هوشنك أوسي
كثيرون ممن يبتدئون مشوارهم مع الكلمة شعراً، وسرعان ما ينتهون نقّاداً أو قصّاصين أو روائيين أو باحثين ومفكِّرين. وقليلون هم، من يعاودون ضخَّ الخيال والأحاسيس في الكلام، شعراً، ولا يخونون بدايةَ صحبتهم والكلمة. وكذا حال الكاتب والباحث الكردي السوري، صالح بوزان، في نتاجه؛ “مملكة الجسد”، الصادر عن دار “نون” بحلب، في 63 صفحة من القطع المتوسّط. هذه المجموعة الشعريّة، الثانيّة له باللغة العربيّة، طواها الشاعر، على ست قصائد، كتبها بين 2007 و2008، وهي؛ “1_ تعلّم أيّها الأميّ كيف تفكّ الحرف. 2_ إنه الجسد. 3_ ما الفرق بين الإله الأكبر والانسان الأكبر. 4_ الجسد في ظهوره الثاني. 5_ رجل وإمرأة. 6_ أنا العاشق لجسدها ولي قراءاتي”.
في القصيدة الأولى، “تعلم أيها الأميّ كيف تفك الحرف”، تبدو الإطالة في العنوان جليّة، وذات وقع مدرسي، توجيهي، دون أن ننسى، بأن هذا العنوان، يغمز من التناص مع سورة “إقرأ” القرآنيّة، لحضِّها “الأمِّي على القراءة”، وأنها أولى القصائد في المجموعة. ولعلّ الحديث في الدلالات النفسيّة، ومرامي التورية اللغويّة، في هذا التناص، يطول ويطول. ولو اكتفى الشاعر بـ”تعلّم أيّها الأمّي…، لكان العنوان اكثر جزالة. بخاصّة، أن الخلاص من الأُمِّيَّة، بالضرورة، تعني القدرة على فكّ الحرف والقراءة. العنوان هنا، يوحي أن القارئ بصدد قراءة متن، يحضّ على القراءة، والخلاص من الجهالة، لكنّه يتقاجأ بنوع آخر من الأمّيَّة، ونمط آخر من القراءة. فحين يفرغ القارئ من النصّ، يعي أن جسد الأنثى، هي الأسفار والمزامير والآيات والنصوص والأحاجي والقصائد، التي بالكاد، أن يستطيع العاشق، فكّ حروفها أو طلاسمها أو رموزها. يعني، يريد بنا بوزان، أن نقرأ مثله، جماليّات الجسد، ليس بالشكل الحسّي التقليدي، بل الغوص في قراءته عميقاً. وأننا أمّيون، جهلة، إن لم نمتثل لأبجديّة الشاعر في قراءة الجسد. وهذا ما يؤكّده، في عنوان آخِر النصوص الشعريّة، في المجموعة؛ “أنا العاشق لجسدها ولي قراءاتي”. والحضّ على القراءة في النصّ الأوّل، وعلى خصوصيّة قراءة الشّاعر في النصّ الأخير، لا يُراد بها التحفيز والتأكيد على الشهوانيّة المجرّدة، البحتة، بل القراءة الروحانيّة، الجماليّة، التي ترقى إلى السمو والحلول والقداسة:
(لا تاريخ للكلمة
إلا عندما يفيق هذا الجسد من سبات الحلم
حينئذ يسير شارعنا إلى حيث اختفيت في أحضانه
فأركض وراء الصوت المبعثر بالشهقة الهاربة إلى صداها
لأعلن نفير الجسارات الأولى
وقلت: أ هذه أنت..
حيث تُنزف الشهوة ميلادها؟
ويتلعثم النسيان بضياعه المر
قالت: كل المسارات يحرسها المعتوهون
فهذا الجسد المبتل بخيباته رواية كتبها الإثم
فتعلم أيها الأميّ كيف تفك الحرف
في فاجعة الليل).
“في الزمن الثاني”، هي القصيدة الثانيّة من المجموعة. هذا النصّ، مشحون بحمولة كبيرة من الحزن والألم والضجر والخيبة واللاجدوى من الاستمرار. ويخيّل لقارئه، أن كاتب هذا النصّ، مُقِبل على الانتحار، أو في حكمه. فمنذ الصور الأولى لهذا النص، وتجدُ نفسك في أجواء نفسيّة، غاية في الضيق والحسرة والمقت، وان الحزن والالم في أوجهِما، وأن لحظة الانفجار، والرحيل إلى العالم الآخر، باتت وشيكة: (غيث من الدموع المتأخرة عن ميعادها
سأم من الخيبات العصية عن الكشف
مختوم بالزمن المذهول
سأم يؤرق لتسول رب هجره الناطقون باسمه.
