محمد قاسم “ابن الجزيرة”
m.qibnjezire@hotmail.com
m.qibnjezire@hotmail.com
و”ملايي حمديه” أو ملا محمدي حمديه” فقد نسب إلى زوجته في الشهرة؛ ربما لأنها كانت ذات شخصية نسائية في وقت لا تقبل فيه الثقافة الرجولية، أن تشتهر المرأة على حساب زوجها ..رحمهما الله. ملا محمد هذا كان مؤذنا يلعلع صوته الشجي، ونغمته المميزة من على المآذن،خمس مرات داعية إلى الصلاة”الله اكبر..الله اكبر…لا إله إلا الله”.
وقد سجلت هذه الظاهرة الصوتية المجلجلة والمنغمة للأذان بتميز أثرا يجعل الروح تخشع ، وأكاد أقول سجل فولكلورا دينيا في مدينة “ديرك”.إلى جانب عمله في بيع البذور ،فقد كان يجلس أمام بعض دكاكين المدينة وسفرة ملأى ببذر الجبس –البطيخ الأخضر- وبينها كأس خشبية –كأنما صممت خصيصا لذلك.فيشتريها الشارون-وهم غالبا شباب وأطفال –الكأس بفرنك سوري ثم فرنكين..ثم ازدادت الأسعار.هذا في مطلع الستينات.
“دير العذراء” قيل عنه قديم،وقيل عنه جديد، ولقد ذكرت حكايته في حلقات سابقة..
المهم هنا هو أن المسيحيين في “ديرك” -وقد وفدوا إليها حوالي العام 1935 بعد أحداث ما عرف بـ”الفرمان” و”السفر برلك”..-
والفرمان كلمة تركية تعني قرار الحاكم .وهنا كان القرار باضطهاد “الأرمن” بمؤثرات خارجية- يقول بعضهم أن الألمان لهم فيها دور بارز. ولكن الاضطهاد تجاوزهم إلى غيرهم من المسيحيين بوتيرة شديدة بلغت القتل والتشريد.ولقد تورط بعض المخاتير والمتجاوزون الكورد في بعض حوادث بدوافع شخصية كالطمع والرغبة وغيرها.لكن بعض الساسة من المسيحيين يجدون في ذلك مادة لابتزاز الكورد عبر اتهامهم، والتحجج بذلك لإيذائهم لدى السلطات المتعاقبة، للتقرب على حسابهم إلى هذه السلطات في سوريا خاصة. وتبوّء المراكز وممارسة النفوذ.علما بأن الكورد أيضا تعرضوا لممارسات غير مقبولة أبدا من قبل بعض المسيحيين، خاصة القريبين من حدود روسيا، والمتعاطفين معها. وكان بعض السلوك الكردي هو نوع من الدفاع عن الذات؛ مع ما بذله الشيخ عبيد الله النهري- الزعيم الكوردي المعروف- وغيره لتلافي الخطط التي رسمت للوقيعة بين الطرفين “الأرمني والمسيحي عموما” والكوردي.
المهم أن من هؤلاء المسيحيين ،وفي كل يوم سبت مساء من يرتاد الدير تسميهم الشاعرة “متبتلوا الدير”.
فيشكل ذلك ما يشبه فولكلورا جميلا فالصبايا-وهن الأغلب- جماعات ووحدانا يملأن الشوارع المؤدية إلى الدير -وهو في منطقة كوردية مسلمة- للتبرك وتمني الأماني ..دون أية إساءة .وهذا جميل في ثقافة الشعوب أن تتقبل بعضها مهما كان الاختلاف.
و”أبي أحمد الحموي” ينادي “علوكة” يا أولاد..يجذبهم لشراء بضاعته هذه.
في يوم وقفة عيد الأضحى تضاء “مشاعل عيد الأضحى”..هذه العادة التي يُظن أنها نوع من الدمج بين طقوس استقبال “نوروز” وإشعال النار لظروف ما،وطقوس استقبال عيد الأضحى أو تذكر الحجيج فوق جبل عرفة بالمشعر الحرام.وربما هروب من الاضطهاد الذي كان يمنع إشعال نار نوروز من سلطات مختلفة بدواعي سياسية.وربما دينية أيضا.فنقلوها إلى ليلة عيد الأضحى- أو عيد القربان.ويوجد بعض تشابه اجتماعيا هنا فعيد الأضحى عيد إسلامي يحيي ذكرى تضحية إسماعيل بالكبش كما يرد في القرآن الكريم. ونوروز ذكرى خلاص الشباب الكورد من ظلم الضحاك او “ازدهارك” حيث كان يقتل كل يوم اثنين منهما –بحسب الأسطورة- لدهن علة في كتفه.
