أخي ابراهيم، كفانا سفسطة (قال وقلت) لا معنى لها

  برزو محمود

كاتب يعمل في ادارة رابطة كتاب الكرد يُفترض أن يكون على دراية بما يقوله من حيث المضمون والمعنى لكي لا يشوه أفكار الأخرين لغاية ما، وأن يكون ملماً بلغته الأصلية (الكردية)على الأقل إلى درجة أنه قادر أن يفهم ما يقرأ ه من النصوص أو أن يسأل غيره من الكتاب الملمين بالكردية، في حال استعصاء ما، ليترجموا  له معنى النص ومغزاه أفضل من أن يرتكب أخطاءً بحق نفسه وبحق غيره. ففي مقالي المعنون  Rewşenbîriya Aqilmendiyê bo me pêwîst e, Dubendî ye, ne Hevbendî ye !!’’ أي (نحن بحاجة إلى ثقافة حكيمة وعقلانية، نحن في تخاصم أم في تحالف!!) والمنشور على موقع (ولاتى مه) كنت قد تناولت عدة مواقف صدر من عدد من الكتاب بهدف القاء ضوء تحليلي وتقييمي حسب رؤيتي للحالة في اطار متطلبات المرحلة التاريخية ومستلزماتها.
 والعنوان يعبر عن مغزى المقال وهو أن ما يلزمنا هو الثقافة العقلانية وليس الصراع القروي العقيم. ورداً على مقالي المذكور أعلاه، يكتب الأخ ابراهيم يوسف مقالاً بالكردية منشورة على موقع ولاتى مه، بعنوان ((Şirovekirin ji Brahîm Yûsiv أي (شرح من ابراهيم يوسف) وما يقصده الكاتب هو (توضيح)، والأصح أن يقول ويكتب (Ronîkirin) وليس (Şirovekirin)، لكن باعتباره حديث في الكردية، لا يُعاتب حقاً إذا كان هو فاعل الكتابة، بعيداً عن المفعولية.

وفي ردي هذا، بدايةً أشكر الأخ ابراهيم على مبادرته الجميلة والجريئة في الكتابة بالكردية بصرف النظر عن أخطاء لغوية هنا وهناك، فالممارسة المستمرة كفيلة بتلافي الأخطاء اللغوية والوصول إلى تعبير جيد ورصين، وأدعوه هو وغيره من الكتاب الكرد الذين يُحسبون على الكرد بسبب التزامهم بقضيتهم القومية، ولهم ابداعات أدبية بالعربية.
ثانياً من حق كل انسان أن يدافع عن موقفه أو عن رأيه في مسألة ما، لكن بطريقة سليمة دون تشويه أو تزوير لأراء الأخرين، ولا يلجأ في رده إلى المغالطة في طرحه، فهذا اسلوب لا يليق من يحترم ذاته، إلا أن ما يثير الاستغراب أنه قد أخطأ بحقي إذ يُقوّلني قولاً لم أقله، لا أعلم ما سبب خطأه؟ هل هو بسبب ترجمته الرديئة والخاطئة فهماً لنصي الكردي، أم أن أخرون ترجموا له خطأً، أم أنه لم يعد يميز بين هذا وذاك. الكاتب يتعرض لنقطة واحدة من بين عدة نقاط طرحتها في مقالي المذكور ويضعها في سياق مغالط ربما لكي يتسنى له فرصة الهجوم على مصادرة المطلوب ككل وخاصةً أن أغلبية كُتابه المسجلين في رابطته لا يعلمون الكردية قراءةً وكتابةً وبالتالي غير مستعدين العودة إلى قراءة مقالي بالمقارنة مع مقاله ليطّلعوا على حقيقة الأمر في الخطابين. للمزيد من التوضيح يمكن للقارئ العودة إلى المقالين المنشورين والمعروضين على صفحة الموقع المذكور، وبهدف التركيز على اساسيات الموقف سوف أقتبس هنا جملته الكردية وأترجمها إلى العربية وهي:       
Ezê tenê li hevokek wî vegerînim, ew dibêje ku ez di hevpeyvînek xwe li gel televizyonek kurdî de bi zimanê tehdîdê axivî me.
يقول الكاتب: ((سأتوقف فقط عند جملة واحدة له إذ يقول بأنني في مقابلة تلفزيونية قد تحدثت بلغة التهديد …)) بينما حقيقة الأمر هي أنني لم أقل هذا الشيء عن مقابلته التلفزيونية بل ما قلته هو ما يلي وباستطاعة كل قارئ أن يعود إلى موضوع مقالي ليتأكد مما كتبته ونشرته، وفي هذه النقطة تحديداً يرد في نصي ما يلي، والكلام للأستاذ ابراهيم: ((أن هناك أشخاصاً ينوون الايقاع برابطتنا، طبعاً المقصود من كلامه حسب تفسيري هو الحراك الثقافي الحاصل في الداخل، ولم أحدد جهة ما، ثم أعلق على قوله أو فكرته بنوع من السخرية وأقول ((كما لو أن الثقافة الكردية لا يمكن لها أن تتحرك دون أن تستأذن من أبطال الابداع الكردي، حيث ازدهرت الكلمة الكردية جراء عملهم الدؤوب في فترة ثمان سنوات، وهي مدة عمر رابطتم كما يزعمون، وعلى يد أقلامهم ينير الدرب من حولنا، ….)) أما مسألة التهديد الذي يتحدث عنه الأخ ابراهيم فقد ورد ذلك في سياق أخر وفي فقرة أخرى لا علاقة لها بموضوع المقابلة التلفزيونية، وهي أنه كان قد همس في أذن أحد رفاقه من الكتاب عبر الفيسبوك قائلاً له:((أن لا يعلن برزو الحرب عليّ ، ترى أنا مو هيين)) ليبلغني هو الأخر بدوره. وهذا هو نصي الكردي:

