في البداية وبعد الترحيب بالضيوف من قبل السيد محفوظ ملا سليمان والوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء, ألقى الكاتب والشاعر أحمد حيدر كلمة رابطة الكتاب والصحفيين الكرد رحب فيها بالضيوف الذين حضروا هذه الأمسية المخصصة لإصدار احد الأعمال الأدبية الأكثر أهمية للكاتب الكردي الكبير ملا احمدي بالو, وتحدث عن الظروف التي رافقت طباعة هذا الكتاب الذي جاء بتضافر جهود كل من السادة (كاسي يوسف, سلام داري, ملا علي داري, وفواز عبدي) ثم أسهب في التعريف برابطة الكتاب والصحفيين الكرد التي قال عنها: انها آلت على نفسها منذ تأسيسها الاهتمام بالادب والادباء وتكريم رموز الادباء مثل جكرخوين وحامد بدرخان ورشيد كرد وملا احمدي بالو, واصدار البيانات والحملات التضامنية مع الكتاب المعتقلين وايصال صوتهم الى المنظمات الحقوقية العالمية والراي العام العالمي, ونوه ان عدد اعضاء الرابطة بلغ 250 عضوا وانها ستشعل الشهر المقبل شمعتها التاسعة و ان ايصال الرابطة الى هذه المحطة لم يكن امرا سهلا, واضاف حيدر: نفتخر اننا كنا جزء من بناة المجلس الوطني الكردي وسنسعى لتحقيق وحدة كلمة شعبنا , واعلن عن استقلالية القرار لدى الرابطة وقال: على هذا الاساس سنمارس الدور النقدي على الحركة السياسية ولن نساوم على موقفنا الرقابي في كل الظروف. وناشد الشاعر احمد حيدر في كلمته جميع الكتاب والشرفاء في الحركة الوطنية من احزاب ومستقلين الا يسمحوا بتشظي الرابطة على اساس : اتحاد للكتاب واتحاد للصحفيين , وفي الختام شكر روح بالو التي جمعتهم في اللقاء .
ثم أوجز الشاعر ملا علي داري, وبشكل مقتضب محطات من حياة الشاعر ملا احمدي بالو .
ثم تحدث الكاتب والباحث دحام عبدالفتاح, شاكرا القائمين على الندوة وتمنى لو اقيمت قبل وفاة الشاعر ملا احمد, لنشعره بان الشعب يقدر عمله ولا ينساه, وقال ان التكريم بعد الرحيل لا يشعر به صاحبه مهما كانت قيمة التكريم, وبعد الحديث قليلا عن ظروف حياة الشاعر ملا احمد بالو الصعبة وتنقله من قرية الى اخرى, تطرق الباحث دحام عبدالفتاح الى الكتاب موضوع النقاش, واشار الى بعض النواقص التي اعتراه, وتمنى لو لم يتم طبعه بتلك الصورة وقال لو كان الشاعر ملا احمد بالو حيا لما وافق على طباعته هكذا, وقال لا يجوز لكتب قواعد اللغة والقواميس ان تعتريها الأخطاء لانها تعتبر مراجع للأجيال. واضاف عبدالفتاح ان هذا العمل كان بحاجة الى لجنة من الخبراء واللغويين لترتيبه وتقويمه ولابأس من تجاوز الأمانة التي حرص المترجم بعدم المساس بها..
محمد سيد حسين: .. أكتفي بالتطرق الى مضمون الكتاب لانه لا يعرف الكثير من جوانب حياة الراحل كما قال, واشار الى بعض الملاحظات, عدا التي ذكرها الاستاذ دحام والتي تتعلق بقواعد اللغة وهذه كانت من مهمة لجنة مختصة من اللغويين, الملاحظة الاولى تتعلق بالترجمة التي تمت حسب قواعد اللغة العربية وهي تختلف عن قواعد اللغة الكوردية التي تنتمي الى الفرع اللاتيني وبالتالي هي مرتبطة بقواعد اللغة اللاتينية, الملاحظة الاخرى, ترجمة بعض الكلمات جاءت ضعيفة وعرجاءة , ومعاني بعض الكلمات في بعض الجمل لم تأتي في مكانها الصحيح…
نارين عمر: طرحت عدة أسئلة منها لماذا بقي الشاعر احمد بالو مغيبا ولماذا لم يتم طبع البعض من مخطوطاته الكثيرة وتساءلت من يتحمل مسؤولية ذلك هل الشاعر نفسه او الحركة الكوردية ام لعدم توفر المؤسسات الثقافية الكوردية .. واشارت ايضا الى الخطأ في عنوان الكتاب..
