د. جوان موسى
بينما سرغيه جالس على المقعد امام مدخل البناء تحت ظل اوراق الشجرة ذات الساق البيضاء البنية.. حيث الربيع العطر و العصافير تشدو سمفونيات الغرام..كبار السن يتجولون في الشارع وفي اياديهم اكياس التسوق فاذا به يسمع صوت عذب من شرفة الطابق الرابع و كانه صوت بلبل يشدو من على الشجرة.. صوت عذب, صفير جميل احبه سرغيه منذ اشهر حيث يلعب على اوتار قلبه لينبض القلب بشعوره في اوصال جسده..انها كاتيا ..تغني كاتيوشا..
ولتبدأ رحلة العذاب و انين السراب..
و ما ان ترى كاتيا سرغيه من الشرفة فاذا بها تناديه و تطلب منه ان ينضم الى كورسها للغناء..يتوسل سرغيه الى كاتيا بان تخرج اليه..و هنا تلتفت الفتاة الى والدتها طالبة الموافقة للانضمام اليه.. فكانت الموافقة.
تقدمت اليه بخطوات متهادية و قد تحول لون بشرتها الى الوردي خجلا و حياء..حيث عيون سرغيه تكاد تمطر فرحا لقدومها..رحب بها قائلا : مسرور بقدومك .. شكرا على المجاملة.. ترد الفتاة.
وهنا و بغضب يقول الشاب:انها ليست مجاملة يا كاتيا,الم يحن الوقت لكي تفهمي بأنني اعشقك؟؟؟؟
الفتاة في صدمة و لاتستوعب ماذا يحصل,فهي تفكر دوما بأن سرغيه صديقها ليس الا..و هما في الصف الحادي عشر يذهبان الى المدرسة معا ولم تفكر يوما بأنه قد يحبها..و دوما تحسبه ابن الحارة و صديق الدراسة.
كاتيا: اهدأ ..اهدأ يا سرغيه فلنتحدث غدا بهذا الموضوع بينما ذاهبون نحن الى المدرسة.
العاشق يهرول الى مدخل البناء و يصعد الى الطابق الثاني حيث يسكن!.. ومسرعا الى غرفته تتوقف دموعه و يبدا باعادة سرد ما قد حصل ..لتتقارع الافكار..
كاتيا في الاسفل عند المقعد تبتسم بانزعاج شديد حيث تلوم نفسها لما الحقته من اذى بقلب الجار.. تتوجه الى حانوت الحي في زاوية البناء لتشتري علبة عصير و تستقر في حديقة الحي القريبة وتفكر فيما حصل.. الا انها عادت و بسرعة الى البيت حيث تذكرت بانها يجب ان تساعد والدتها” سفيتلانا “في تدبير امور المنزل ..
وليلة كليالي الشتاء الطويلة و كقطار طويل يمر على سرغيه الذي يتقلب في السرير يمينا و شمالا دون ان يستطيع النوم حيث وقع في ظلام استوائي.. خرج الى الشرفة محاولا التقاط خيال الحبيبة من شرفة الطابق الرابع حيث الظلام الدامس..يتناول سيجارة “بريلوكي” من سجائر والده ويبدا بنفخ الدخان في الهواء حيث قلبه الذي يحترق بحب كاتيا.. فينطلق الدخان على شكل سحابات دائرية مأخوذة من شفاهه و تتبدد عند شرفة كاتيا..
تمر الثواني و الدقائق و الساعات ليصل قطار الوقت الى صباح اليوم التالي..حيث سيتحدثون و هم ذاهبون الى المدرسة و قد الف في الليل سيناريو لكيفية ايصال ايقاع حبه الى فؤاد كاتيا.
تصحو سفيتلانا من نومها على صوت سعال شديد لابنتها و على الفور تركض الى سريرها و تقبلهاا و تسأل:ماذا حصل لكي يا صغيرتي الحلوة؟؟!!
– اشعر بالبرد يا اماه..تجيب كاتيا.
و حيث انها مصابة بوعكة صحية لم تذهب الى المدرسة هذا اليوم و على الفور تقوم الوالدة بتحضير الفطور و السوائل الساخنة لابنتها لتتعافى بسرعة..
في الشارع و على الرصيف ينتظر سرغيه حبيبة قلبه..كاتيا.و هو يحدق الى مدخل البناء الى ان تصل الساعة به الى الثامنة الا دقيقة , تبدا الدموع و كولادة عسرة من بين اجفان العاشق الولهان الذي توجه على الفور الى مدرسته و حيث وصل متأخرا قام الاداريون بتوبيخه.. اثناء الاجتماع و في نهاية الدوام ابدى الاداريون استغرابهم لسلوك سرغيه هذا اليوم…و انصرف الجميع الى منازلهم..
