير المناخات ولا تستطيع المحافظة على جوهر العمل المترجم ، ثم ناقش المحاضر ببعض الهنات اللغوية وغيرها
ديا جوان : أبدت سعادتها وحبورها بحضور هذه الأمسية وتمنت أن تستمر نشاطات الفرقة في هذا الجانب خدمة للثقافة الكردية ، ورأت أن الشاعرة كزال قد تناولت في موضوعاتها الشعرية بجرأة ومقدرة يحسد عليها
عمر كوجري : لاحظ أن المترجم  قد سلب دور المتلقي عندما قدم الشاعرتين بطريقة استعراضية “بعيدة عن الموضوعية ، كذلك رأى أن الترجمة تعيبها اللغة المندرسة والمهملة من المعجم الجاهلي، وأيد كلامه بالشروحات الكثيرة في أسفل القصائد ، ولاحظ أيضاً أن ترجمة المترجم لقصائد دلشاه كانت أكثر توفيقاً من قصائد كزال .
هوشنك أوسي : بدوره أيضاً رأى أن نصوص دلشاه برزت أقوى من نصوص كزال من خلال الترجمة ، وعاب على المترجم عدم إنصافه حينما عرض لحياة دلشاه ناعتاً إياها “بالشاعرة الواعدة  والمغمورة، في حين أنها مشهورة وكاتبة منذ سنوات عديدة.
مسعود حامد : قال للمترجم إنه غمط حق دلشاه ، وقلل من شأنها في تقديمه لها ، وكانت والكلام لحامد نشيطة وعلى كل الصعد ضمن صفوف pkk  قبل أن تتفرغ للعمل الصحفي والإعلامي في كردستان العراق.
وقد شارك من الحضور عدد آخر حاول أن يغني الأمسية.
وكان الأستاذ صلاح يرد على مداخلات الحضور واستفساراتهم التي رأى أنه كانت مفيدة بدعابته المعهودة ، وروحه المرحة.
غني عن البيان أن فرقة راونكه هي تجمع ثقافي كردي تمارس نشاطها باستقلالية تامة ، ولاتمثل أو تعمل لصالح أية مؤسسة حزبية ، ونشاطها إلى الآن ينصب في جانب إحياء الأمسيات والنشاطات باللغة العربية ، وهذه الأنشطة متنوعة من اهتمام بالتاريخ والفلكلور والأدب الكردي بمختلف ضروبه الإبداعية .

 emerkoceri@gmail.com

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ماهين شيخاني

كان مخيم ( برده ره ش ) يرقد بين جبلين صامتين كحارسين منسيّين: أحدهما من الشمال الشرقي، يختزن صدى الرياح الباردة، والآخر من الغرب، رمليّ جاف، كأنّه جدار يفصلنا عن الموصل، عن وطنٍ تركناه يتكسّر خلفنا… قطعةً تلو أخرى.

يقع المخيم على بُعد سبعين كيلومتراً من دهوك، وثلاثين من الموصل، غير أن المسافة الفعلية بيننا…

إدريس سالم

 

ليستِ اللغة مجرّد أداة للتواصل، اللغة عنصر أنطولوجي، ينهض بوظيفة تأسيسية في بناء الهُوية. فالهُوية، باعتبارها نسيجاً متعدّد الخيوط، لا تكتمل إلا بخيط اللغة، الذي يمنحها وحدتها الداخلية، إذ تمكّن الذات من الظهور في العالم، وتمنح الجماعة أفقاً للتاريخ والذاكرة. بهذا المعنى، تكون اللغة شرط لإمكان وجود الهُوية، فهي المسكن الذي تسكن فيه الذات…

مازن عرفة

منذ بدايات القرن الحادي والعشرين، يتسارع الزمن في حياتنا بطريقة مذهلة لا نستطيع التقاطها، ومثله تغير أنماط الحياة الاجتماعية والإنسانية، والاكتشافات المتلاحقة في العلوم والتقنيات، فيما تغدو حيواتنا أكثر فأكثر لحظات عابرة في مسيرة «الوجود»، لا ندرك فيها لا البدايات ولا النهايات، بل والوجود نفسه يبدو كل يوم أكثر إلغازاً وإبهاماً، على الرغم من…

أصدرت منشورات رامينا في لندن كتاب “كنتُ صغيرة… عندما كبرت” للكاتبة السورية الأوكرانية كاترين يحيى، وهو عمل سيريّ يتجاوز حدود الاعتراف الشخصي ليغدو شهادة إنسانية على تقاطعات الطفولة والمنفى والهوية والحروب.

تكتب المؤلفة بصدقٍ شفيف عن حياتها وهي تتنقّل بين سوريا وأوكرانيا ومصر والإمارات، مستحضرةً محطات وتجارب شكلت ملامحها النفسية والوجودية، وموثقةً لرحلة جيل عاش القلق…