خالص مسور:
لايزال الجدال محتدماً بين الكتاب والمثقفين الكرد في سورية حول شكل العلاقة الجدلية بين المثقف والسياسة أو بين المثقف والسياسي، والكل مجمع وبشكل عام على أن المثقف هو أرفع وعياً من السياسي بأشواط وعليه توجيه هذا السياسي نحو الصلاح المنشود والطريق القويم، والترفع عن الإنخراط في التنظيمات السياسية إذا كان كاتباً ومثقفاً يحترم نفسه عن حق حقيقة، حتى يتجنب مصادرة وعيه وآرائه والتهرب من محاولات التدجين على أيدي السياسيين الذين هم أدنى منه وعياً وثقافة وحساً بالمسؤولية…؟. وسيكون لنا رأي في هذا في النهاية لكن قبل ذلك نقول: إن كلمة المثقف لا تزال تلفها الضبابية والغموض وكلمة الثقافة ( (Kultur باللغة الألمانية تعني الحرث والزرع، وقد تعني بالإنكليزية المفكر (Thinkir).
ويقول الشيوعي الإيطالي (غرامشي) في مذكرات السجن: (إن جميع الناس مفكرون ومن ثم نستطيع أن نقول: ولكن وظيفة المثقف أو المفكر في المجتمع لا يقوم بها كل الناس). وكان غرامشي يقسم المثقفين إلى قسمين:
1 – ويضم المثقفين التقليديين مثل الجهاز التدريسي وعلماء الدين والإداريين.
2 – القسم الآخر ويسميهم بالمثقفين المنسقين وهم المرتبطون بمن يستخدمهم في في سبيل مصالحهم، كخبراء الإعلانات والمروجين للمصنوعات والمنظفات…الخ، وهؤلاء يتميزون بالعمل والنشاط والقدرة على تغيير المجتمع، وهم أصحاب الأخلاق الرفيعة وضمير البشرية بتعبير الفيلسوف(جوليان بندا). أما المثقف الحقيقي حسب قول هذا الفيلسوف الأخير فهم الذين لاينتمون إلى هذه الدنيا أي يتفانون في خدمة الآخرين دون مصالحهم الشخصية ويؤدون دورهم في فضح الفساد والمفسدين وتحدي السلطة القمعية. وهم المستعدون أن يحترقوا وهؤلاء يتصفون بالكمال وقوة الشخصية(1).
وربما كان السيد علي حرب على شيء من الحق حينما أعلن نهاية المثقف الذي لاذ بالنخبوية بعد أن عجز عن تحقيق انتصارات في ساحات النضال العملي وأظهر الكثير من التسطيح الفكري وبدأ يهاجر صومعته التنويرية وتحول من متنور إلى البحث عمن ينور له دروبه وأسلوبه أي بات هو بحاجة إلى تنوير(2)، وذلك حينما اتخذ له مسارات إيديولوجية والأصولية شرعة ومنهاجاً، بهذا الشكل يكون المثقف يعيش اليوم حالة من الوهم والعجز التنويري، وقد فقد دوره في معالجة المفاهيم السياسية والإجتماعية والإقتصادية، وهو الذي كان قد فرض نفسه وصياً على الحالة الإجتماعية والسياسية، وأن ادعاء النخب المثقفة تمثيل العقل واحتكار الحقيقة هو وهم كبير أوقع المثقف نفسه فيه، لأن الإعلام والتلفزيون وكل في مجاله يمارس هذا العمل وقد أخذا نسبة كبيرة من دور المثقف التنويري، كما تكمن مشكلة المثقف في الإنتفاخ أكثر من حجمه الطبيعي والإستطالة أكثر من اللازم في أفكاره ومناهجه المعيقة للدرس والإستقصاء والتحليل. يقول على حرب مرة أخرى: يجب أن يؤدي انفتاح المثقف أو المفكر على المجال السياسي إلى تغيير سياسته الفكرية وإمكانيات جديدة للتأمل والتفكير، كما يؤدي انفتاح رجل السياسة على منتجات الفكر إلى تغيير فكره السياسي واستيفاء امكانات جديدة للعمل والتدبر(3) بينما كان الفيلسوف الفرنسي (لانيو) يقول: على المثقف أن يكتب عن السياسة دون أن يدخل فيها كما كتب (جون لاشيليه) إلى تلميذه (آلان) يقول: أتوسل إليك ألا تتورط في السياسة)(4). من هنا يبدو أن كل من علي حرب ولاشيليه يريدان للمثقف أن يتناول السياسة بقلمه ويكتب ويفسر ويحلل على ألا ينخرط في الجانب البهلواني والتنظيمي منها.
