بعد وقوف، تصفيق وهتاف أطال الجمهور به لتحية أنامل “دلشاد” التقينا الفنان التشكيلي السوري المغترب “بهرم حاجو” والمشارك بفعاليات مهرجان “السنديان” ويقول عن تفاعل الجمهور السوري مع ما قدمه “دلشاد” على مسرح “الملاجة”:
يتابع “بهرم”: «كان لقاء الجمهور في الملاجة مع “دلشاد” رائعاً واعتقد أن لهذا الحوار المباشر أهمية كبيرة، خاصة مع هذه الشريحة من الحضور التي وجدتها نخبوية بامتياز وكان تفاعلها عميقاً مع الموسيقا المعزوفة وبالتأكيد نحن أبناء هذا الوطن نفخر باستضافة حدث هام واستثنائي بهذا المستوى».
على أنغام “كفوكة”
قرية “الملاجة” التي لا يزيد عدد سكانها عن 600 نسمة احتضنت في ساحتها جمهور “دلشاد سعيد” الذي قارب عدده ألفي شخص قدموا من “الملاجة” والقرى المجاورة والمحافظات السورية الأخرى، من الحضور التقينا الموسيقي “وسيم مقداد” عازف عود ومدير فرقة “أوج” السورية، والذي قدم من “دمشق” – كما حدثنا- لحضور “دلشاد” والتعرف على أسرار عنه قد يخفيها التسجيل الصوتي لمقطوعاته, فيقول: «العروض الحية دائماً تحمل تفاعلاً أكبر بين الجمهور والمؤدي، فالمعزوفات التي قدمها الأستاذ “دلشاد” معروفة جداً، ومتوغلة في روح الكثير منّا، لكننا لا نملك معلومات كافية عن هذا الموسيقار العالمي بسبب عدم تواصله المباشر مع الجمهور السوري, أما هذه الحفلة قربتنا منه بأدائه الخارق, “دلشاد” كان حراً وهو يعزف كأنه يطير، كما أن حديثه للجمهور عن قصص المقطوعات كان غاية في الأهمية لأنه بذلك يقدم ثقافة ضرورية للمستمع ليفهم المقطوعات بشكل واضح، حتى إن استماعي وتذوقي لمقطوعاته من القرص المضغوط سيتغير ويصير أعمق شعوراً».
يتابع “وسيم”: «عزف اليوم “دلشاد” أمامنا على المسرح مباشرة ورافقته موسيقا تصويرية مسجلة لكنه عزف وكأنه برفقة اوركسترا حية, وهو ليس أمراً بسيطاً على الموسيقي ليكون منضبطاً مع الوزن دون أن يشعر جمهوره أنه متقيد بأي شيء مع أداء مذهل ونقاء بالصوت لا يجاريه بها أحد, وهو دليل على القدرة الموسيقية الهائلة، كما جمعت اليوم علاقة حميمة رائعة بين “دلشاد” وجمهوره، اثبت الجمهور السوري من خلالها أنه يحب الموسيقا وليس بحاجة للغناء كي يتفاعل معها, فبوجود مستوى موسيقي متميز يكون الجمهور أكثر من راضي، ونحن اليوم عشنا حالة من النشوة مع “دلشاد” هي نشوة الموسيقا النقية».
دلشاد ” يستلم الدرع التذكاري من أسرة المهرجان “
مقطوعات حملت حالات حسية متفاوتة فكان الصمت حيناً التصفيق والطواف إلى عشق يدمع العين كما ينعش الروح، فعزف “فاهين” التي تحمل اسم ابنته وخلقتا سوية، “الغجرية”، “الراعي”، إضافة إلى “كفوكة” التي داعبت مشاعر الحضور ليرقصوا منتشين على ألحانها، من الحضور التقينا “عمر عبيد” عازف “عود” متدرب حدثنا خلال لقاءنا به: «نشأت على موسيقا “دلشاد” منذ الطفولة، وقد جئت اليوم من محافظة “حمص” لحضور حفلته في “الملاجة”، وهي المرة الأولى التي احضر حفلة مباشرة له لكنها ستمنحني طاقة ورغبة هائلة لمزيد من حب الموسيقا والحياة، لأنه عازف مهم ووصل إلى العالمية من خلال تعمقه بفهم ثقافته وتاريخه، إضافة إلى أنه متفاعل مع المدارس الخارجية للكمان فهو أكثر من محترف بأدائه».