المسيحُ ماتَ في الجزيرة

قصيدة مُهداة إلى الجزيرة السورية.

(أحاديث كثيرة عن هجرة للمسيحيين
من العراق وسوريا ولبنان وفلسطين
لماذا هل هم يهوون الرحيل؟
أم هناك سبباً أراهُ في الغالبية؟
أسبب المشكلة الفلسطينية؟ وهل هي بنت اليوم؟
أم اسقاطات الغرب على بلادنا؟
وماذنب أهلنا يُهجرونَ ويُهاجرون؟!!!!

   اسحق قومي
26/10/2010م.)

دَعْكَ من القصيدة ِ والخليل ِ.
دَعْكَ من البكاءِ والعويل ِ
دَعْكَ من الزمان ِ الزمان المستحيل ِ.
دَعْكَ إذا شئتَ أن ترى الجزيرة َ
قدْ غوتها فيالقُ التدجيل ِ
فيالقٌ من همسها المخبول ِ…النحيل ِ.
غادرتها الطيورُ إلى حيثُ
لا تدري….
إنَّ الضياعَ في كُثرة ِالتبديل ِ.
دَعْكَ من الموبقات ِ
فليسَ في الأرض ِغيرُ
أنتَ ….
وجههَا……وحبيبَهاُ
الذي قالَ عنكَ الهوى
أنتَ خليلي.
غادرتها صبايا
كالصباح ِ
كالأقاحي
إذا جُنَّ مع الورد ِ
النخيل ِ.
ٍ
لا تحبلين إلا مرة كلَّ ألف عام ..
 كوجهي
ولا تزورينَ ديراً
 للمسيح القتيل ِ.
القتيل ِ.
أنتِ أكوامُ حنين ٍ في الصدور ِ
فمنْ يُطفىءُ باقي الهوى
وجذوة َ التبجيل ؟!!!
أنتِ البحارُ ،الغيومُ ،السعفُ، المرُّ، الرؤومُ
إذا مرتها العجافُ
وما رأتك ِ في ضحكة الصبح الجميل ِ.
قولي لنا مات النشيدُ والهوى.
قولي لنا ماتت  الحلوة… (ليلى) وما بكيتْ
عيوننا خلف نعش ِ القتيل ِ.
غادرتنا وغادرنا صباها
ولو على مضضٍِ من حرقة ٍ ونار ٍ في الصدرِ
كانطفاء العليل
منذُ البدء ِ تنبأتَ عنها وقلتَ
سيغزوها الجرادُ والتتارُ والمغولُ
صدقت نبوءتِكَ عنها
…..والعلة ُ في أسوار
 ذويها وخيانة ِ الجيل ِ الأصيل ِ

لا تقلْ شعراً بأوزان الخليل ِ
لا تقلْ نثراً كأطفال ِ أهلكَ الراحلينَ
خلف َالمدى ….
وخلفَ المســــــــــــــــــتحيل ِ.
تنبأتَ ذاتَ يوم ٍ
وقلتَ
سيأتي الرحيلُ
في الرحيل ِ.
ستهجرُ العصافيرُ
كلها ذات ليل ٍ
ويبقى على ثراها تجارُ الغانيات
والموبقات وهمسُ الصدى
وبعضٌ من ضمير ِ  …
تدورُ بعيونها المغمضات
فلا ترانا
كأننا أشباهُ ظل ٍّ في الليل الطويل ِ.
عويلٌ في عويلي.
كأننا ما رسمنا
تخوماً
للمحبة  والهوى..
على ثراها …
ولا على أيديها حفرنا
قصائد في هواها العليل ِ.
كالغريب كنا إذا بالمدائن مرَ
عبّ من حسرة ٍ على الخِلان
وفيه شهقة ُ المقهورِ
يحرقُ الصقيعَ من وجعي وزفيري
يستطيلُ المدى على أبوابِك دهراً
ويصيحُ في حرقة ٍ كالذليل ِ
المسيح ُفي الجزيرة ماتَ
والعويلُ في تلكَ الرحاب ِ …
عويلي
ماتَ المسيح ُهناكَ
والجزيرةُ
أطفئتْ أنوارَها
ولكن َّالسياق َ في السياق ِ الأصيل ِ
 ِ.
***
ساور هواج بلحظ
همس العشك والحب.
وأنت الدليل الصدك.
ومنه عجب يرتدْ؟.!!!
غنيت يوم الصبا حبي وخلاني
وعرفت أنو العشك مثل الهوى الجاني
**
ماليتن في الشتي
ماليتي في الصيف
.
حبيتولي أو وحدي كما القمر والسيف.
عربية هواها سريانية لعيون
كردية في غزلا  جركس ججانية.
قلتولا  أنج بسيس قالت أرمانية
عبرتُ من تل تمر قالت آشورية ..
قبل صفيا بشوي أريتو غازالي
سألتو عن اسما قالت  يازيدية
. أريتولي أوحدي شقرا وطويلي
قلتولا  أنت أنت ِ قالت خاتونية.
صوتا أجاني بحزن والتفتو حولي 
سألتوا عن أصلا قالت محلمية
مريتُ في اغويران وشفتو لي   ديرية
سمرا سمارا حلو عاشقة ومغوية
في ديركو وراس العين أريتو عشتار
 حزنا كروم العنب
والحايرين وداروا.
عامودا والشدادي والشيخ حمد هي
حبا في قلبي كما نارو والبوطية
هي الجزيرة وطن موتنفدي هي

