(عن المعنى)
ومرَّت سَنةْولم يعُد الشهداءُ إلى السَّوسنةْ
بعيدون أنتم كثيراً.. كأمسْ
قريبون منَّا.. كظلٍّ يلاحقنا، أو كهَمسْ
مضيؤون جدًّا.. كشمسْ
.. أحاولُ أن أصطفيْ للشهيد معانيَ تُشبههُ،
في حدود الحقيقيِّ والواقعي،
هناكَ سنحيا معاً مِن جديدْ
هناك ستنمو تقاسيمُ وجهيْ، الذي أكلَتهُ الشظيةُ أثناءَ عاصفةٍ من حديدْ
هناك سيلتئمُ الجلدُ بعدَ الحريقِ،
ويختلفُ الفحمُ والمسكُ: أيُّهما يستحقُّ الشهيدْ؟
هناك ستنبتُ حنجرةٌ ذُبحتْ كمقامِ الصَّبا، لتواصلَ ضبطَ النشيدْ
هناك ستعلُو يدٌ فصلَتها عن الشمسِ بارودةٌ من صديدْ
هنالكَ..
في المستقَرِّ القريبِ – البعيدْ.
(عن الانتماء)
أنتمي
للشهيدِ، الذي لم يجدْ ما يليقُ بنا غيرَ هذا الدَّمِ
أنتمي
للمحبةِ، كي لا تفرِّقَ بيني وبينَ أخي موجةُ الندمِ
أنتمي
للتفاؤلِ، مِن دونهِ ما عرفتُ الطريقَ إلى حُلُمي
.. هكذا قالَ حرٌّ تلثمَ بالعلَمِ.
(عن الحُولة)
أما آنَ أن تستعيدوا طفولتكُم يا صغارْ؟
ألم تلتئمْ في حناجركُم شفَراتُ التَّتارْ؟
ألم تلتقوا بالملائكِ والشهداء أخيراً.. وبعد انتظارْ؟
فما كلُّ هذا الصراخ الذي يقصفُ الكونَ، يخنقُ أنفاسَنا كالغبارْ؟
وماذا تركتم لأحلامنا بعدَكم.. غيرَ هذا الدمارْ؟
دعونا ننمْ ليلةً دون أن تظهروا في كوابيسنا..
يا الذين قضوا نحْبنا تحت هذا الحصارْ.
(عن حمزة الخطيب، كذكرى)
وتأخذنا حيرةٌ بين خوفٍ عليهِ وحزنٍ لذاك الفتى
وتأخذنا دمعةٌ طفلةٌ حين نكتبُ
.. هذي الكتابةُ حتى متى؟
وتأخذنا دهشةٌ في حياتكَ، أو لا حياتك، هل دامَتا!
كبرتَ كثيراً، كثيراً
أيا سيِّدَ الشهداءِ الصغارِ..
أيا حَمزتا.
(عن القبير)
في المساءِ الأخيرْ
عندما يُشعل الشهداءُ ظلامَ القبورْ
تنزعُ الأرضُ أكفانها..
وتثورْ.
(عن الموت والوطن)
ومرَّت عليك رياحُ الزمنْ
وما زال موتكَ منبعثاً بين حرب الفضاء وحربِ المُدنْ
وما زلت تزدادُ فينا حياةً وحريةً يا وطنْ
نحبكَ يا وطناً كيفما كنتَ..
أو كيفما لم تكنْ.
الرياض 6 / 2012