إنه الرحيل المدجج بالعويل المهرول لإكتئابه
رحيل رماديّ
يخلّف وراءه أرتال السفاحين بأنيابهم المعكوفة
تقول، وقد نزلت هبوطاً إلى الحشد المغيب، كل العابرين كانوا سفلة
هذا الجسد الذي لم يعد يستضيف حتى نداءه
فأية مدن مهزومة لم يُتلف سحرها في داخلي).
وفي زحمة اشتداد فيض هذه السوداويّة، لهذه الأنثى، الآيلة للنهاية، في هذا النصّ، ثمّة بوارق أمل، توحي برغبة التعلّق بالحياة. لكن، بعد أن ينظفها الطوفان، من كل هذا الرجس والدنس والآثام والقبائح: (قالت: متى يأتي الطوفان الثاني..؟
لأرعى على سفح الجودي مواسم عشق
لا يهرب فيها الخيال من منبعه
ولا الواقع من نجداته المكبوتة.
قالت: كم تمنيت أن أكون قبرة
أغني للعشاق تلك النبضات الصاعدة من مجاهيلهم).
لكن، نبرة آلام هذا الجسد الأنثوي، تواصل طغيانها على النصّ، مبدّدةً بصيص الآمال والأماني، ومتلفةً كلّ الخيارات، مُبقيةً على المعبر الوحيد إلى إلى الحلّ الوحيد، وهي النهاية _ الفناء. لأن الطوفان، لن يجيء، كي يُغرقَ الشياطين وأرباب الشرور، المفسدين في الأرض. ولأنّ زمن الأنبياء والمخلّصين، انتهى بـ”مقتل زارادشت في بلخ”، ولأنّ الآلام والأحزان تزداد ضراماً وفتكاً بالروح: (قالت: تآخى فيّ اليأس والعدم
فإلى أين التجئ..؟
كل الأمكنة موبوءة بالشياطين
وآخر المخلصين قتل في بلخ
وهو يحتضن كلماته التي لم ينطق بها بعد).
وبعد قراءة قصيدة “في الزمن الثاني”، بأجوائها وأفكارها السالفة الذكر، يأتينا بوزان بقصيدة، غاية في الانتفاض والاتقاد والتمرّد واللهفة، وبلغةٍ شعريّة منسابة وآسرة، عنوانها: “إنه الجسد..!”. في هذه القصيدة، يقلب بوزان، مزاج وأحاسيس قارئه، الخارج توَّاً من قراءة القصيدة السابقة، رأساً على عقب. وكذا، ينبغي للشاعر أن يكون، دائم الانقلاب على ذاته، وعلى قارئه. ويسعى لخلق حالة من التفاعل الوشيج والوطيد مع آلامه، حدّ الغرق، ومن ثمَّ يبثّ هيجان وغليان الانبعاث في قارئه، بعد أن أوشكه على سكرات الموت. وعليه، فأجواء “إنه الجسد” بالضدِّ تماماً، من أجواء قصيدة “في الزمن الثاني”، فنجده يقول: (يبدأ النشور المؤزر
ينهض من مخالب المعتاد
حيث يتناثر القيد الباسل منطفئاً في خزيه
إنه نشورَ الجسد الملتهب بغواياته
يبدأ من الإرث الكيدي
مغموساً بإنكسارات الضوء المرتجف على شطآنه.
يبدأ النشور.. فيتلوى الجسد الغارق في هلوسة المطاردة
يرسم للهواء الخجول مداه المؤرق
يضع حدوداً للظل الداعر.
جسد يعزف لحن غربته الأولى
ويهرب السكون الآبد إلى حطامه.
عندئذ يسير الجسد المكلوم بخيباته إلى ممارسة التصوف رقصاً
لا.. إنه ليس الرقص، بل عبادة الوجود لوجوده
اعتراف الكينون بأنوثته المراقة).
ولعلّ بوزان، يسعى في هذه القصيدة، تنزيه الجسد عن الفناء، وأنه نقيض الموت، ويشكك في زمنيّة الجسد، ويؤكّد قدسيته وأزليّته، بقوله: (من قال أن هذا الجسد مطعون بأزليته/ إنه هو.. هو الوحيد.. هو الأوحد في منافسات الرغبات الدبقة/ إنه هو.. الساكن والمتحرك خارج لغاته/ إنه البدء الأول/ والبدء الآخر/ إنه قلق سديمي يشق الفراغ النيّء ليصل إلى محظوظه./ إنه الجسدَ.. يعطي للكاسات الفارغة مزاجها المتقلب/ يتقن ما لا يتقنه أحد في هذا الكون الهارب من بدئه).
