كثيرٌ قليلـُـكِ

  علي جمعة الكعــود

كثيرٌ قليلُكِ
حينَ تمرّينَ
بالقربِ من سوْر قلبي
وتقطفُ
كفُّكِ وردةَ شوقٍ
وتوْدِعُها

في أصيص اللقاءْ
وحينَ تفاجئُـني
شفتاكِ
ببسمةِ شكٍّ…
أحلّلُـها
قبلَ نومي
فأكتشفُ السحرَ
يغمرُني
بخيوطِ ضياءْ
وحينَ
ترمّمُ عيناكِ روحي
ويكسو هواكِ
جدارَ فؤاديْ
وحينَ
يلامسُ خدّيْ
حفيفـُـكِ…
يحْملُني عبَقاً
للتلاقحِ بين الورودِ…
يقطّـرُنيْ
بعدها في إناءْ
كثيرٌ قليلـُـكِ
حينَ
تطـُـلّينَ في حُلـُميْ
فيعـود الهدوءُ
إلى غفوتيْ
ويعمّ الصفاءْ
وحينَ تدُسّـينَ
بعضَ السعادة
في جيبِ حزنيْ
وتعترفينَ
بأنّـي بريءٌ
ولو غازلَـتْنيْ
جميعُ النساءْ
وحينَ تحطُّ طيورُكِ
فوقَ شواطئ روحيْ
وتُلهمُني الشِـعـرَ
كلّ مساءْ
كثيرٌ قليلـُـكِ
حينَ تُرينيْ
بأنّ المسافةَ
مابين قلبينِ
همسةُ عشْقٍ وبعضُ غناءْ
وأنّ المدى
قِبْلةُ العاشقين
وأنّ القصائدَ
مكتوبة ٌ
بدم الشعراءْ
وحينَ ألوذُ
بصمتيْ
وتبتدعينَ طقوساً
فأضحكُ
بالرغمِ من حاجتيْ

للبكاءْ.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

 

 

صبحي دقوري

 

حكاية

 

كان “دارا” يمشي في شوارع المدينة الأوروبية كما يمشي غريبٌ يعرف أنه ليس غريباً تماماً. العالم لا يخيفه، لكنه لا يعترف به أيضاً. كان يشعر أنه ككلمة كورديّة ضائعة في كتاب لا يعرف لغتها. ومع ذلك، كان يمشي بثقة، كما لو أن خطواته تحمل وطأة أسلافه الذين عبروا الجبال بلا خرائط.

 

في تلك الليلة، حين…

عِصْمَت شَاهِين الدُّوسْكِي

 

دُرَّةُ البَحْرِ وَالنُّورِ وَالقَمَر

دُرَّةٌ فِيكِ الشَّوْقُ اعْتَمَر

كَيفَ أُدَارِي نَظَرَاتِي

وَأَنْتِ كُلُّ الجِهَاتِ وَالنَّظَر

***

أَنْتَظِرُ أَنْ تَكْتُبِي وَتَكْتُبِي

أَشْعُرُ بَيْنَنَا نَبْضَ قَلْب

بِحَارٌ وَمَسَافَاتٌ وَأَقْدَارٌ

وَحُلْمٌ بَيْنَ أَطْيَافِهِ صَخَب

***

دَعِينِي أَتَغَزَّلْ وَأَتَغَزَّل

فِي عَيْنَيْكِ سِحْرُ الأَمَل

مَهْمَا كَانَ النَّوَى بَعِيدًا

أُحِسُّ أَنَّكِ مَلِكَةٌ لَا تَتَرَجَّل

***

دُرَرٌ فِي بَحْرِي كَثِيرَةٌ

لَكِنَّكِ أَجْمَلُ الدُّرَرِ الغَزِيرَةِ

أَقِفُ أَمَامَ الشَّاطِئِ

لَعَلَّ مَقَامَكِ يَتَجَلَّى كَأَمِيرَةٍ

***

أَنْتِ مَلِكَةُ البَحْرِ وَالجَمَالِ

لَا يَصْعُبُ الهَوَى وَالدلالُ

لَوْ خَيَّرُوكِ…

فواز عبدي

حين وقعت بين يديّ المجموعة الشعرية “مؤامرة الحبر، جنازات قصائد مذبوحة”[1] للشاعر فرهاد دريعي، وأردت الكتابة عنها، استوقفني العنوان طويلاً، بدا لي كمصيدة، كمتاهة يصعب الخروج منها فترددت في الدخول، لكن مع الاستمرار في القراءة وجدت نفسي مشدوداً إلى القصيدة الأولى بما تحمله من غنى وتعدد في المستويات، فهي تكاد تكثف فلسفة…

فراس حج محمد| فلسطين

لا أقول صدفة، فأنا لا أحبّ موضوع الصدف، ولا أومن فيه، لكنّ شيئاً ما قادني إلى هذا الكتاب، وأنا أتصفّح أحد أعداد جريدة أخبار الأدب المصريّة (عدد الأحد، 26/10/2025)، ثمّة نصّ منشور على الصفحة الأخيرة لـ “نجوان درويش”، بعنوان “بطاقة هُوِيّة”، لوهلةٍ التبس عليّ الأمر فبطاقة هُوِيّة اسم قصيدة لمحمود درويش، وهي…