المشغوفة بحب الوطن, قديسة دائمة ..؟! ( 1- 5 )

 عادل عبدالرحمن

نارين متيني, الفتاة التي تمشط شعرها بحب الوطن, حين تستيقظ , وحين تنهض , إنها ترى بزوغ الفجر تشرق ملكاً خجولا على ارض الإباء والاجداد , وحين تغرب الشمس تلون وجوه القديسات فنرى تضيء شعاعاً طاهرا في ارض النبوءات, وحين تفتح نافذة غرفتها لنور الصباح تشعر بالبهجة والسرور لان شجرة زيزفون التي غرستها ذات يوم في ارض الديار فأصبحت جذورها ثابتة وفروعها تعانق زقزقة العصافير , وصياح الديكة وآذان الصلاة, تبحث نارين في أدراجها العتيقة فتختار أجمل الفساتين وتلبس أحلى الحلي,
 ولكنها تشعر بالحزن لان حلي الدنيا قاطبة مزيفة وفساتين الأعراس كلها فرحة آنية لا تضاهي في نظرها ذرة من تراب هذا الوطن المعطاء , تجلس أمام مرآتها وهي مؤمنة بعودة نسيم الحرية في ربيع دائمة الخضرة والنضرة وتكحل طرف مقلتيها بمياسم تلك الزهور الذكية.

على مرتفع تقال لها “الهلالية” والتي تعد البوابة الرئيسية لمدينة قامشلو من جهة الغرب حيث تمكث نارين في وسط عائلتها المشرفة والتي تستحق نموذجا يحتذى بهم في الوطنية وحديثهم الشيق الذي يتباهى به كل إنسان مخلص لقضيته العادلة إنهم أيها الإخوة أيتها الأخوات طيبون بكل معنى الكلمة فالكرم عندهم موروث قديم تنبع من جذورهم الكوردستانية كمشكاة لا تنطفئ نورها وعناقيد من العنب الطازج على متن فرفورية من صنع الخالق التي انزلها على الحواريين في سورة المائدة فألسنتهم تصنع عسل بألوانها المتعددة وتغزل حريراً من الحب في نسيج كرامة الإنسان وسعادته على أديم الأرض.
قامشلو مدينة البشائر بإناثها وذكورها وشيابها , ولهم مواقف في المرجلة , ولكن هناك حفنة من الرؤوس المريضة بحاجة إلى عملية جراحية وبأدوات بدائية لان الله في خلقه شؤون فوضع عقولهم في أذانهم , ويعانون من فيروس النميمة , ويفكرون على الطريقة الجاهلية فهؤلاء في الفتنة أمام ويا لهول الفحم في شريانهم منجم , إذا بشرهم أو دل عليهم بشاعرة أو أديبة أو كاتبة فدمائهم الباردة تجرهم إلى التحرش والافتراس والافتراء وعلى لسان ذلك القوم الفاسق عبدة القيل والقال كثرة السؤال . بسم الله الرحمن الرحيم يقول الله في كتابه العزيز : (وإذا بشر احدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب الا ساء ما يحكمون) (سورة النحل – ص 273) .
وفي الختام أود أن انصح أخواتي العزيزات اللواتي لهن قلماً في شتى ميادين الفكر والكتابة عليهن الحيطة والحذر, من هؤلاء الجهلة ماسحوا الأحذية وتقدير درجة الغباوة عندهم لان الغباء تقاس بميزان الذهب في هذا الوقت …
ملاحظة :

الحلقة القادمة بعنوان : مخاطر الحقد والكراهية – عفواً أنا مسلمة

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خلات عمر

لم يكن الطفل قد فهم بعد معنى الانفصال، ولا يدرك لماذا غابت أمّه فجأة عن البيت الذي كان يمتلئ بحنانها. خمس سنوات فقط، عمر صغير لا يسع حجم الفقد، لكن قلبه كان واسعًا بما يكفي ليحمل حبًّا لا يشبه حبًّا آخر.

بعد سنواتٍ من الظلم والقسوة، وبعد أن ضاقت الأم ذرعًا بتصرفات الأب…

خوشناف سليمان

لم تكن الصحراء في تلك الليلة سوى صفحة صفراء فارغة. تنتظر أن يُكتب عليها موتٌ جديد.
رمل يمتد بلا نهاية. ساكن كجسدٍ لا نبض فيه. و الريح تمر خفيفة كأنها تخشى أن توقظ شيئًا.
في ذلك الفراغ توقفت العربات العسكرية على حافة حفرة واسعة حُفرت قبل ساعات.
الحفرة تشبه فمًا عملاقًا. فمًا ينتظر أن يبتلع آلاف البشر…

تلقى المكتب الاجتماعي في الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا، اليوم، بحزن، نبأ رحيل شقيق الزميلة رقية حاجي:

نايف أحمد حاجي
الذي وافته المنية في أحد مشافي هولير/أربيل عن عمر ناهز ٥٩ عامًا.

يتقدم المكتب الاجتماعي في الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا بخالص العزاء للزميلة رقية حاجي، وللفنان حسين حاجي، وللناشط عبدالكريم حاجي، ولعموم عائلة…

صبحي دقوري

في لحظة ثقافية نادرة، يتصدّر الموسيقار الكوردي هلكوت زاهير المشهد الموسيقي العالمي بعدد أعمال معتمدة بلغ 3008 أعمال، رقمٌ يكاد يلامس الأسطورة. غير أنّ أهمية هذا الحدث لا تكمن في الرقم نفسه، بل في ما يكشفه من تحوّل جذري في مكانة الموسيقى الكوردية ودورها في المشهد الفني الدولي.

فهذا الرقم الذي قد يبدو مجرّد إحصاء،…