أمّا في القصيدة _ السؤال: “ما الفرق بين الإله الأكبر والإنسان الأكبر..؟”، فلا يجنح بوزان بعيداً من أجواء القصيدة السابقة، بل يزيد من جرعة التصوّف فيها، وينحو منحى أتباع مذهب “وحدة الوجود”، مقطِّعاً هذه القصيدة إلى 21 ومضة، جاعلاً النصّ، محاولة إجابة على السؤال الذي اختاره كي يكون العتبة. دون أن ننسى، أن التفلسف، طغى على اللغة الشعريّة لهذه القصيدة، التي بدأها بوزان، بالاعتذار، وأتبعها بثلاث اعتذارات أخرى، في سياق النصّ. ربما من قرّائه، أو من القصيدة، أو من أنثاه، أو من شيءٍ آخره، نجهله، ويعلمه الشاعر، او لا يعلمه: (1_ عذراً.. أغلقي هذا المجهول الملتهب بإرث الخيال الذي يتبعني
وأنا أتقاسم التحريض المخزون معك
هذا الجدال الملطخ بالصمت المدمى
مفاتيح صدئة لأبواب صدئة.
2_ الحب بدء إلهي
وهذي الكأس التي بين يديك مسكونة بمشيئتها.
3_ عذراً.. أوقفي سجود هذا الجسد الموجوع
بحثاً عن مذبحه في عصيان ليلنا المغفور له
وهو يعلن اهتراء الاعترافات الثملة).
وبخلاف الشعراء الأكراد، الذين لطالما، يوظّفون الميثولوجيا الكرديّة، أو الفلكلور والتراث الشعبي الكردي، او مفردات البيئة الطبيعيّة أو السياسيّة الكرديّة، للتأكيد على الهويّة والانتماء للمكان وأوجاعه، حاول صالح بوزان الابتعاد، قدر استطاعته، عن هذا التقليد الشعري الكردي. ربما، لرغبةٍ منه، أن ينجي النصّ من أعباء الهويّة القوميّة، ويجعلها أكثر انفتاحاً على الفضاء الإنساني الرحب. لكن، المتمعّن في بعض نصوصه، يلمح خيطاً واهناً، يربط بوازن، الشاعر، بالهمِّ والغمِّ الكرديين. وأن آلام الكائن والمكان الكرديّين، دائم الحضور، ولو شذراً خفيفاً، في النصّ الشعري، سواء أكان مكتوباً بالعربيّة أو الكرديّة. فيقول بوزان في المقطع 18 من قصيدة “أنه الجسد”: (هل تعلمين..؟/ أني رأيتك ذات مساء/ وأنت تقودين الشمال المثقل باستغاثاته/ تقودينه قافلة مشردة في التيه المفتوح على غيهبه/ وكان المهاجرون يطرَدون من معابر التاريخ/ وهم ينتظرون منقذاً يستعصي على المجيء). وفي هذا، تلميح إلى معاناة الكرديّ، في شمال سورية، وكيف أن النظم التي تضطهد الأكراد، وتعتبرهم مهاجرين، وغير أصلاء، في أمكانهم التي يعيشون فيها من آلاف السنين. وبل أن من يضطهد الأكراد، هم الطارئون، الذين يسعون لتزوير الحاضر، عبر تزوير التاريخ، ولا من منقذٍ للأكراد، من بحار آلامهم. كما استفاد بوزان، من تقنيّة التناصّ مع النصّ القرآني، في أماكن عديدة في مجموعته، ولو بشكلٍ خافت، وعلى سبيل المثال، آية الغرانيق، إمعاناً في تقديس جسد الأنثى، بقوله في المقطع الـ20 من نفس القصيدة السالفة: (أيتها التي تتزينين بالأسماء كلها/ لتكن النهاية غير النهايات/ فأنا أعلن استسلامي الجسور/ أمام شهقة لغتك المنقوشة على الصلصال الأول/ وأكتب اسمك في المكان المتسع/ للات والعزّى وأمثالهما في الأزل والأبد/ وأقول: أن شفاعتك لترتجى).
أمّا قصيدة “الجسد في ظهوره الثاني”، القارئ لها، يظنُّها تتمة للقصيدة التي سبقتها. بخاصّة، أنها هي أيضاً، مقسّمة إلى 15 فقرة أو مقطع مرقّم. والملاحظة التي يمكن تسجيلها على هذا النصّ، هو ان ترقيم بعض المقاطع، لم يكن موفّقاً. إذ لم نلمح أيّ فاصل بين بعض المقاطع، لجهة انسياب اللغة، أو المعنى. ومن المفترض أن تقسيم النص إلى مقطع مرقّمة، أن كل مقطع له خصوصيّته أو استقلاليّته عن الفقرة التي قبلها أو بعدها. لكن، ثمّة ما يجمع المقاطع، في السياق أو المناخ العام للقضيدة. وعليه، لو حذفنا الارقام من هذا النصّ، فلن نجد أيّ خلل. على العكس من ذلك، نجد اتساقاً وانسيابية وانسجام أكثر، وقف الرقم، حجر عثرة فيه. مثلاً: (1_ قلق هذا الجسد/يعد ميقات الهول في نشوته/ يرشد ضياعنا إلى الحقيقة/ الغارقة في تفكيرها المؤجل./ 2_ يصعد من مهرجانه المقدس/ نحو اليقين المترف بذاكرته المشلولة/ وعويلنا المدحور/ يتنشق بقايا الأعوام المهجورة في فراغاتها).
