1- الكورمانجية التي تستخدم في المحادثة والقراءة والكتابة والإعلام من قبل الأكثرية ربما تصل النسبة إلى 65% وفي منطقة جغرافية تُعد الأكثر مساحة.ً
2- السورانية وهذه كالأولى تُستخدم في المحادثة والقراءة والكتابة والاعلام من قبل عدد ربما تصل النسبة إلى 35% في منطقة جغرافية أقل مساحةً من السابقة.
ب- اللهجتين الفرعيتين
3- الزازاكية وتعيش مع اللهجة الكورمانجية، لذلك يمكن القول أنها قد تكرمنجت بنسبة ما وخاصةً في وسط الشرائح الاجتماعية القروية التي تجاور أو تختلط مع قبائل الكورمانج، علماً أن هناك صحوة زازاكية بين عدد لابأس به من الكتاب والمثقفين يتمسكون بلهجتهم كما لو أنها لغة وتصل بهم النزعة اللهجوية إلى حد الدعوة إلى الإنفصال اللغوي، كما لو أن الزازاكية لغة مستقلة وليست كوردية، علماً أنني متأكد من خلال دراستي لها أنها لهجة كوردية بخصائص لغوية تثبت أنها من صلب الكوردية وليست مستقلة.
4- الهاورامية: وتمثل لغة الأدب الكوردي القديم في جنوب كوردستان. وتعيش الأن مع اللهجة السورانية، وهي أيضاً تسورنت إلى حد ما، حيث تُستخدم في المحادثة والأغاني الشعبية فقط. لأنني على علمٍ ببعض الكتاب الهاورامان يكتبون وينشرون كتاباتهم ومؤلفاتهم بالسورانية.
في تعريف اللغة الكوردية أرى أنها اللغة القومية الموحدة والمتفق عليها من قبل معظم الشعب الكوردي أينما مكان، وهي اللغة الوحيدة المستخدمة في الكتابة والقراءة والصحافة وجميع وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة وفي المدارس والمعاهد والجامعات، كما هو الحال لبقية اللغات الحية كالانكليزية والعربية والفرنسية … الخ. بناءً على هذا التعريف لا توجد لغة كوردية يتفق عليها غالبية المجتمع الكوردي من جميع الاجزاء، علماءً ولغويون وسياسيون وكتاب ومثقفين. ما هو موجود على أرض الواقع هو خمس لغات (الكورمانجية والسورانية الزازائية والهاورامية) تستخدم كل واحدة منها من قبل جماعة معينة يعيشون في منطقة جغرافية معينة، كوسيلة وأداة للتواصل والتفاهم بين أفراد ينتمون الى القومية الكوردية ويناضلون في سبيل الحصول على حقوقهم القومية اجتماعياً وسياسياً وثقافياً ولغوياً. ولكن من الأهمية القول هو أن ما يجمع هذه الجماعات في بوتقة واحدة هو الحس القومي _ أو (النقاء القومي على حد قول المفكر العربي هادي العلوي)_ وشعور الكوردايتي المشترك بين الجميع الى جانب العامل السوسيولوجي من حيث العادات والتقاليد والمعتقدات حتى طريقة التفكير واحدة بينهم. منذ القدم يطلق تسمية اللهجات على هذه اللغات على أنها لهجات اللغة الكوردية، وغالباً ما يطلق ناطقوا السورانية والكورمانجية تسمية اللغة الكوردية على لهجتيهما، كل على حدة من باب اطلاق تسمية الكل على الجزء، بهدف تطبيع وتثبيت فكرته في أن تصبح لهجته اللغة القومية الموحدة، لذا يحاول عفوياً أو عن قصد تطبيق قانون حكم العادة.
عندما نقول لهجات الكوردية، فاننا نقر، ولو لفظاً فقط، بوجود لغة كوردية لها لهجاتها كما هو الحال مع العربية والانكليزية والألمانية. أما في واقع الحال فأن اللهجات موجودة بينما اللغة الرئيسية غير موجودة وغير متفق عليها، فلتكن اللهجة المحلية الكوجرية هي السائدة لو تم الاتفاق الجماعي عليها. من الملاحظ أن هذه اللغات اللهجات لا تعمل بنفس القوة، لا كماً ولا نوعاً، بل أن القوة والفعالية الثقافية والاجتماعية تنحصر في لهجتين رئيسيتين، هما الكورمانجية والسورانية، واللتان تستعملان في القراءة والكتابة والاعلام والتلفزيون والصحافة بمثابة لغتين يتكلم بهما غالبية الشعب الكوردي في مناطق جغرافية مترابطة مع بعضها البعض رغم وجود الفصل الجغرافي بينهما وليس في الفصل الحدودي دولياً بين بعض من أجزائها، إذ نجد أن السورانية تحتل ثلاث أرباع كوردستان العراق وايران مساحةً وسكاناً، أما الكورمانجية تستخدم لدى معظم أكراد تركيا وسوريا وأرمينيا ولدى ربع أكراد العراق وايران. بناءً على ما سبق لا نرى وجوداً للغة الكوردية، بمعنى اللغة القومية المستعملة قراءة وكتابةً عبر الوسائل المسموعة والمرئية من قبل جميع الكورد، أما الزازائية والهاورامية واللورية بسبب قلة عدد ناطقيها وافتقارها الى الثقل الثقافي مقارنةً مع العدد الكبير من اللهجتين الرئيسيتين، لذا لا يمكن الأخذ بهم كلغات لأن التعددية اللغوية والتعددية اللهجوية بحد ذاتها تشكل عاملاً سلبياً وضعفاً يسبب عوائق كبيرة أمام تقدم وازدهار الثقافة الكوردية من جانب، ويخلق صعوبات لغوية أمام التوجه العام لايجاد اللغة الكوردية القومية الموحدة والفصحى.
