الموسيقار العالمي «دلشاد سعيد» يرفع حرارة الحب والموسيقا الى الذروة في طرطوس

روشاك أحمد

بتاريخ 6/8/2010 حضر موقع “eSyria” حفلة الموسيقار العالمي من أصل عراقي “دلشاد سعيد” والتي أقيمت بمناسبة اختتام فعاليات مهرجان السنديان الثقافي في “الملاجة” بمحافظة “طرطوس” فكانت نشوة وفرحة متبادلة تغمر حضور المهرجان الذي جاء معظمهم من محافظات بعيدة ساقهم عشقهم لموسيقا حفظوا انفعالاتها وتواترها، وتركت لهم عطش التعرف إلى مبدعها بحوار سمعي بصري مباشر، كما “دلشاد” الذي تفاجئ خلال لقاءه الأول هذا مع الجمهور السوري أنه ذواق لموسيقاه ومفتون بأدائه.
بعد وقوف، تصفيق وهتاف أطال الجمهور به لتحية أنامل “دلشاد” التقينا الفنان التشكيلي السوري المغترب “بهرم حاجو” والمشارك بفعاليات مهرجان “السنديان” ويقول عن تفاعل الجمهور السوري مع ما قدمه “دلشاد” على مسرح “الملاجة”:
 «الجمهور السوري منفتح على كل الحضارات الموجودة في العالم ويمتلك قدرة للتواصل والتفاعل مع مختلف الثقافات، واعتقد أن ذلك يعود إلى نسيج الحضاري المتنوع هنا، واعتزاز كل مواطن بعمق انتمائه، وهو ما يخلق طاقة ورغبة داخلية في كل مغترب للعودة إلى وطنه، كما يحرض المثقفين والفنانين من غير السوريين لتقديم إبداعاتهم ونتاجاتهم هنا، بين جمهور ذواق لقيمة الفن والإبداع الروحي، واعتقد أن هذه الظاهرة موجودة في سورية فقط ومرتبطة بها».

يتابع “بهرم”: «كان لقاء الجمهور في الملاجة مع “دلشاد” رائعاً واعتقد أن لهذا الحوار المباشر أهمية كبيرة، خاصة مع هذه الشريحة من الحضور التي وجدتها نخبوية بامتياز وكان تفاعلها عميقاً مع الموسيقا المعزوفة وبالتأكيد نحن أبناء هذا الوطن نفخر باستضافة حدث هام واستثنائي بهذا المستوى».



على أنغام “كفوكة”

قرية “الملاجة” التي لا يزيد عدد سكانها عن 600 نسمة احتضنت في ساحتها جمهور “دلشاد سعيد” الذي قارب عدده ألفي شخص قدموا من “الملاجة” والقرى المجاورة والمحافظات السورية الأخرى، من الحضور التقينا الموسيقي “وسيم مقداد” عازف عود ومدير فرقة “أوج” السورية، والذي قدم من “دمشق” – كما حدثنا- لحضور “دلشاد” والتعرف على أسرار عنه قد يخفيها التسجيل الصوتي لمقطوعاته, فيقول: «العروض الحية دائماً تحمل تفاعلاً أكبر بين الجمهور والمؤدي، فالمعزوفات التي قدمها الأستاذ “دلشاد” معروفة جداً، ومتوغلة في روح الكثير منّا، لكننا لا نملك معلومات كافية عن هذا الموسيقار العالمي بسبب عدم تواصله المباشر مع الجمهور السوري, أما هذه الحفلة قربتنا منه بأدائه الخارق, “دلشاد” كان حراً وهو يعزف كأنه يطير، كما أن حديثه للجمهور عن قصص المقطوعات كان غاية في الأهمية لأنه بذلك يقدم ثقافة ضرورية للمستمع ليفهم المقطوعات بشكل واضح، حتى إن استماعي وتذوقي لمقطوعاته من القرص المضغوط سيتغير ويصير أعمق شعوراً».

يتابع “وسيم”: «عزف اليوم “دلشاد” أمامنا على المسرح مباشرة ورافقته موسيقا تصويرية مسجلة لكنه عزف وكأنه برفقة اوركسترا حية, وهو ليس أمراً بسيطاً على الموسيقي ليكون منضبطاً مع الوزن دون أن يشعر جمهوره أنه متقيد بأي شيء مع أداء مذهل ونقاء بالصوت لا يجاريه بها أحد, وهو دليل على القدرة الموسيقية الهائلة، كما جمعت اليوم علاقة حميمة رائعة بين “دلشاد” وجمهوره، اثبت الجمهور السوري من خلالها أنه يحب الموسيقا وليس بحاجة للغناء كي يتفاعل معها, فبوجود مستوى موسيقي متميز يكون الجمهور أكثر من راضي، ونحن اليوم عشنا حالة من النشوة مع “دلشاد” هي نشوة الموسيقا النقية».



دلشاد ” يستلم الدرع التذكاري من أسرة المهرجان “

رغم رطوبة الجو المرتفعة التي لم يعتد عليها قوس العزف وكمان “دلشد”، إلا أن عبق ألحانه أحالت درجة الحرارة، الحب والرقص إلى اللانهاية، خلال جولتنا بين جمهور “دلشاد” التقينا “طارق عيد” خريج المعهد العالي للموسيقا اختصاص “كمان” والذي قدم من محافظة “دمشق” لحضور الحفلة، وحدثنا: «”دلشاد سعيد” من أعظم عازفي الكلاسيك لأنه عزف كل تقنيات الكلاسيك العالمية من ثم توجه إلى تقنيات وأساليب فريدة خاصة به فقط، حتى باتت مقطوعاته تمثل مدرسة “دلشاد” المتميزة، فالمقطوعات التي أنصتنا إليها اليوم أعرفها جيداً من خلال الاسطوانات المسجلة لكن بكل تأكيد كان سماعه هنا مختلفاً تماماً فقد توقعت أن يكون اعتماده على الأستوديو أكثر من العزف الحي لكني تفاجئت أن التقنية الوحيدة المستخدمة هي بأسلوب عزفه وقفزه الساحر على الأوتار».
يضيف “طارق”: «العازف عندما لا يخشى من إن يخطئ أو يرتبك أمام الجمهور يصبح تفاعله مع الجمهور وحواره أكثر عمقاً، كما يبدأ بتلقين معلومات عن العمل كي يتاح للأشخاص الغير متخصصين بهذا المجال تذوق ما يقدم بشكل أدق«.

مقطوعات حملت حالات حسية متفاوتة فكان الصمت حيناً التصفيق والطواف إلى عشق يدمع العين كما ينعش الروح، فعزف “فاهين” التي تحمل اسم ابنته وخلقتا سوية، “الغجرية”، “الراعي”، إضافة إلى “كفوكة” التي داعبت مشاعر الحضور ليرقصوا منتشين على ألحانها، من الحضور التقينا “عمر عبيد” عازف “عود” متدرب حدثنا خلال لقاءنا به: «نشأت على موسيقا “دلشاد” منذ الطفولة، وقد جئت اليوم من محافظة “حمص” لحضور حفلته في “الملاجة”، وهي المرة الأولى التي احضر حفلة مباشرة له لكنها ستمنحني طاقة ورغبة هائلة لمزيد من حب الموسيقا والحياة، لأنه عازف مهم ووصل إلى العالمية من خلال تعمقه بفهم ثقافته وتاريخه، إضافة إلى أنه متفاعل مع المدارس الخارجية للكمان فهو أكثر من محترف بأدائه».

موقع “eSyria”  – الأحد 08 آب 2010

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…