ورائعة هذه المجموعة، كانت قصيدة “رجل وامرأة”. وفيها عَصَرَ بوزان، خياله ولغته، وأتحفنا بحوارٍ، مكتظٍّ بالصور الشعريّة، الصادمة، والمدهشة، والمجهشة في الإيروتيك . وفي عنوان القصيدة، جمع الشاعر، كلمتين نكرتين، عاطفاً الأولى على الثانيّة. أيّ، “رجل” على “امرأة”. وكأنه يريد أن يقول لنا: “في البدء كانت المرأة”. ويفتتح بوزان هذه القصيدة بفعل ماض ناقص، ويكرّره في سياق النصّ. لكن، فيض هذا النص، وإيقاعه الحواري، الهادئ واللاهب في آن، جعل من النكرتين (رجل وامرأة)، معرفتين، يمارسان فعلاً تامّاً، مضارعاً، دائماً، آبداً: (1_ كنا اثنين..وثالثنا المجهول المكتئب/يمسك بتلابيب الوهج المعلق بسراديب مقفلة/ تأخذنا الدورة الدموية في انشطاراتها المتدفقة/ نحو مواعيد مسربلة في هتافات المكان./ 2_كنا نتحدث..فتقع الكلمات عارية في كمائنها/ وكهل منتظر/ يرشد مشاعرنا إلى بهجتها./ 3_قالت: ماذا تكتب على صدري/ أيها الشاعر المقيد بحروفه/ الحبر يختزل براثن المقدّر العاجز عن الاعتذار/ هذه هي لغتنا/تندحر على شفق التوق المهلوس/كلانا مكبلان بالجوهر الذي لا يعلن إيمانه/ ويسفك الإرث المحاصر في ذاته./ 4_قالت:..دع الكاهن المعشوشب الوجه/يتبارك باعترافات الجسد الذي يهتك/ مغفرته الملولة/وذاك الشبح الجالس في حضن الليل/ يحلمبمحراب مزدحم./5_قالت:..اترك التاريخ يذرف دمه على مذبح التوبة النصوح/ولا تكشف عن مدخراته التي أفسدتها/ عبادات المترفين في برزخ الخشوع المستلب./ 7_قالت أيها المجوسي المعظم بالمثنّى/ أرح عن كاهلك تعاويذ المنع المقعد في شيخوخته/ لقد تأخر الرهان عن ميقاته/فلا تزد حرفاً على هذا السفر الذي اعتاد عليه المخلوق).
النصّ الأخير في المجموعة؛ “أنا العاشق لجسدها ولي قراءاتي”، لا يشذّ عن مناخات النصوص الأخرى. وتبدو جرعة التصوّف، أكثر تجليَّاً فيه، إلى جانب الغرف من السلوك الديني، والحديث على لسان رجل دين إسلامي، عن عظمة وقداسة الجسد الأنثوي، وكأنَّ الشيخ، في نهاية المطاف، خلاصة تجربته، تفضي إلى تأليه الأنثى: (2_ بورك رجل قضى حياته يقرأ الجسد الأنثوي/ كيف يخرج من بين أصابع الله/ كيف يقود خيالنا إلى ضياعه/ وفي المساء يخفي أبعاده المشتهاة في الذاكرة./ 5_ يقول الجسد: ما قيمة الكمال إذا لم يتجاوز كماله/ ما قيمة النفس إذا لم تكن حبلى بحياة محتملة/ ما قيمة الرغبة إذا لم تتجاوز أفق الرؤية/ ولا تتحول إلى فراشات على مداخل العشق./ 6_ قال الشيخ العابد وهو يطوي سجادته: هذا الجسد الأنثوي لا يُقهر بالصلاة/ لشهواته امتداد على ما بعد ركعاتي./ 8_ قال الشيخ العابد… إذا نطق هذا الجسد الأنثوي/ فهو يشرع للناموس الأعلى/ ينثر اللحظات الحرجة فوق مثوى/ ثرثرات رجال يأتون من كل فج عميق./ 9_ قال الشيخ العابد وهو يطوي سجادته: كل من لامس هذا الجسد الأنثوي/ لا تمسه النار يوم القيامة/ سيدخل إلى الحضر الأعظم/ وعلي يمينه ألف رجل وعلى يساره ألف./1_ قال الشيخ العابد…. عليك اللعنة إلى يوم الدين/ إذا لم تستظل تحت إيقوناته/ عليك اللعنة إلى يوم الدين/ إذا لم تغتسل من إثم الوجود/ في محرابه).
بالنتيجة، لَعمري أن انتقاء بوزان، عنوان تقليدي “مملكة الجسد”، لمجموعته، لم يقلل من أهميّة منتوجه الإبداعي. ولو كان العنوان؛ “ملكوت الجسد”، أو ما شابه ذلك، لكان أنسب وأكثر انسجاماً مع بهاء لغته، وخصيب خياله، الذي إنْ دلّ على شيء، إنما يدلّ على شاعرٍ وقَّاد، متين المراس، يجدد شبابه، فكريّاً، وشعريّاً.
