إبراهيم محمود
بينك وبين الموت مسافة يا أبا نوشين، بينك وبين الحياة طريق طويل، طريق جميل
في المسافة أمد يدي إليك بقول: رحل والدك، ليكن مثواه الجنة
في الطريق أتابعك بكامل قلبي وعقلي، بقول: أنت منذور للحياة لا للموت
بجوارك، معك، يكون أبو أيهم، أقول لكما: يا لخطواتكما التي عمَّقت آثارها في الطريق الرحب
في المسافة التي باغتتك بنبأ رحيل والدك، وقد توقعتَ موته، كنتَ تعيش موت آخرين وآخرين من بني جلدتك ووطنك، كنت تعيش صدى آلامهم في وطن ربما بات أكبر من الألم نفسه، مشيراً إلى نهاية منشودة، لا أظنك بغافل عنها، في المسافة هذه أعاينك مأخوذاً بالألم خفيف الروح، رغم وطأته، لأنك منذ النفَس الأول اخترت قطع المسافة الجليلة هذه.
بينك وبين الموت مسافة يا أبا نوشين، بينك وبين الحياة طريق طويل، طريق جميل
في المسافة أمد يدي إليك بقول: رحل والدك، ليكن مثواه الجنة
في الطريق أتابعك بكامل قلبي وعقلي، بقول: أنت منذور للحياة لا للموت
بجوارك، معك، يكون أبو أيهم، أقول لكما: يا لخطواتكما التي عمَّقت آثارها في الطريق الرحب
في المسافة التي باغتتك بنبأ رحيل والدك، وقد توقعتَ موته، كنتَ تعيش موت آخرين وآخرين من بني جلدتك ووطنك، كنت تعيش صدى آلامهم في وطن ربما بات أكبر من الألم نفسه، مشيراً إلى نهاية منشودة، لا أظنك بغافل عنها، في المسافة هذه أعاينك مأخوذاً بالألم خفيف الروح، رغم وطأته، لأنك منذ النفَس الأول اخترت قطع المسافة الجليلة هذه.
بالترادف، بالتقابل، يداً بيد، يكون أبو أيهم معايش الألم العظيم والكليم بروحه وكتاباته بشهادة زمن قوي الذاكرة، كما لو أنه يدرك ما هو عليه ضمناً وهو المتنقل بين ميتات تترى، وأسماء أحبة لا تتوقف في وطن يفترشه ألم من نار بانتظار نور وشيك، يكون معك رغم بعده الجغرافي عنك، لكنه، كعادته، لا يكترث بالمسافة سالفة الذكر، إذ إن إرادة الحياة تتقدم طارئية الموت ..
هكذا اختارك طريقك الطويل، حيث يكون الجبل، يكون السهب، يكون النبع، يكون أهلوك بلغتك وبلغات أخرى، وأنت تتنقل من حدود إلى أخرى، ومن جهة إلى أخرى، آخذاً في حسبانك كل ما يردك باسم موت إلهي، وموت يتسببه فيه قتلة يتوزعون في وطن لا يهمهم وطن ولا أهل، فيكون رحيل أبيك الأثير إصراراً آخر على حياة لم تتوقف عن التمسك بها.
هكذا اخترت حياتك وهي ليست لك وحدك، كما تقول خطاك المدى، كما يقول وجهك الفضاء الشهم، كما تقول روحك الدفعة الحيوية، كما يقول جسدك الجمع الغفير بالتمني الوطني والشعبي والأهلي وليس الكردي وحده..
بالجوار، أو بالترادف، ثمة صدى خطوات أبي أيهم الكردي طبعاً، السوري طبعاً، إنما بمقاييس يجهد من أجلها هو وغيره، لما تتحقق بعد، أكبر من المسافة التي يرسمها قتلة الوطن طبعاً، في طريق يقطع مسافات، ضمنها مسافة الموت حتى الآن، معلّلاً روحه، يديه، رجليه، آلامه الأنسية، بما هو متاح له من أمل يلوح في جهاته، في غربة لم تعد غربة، في جهات لم تعد هي ذاتها جهات، مع بشر آخرين، ولغات أخرى، وكلمات لا تنفك تتنوع، تحت وطأة آلام تتواصل، في جسد لا يخفي سيرورة آلامه القديمة والحديثة والمستجدة، معلناً منذ لحظة انطلاقته الأولى داخله وطنه الأكبر من قتلته بالجملة والمفرد، وخارجه الأكبر من أيدي الطارئين على الحياة، معلناً أن ثمة ما يستحق الحياة، وأن رحيل الأم أو الأب، أو العم، أو الخال أو كل ذي صلة قربى، بات تحصيل حاصل، لألفة محسوبة منذ سنين وسنين، إيماناً كلياً بأمل يشمل وطناً وشعباً، أكبر من الخراب، عدوى متوحمين بدماء شعب، ووطن مرفوع الطريق إلى الحياة.