العاشق يفكر و يحلل غياب كاتيا و قد فسر ذلك بأنها لاتريده..
اليوم التالي هو السبت و بعده الاحد وهي ايام عطل رسمية في مدينة دانتسك ,فقد سرغيه الامل و استمر بحزنه و المه..و السبب عصي على اي تفسير..
والد سرغيه الذي يعمل في منجم للفحم الحجري يسمى “كالينينا” يعمل في ايام العطل و هذا اليوم بدا مغرقا في التفكير حيث يفكر في سلوك ابنه الغير مسبوق و لكي يخفف الضغط عن نفسه بادر بالتحدث الى صديقه ايفان ,و ما ان انتهى فلاديمير من الكلام ,قال ايفان :يا فلاديمير انه العشق ..
و هنا يرد الاب : اي عشق هذا الذي تتحدث عنه..و استكملا الحفر و العمل في المنجم…
يوما السبت و الاحد عادلا سنوات طويلة لدى سرغيه..وفي ليلة الاحد بينما كان الشاب واقف على الشرفة فاذا بعربة الاسعاف تصل الى مدخل البناء.. ما ان علم سرغيه بأن العربة قادمة لاجل كاتيا قام على الفور بالقفز من الشرفة و سقط بجانب سيارة الاسعاف حيث المسعفون قاموا بتقديم بعض الاسعافات الاولية لسرغيه و نقله الى المشفى المركزي, تاركين كاتيا التي تعاني من حمى..
بعد ثلاثة اشهر و بجسد هزيل سرغيه يفتح عينيه ويسمع اصوات الاجهزة الطبية من حوله ..وما ان ترى والدة سرغيه ابنها لتبدا بالبكاء فرحة بسلامة ابنها ..
سرغيه: اين انا يا اماه؟؟! ماذا حدث؟؟!
يدخل فلاديمير الغرفة حيث يسمع الحديث بين الابن المريض والام و يبادر ليحضن ابنه فرحا لسلامته..و يسأله ماذا حصل لك يا بني؟؟
على الفور يتذكر ما حصل له في ذلك المساء حيث يكمن حبا لاينضب ..و من بيادر الحزن و سراب الاشتياق يسأل والدته عن كاتيا . الوالدة التي بدات بالبكاء دون ان تذرف اي دمع حيث فقدت كل دموعها في محراب الانتظار حيث ارجوحة التفكير التي كانت تنوس لثلاثة اشهر, وقالت:لقد فارقت الحياة يا بني منذ ثلاثة اشهر عندما اصابها مرض حاد في دماغها و لم يستطع الاطباء من علاجها..
تقدمت اليه بخطوات متهادية و قد تحول لون بشرتها الى الوردي خجلا و حياء..حيث عيون سرغيه تكاد تمطر فرحا لقدومها..رحب بها قائلا : مسرور بقدومك .. شكرا على المجاملة.. ترد الفتاة.
وهنا و بغضب يقول الشاب:انها ليست مجاملة يا كاتيا,الم يحن الوقت لكي تفهمي بأنني اعشقك؟؟؟؟
الفتاة في صدمة و لاتستوعب ماذا يحصل,فهي تفكر دوما بأن سرغيه صديقها ليس الا..و هما في الصف الحادي عشر يذهبان الى المدرسة معا ولم تفكر يوما بأنه قد يحبها..و دوما تحسبه ابن الحارة و صديق الدراسة.
كاتيا: اهدأ ..اهدأ يا سرغيه فلنتحدث غدا بهذا الموضوع بينما ذاهبون نحن الى المدرسة.
العاشق يهرول الى مدخل البناء و يصعد الى الطابق الثاني حيث يسكن!.. ومسرعا الى غرفته تتوقف دموعه و يبدا باعادة سرد ما قد حصل ..لتتقارع الافكار..
كاتيا في الاسفل عند المقعد تبتسم بانزعاج شديد حيث تلوم نفسها لما الحقته من اذى بقلب الجار.. تتوجه الى حانوت الحي في زاوية البناء لتشتري علبة عصير و تستقر في حديقة الحي القريبة وتفكر فيما حصل.. الا انها عادت و بسرعة الى البيت حيث تذكرت بانها يجب ان تساعد والدتها” سفيتلانا “في تدبير امور المنزل ..