الجامع الكبير”.
لا ادري أيهما تقصد الشاعرة؟!
هل هو الجامع المجاور لمبنى البريد والذي كان كبيرا عندما كان الجامع الآخر لا يزال صغيرا مبنيا من حجر أسود وسقف من الخشب على طريق عين ديوار،والمجاور للطاحونة.أم أنها قصدت هذا الجامع بعد إعادة بنائه فأصبح هو الجامع الكبير..؟!
وفي هذا الأخير عندما كان صغيرا –كان المؤذن الضرير “صوفي عزير” يؤذن فيه .وتوالى عليه من الأئمة ملا أحمدي خليفة-ملا عبد السلام ناجي الجزري- الملا عبد الرحمن –مفتي ديرك،الملا احمد بافيي…الملا إسماعيل عثمان- الأستاذ محمد بشير الديرشوي –الأستاذ محمد معصوم الديرشوي-وهما أخوان-.. وهذا الأخير لا يزال قائما بعمله إلى جانب كونه مدرسا للشريعة الإسلامية في الثانوية.
“المولد النبوي” في كل عام يحتفل بمناسبة مولد الرسول فيجتمع المؤمنون والضيوف الرسميون والشعبيون من مختلف المشارب للاستماع إلى خطب وتواشيح دينية، ورش العطور، وتوزيع السكاكر ..وربما هي عادة مستوردة من مدن الداخل مع بعض الذين جاؤا منها وسكنوا “ديرك” وبعضهم تملك عقارا وأراض زراعية مثل “آل الحديد” ومنهم “الأستاذ رضوان حديد”و”آل الشامي” ومنهم السيد” صبحي” وأخوه الذي لا يحضرني اسمه .و”آل الديري ” ومنهم أبو عمر وبعض أقربائهم كالحاج عمر..وقد شاركتُ لأكثر من سنة في مراسيم المولد هذه؛ مرة عريف حفل، ومرات، مشاركا بكلمات لا تزال مسجلة لدي على كاسيتات.أستمع إليها أحيانا للذكرى..!
“إبراهيم خاجو” فعلا اسم فيه فولكلور..فهو مصلح أحذية أساسا إلى جانب غريب –أبو ستراك – وحنا .. وغيرهم..لكنه تميز عنهم بأنه كان ذا حيوية خاصة، فهو يحاول أن يصلح كل شيء..الراديوات والمسجلات والساعات ولحام الصفيح والبوابير وغير ذلك.وقد ينجح، وقد يخيب، ولكنه أبدا -بأسلوبه المرح الخاص وذكاء من نوع خاص- يستطيع الإفلات من محاسبة الزبائن له على التقصير أو تخريب موادهم.
“دير العذراء” قيل عنه قديم،وقيل عنه جديد، ولقد ذكرت حكايته في حلقات سابقة..
المهم هنا هو أن المسيحيين في “ديرك” -وقد وفدوا إليها حوالي العام 1935 بعد أحداث ما عرف بـ”الفرمان” و”السفر برلك”..-
والفرمان كلمة تركية تعني قرار الحاكم .وهنا كان القرار باضطهاد “الأرمن” بمؤثرات خارجية- يقول بعضهم أن الألمان لهم فيها دور بارز. ولكن الاضطهاد تجاوزهم إلى غيرهم من المسيحيين بوتيرة شديدة بلغت القتل والتشريد.ولقد تورط بعض المخاتير والمتجاوزون الكورد في بعض حوادث بدوافع شخصية كالطمع والرغبة وغيرها.لكن بعض الساسة من المسيحيين يجدون في ذلك مادة لابتزاز الكورد عبر اتهامهم، والتحجج بذلك لإيذائهم لدى السلطات المتعاقبة، للتقرب على حسابهم إلى هذه السلطات في سوريا خاصة. وتبوّء المراكز وممارسة النفوذ.علما بأن الكورد أيضا تعرضوا لممارسات غير مقبولة أبدا من قبل بعض المسيحيين، خاصة القريبين من حدود روسيا، والمتعاطفين معها. وكان بعض السلوك الكردي هو نوع من الدفاع عن الذات؛ مع ما بذله الشيخ عبيد الله النهري- الزعيم الكوردي المعروف- وغيره لتلافي الخطط التي رسمت للوقيعة بين الطرفين “الأرمني والمسيحي عموما” والكوردي.
المهم أن من هؤلاء المسيحيين ،وفي كل يوم سبت مساء من يرتاد الدير تسميهم الشاعرة “متبتلوا الدير”.