الشاعر كاسي (مترجم الكتاب من الحروف العربية الى الحروف اللاتينية): اعتبر ما قام به هو واجب وطني اولا و تقديرا للشاعر ملا احمد بالو ثانيا وقال انه قبل ان يبدأ بالعمل كان يدرك ان ما يقوم به هو عمل صعب لانه امام شاعر كبير وبالتالي امام مسؤولية كبيرة.. و تحدث عن الصعوبات الكبيرة التي لاقها في جمع المخطوطة – التي مرت عليها حوالي نصف قرن من الزمن- وفك رموزها وترتيبها ومن ثم ترجمة حروفها من اللغة العربية الى الحروف الكوردية اللاتينية وعرضها على المراجعة اللغوية و طبعها وبالتالي انقاذها من التلف والضياع .. وفي الختام تمنى السيد كاسي ان يكونوا قد وضعوا بهذا العمل لبنة في المكان الصحيح في صرح الأدب الكوردي, وان يتم النقاش والنقد والدراسات حول هذا الكتاب ليستفيد منه الجميع ..
الشاعر عبدالصمد محمود: اكتفى بنقد عريف الندوة لقراءته كلمة رابطة الكتاب والصحفيين الكورد باللغة العربية وتساءل كيف تكون رابطة للكتاب الكورد والكلمة باللغة العربية ..
الكاتب واللغوي عبدالسلام داري: (قام بالمراجعة اللغوية للكتاب): كشف بانه عندما عرضت عليه مهمة المراجعة اللغوية للكتاب وجدها فرصة ورغبة منه في التعرف عن قرب على السيد ملا احمد بالو, فاكتشف فيه عدة امور منها انه كان لغويا لأنه كان ملما بلغات المنطقة مثل: (العربية , التركية والفارسية) و كان يتقن ايضا اللهجات الكوردية الرئيسية الأربعة وكان هذا واضحا في الكتاب, وكذلك كان يعشق اللغة الكوردية وضحى بالكثير من عمره في البحث فيها .. ثم تطرق السيد داري الى مضمون الكتاب واقسامه واشاد بتنظيمه العلمي , و اعتبر الكتاب قاموسا مفيدا وديوانا مهما للشعر حيث يضم بين دفتيه أمثلة كثيرة من أبيات الشعر لشعراء الكورد الكبار: (جزيري, خاني وجكرخوين..) ..
الدكتورة ميديا محمود: نوهت الى امكانية الاشارة الى الأخطاء الواردة في الكتاب والتي تم ملاحظتها من قبل المترجم والمراجع اللغوي دون ان يعطوا لنفسهما الحق في المساس بها, في هوامش الصفحات منعا لترسيخ الأخطاء فيه .
ريزان ملا أحمد بالو: وفي الختام تحدث السيد ريزان “نجل الشاعر ملا أحمد بالو” فتطرق الى أسباب تأخر طبع مخطوطات والده, وأرجعها في غالبيتها الى أسباب مالية وعدم استجابة أي جهة للقيام بهذا العمل دون مقابل, إلى ان وجد ضالته في صديقه وجاره ” الشاعر كاسي” الذي قام بالمهمة مشكورا دون أي مقابل, وأشار أيضا الى الصعوبات التي لاقاها في الطبع والذي امتد لأربع سنوات بعد انجاز مهمة الترجمة والمراجعة اللغوية, دق خلالها العديد من الأبواب دون جدوى, إلى أن أسعفه احد الأصدقاء في أوروبا حين تبرع له بثمن الطبع مشكوراً.