لماذا أحبّ عامودا.؟!

دهام حسن

لماذا أحبّّ عامودا..
فيها كان ميلاد حبي وفيها جاءت أبجدية شعري
فكم بذكرها يزدهي قلبي اشتياقا ويعشب قفري   
أزقتها أدين بتسكعي فيها ولفحة سرب الصبايا قادمات..
قدمن من بيوتات يضئن وجها مع رجفة الخصر
ترى ما كان سري ووراء ماذا في الأزقة المتربة كنت أجري..
عامودا حركتني خصوصيتها..
فيها كم كان السهر إمتاعا طيب النكهة مزّا كما يكون خمري
ومقاهٍ هناك سأتذكرها..وقد تقاسمتها مدارس الأحزاب والفكر
وسفسطة الحزبيين فلسفة الخواء خليط من الجهل والفقر
ومجانين عامودا جديرون بالذكر – ما أروعهم –
لهم حضورهم.. ونوادرهم بالحكمة تثري
هم في البال دوما.. كيف أصفهم وبماذا.؟ لست أدري
عامودا أيا مدينة المآذن والفقه والذكر..
فيك كانت ثورتي الأولى في السياسة وفي الفكر
وفي الهوى كانت قسمتي منها مها…
فكم ليلة بلهف كنت إلى موعدي معها أسري
وحدك اخترتك يا مها وارتحلتْ عن فؤادي كل نساء العصر
سأتذكرهما عامودا ومها فلولا عامودا ما كانت مها..
ولولاهما ما كان حبي ولا شعري
سأظل أحتفظ بأشياء وما  حفرته الذكريات في ذهني
وما  عكسته في عيني وفي فمي مرايا النحر والصدر
لن أنسى إذ تمشط شعرها مها …
وكيف تنساب مذهبـَّة بين يديّ خصلات الشعر
عامودا يا رسالة الأمس وحبيبتي وأنسي
جسدك خريطة كنز ونهداك رسالة غرام وقوامك ديوان شعري
فإليك لهفي واشتياقي وبوصلك عامودا يتجدد عرسي    
سأقولها في وجع يا مها..أقولها بين دهر ودهر
لما أحببتك يا مها لم يكن حينها العصر عصري
فرضيت بالمقسوم ولما تزل في ذاكرتي خارطة القهر
فحبك سيدتي هي أقرب إلى بسط السلطة وتغيير هندسة فكري
عامودا مهما جاروا في معاملتي وأمعنوا بعيدا في إرغامي وقسري
سأظل ذلك العاشق المسكين الذي أحبك واعتمر بحبك صدري
فرغم كل ما جرى حبيبتي…
بقيتِ أنتِ المشتهى في هزائمي وفي نصري
صباح الفلّ عامودا… فلك امتناني وجزيل شكري
عامودا أيقظتِ مشاعري وألهمتني بضوعة الحبِّ وفن الشعر
عامودا أحببتك جهرا وازدهى شعرا بك ديواني وقصري  
ففي هوى عامودا ساديّ أنا تراني كيف أستمرئ عذابي ونحري
ستبقين عامودا في تاريخي صفحة بيضاء مهما تلونت أوراقها..
فلن تشطبي من ذاكرتي.. ولن تطوى صفحاتها مدى عمري..
فعامودا في البال أبدا ولم تغب لحظة عن قلبي وعن فكري
    ********************
*- مهداة إلى العامودي الصديق داريوس داري..

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

نص: حفيظ عبدالرحمن

ترجمة عن الكردية: فواز عبدي

 

جاري الافتراضي كئيب

جاري الافتراضي حزين

جاري الافتراضي يحلب اليأس

يحتسي الوحدة

يبيع الحِكَمَ المكوية برعشة الآلام

بثمن بخس.

 

من نافذة صفحتي

أرى

مكتبه

صالونه

غرفة نومه

مطبخه، شرفته، حديقته

ومقبرة عائلته.

من خلال خربشات أسطره

أقرأ طنين النحل

في أعشاش عقله.

 

جاري الافتراضي

يكتب على جدار صفحته

كلمات مثقوبة بالألم

محفورة بمسامير التنهدات

يمسحها

ثم يعيد…

مروة بريم
لم يسبق لي قطُّ أنْ رأيتُ الجزيرة، تكوَّنت صورتها في ذهني، من قُصاصات مطبوعة في المناهج المدرسية، وما كانت تتداوله وسائل الإعلام. عَلِقت في ذهني صورة سيدات باسقات كأشجار الحَور، يأوينَ إلى المواقد في الأشتية القارسة، تشتبكُ القصصُ المحلّقة من حناجرهنَّ، مع صنانير الصّوف وهنَّ يحكنَ مفارش أنيقة، وفي الصَّيف يتحوَّلن لمقاتلات…

شيرين اوسي

عندما تكون في الشارع وتحمل في احشاءها طفلها الاول

تتحدث عنه كأنها تتحدث عن شخص بالغ

عن ملاك تتحسسه كل ثانية وتبتسم

يطفئ نور عينها وهي تتمنى ضمه

تقضي في حادثة اطلاق نار

رصاصة طائشة نتيجة الفوضى التي تعم المدينة تنهي الحلم

تموت وهي تحضن طفلها في احشاءها

ام مع وقف التنفيذ

تتحسس بطنها

ثم تتوسل لطبيب المعالج

ساعدني لااريد فقد كامل…

إبراهيم محمود

البحث عن أول السطر

السرد حركة ودالة حركة، لكنها حركة تنفي نفسها في لعبة الكتابة، إن أريدَ لها أن تكون لسانَ حال نصّ أدبي، ليكون هناك شعور عميق، شعور موصول بموضوعه، بأن الذي يتشكل به كلاماً ليس كأي كلام، بالنسبة للمتكلم أو الكاتب، لغة ليست كهذي التي نتحدث أو نكتب بها، لتكتسب قيمة تؤهلها لأن…