صالح بوزان، المولود سنة 1951، في قرية “شويتي”، التابعة لمنطقة “تل أبيض” شمال سورية، لم يُكمل دراسته في كليّة الآداب بجامعة حلب، قسم اللغة العربيّة، وأوفِد من قبل الحزب الشيوعي السوري إلى الاتحاد السوفياتي السابق، وحصل على شهادة الماجستير في الاقتصاد الدولي من جامعة كييف، بأوكرايينا، سنة 1978. حاليّاً، هو مدير متحف الفنّ الحديث بحلب. معروف عنه دراساته وأبحاثه ومقالاته، في القضايا السياسيّة والفكريّة. وترجم عن الروسيّة إلى العربيّة، وعن الأخيرة إلى الكرديّة. يكتب باللغتين العربيّة والكرديّة، وله مخطوطات كتب عديدة في الأدب والسياسة، تنتظر الطبع. وصدر له مؤلّفات عديدة، منها: “في الوجد”/ شعر بالعربيّة، عام 1996.
1- “Lawo” (بُني)/ مجموعة قصصيّة بالكرديّة، طبعت في دهوك عام 2003.
2- ترجمة كردية لديوان الشاعر العراقي عبد الواهاب البياتي: “قصائد حب على بوابات العالم السبع”. طبع في اسطنبول عام 2003.
(لا تاريخ للكلمة
إلا عندما يفيق هذا الجسد من سبات الحلم
حينئذ يسير شارعنا إلى حيث اختفيت في أحضانه
فأركض وراء الصوت المبعثر بالشهقة الهاربة إلى صداها
لأعلن نفير الجسارات الأولى
وقلت: أ هذه أنت..
حيث تُنزف الشهوة ميلادها؟
ويتلعثم النسيان بضياعه المر
قالت: كل المسارات يحرسها المعتوهون
فهذا الجسد المبتل بخيباته رواية كتبها الإثم
فتعلم أيها الأميّ كيف تفك الحرف
في فاجعة الليل).
“في الزمن الثاني”، هي القصيدة الثانيّة من المجموعة. هذا النصّ، مشحون بحمولة كبيرة من الحزن والألم والضجر والخيبة واللاجدوى من الاستمرار. ويخيّل لقارئه، أن كاتب هذا النصّ، مُقِبل على الانتحار، أو في حكمه. فمنذ الصور الأولى لهذا النص، وتجدُ نفسك في أجواء نفسيّة، غاية في الضيق والحسرة والمقت، وان الحزن والالم في أوجهِما، وأن لحظة الانفجار، والرحيل إلى العالم الآخر، باتت وشيكة: (غيث من الدموع المتأخرة عن ميعادها
سأم من الخيبات العصية عن الكشف
مختوم بالزمن المذهول
سأم يؤرق لتسول رب هجره الناطقون باسمه.
إنه الرحيل المدجج بالعويل المهرول لإكتئابه
رحيل رماديّ
يخلّف وراءه أرتال السفاحين بأنيابهم المعكوفة
تقول، وقد نزلت هبوطاً إلى الحشد المغيب، كل العابرين كانوا سفلة
هذا الجسد الذي لم يعد يستضيف حتى نداءه
فأية مدن مهزومة لم يُتلف سحرها في داخلي).
وفي زحمة اشتداد فيض هذه السوداويّة، لهذه الأنثى، الآيلة للنهاية، في هذا النصّ، ثمّة بوارق أمل، توحي برغبة التعلّق بالحياة. لكن، بعد أن ينظفها الطوفان، من كل هذا الرجس والدنس والآثام والقبائح: (قالت: متى يأتي الطوفان الثاني..؟
لأرعى على سفح الجودي مواسم عشق
لا يهرب فيها الخيال من منبعه
ولا الواقع من نجداته المكبوتة.
قالت: كم تمنيت أن أكون قبرة
أغني للعشاق تلك النبضات الصاعدة من مجاهيلهم).
لكن، نبرة آلام هذا الجسد الأنثوي، تواصل طغيانها على النصّ، مبدّدةً بصيص الآمال والأماني، ومتلفةً كلّ الخيارات، مُبقيةً على المعبر الوحيد إلى إلى الحلّ الوحيد، وهي النهاية _ الفناء. لأن الطوفان، لن يجيء، كي يُغرقَ الشياطين وأرباب الشرور، المفسدين في الأرض. ولأنّ زمن الأنبياء والمخلّصين، انتهى بـ”مقتل زارادشت في بلخ”، ولأنّ الآلام والأحزان تزداد ضراماً وفتكاً بالروح: (قالت: تآخى فيّ اليأس والعدم
فإلى أين التجئ..؟
كل الأمكنة موبوءة بالشياطين
وآخر المخلصين قتل في بلخ
وهو يحتضن كلماته التي لم ينطق بها بعد).