ومن جانبنا نرى أن على المثقف أن يجوب فضاءات السياسة بعربة إله الشمس ويصحح الخلل في مدارت النجوم، وأن يعالج الأمور بحيادية أو بما يملي عليه مصلحة وطنه وشعبه لا مصلحة فئة تعمل وفق أجندتها الشخصية، أي أن يشارك في السياسة ويحلل ويفسر ويرشد وألا يتركها بكليتها للسياسيين وحدهم تحت حجة أنه لا يتدخل بالسياسة ويتذرع بأنه مثقف لايحق له ما يحق للسياسي، بل نكرر عليه المشاركة في إبداء رأيه بالاحداث ولو من خارج التنظيمات الحزبية ويمارس دوره التنويري للاجيال الحاضرة واللاحقة، هذا إذا لم يفقد دوره التنويري على حد علي حرب وأصبح بحاجة إلى من ينوره. وعليه أن يسحب السياسة نحوه ويغير ويبدل ويقيم الإعوجاجات محاولاً إضفاء طابع العدل والإنصاف والتأثير على تصرفات السياسيين والإنطلاق من مصلحة شعبه وبلده والإنسانية جمعاء، وفضح الإنتهازية والشللية السياسية والآغوية الثقافية، وتعرية من يتلاعب بعقول الناشئة ومن يسخر مصلحة الشعب لمصالح عائلة أو فئة مستبدة تجنح نحو النهب والفساد والإستبداد.
لقد عمل مثقفون وبعضهم كتاب كبار بالسياسة تولوا مسؤوليات الدول بل رئاستها كما هوالحال مع نلسون مانديلا في دولة جنوب أفريقيا، وليوبولد سنغور الذي تولى رئاسة السنغال، وفاتسلاف هافل رئاسة تشيكيا، ونهرو رئاسة وزارة الهند، ومؤخراً منصف المرزوقي في تونس وآخرون غيرهم. ليس هؤلاء فقط، بل جل السياسيين في العالم المتحضر اليوم رؤساء ووزراء ومتنفذون، هم أصحاب شهادات عالية وبعضهم كتاب ومثقفون بكل معنى الكلمة. فالكثير من سكرتيري الأحزاب الكردية في سورية مثلاً هم مثقفون بالخبرة والتجربة – حسب غرامشي – ومنهم من يحمل شهادت عالية، ويقال بأنه في الولايات المتحدة الأمريكية ليس هناك من لم يؤلف كتاباً أو بحثاً مهماً. وسنضع هنا الخبرة والممارسة والتجربة والمران السياسي في جملة اللائحة الثقافية، فعلى سبيل المثال كان من بين قيادات لينين عضوين أميين متمرسين وهما (كامينيف) وزينوفيف) ولكنهما استطاعا وضع أشهر النظريات الإشتراكية في العالم.
ولكن علينا أن نشير، بأنه يجب التمييز هنا بين الكاتب والمثقف، إذ ليس كل مثقف هو كاتب بالفعل بل أن كل كاتب هو مثقف حكماً.