فيشكل ذلك ما يشبه فولكلورا جميلا فالصبايا-وهن الأغلب- جماعات ووحدانا يملأن الشوارع المؤدية إلى الدير -وهو في منطقة كوردية مسلمة- للتبرك وتمني الأماني ..دون أية إساءة .وهذا جميل في ثقافة الشعوب أن تتقبل بعضها مهما كان الاختلاف.
و”أبي أحمد الحموي” ينادي “علوكة” يا أولاد..يجذبهم لشراء بضاعته هذه.
في يوم وقفة عيد الأضحى تضاء “مشاعل عيد الأضحى”..هذه العادة التي يُظن أنها نوع من الدمج بين طقوس استقبال “نوروز” وإشعال النار لظروف ما،وطقوس استقبال عيد الأضحى أو تذكر الحجيج فوق جبل عرفة بالمشعر الحرام.وربما هروب من الاضطهاد الذي كان يمنع إشعال نار نوروز من سلطات مختلفة بدواعي سياسية.وربما دينية أيضا.فنقلوها إلى ليلة عيد الأضحى- أو عيد القربان.ويوجد بعض تشابه اجتماعيا هنا فعيد الأضحى عيد إسلامي يحيي ذكرى تضحية إسماعيل بالكبش كما يرد في القرآن الكريم. ونوروز ذكرى خلاص الشباب الكورد من ظلم الضحاك او “ازدهارك” حيث كان يقتل كل يوم اثنين منهما –بحسب الأسطورة- لدهن علة في كتفه.
الجامع الكبير”.
لا ادري أيهما تقصد الشاعرة؟!
هل هو الجامع المجاور لمبنى البريد والذي كان كبيرا عندما كان الجامع الآخر لا يزال صغيرا مبنيا من حجر أسود وسقف من الخشب على طريق عين ديوار،والمجاور للطاحونة.أم أنها قصدت هذا الجامع بعد إعادة بنائه فأصبح هو الجامع الكبير..؟!
وفي هذا الأخير عندما كان صغيرا –كان المؤذن الضرير “صوفي عزير” يؤذن فيه .وتوالى عليه من الأئمة ملا أحمدي خليفة-ملا عبد السلام ناجي الجزري- الملا عبد الرحمن –مفتي ديرك،الملا احمد بافيي…الملا إسماعيل عثمان- الأستاذ محمد بشير الديرشوي –الأستاذ محمد معصوم الديرشوي-وهما أخوان-.. وهذا الأخير لا يزال قائما بعمله إلى جانب كونه مدرسا للشريعة الإسلامية في الثانوية.
“المولد النبوي” في كل عام يحتفل بمناسبة مولد الرسول فيجتمع المؤمنون والضيوف الرسميون والشعبيون من مختلف المشارب للاستماع إلى خطب وتواشيح دينية، ورش العطور، وتوزيع السكاكر ..وربما هي عادة مستوردة من مدن الداخل مع بعض الذين جاؤا منها وسكنوا “ديرك” وبعضهم تملك عقارا وأراض زراعية مثل “آل الحديد” ومنهم “الأستاذ رضوان حديد”و”آل الشامي” ومنهم السيد” صبحي” وأخوه الذي لا يحضرني اسمه .و”آل الديري ” ومنهم أبو عمر وبعض أقربائهم كالحاج عمر..وقد شاركتُ لأكثر من سنة في مراسيم المولد هذه؛ مرة عريف حفل، ومرات، مشاركا بكلمات لا تزال مسجلة لدي على كاسيتات.أستمع إليها أحيانا للذكرى..!
“إبراهيم خاجو” فعلا اسم فيه فولكلور..فهو مصلح أحذية أساسا إلى جانب غريب –أبو ستراك – وحنا .. وغيرهم..لكنه تميز عنهم بأنه كان ذا حيوية خاصة، فهو يحاول أن يصلح كل شيء..الراديوات والمسجلات والساعات ولحام الصفيح والبوابير وغير ذلك.وقد ينجح، وقد يخيب، ولكنه أبدا -بأسلوبه المرح الخاص وذكاء من نوع خاص- يستطيع الإفلات من محاسبة الزبائن له على التقصير أو تخريب موادهم.
“حنا ديسجي” قالع الأسنان، وصانع أطقمها إلى جانب “عيسى ديسجي” ولا أعلم لم سهت عن ذكره الشاعرة. ولكليهما أبناء كانوا معي في الدراسة “هنري حنا”و “جوزيف عيسى” وهذا الأخير فصّل لي ديكور دكان كنت قد استأجرته من الأوقاف، وهو اليوم يعود إلى المرحوم صديقي أحمد عباس ملا يحيى.-مكتبة الهداية بجانب البريد- ثم غيّر في الديكور هذا فيما بعد.