Di alîkî dî de jî, heman mamosta di guhê nivîserekî de nameyekê ji me re dişînê û têde didê xuya kirin ku em wek dijberek jêre (pêwîst e em haj xwe hebin, em şer pêre pênexin أن لا يعلن الحرب عليّ), yan jî ev qehremanê han wê pênûsa xwe şûrane biteyisênê û tûj bikê. Diyar e zilam amade ye bo şer

وبعدها أعلق على هذه الحالة بالشكل الأتي:

Gurrkirina vê nakokiyê her dîsa ji bîrkirineke çeqel rengê xwe distênê, çi em bin, çi ew bin, ez wek bar dibêjim. Em sê heyvan bi wan ve man ku bikarin pevre bigihin hevgihaştinekê,

ترجمتها ((أن تصعيد هذا الصراع سواء من طرفنا أو من طرفهم ناتج عن تفكير غير سليم اطرح المسألة كحالة. لقد بذلنا جهداً حاولنا فيها أن نتوحد معهم )) 
ويمكن للأخوة الكتاب في (رابطة الكتاب والصحفيين الكرد) أن يترجموا مقالي إلى العربية ليكونوا على اطلاع بحقيقة أفكاري. أتمنى لو يكون ذلك مجرد خطأ عابراً في الترجمة ليس إلا.

أخي ابراهيم، كفانا سفسطة (قال وقلت) لا معنى لها. نحن في سوريا شعباً وبلداً في أزمة كبيرة ومصيرية وعلى مستويات عدة، الواجب الوطني والقومي يفرض علينا جميعاً مهاماً كبيرة ومسؤولية تاريخية لأنقاذ ما يمكن انقاذه، لذا ينبغي علينا جميعاً (نحن وأنتم وهم) أن نبتعد عن التناحرات الجانبية والصراعات الداخلية التي تضر بعلاقاتنا الشخصية والثقافية والاجتماعية، كما أن سلوكاً كهذا يشير إلى عقلية غير حضارية، ولا يُنبّأ بمستقبل مشرق للثقافة الكردية. 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…