مفتاح مهترئ

شعر : محمود بادلي
ترجمها شعراً : منير محمد خلف

أطرقُ البابَ
لا يُفتَحُ البابُ ،
والنجمُ مبتسمٌ

تتصاعدُ أمواجُ هذا الهواء جنوناً ،
أنا ونسيم الصّباح
نعانقُ أشواقنا عند بابٍ
تخدّرَ فجرُ الحياة
أمامَ شفاه الظلام ،
وهاأنذا أطرقُ البابَ
والبابُ لا يُفتَحُ !
أطرقُ النفسَ
 باباً فباباً ،
ولا يُفتحُ البابُ ،
هذا اللسانُ رمادٌ
يحاصره الخوفُ
والخوفُ بردٌ
 يروّضُ أحلامَنا ،
زقزقاتُ عصافير هذا العذابِ
يبعثرْنَ عمرَ الخريف
وهذي السماء بكلّ بهاءٍ
تتوّجُ نفسيَ ،
خلفي السّرابُ
وهذا هو البابُ لا يُفتَحُ !
أطرقُ القلبَ
يخرسُ ..
يضحكُ
لا يُفتحُ البابُ ،
يهترئ القلبُ قلبُ المفاتيحِ
ملتجئاً نحو جسمي
ليخفيَ قهرَ هوىً
في ظلالِ الظلامْ .
يتفجّرُ حزنٌ عميقُ الأسى
من شقوق الذي
ظلّ يخرسُ
لا يُفتَحُ
وحدهُ البابُ
هذا الذي وحدهُ
يجرحُ .
إنه البابُ
يقرعُ باباً ،
نذوبُ معاً
وأنا البابُ
والبابُ ينسى أناهْ
ثمّ يترك ذكرى الحياهْ
إنه البابُ
لا يفتَحُ
*******
محمود بادلي : شاعر كردي معاصر.

والقصيدة من مجموعته الثانية ( نقوش الجنون )

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…

ماهين شيخاني.

 

وصلتُ إلى المدينة في الصباح، قرابة التاسعة، بعد رحلة طويلة من الانتظار… أكثر مما هي من التنقل. كنت متعبًا، لكن موعدي مع جهاز الرنين المغناطيسي لا ينتظر، ذاك الجهاز الذي – دون مبالغة – صار يعرف عمودي الفقري أكثر مما أعرفه أنا.

ترجّلتُ من الحافلة ألهث كما لو أنني خرجتُ للتو من سباق قريتنا الريفي،…