وستبقى لي ملاحظتان هنا على المثقف بشكل عام:
1 – فما عدا العلماء المختصون كل في مجاله والقادرون على أن يعملوا كمستشارين للسياسيين ولغيرهم، هل حقاً أن الكاتب أوالمثقف – أي مثقف – هو أرفع وعياً من السياسي في مجال السياسة تحديداً…؟ وهل يحق لنا أن نجعل من المثقفين بشكل عام قيمين وأوصياء على السياسيين..؟ وما الأسباب الموجبة لذلك…؟ وللإجابة على ذلك نقول: ان السياسة – كما نعلمها – هي فن الحكم وإدارة الدول والأحزاب وهي بالأخير تجربة وخبرة وممارسة ومران سياسي قبل أي شيء آخر، فالكاتب أو الأديب أو الشاعر أوالمثقف العام الذي ينضوي أو لاينضوي أو سوف ينضوي تحت اتحادات أو روابط الكتاب كنتيجة لتأليفه مجموعات قصصية أو مسرحيات أو كتب مقالات فكرية أو ماشابه والذي لم يعمل بالسياسة أو عمل بالقليل منها، فمن أين ستأتي هذا القاص أو المسرحي أو كاتب المقالات الفكرية او العلمية….الخ الخبرة الكافية في الشأن السياسي لتوجيه هذا السياسيي الحزبي المخضرم والمتمرس؟ وبالتالي بأي حق سنجعل هذا المثقف الذي لم يعمل بالسياسة بما فيه الكفاية ولا يمتلك خبرة كافية في حيثياتها، كيف سنجعله هادياً وسراجاً منيراً لهذا السياسي الخبير و(الإمبريقي) الممارس؟ لا شك أن هذا شيء في غير محله إلا إذا كان المثقف المعني مؤهلاً لممارسة الإستشارية ومختصاً في حقل علم معين عندها قد يكون بل سيكون متفوقاً على السياسي في هذا المجال، لكن ليس في إدارة الأحزاب أو الدول إلا إذا كان مختصاً بالسياسة في علمه الأكاديمي هذه المرة أيضاَ.
2 – بأي شكل وبأي ملامح يختلف المثقف الإنتهازي المتسلق من أي جنسية كانت- وأقول الإنتهازي تحديداً – عن السياسي الإنتهازي أينما كان موطنه؟ وقد بان على السطح أن هذا النموذج المثقف في منطقتنا تحديداً، بات يبحث هذه الأيام عن منافذ وأضواء خافتة في نهايات أنفاق الإنتهازية ليتولى منصباً غير محمي بشيوخ الغفر على حد قول المصريين، كجابر عصفور في مصر مثلاً، ومثقفي السلطة في سورية ومنهم بعض الكتاب والمثقفين الكرد والذين هم دائبوا البحث هذه الأيام عن الآغوية الثقافية أو السياسية يمارسونها على هذا الشعب المستعبد أصلاً، في سبيل إرضاء طموحاتهم الشخصية والفردية.
………………………………………………………………….
(1) – ادوارد سعيد- المثقف والسلطة- ص- 32
(2) – محمد الشيخ – المثقف والسلطة- دراسة في الفكر الفلسفي الفرنسي المعاصر- 13
(3) – علي حرب – اوهام النخبة – ص – 16
(4) – محمد الشيخ – المثقف والسلطة – ص – 23
1 – ويضم المثقفين التقليديين مثل الجهاز التدريسي وعلماء الدين والإداريين.
2 – القسم الآخر ويسميهم بالمثقفين المنسقين وهم المرتبطون بمن يستخدمهم في في سبيل مصالحهم، كخبراء الإعلانات والمروجين للمصنوعات والمنظفات…الخ، وهؤلاء يتميزون بالعمل والنشاط والقدرة على تغيير المجتمع، وهم أصحاب الأخلاق الرفيعة وضمير البشرية بتعبير الفيلسوف(جوليان بندا). أما المثقف الحقيقي حسب قول هذا الفيلسوف الأخير فهم الذين لاينتمون إلى هذه الدنيا أي يتفانون في خدمة الآخرين دون مصالحهم الشخصية ويؤدون دورهم في فضح الفساد والمفسدين وتحدي السلطة القمعية. وهم المستعدون أن يحترقوا وهؤلاء يتصفون بالكمال وقوة الشخصية(1).