وبعد قراءة قصيدة “في الزمن الثاني”، بأجوائها وأفكارها السالفة الذكر، يأتينا بوزان بقصيدة، غاية في الانتفاض والاتقاد والتمرّد واللهفة، وبلغةٍ شعريّة منسابة وآسرة، عنوانها: “إنه الجسد..!”. في هذه القصيدة، يقلب بوزان، مزاج وأحاسيس قارئه، الخارج توَّاً من قراءة القصيدة السابقة، رأساً على عقب. وكذا، ينبغي للشاعر أن يكون، دائم الانقلاب على ذاته، وعلى قارئه. ويسعى لخلق حالة من التفاعل الوشيج والوطيد مع آلامه، حدّ الغرق، ومن ثمَّ يبثّ هيجان وغليان الانبعاث في قارئه، بعد أن أوشكه على سكرات الموت. وعليه، فأجواء “إنه الجسد” بالضدِّ تماماً، من أجواء قصيدة “في الزمن الثاني”، فنجده يقول: (يبدأ النشور المؤزر
ينهض من مخالب المعتاد
حيث يتناثر القيد الباسل منطفئاً في خزيه
إنه نشورَ الجسد الملتهب بغواياته
يبدأ من الإرث الكيدي
مغموساً بإنكسارات الضوء المرتجف على شطآنه.
يبدأ النشور.. فيتلوى الجسد الغارق في هلوسة المطاردة
يرسم للهواء الخجول مداه المؤرق
يضع حدوداً للظل الداعر.
جسد يعزف لحن غربته الأولى
ويهرب السكون الآبد إلى حطامه.
عندئذ يسير الجسد المكلوم بخيباته إلى ممارسة التصوف رقصاً
لا.. إنه ليس الرقص، بل عبادة الوجود لوجوده
اعتراف الكينون بأنوثته المراقة).
ولعلّ بوزان، يسعى في هذه القصيدة، تنزيه الجسد عن الفناء، وأنه نقيض الموت، ويشكك في زمنيّة الجسد، ويؤكّد قدسيته وأزليّته، بقوله: (من قال أن هذا الجسد مطعون بأزليته/ إنه هو.. هو الوحيد.. هو الأوحد في منافسات الرغبات الدبقة/ إنه هو.. الساكن والمتحرك خارج لغاته/ إنه البدء الأول/ والبدء الآخر/ إنه قلق سديمي يشق الفراغ النيّء ليصل إلى محظوظه./ إنه الجسدَ.. يعطي للكاسات الفارغة مزاجها المتقلب/ يتقن ما لا يتقنه أحد في هذا الكون الهارب من بدئه).
أمّا في القصيدة _ السؤال: “ما الفرق بين الإله الأكبر والإنسان الأكبر..؟”، فلا يجنح بوزان بعيداً من أجواء القصيدة السابقة، بل يزيد من جرعة التصوّف فيها، وينحو منحى أتباع مذهب “وحدة الوجود”، مقطِّعاً هذه القصيدة إلى 21 ومضة، جاعلاً النصّ، محاولة إجابة على السؤال الذي اختاره كي يكون العتبة. دون أن ننسى، أن التفلسف، طغى على اللغة الشعريّة لهذه القصيدة، التي بدأها بوزان، بالاعتذار، وأتبعها بثلاث اعتذارات أخرى، في سياق النصّ. ربما من قرّائه، أو من القصيدة، أو من أنثاه، أو من شيءٍ آخره، نجهله، ويعلمه الشاعر، او لا يعلمه: (1_ عذراً.. أغلقي هذا المجهول الملتهب بإرث الخيال الذي يتبعني
وأنا أتقاسم التحريض المخزون معك
هذا الجدال الملطخ بالصمت المدمى
مفاتيح صدئة لأبواب صدئة.
2_ الحب بدء إلهي
وهذي الكأس التي بين يديك مسكونة بمشيئتها.
3_ عذراً.. أوقفي سجود هذا الجسد الموجوع
بحثاً عن مذبحه في عصيان ليلنا المغفور له
وهو يعلن اهتراء الاعترافات الثملة).