***

يقولون تبْ عن هواها ..سنعطيكَ الكوثرَ والغيومَ
وأنتَ من غادرتَ مرافىءَ العمر الجميل ِ.
يقولونَ ( ليلى في الجزيرة)
قد ْ
تزوجتْ
وطلقتْ
ترمّلت

قالوا
وضاجعت ألف قتيل ٍ .. أو كالقتيلِ
وضاجعت جيوشَ التتار وناكرٍ… ونكير
الجوعُ ينخرُ في عظامها
ولربما من أجل شهوة التعليل ِ.
ولربما من أجل فستان ِ قصيرٍ كالطويل ِ
ولربما من أجل هاتف ٍ يدوي
أو بعضاً من وحدة لمكالمة فاسق ٍ ..
أو صاحب ٍ في الرذيلة أو العميل ِ
ولربما من أجل أكلت شاورما أو سهرة في نادي
البستان أو كربيس  أو بانوس َ
آه ٍ يازمن الجمال والبراءة
والحب ِّ الأصيل ِ
آه ِ من زمن ٍ
امرأة ٌ تبدلُ زوجها …
تمتهنُ ….
تُمتهنُ…
قفْ تجاوزت الحدودَ..
والخطوطََ …
تجاوزتَ سرَّ الملوك ِ والسلاطينَ وباعة َ
الباس الداخلي
قفْ
منْ أنتَ أيها المشردُ في البلاد ِ
الخائنَ لحبها ؟؟!!!
من أنتَ؟!!!!
أنا قسيها ياناسُ
وأنتم أنا
لكنَّ شمسكم تغربُ في الشرق…
أصيح مابي حدا يسمع لأشجاني
واكول يمكن بكا
شريف يتناني
لكنَّ
ليلى البغية غيرت في دمها
 أسطورتي
ومواسمي
أيقونتي
وأسماء أهلي وجدتي
ودليلي…
وما عادت هي ليلى
ولا مثلما قيس هواها

لاتصدق  ما يُقالُ
عنها من القصائد والغِوى….
ومن العِشق ٍ النحيل ِ
أنا ماعشقتُكِ يا ليلى ولكن
قدْ جُنَّ في هواك ِ شعريَّ…
تبجيلي
وأنتِ من أحرقت في  هُجرة ِالعمرِ سُفنَ الرحيل ِ….
أأنت ِ ليلاي أمْ موسى أبن النصير؟
من تكونين ياليلى فقد غربك عني
تجار الهوى وبقايا الغانيات
في ليالي الطوائف ِوالملوكِ
في النخاسة والعهرِ والزمن ِ العميل؟!!!

(ضرارُ ابن ُفراس ٍ) كان يهواك
وسيف بن ذي  يزن والسموئلُ
(وفكاكُ الجبوري )لازال حياً
شهماً
شهيداً
في المرؤة والضمير ِ
وأنا ما زلتُ أنا
في عِشقيَّ رغم رحيلي
كمْ كتبتُ لك ِ الرسائل َ والقصائدَ

عساه يأتيك نذيري

أتعودينَ ياليلى ؟!!!
نعودُ للجزيرة من جديد ٍ
ونزرعُ في ثراها
حُبنا الموؤد َ، ونرسمُ
ونكتبُ على سمائها
المسيحَ ما مات ولن يمت
يادرة القصائد والهوى
والغِوى

فأنت ِ النشيدُ والوليدُ
وأنت ِ الإله ُالقتيلُ .
فما حبُكِ غيرُ عمري
أسألك ياليلى عن طيب أهلها
وعن براءة ٍ
وقوسُ قُزح ٍ
فهل بقيَّ من الكأس شيئا؟
سأعودُ إليك ِ
وتسألينَ

هل يعودُ  عاشقي  ذات يوم ٍ؟؟؟؟؟!!!
لنكتبَ القصائدَ والشعرَ  وباقي رحيلي
وعداً عليَّ ياليلى  لو  أموتُ أُكفنُ بحفنة ٍمن تُرابِِك
والمطرُ يغسل ُباقي ذنوبنا
وعهرَنَا
وخيانة َ الجدِّ الأصيل ِ
.
****
اسحق قومي
ألمانيا
شتاتلون
26/10/2010م

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…

ماهين شيخاني.

 

وصلتُ إلى المدينة في الصباح، قرابة التاسعة، بعد رحلة طويلة من الانتظار… أكثر مما هي من التنقل. كنت متعبًا، لكن موعدي مع جهاز الرنين المغناطيسي لا ينتظر، ذاك الجهاز الذي – دون مبالغة – صار يعرف عمودي الفقري أكثر مما أعرفه أنا.

ترجّلتُ من الحافلة ألهث كما لو أنني خرجتُ للتو من سباق قريتنا الريفي،…