وربما كان السيد علي حرب على شيء من الحق حينما أعلن نهاية المثقف الذي لاذ بالنخبوية بعد أن عجز عن تحقيق انتصارات في ساحات النضال العملي وأظهر الكثير من التسطيح الفكري وبدأ يهاجر صومعته التنويرية وتحول من متنور إلى البحث عمن ينور له دروبه وأسلوبه أي بات هو بحاجة إلى تنوير(2)، وذلك حينما اتخذ له مسارات إيديولوجية والأصولية شرعة ومنهاجاً، بهذا الشكل يكون المثقف يعيش اليوم حالة من الوهم والعجز التنويري، وقد فقد دوره في معالجة المفاهيم السياسية والإجتماعية والإقتصادية، وهو الذي كان قد فرض نفسه وصياً على الحالة الإجتماعية والسياسية، وأن ادعاء النخب المثقفة تمثيل العقل واحتكار الحقيقة هو وهم كبير أوقع المثقف نفسه فيه، لأن الإعلام والتلفزيون وكل في مجاله يمارس هذا العمل وقد أخذا نسبة كبيرة من دور المثقف التنويري، كما تكمن مشكلة المثقف في الإنتفاخ أكثر من حجمه الطبيعي والإستطالة أكثر من اللازم في أفكاره ومناهجه المعيقة للدرس والإستقصاء والتحليل. يقول على حرب مرة أخرى: يجب أن يؤدي انفتاح المثقف أو المفكر على المجال السياسي إلى تغيير سياسته الفكرية وإمكانيات جديدة للتأمل والتفكير، كما يؤدي انفتاح رجل السياسة على منتجات الفكر إلى تغيير فكره السياسي واستيفاء امكانات جديدة للعمل والتدبر(3) بينما كان الفيلسوف الفرنسي (لانيو) يقول: على المثقف أن يكتب عن السياسة دون أن يدخل فيها كما كتب (جون لاشيليه) إلى تلميذه (آلان) يقول: أتوسل إليك ألا تتورط في السياسة)(4). من هنا يبدو أن كل من علي حرب ولاشيليه يريدان للمثقف أن يتناول السياسة بقلمه ويكتب ويفسر ويحلل على ألا ينخرط في الجانب البهلواني والتنظيمي منها.
ومن جانبنا نرى أن على المثقف أن يجوب فضاءات السياسة بعربة إله الشمس ويصحح الخلل في مدارت النجوم، وأن يعالج الأمور بحيادية أو بما يملي عليه مصلحة وطنه وشعبه لا مصلحة فئة تعمل وفق أجندتها الشخصية، أي أن يشارك في السياسة ويحلل ويفسر ويرشد وألا يتركها بكليتها للسياسيين وحدهم تحت حجة أنه لا يتدخل بالسياسة ويتذرع بأنه مثقف لايحق له ما يحق للسياسي، بل نكرر عليه المشاركة في إبداء رأيه بالاحداث ولو من خارج التنظيمات الحزبية ويمارس دوره التنويري للاجيال الحاضرة واللاحقة، هذا إذا لم يفقد دوره التنويري على حد علي حرب وأصبح بحاجة إلى من ينوره. وعليه أن يسحب السياسة نحوه ويغير ويبدل ويقيم الإعوجاجات محاولاً إضفاء طابع العدل والإنصاف والتأثير على تصرفات السياسيين والإنطلاق من مصلحة شعبه وبلده والإنسانية جمعاء، وفضح الإنتهازية والشللية السياسية والآغوية الثقافية، وتعرية من يتلاعب بعقول الناشئة ومن يسخر مصلحة الشعب لمصالح عائلة أو فئة مستبدة تجنح نحو النهب والفساد والإستبداد.
لقد عمل مثقفون وبعضهم كتاب كبار بالسياسة تولوا مسؤوليات الدول بل رئاستها كما هوالحال مع نلسون مانديلا في دولة جنوب أفريقيا، وليوبولد سنغور الذي تولى رئاسة السنغال، وفاتسلاف هافل رئاسة تشيكيا، ونهرو رئاسة وزارة الهند، ومؤخراً منصف المرزوقي في تونس وآخرون غيرهم. ليس هؤلاء فقط، بل جل السياسيين في العالم المتحضر اليوم رؤساء ووزراء ومتنفذون، هم أصحاب شهادات عالية وبعضهم كتاب ومثقفون بكل معنى الكلمة. فالكثير من سكرتيري الأحزاب الكردية في سورية مثلاً هم مثقفون بالخبرة والتجربة – حسب غرامشي – ومنهم من يحمل شهادت عالية، ويقال بأنه في الولايات المتحدة الأمريكية ليس هناك من لم يؤلف كتاباً أو بحثاً مهماً. وسنضع هنا الخبرة والممارسة والتجربة والمران السياسي في جملة اللائحة الثقافية، فعلى سبيل المثال كان من بين قيادات لينين عضوين أميين متمرسين وهما (كامينيف) وزينوفيف) ولكنهما استطاعا وضع أشهر النظريات الإشتراكية في العالم.