وبخلاف الشعراء الأكراد، الذين لطالما، يوظّفون الميثولوجيا الكرديّة، أو الفلكلور والتراث الشعبي الكردي، او مفردات البيئة الطبيعيّة أو السياسيّة الكرديّة، للتأكيد على الهويّة والانتماء للمكان وأوجاعه، حاول صالح بوزان الابتعاد، قدر استطاعته، عن هذا التقليد الشعري الكردي. ربما، لرغبةٍ منه، أن ينجي النصّ من أعباء الهويّة القوميّة، ويجعلها أكثر انفتاحاً على الفضاء الإنساني الرحب. لكن، المتمعّن في بعض نصوصه، يلمح خيطاً واهناً، يربط بوازن، الشاعر، بالهمِّ والغمِّ الكرديين. وأن آلام الكائن والمكان الكرديّين، دائم الحضور، ولو شذراً خفيفاً، في النصّ الشعري، سواء أكان مكتوباً بالعربيّة أو الكرديّة. فيقول بوزان في المقطع 18 من قصيدة “أنه الجسد”: (هل تعلمين..؟/ أني رأيتك ذات مساء/ وأنت تقودين الشمال المثقل باستغاثاته/ تقودينه قافلة مشردة في التيه المفتوح على غيهبه/ وكان المهاجرون يطرَدون من معابر التاريخ/ وهم ينتظرون منقذاً يستعصي على المجيء). وفي هذا، تلميح إلى معاناة الكرديّ، في شمال سورية، وكيف أن النظم التي تضطهد الأكراد، وتعتبرهم مهاجرين، وغير أصلاء، في أمكانهم التي يعيشون فيها من آلاف السنين. وبل أن من يضطهد الأكراد، هم الطارئون، الذين يسعون لتزوير الحاضر، عبر تزوير التاريخ، ولا من منقذٍ للأكراد، من بحار آلامهم. كما استفاد بوزان، من تقنيّة التناصّ مع النصّ القرآني، في أماكن عديدة في مجموعته، ولو بشكلٍ خافت، وعلى سبيل المثال، آية الغرانيق، إمعاناً في تقديس جسد الأنثى، بقوله في المقطع الـ20 من نفس القصيدة السالفة: (أيتها التي تتزينين بالأسماء كلها/ لتكن النهاية غير النهايات/ فأنا أعلن استسلامي الجسور/ أمام شهقة لغتك المنقوشة على الصلصال الأول/ وأكتب اسمك في المكان المتسع/ للات والعزّى وأمثالهما في الأزل والأبد/ وأقول: أن شفاعتك لترتجى).
أمّا قصيدة “الجسد في ظهوره الثاني”، القارئ لها، يظنُّها تتمة للقصيدة التي سبقتها. بخاصّة، أنها هي أيضاً، مقسّمة إلى 15 فقرة أو مقطع مرقّم. والملاحظة التي يمكن تسجيلها على هذا النصّ، هو ان ترقيم بعض المقاطع، لم يكن موفّقاً. إذ لم نلمح أيّ فاصل بين بعض المقاطع، لجهة انسياب اللغة، أو المعنى. ومن المفترض أن تقسيم النص إلى مقطع مرقّمة، أن كل مقطع له خصوصيّته أو استقلاليّته عن الفقرة التي قبلها أو بعدها. لكن، ثمّة ما يجمع المقاطع، في السياق أو المناخ العام للقضيدة. وعليه، لو حذفنا الارقام من هذا النصّ، فلن نجد أيّ خلل. على العكس من ذلك، نجد اتساقاً وانسيابية وانسجام أكثر، وقف الرقم، حجر عثرة فيه. مثلاً: (1_ قلق هذا الجسد/يعد ميقات الهول في نشوته/ يرشد ضياعنا إلى الحقيقة/ الغارقة في تفكيرها المؤجل./ 2_ يصعد من مهرجانه المقدس/ نحو اليقين المترف بذاكرته المشلولة/ وعويلنا المدحور/ يتنشق بقايا الأعوام المهجورة في فراغاتها).
ورائعة هذه المجموعة، كانت قصيدة “رجل وامرأة”. وفيها عَصَرَ بوزان، خياله ولغته، وأتحفنا بحوارٍ، مكتظٍّ بالصور الشعريّة، الصادمة، والمدهشة، والمجهشة في الإيروتيك . وفي عنوان القصيدة، جمع الشاعر، كلمتين نكرتين، عاطفاً الأولى على الثانيّة. أيّ، “رجل” على “امرأة”. وكأنه يريد أن يقول لنا: “في البدء كانت المرأة”. ويفتتح بوزان هذه القصيدة بفعل ماض ناقص، ويكرّره في سياق النصّ. لكن، فيض هذا النص، وإيقاعه الحواري، الهادئ واللاهب في آن، جعل من النكرتين (رجل وامرأة)، معرفتين، يمارسان فعلاً تامّاً، مضارعاً، دائماً، آبداً: (1_ كنا اثنين..وثالثنا المجهول المكتئب/يمسك بتلابيب الوهج المعلق بسراديب مقفلة/ تأخذنا الدورة الدموية في انشطاراتها المتدفقة/ نحو مواعيد مسربلة في هتافات المكان./ 2_كنا نتحدث..فتقع الكلمات عارية في كمائنها/ وكهل منتظر/ يرشد مشاعرنا إلى بهجتها./ 3_قالت: ماذا تكتب على صدري/ أيها الشاعر المقيد بحروفه/ الحبر يختزل براثن المقدّر العاجز عن الاعتذار/ هذه هي لغتنا/تندحر على شفق التوق المهلوس/كلانا مكبلان بالجوهر الذي لا يعلن إيمانه/ ويسفك الإرث المحاصر في ذاته./ 4_قالت:..دع الكاهن المعشوشب الوجه/يتبارك باعترافات الجسد الذي يهتك/ مغفرته الملولة/وذاك الشبح الجالس في حضن الليل/ يحلمبمحراب مزدحم./5_قالت:..اترك التاريخ يذرف دمه على مذبح التوبة النصوح/ولا تكشف عن مدخراته التي أفسدتها/ عبادات المترفين في برزخ الخشوع المستلب./ 7_قالت أيها المجوسي المعظم بالمثنّى/ أرح عن كاهلك تعاويذ المنع المقعد في شيخوخته/ لقد تأخر الرهان عن ميقاته/فلا تزد حرفاً على هذا السفر الذي اعتاد عليه المخلوق).
