انتهى الدرس يا ..؟! (3 )

 داريوس داري

لو لم اكن عاموديا لودت أن أكون عاموديا . ؟
أعمل ما يحلولي , وتعمل أنت ما يحلو لك فأنا ما أتيت إلى الدنيا كي أعيش كما تنتظر أنت مني ولا أنت هنا كي تعيش كما أنا  أنتظر منك . أنت تكون ذاتك وأنا أكون ذاتي وإذا حدث أن وجد أحدنا الأخر فذاك جميل . وإذا لم يحصل ذلك .؟ ولم يحصل بالتأكيد لأننا قوم لا نعترف برائي الأخر..؟ !
ماذا تفعل : لو قررت لجنة التحكيم لجائزة النوبل للآداب . بأن تمنح الشاعر والمفكر الكردي العظيم  العلامة ” جكرخوين ” . من  يتسلمها , أي منظمة أو أي جمعية أو أي مؤسسة أو أي …؟

ماذا تفعل : وأنت تعتبر نفسك كاتب ومفكر وعبقري زمانك . وكل يوم تكتب اكثر من مقال أطول من منارة المسجد . وتنشرها عبر المواقع الانترنيت . وأنت تعرف حق المعرفة بأن لا أحد يقرأ مقالاتك  سواك …؟!
ماذا تفعل : تسق به ثقة عمياء  ووضعت كل أعمالك و مما تملك من أدبيات وغير ذلك دون تردد . وفجأة يأتي زعيم فيروسات قاطيبتا , رعد يقضي على كل ما وضعته من أسرارك في هذا الجهاز الذي يسمى الكمبيوتر .
ولم يبقى لديك من المسودات لأعمالك التي كتبتها منذ مئات الساعات . وفي رفت عين طارا كل شيء فالهواء وتبخر ..؟! 
ماذا تفعل : أحد أصدقائك طلب منك أن تساعده في البحث عن شريكا الحياة أي يريد أن يكمل نصف دينه .حيث أن الجمال غير مطلوب والثقافة غير مطلوبة والأخلاق أيضا ليس مهما .على حد قوله  كلها إشكاليات المهم أن يكون لها راتب ..؟! 
ماذا تفعل : هناك حقيقة راهنة هي أن قسما كبيرا من سكان بلادنا مصاب باضطرابات نفسية , وبجمع المال بأي شكل من الأشكال وهذا القسم يزداد باستمرار . يقال أنه يبلغ اكثر من نصف عدد السكان .
ما هو السبب ؟ هل اصبح عالمنا غير صالح للسكن ؟
هل الظروف الاجتماعية هي ظروف لا إ نسا نية ؟ هل المخاطر الحقيقية هائلة بهذا الشكل ..؟!
ماذا تفعل : حدث في لبنان وبتحديد عام (1974  ) حين ذهب رئيس حزب البارتي اللبناني إلى كردستان العراق بدعوة من المرحوم قائد الثورة الملا مصطفى البرزاني  . وبقيت مكانه شاغرا لفترة قصيرة . في هذا الوقت قررت جماعة من الجالية الكردية في لبنان  بأن يؤسسوا حزبا بدل الحزب البارتي الذي يترأسه المرحوم جميل محو .
 ومن الحضور في ذلك الاجتماع السيدان محمود عثمان وعزيز عقراوي . قام الشخص الذي يريد بأن يؤسس الحزب.فأعطى  لسيد محمود عثمان البيان الحزبي . تمعن بها وابتسم وهز  رأسه ثم قال : يا جماعة تريدون أن تؤسسوا حزبا , ولا تفرقون بين البيان الحزبي وبين مخالفة مرورية .؟!
ماذا تفعل : لك صديق , قوي الشكيمة , نظيف اليد نزيه النفس .
المعروف عنه انه حاد بكل شيء .
 فهو لا يرى خيرا في المجتمع الذي يعيش بين .
وكلما أدار الطرف فيما حوله أرسل تفكيره النفاذ . كان لا يبصر سوى الفساد , والجهلة , والمهانة والرشوة , المتوقحة والقسوة البالغة , وفراغ العقول , وتفاهة النفوس , وجمود الظل , وكثرة الرياء والمداهنة والتصنع .
وهو يسخر من ذلك كله , ويصعب عليه هجاءه  .
وهجاؤه هجاء رجل يائس لا يرجو خيرا , ولا أمل له في صلاح أحوال هذا المجتمع الفاسد .؟
ماذا تفعل : كريم الأخلاق .. قوي الشخصية .
 مستقيم في سلوكه لا يشرب الخمر ولا يقامر ,
 ولا يسهر في الخارج . يحترم زوجته ويحبها كثيرا , يحب أولاده كل الحب , يقوم بواجباته نحو أسرته على اكمل وجه .
إنسان متعلم يحمل إجازة في الحقوق , ويحمل فوقهما عقلا خرافيا .
منزله يقع  بجانب الحديقة وبجانب الثاني توجد خرابه مهملة حيث تتواجد أحيانا بومة , فإذا ما سمعها , اعتبر النعيق تنبيها با لشؤم , فيتظاهر بالمرض في اليوم التالي . ويحبس نفسه في غرفته ولا يخرج منها ولا يسمح
لا أ حد بدخولها ,
حتى الطعام يعطونه من خلف الباب,
 ممنوع لأيا كان أن يدخل عليه بما فيهم أم أولاده ..؟