وليلة كليالي الشتاء الطويلة و كقطار طويل يمر على سرغيه الذي يتقلب في السرير يمينا و شمالا دون ان يستطيع النوم حيث وقع في ظلام استوائي.. خرج الى الشرفة محاولا التقاط خيال الحبيبة من شرفة الطابق الرابع حيث الظلام الدامس..يتناول سيجارة “بريلوكي” من سجائر والده ويبدا بنفخ الدخان في الهواء حيث قلبه الذي يحترق بحب كاتيا.. فينطلق الدخان على شكل سحابات دائرية مأخوذة من شفاهه و تتبدد عند شرفة كاتيا..
تمر الثواني و الدقائق و الساعات ليصل قطار الوقت الى صباح اليوم التالي..حيث سيتحدثون و هم ذاهبون الى المدرسة و قد الف في الليل سيناريو لكيفية ايصال ايقاع حبه الى فؤاد كاتيا.
تصحو سفيتلانا من نومها على صوت سعال شديد لابنتها و على الفور تركض الى سريرها و تقبلهاا و تسأل:ماذا حصل لكي يا صغيرتي الحلوة؟؟!!
– اشعر بالبرد يا اماه..تجيب كاتيا.
و حيث انها مصابة بوعكة صحية لم تذهب الى المدرسة هذا اليوم و على الفور تقوم الوالدة بتحضير الفطور و السوائل الساخنة لابنتها لتتعافى بسرعة..
في الشارع و على الرصيف ينتظر سرغيه حبيبة قلبه..كاتيا.و هو يحدق الى مدخل البناء الى ان تصل الساعة به الى الثامنة الا دقيقة , تبدا الدموع و كولادة عسرة من بين اجفان العاشق الولهان الذي توجه على الفور الى مدرسته و حيث وصل متأخرا قام الاداريون بتوبيخه.. اثناء الاجتماع و في نهاية الدوام ابدى الاداريون استغرابهم لسلوك سرغيه هذا اليوم…و انصرف الجميع الى منازلهم..
العاشق يفكر و يحلل غياب كاتيا و قد فسر ذلك بأنها لاتريده..
اليوم التالي هو السبت و بعده الاحد وهي ايام عطل رسمية في مدينة دانتسك ,فقد سرغيه الامل و استمر بحزنه و المه..و السبب عصي على اي تفسير..
والد سرغيه الذي يعمل في منجم للفحم الحجري يسمى “كالينينا” يعمل في ايام العطل و هذا اليوم بدا مغرقا في التفكير حيث يفكر في سلوك ابنه الغير مسبوق و لكي يخفف الضغط عن نفسه بادر بالتحدث الى صديقه ايفان ,و ما ان انتهى فلاديمير من الكلام ,قال ايفان :يا فلاديمير انه العشق ..
و هنا يرد الاب : اي عشق هذا الذي تتحدث عنه..و استكملا الحفر و العمل في المنجم…
يوما السبت و الاحد عادلا سنوات طويلة لدى سرغيه..وفي ليلة الاحد بينما كان الشاب واقف على الشرفة فاذا بعربة الاسعاف تصل الى مدخل البناء.. ما ان علم سرغيه بأن العربة قادمة لاجل كاتيا قام على الفور بالقفز من الشرفة و سقط بجانب سيارة الاسعاف حيث المسعفون قاموا بتقديم بعض الاسعافات الاولية لسرغيه و نقله الى المشفى المركزي, تاركين كاتيا التي تعاني من حمى..
بعد ثلاثة اشهر و بجسد هزيل سرغيه يفتح عينيه ويسمع اصوات الاجهزة الطبية من حوله ..وما ان ترى والدة سرغيه ابنها لتبدا بالبكاء فرحة بسلامة ابنها ..
سرغيه: اين انا يا اماه؟؟! ماذا حدث؟؟!
يدخل فلاديمير الغرفة حيث يسمع الحديث بين الابن المريض والام و يبادر ليحضن ابنه فرحا لسلامته..و يسأله ماذا حصل لك يا بني؟؟
على الفور يتذكر ما حصل له في ذلك المساء حيث يكمن حبا لاينضب ..و من بيادر الحزن و سراب الاشتياق يسأل والدته عن كاتيا . الوالدة التي بدات بالبكاء دون ان تذرف اي دمع حيث فقدت كل دموعها في محراب الانتظار حيث ارجوحة التفكير التي كانت تنوس لثلاثة اشهر, وقالت:لقد فارقت الحياة يا بني منذ ثلاثة اشهر عندما اصابها مرض حاد في دماغها و لم يستطع الاطباء من علاجها..
يقع سرغيه في هودج البؤس و تحولت معالم وجهه الى لا معنى كصلابة نقش البتراء و ليزداد انين السراب حدة و ليعلن على ناصية المسرح عن ميلاد الحزن المعذب و ليستقر به قطار الحياة في محطة الصمت حيث قرقعة الموت..