علاوة على هذا لا يوجد مشروع لغوي مطروح للتداول والدراسة بين لغويو الكورد في المرحلة الحالية حول الكيفية التي من الممكن أن تؤدي الى لغة موحدة بالاتفاق أو بالدمج او أية طريقة لغوية في مستويات معينة يمكن أن تفتح السبيل الى الحل. والسبب بإعتقادي هو أن القوى التي تهيمن على المؤسسات العلمية والاكاديمية في كردستان العراق ينتمون الى اللهجة السورانية، التي تُستخدَم كلغة موحدة ورسمية في كوردستان العراق، وبالتالي البقاء على هذه الحالة تعني استمرارية هذه اللهجة، وهي بمثابة اعتراف غير علني بالوضع الراهن وباللهجة السورانية. لهذا السبب عملية تناول مسألة توحيد اللغة الكوردية من قبل هذا الجزء من كوردستان وهو الجزء الأكثر استعداداً لمناقشة هذا الموضوع باعتباره يتمتع بحكومة كوردية تدير نفسها بنفسها عدا أنها تحتوي على ناطقي اللهجتين الرئيسيتين، ولديها من الإمكانيات المالية والعلمية التي تخولها أن تقوم بدور أساسي في وضع الحلول الملائمة في إيجاد اللغة القومية (الكوردية الموحدة).
الطريق الى اللغة الكوردية الموحدة (خيارات ومقترحات)
خيارات في اللغة الكوردية الموحدة
خيارات مقترحة حول الطريق الى اللغة الكوردية (الموحدة)
في اطار البحث عن الحلول المناسبة لإيجاد اللغة القومية الموحدة (الفصحى) أقترح بعض الحلول التي هي مقترحات للتداول بين المتخصصين وعلماء اللغة الكوردية وحتى المهتمين بالشأن الكوردي، علماً أن المسألة تحتاج إلى دراسات متعمقة وتفصيلية وشاملة. ولكن ثمة مسألة ذات أهمية بالغة، وتأتي في المقام الأول من حيث الأولويات وهي مسألة من الممكن تحقيقها في حال توفرت الإرادة والجدية والتصميم الصادق، وهي توحيد الابجدية الكوردية أي اختيار شكل واحد من الحروف في اطار نظام كتابي موحد من خلال اختيار ابجدية واحدة من بين الأبجديتين إما العربية أو الأبجدية اللاتينية. وهذه المسألة يمكن حلها بقرار من حكومة الأقليم مع وضع خطة تنفذ على مراحل.
من ناحية أخرى أطرح هنا بعض الخيارات التي يمكن في إعتقادي أن توصلنا الى نوع من الحل، حسب وجهة نظري، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية وعبر طرح المسألة في صيغة السؤال التالي:
هل اللغة الكوردية الموحدة تمر من خلال
1. اختيار نحو لهجة واحدة إما الكورمانجية أو السورانية مع التطعيم المعجمي من جميع اللهجات وتوحيد الجهاز المصطلحي؟ أي اعتبار إحدى اللهجتين بمثابة اللغة الموحدة والمشتركة، وبالتالي تصبح نحو وقواعد هذه اللهجة البناء التأسيسي للغة القومية الكوردية وعلى اللهجات الأخرى تعلم واتقان نحو اللهجة المقررة أن تكون اللغة الموحدة ليبدأ الجميع باستعمالها كتابةً وقراءةً وتكلماً صحافةً واعلاماً بكل أشكاله المرئية والمسموعة.
2. أم اختيار الكورمانجية والسورانية كلغتين رئيسيتين: الكوردية الكورمانجية، والكوردية السورانية، أو لنقل الكوردية الشمالية، والكوردية الجنوبية وذلك حسب المنطقة المخصصة لكل واحدة منهما، مع العمل المستمر في تعليم اللغتين في المدارس الكوردية بهدف تحقيق التقارب اللغوي بينهما، والأخذ بمبدأ التطعيم المعجمي من جميع اللهجات وتوحيد الجهاز المصطلحي كمرحلة أولية قد تفضي فيما بعد إلى بروز عوامل اجتماعية لغوية جديدة تمهد الطريق لإيجاد الكوردية الموحدة.
3. أم الدمج بين نحو اللهجتين الرئيسيتين في لغة واحدة وفق الية لغوية تأخذ بالمشترك كقانون موحد، وتضع المختلف أمام المختصين وعلماء اللغة لاختيار الأصلح والأقوى. هذه الطريقة تطبق على مراحل عدة، قوامها التجربة العملية في اطار الوظيفة الاجتماعية الأكثر سرعةً على الفهم، والأكثر استصاغةً مما يمهد الطريق إلى تحقيق السهولة والمرونة في اختيار القوانين الأكثر ملائمةً لذوق الناطقين بها.
4. لا يمكن القبول المبدئي بأي خيار من الخيارات الثلاث المقترحة أعلاه إلا بعد تقديم الدراسات والبحوث الكافية والمتعمقة في جميع الخيارات للوصول الى حل علمي واضح هو السير نحو الخيار الأكثر ملائمة والأكثر قوة لمستقبل الشعب الكوردي في بناء ثقافة مترابطة وحضارة متقدمة.