Daryos55@nefel.com
  
                                                             

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

 

 

صبحي دقوري

 

حكاية

 

كان “دارا” يمشي في شوارع المدينة الأوروبية كما يمشي غريبٌ يعرف أنه ليس غريباً تماماً. العالم لا يخيفه، لكنه لا يعترف به أيضاً. كان يشعر أنه ككلمة كورديّة ضائعة في كتاب لا يعرف لغتها. ومع ذلك، كان يمشي بثقة، كما لو أن خطواته تحمل وطأة أسلافه الذين عبروا الجبال بلا خرائط.

 

في تلك الليلة، حين…

عِصْمَت شَاهِين الدُّوسْكِي

 

دُرَّةُ البَحْرِ وَالنُّورِ وَالقَمَر

دُرَّةٌ فِيكِ الشَّوْقُ اعْتَمَر

كَيفَ أُدَارِي نَظَرَاتِي

وَأَنْتِ كُلُّ الجِهَاتِ وَالنَّظَر

***

أَنْتَظِرُ أَنْ تَكْتُبِي وَتَكْتُبِي

أَشْعُرُ بَيْنَنَا نَبْضَ قَلْب

بِحَارٌ وَمَسَافَاتٌ وَأَقْدَارٌ

وَحُلْمٌ بَيْنَ أَطْيَافِهِ صَخَب

***

دَعِينِي أَتَغَزَّلْ وَأَتَغَزَّل

فِي عَيْنَيْكِ سِحْرُ الأَمَل

مَهْمَا كَانَ النَّوَى بَعِيدًا

أُحِسُّ أَنَّكِ مَلِكَةٌ لَا تَتَرَجَّل

***

دُرَرٌ فِي بَحْرِي كَثِيرَةٌ

لَكِنَّكِ أَجْمَلُ الدُّرَرِ الغَزِيرَةِ

أَقِفُ أَمَامَ الشَّاطِئِ

لَعَلَّ مَقَامَكِ يَتَجَلَّى كَأَمِيرَةٍ

***

أَنْتِ مَلِكَةُ البَحْرِ وَالجَمَالِ

لَا يَصْعُبُ الهَوَى وَالدلالُ

لَوْ خَيَّرُوكِ…

فواز عبدي

حين وقعت بين يديّ المجموعة الشعرية “مؤامرة الحبر، جنازات قصائد مذبوحة”[1] للشاعر فرهاد دريعي، وأردت الكتابة عنها، استوقفني العنوان طويلاً، بدا لي كمصيدة، كمتاهة يصعب الخروج منها فترددت في الدخول، لكن مع الاستمرار في القراءة وجدت نفسي مشدوداً إلى القصيدة الأولى بما تحمله من غنى وتعدد في المستويات، فهي تكاد تكثف فلسفة…

فراس حج محمد| فلسطين

لا أقول صدفة، فأنا لا أحبّ موضوع الصدف، ولا أومن فيه، لكنّ شيئاً ما قادني إلى هذا الكتاب، وأنا أتصفّح أحد أعداد جريدة أخبار الأدب المصريّة (عدد الأحد، 26/10/2025)، ثمّة نصّ منشور على الصفحة الأخيرة لـ “نجوان درويش”، بعنوان “بطاقة هُوِيّة”، لوهلةٍ التبس عليّ الأمر فبطاقة هُوِيّة اسم قصيدة لمحمود درويش، وهي…