النصّ الأخير في المجموعة؛ “أنا العاشق لجسدها ولي قراءاتي”، لا يشذّ عن مناخات النصوص الأخرى. وتبدو جرعة التصوّف، أكثر تجليَّاً فيه، إلى جانب الغرف من السلوك الديني، والحديث على لسان رجل دين إسلامي، عن عظمة وقداسة الجسد الأنثوي، وكأنَّ الشيخ، في نهاية المطاف، خلاصة تجربته، تفضي إلى تأليه الأنثى: (2_ بورك رجل قضى حياته يقرأ الجسد الأنثوي/ كيف يخرج من بين أصابع الله/ كيف يقود خيالنا إلى ضياعه/ وفي المساء يخفي أبعاده المشتهاة في الذاكرة./ 5_ يقول الجسد: ما قيمة الكمال إذا لم يتجاوز كماله/ ما قيمة النفس إذا لم تكن حبلى بحياة محتملة/ ما قيمة الرغبة إذا لم تتجاوز أفق الرؤية/ ولا تتحول إلى فراشات على مداخل العشق./ 6_ قال الشيخ العابد وهو يطوي سجادته: هذا الجسد الأنثوي لا يُقهر بالصلاة/ لشهواته امتداد على ما بعد ركعاتي./ 8_ قال الشيخ العابد… إذا نطق هذا الجسد الأنثوي/ فهو يشرع للناموس الأعلى/ ينثر اللحظات الحرجة فوق مثوى/ ثرثرات رجال يأتون من كل فج عميق./ 9_ قال الشيخ العابد وهو يطوي سجادته: كل من لامس هذا الجسد الأنثوي/ لا تمسه النار يوم القيامة/ سيدخل إلى الحضر الأعظم/ وعلي يمينه ألف رجل وعلى يساره ألف./1_ قال الشيخ العابد…. عليك اللعنة إلى يوم الدين/ إذا لم تستظل تحت إيقوناته/ عليك اللعنة إلى يوم الدين/ إذا لم تغتسل من إثم الوجود/ في محرابه).
بالنتيجة، لَعمري أن انتقاء بوزان، عنوان تقليدي “مملكة الجسد”، لمجموعته، لم يقلل من أهميّة منتوجه الإبداعي. ولو كان العنوان؛ “ملكوت الجسد”، أو ما شابه ذلك، لكان أنسب وأكثر انسجاماً مع بهاء لغته، وخصيب خياله، الذي إنْ دلّ على شيء، إنما يدلّ على شاعرٍ وقَّاد، متين المراس، يجدد شبابه، فكريّاً، وشعريّاً.
صالح بوزان، المولود سنة 1951، في قرية “شويتي”، التابعة لمنطقة “تل أبيض” شمال سورية، لم يُكمل دراسته في كليّة الآداب بجامعة حلب، قسم اللغة العربيّة، وأوفِد من قبل الحزب الشيوعي السوري إلى الاتحاد السوفياتي السابق، وحصل على شهادة الماجستير في الاقتصاد الدولي من جامعة كييف، بأوكرايينا، سنة 1978. حاليّاً، هو مدير متحف الفنّ الحديث بحلب. معروف عنه دراساته وأبحاثه ومقالاته، في القضايا السياسيّة والفكريّة. وترجم عن الروسيّة إلى العربيّة، وعن الأخيرة إلى الكرديّة. يكتب باللغتين العربيّة والكرديّة، وله مخطوطات كتب عديدة في الأدب والسياسة، تنتظر الطبع. وصدر له مؤلّفات عديدة، منها: “في الوجد”/ شعر بالعربيّة، عام 1996.
1- “Lawo” (بُني)/ مجموعة قصصيّة بالكرديّة، طبعت في دهوك عام 2003.
2- ترجمة كردية لديوان الشاعر العراقي عبد الواهاب البياتي: “قصائد حب على بوابات العالم السبع”. طبع في اسطنبول عام 2003.
3- ترجمة “نشيد الإنشاد” من التوراة. نشر في عدة مواقع الكترونيّة كرديّة.