ولكن علينا أن نشير، بأنه يجب التمييز هنا بين الكاتب والمثقف، إذ ليس كل مثقف هو كاتب بالفعل بل أن كل كاتب هو مثقف حكماً.
وستبقى لي ملاحظتان هنا على المثقف بشكل عام:
1 – فما عدا العلماء المختصون كل في مجاله والقادرون على أن يعملوا كمستشارين للسياسيين ولغيرهم، هل حقاً أن الكاتب أوالمثقف – أي مثقف – هو أرفع وعياً من السياسي في مجال السياسة تحديداً…؟ وهل يحق لنا أن نجعل من المثقفين بشكل عام قيمين وأوصياء على السياسيين..؟ وما الأسباب الموجبة لذلك…؟ وللإجابة على ذلك نقول: ان السياسة – كما نعلمها – هي فن الحكم وإدارة الدول والأحزاب وهي بالأخير تجربة وخبرة وممارسة ومران سياسي قبل أي شيء آخر، فالكاتب أو الأديب أو الشاعر أوالمثقف العام الذي ينضوي أو لاينضوي أو سوف ينضوي تحت اتحادات أو روابط الكتاب كنتيجة لتأليفه مجموعات قصصية أو مسرحيات أو كتب مقالات فكرية أو ماشابه والذي لم يعمل بالسياسة أو عمل بالقليل منها، فمن أين ستأتي هذا القاص أو المسرحي أو كاتب المقالات الفكرية او العلمية….الخ الخبرة الكافية في الشأن السياسي لتوجيه هذا السياسيي الحزبي المخضرم والمتمرس؟ وبالتالي بأي حق سنجعل هذا المثقف الذي لم يعمل بالسياسة بما فيه الكفاية ولا يمتلك خبرة كافية في حيثياتها، كيف سنجعله هادياً وسراجاً منيراً لهذا السياسي الخبير و(الإمبريقي) الممارس؟ لا شك أن هذا شيء في غير محله إلا إذا كان المثقف المعني مؤهلاً لممارسة الإستشارية ومختصاً في حقل علم معين عندها قد يكون بل سيكون متفوقاً على السياسي في هذا المجال، لكن ليس في إدارة الأحزاب أو الدول إلا إذا كان مختصاً بالسياسة في علمه الأكاديمي هذه المرة أيضاَ.
2 – بأي شكل وبأي ملامح يختلف المثقف الإنتهازي المتسلق من أي جنسية كانت- وأقول الإنتهازي تحديداً – عن السياسي الإنتهازي أينما كان موطنه؟ وقد بان على السطح أن هذا النموذج المثقف في منطقتنا تحديداً، بات يبحث هذه الأيام عن منافذ وأضواء خافتة في نهايات أنفاق الإنتهازية ليتولى منصباً غير محمي بشيوخ الغفر على حد قول المصريين، كجابر عصفور في مصر مثلاً، ومثقفي السلطة في سورية ومنهم بعض الكتاب والمثقفين الكرد والذين هم دائبوا البحث هذه الأيام عن الآغوية الثقافية أو السياسية يمارسونها على هذا الشعب المستعبد أصلاً، في سبيل إرضاء طموحاتهم الشخصية والفردية.
………………………………………………………………….
(1) – ادوارد سعيد- المثقف والسلطة- ص- 32
(2) – محمد الشيخ – المثقف والسلطة- دراسة في الفكر الفلسفي الفرنسي المعاصر- 13
(3) – علي حرب – اوهام النخبة – ص – 16
(4) – محمد الشيخ – المثقف والسلطة – ص – 23