باسم المسافة، البارحة، مساء، وبتاريخ 8-9/2012، لحظة سماعي بنبأ رحيل الولد- العم، وبعد تأخر، حيث الاتصالات بدورها تعطلت، مضافة إلى أعطال أخرى، يتحمل وزرها المتسببون في قتل الوطن بمن فيه، البارحة مساء يا أبا نوشين، ويا أبا أيهم، كان حضوري في خيمة عزاء الأب- العم، ورغم امتلاء ناظري بأهل وأحبة يقومون بتمام الواجب، كان ثمة ألم ينفذ في كامل حواسي، إذ لم أجدكما، وأنا دون وعي مني أتلفت يمنة ويسرة، شعوراً مني أنكما موجودان، وقد شعرت بكما موجودين، إنما في مكانين آخرين، حيث يمتد بكما الطريق الطويل الجليل..
ربما، صرنا في حالة- ظاهرة، ضرب من العبثية على مستوى وطن كامل، يفعّله من لا يعنيهم وطن، وعلى أعلى مستوى، لا يعنيهم شعب، وعلى أعلى مستوى، وطن، لم يعد في الوسع التمييز بين داخله المدمر المدمى، وخارجه الممثَّل به والمطروح على عتبات دول وقرارات غير مجدية حتى الآن، حيث تتعمق مسافة الموت الأهلي والوطني، وبالمقابل، يكون الطريق في تعدد أبعاده، واتجاهاته، وألوانه، طريق يؤمُّ حياة أخرى، أجل، طال انتظارها.
في المسافة التي تخص الموت، يكون وعد بجنة لا شك فيها، يكون الأب- العم، ومن في النطاق العائلي والأهلي والوطني بطريقة إلهية، وقد باتت أقل أقل، أو بطريقة معادية للإلهي، وربما في مواجهة الإرادة الإلهية، أو دون أن يُعبأ بها، في المسافة هذه، أجد أبا نوشين، أبا أيهم، أجد آخرين، أكبر من هذا المصاب الإلهي، من هذه العبثية المنظمة والفادحة.
في الطريق الذي يسلكه ويعمّقه أبو نوشين وأبو أيهم وآخرون، وكل وفق مقياس إرادة، يكون حب وطن، حب أهل، حب شعب، حيث الأنظار الأهلية والوطنية، أنظار أحبة الطريق الجليل، تتابع صدى كل خطوة من خطواتكم
بانتظار اللحظة التي نلتقي فيها وقد طويت المسافة الآثمة بفعل فاعلين لا تحصى ذنوبهم، ليبقى الموت الطبيعي، الذي لا تكون مسافته المسافة المعتبَرة، حيث يكون لقاء أحبة أحبة، حيث خطاكم مستحثة ما بقي عمركم العصي على المسافة يا أبا نوشين ويا أبا أيهم..
هكذا اختارك طريقك الطويل، حيث يكون الجبل، يكون السهب، يكون النبع، يكون أهلوك بلغتك وبلغات أخرى، وأنت تتنقل من حدود إلى أخرى، ومن جهة إلى أخرى، آخذاً في حسبانك كل ما يردك باسم موت إلهي، وموت يتسببه فيه قتلة يتوزعون في وطن لا يهمهم وطن ولا أهل، فيكون رحيل أبيك الأثير إصراراً آخر على حياة لم تتوقف عن التمسك بها.
هكذا اخترت حياتك وهي ليست لك وحدك، كما تقول خطاك المدى، كما يقول وجهك الفضاء الشهم، كما تقول روحك الدفعة الحيوية، كما يقول جسدك الجمع الغفير بالتمني الوطني والشعبي والأهلي وليس الكردي وحده..
بالجوار، أو بالترادف، ثمة صدى خطوات أبي أيهم الكردي طبعاً، السوري طبعاً، إنما بمقاييس يجهد من أجلها هو وغيره، لما تتحقق بعد، أكبر من المسافة التي يرسمها قتلة الوطن طبعاً، في طريق يقطع مسافات، ضمنها مسافة الموت حتى الآن، معلّلاً روحه، يديه، رجليه، آلامه الأنسية، بما هو متاح له من أمل يلوح في جهاته، في غربة لم تعد غربة، في جهات لم تعد هي ذاتها جهات، مع بشر آخرين، ولغات أخرى، وكلمات لا تنفك تتنوع، تحت وطأة آلام تتواصل، في جسد لا يخفي سيرورة آلامه القديمة والحديثة والمستجدة، معلناً منذ لحظة انطلاقته الأولى داخله وطنه الأكبر من قتلته بالجملة والمفرد، وخارجه الأكبر من أيدي الطارئين على الحياة، معلناً أن ثمة ما يستحق الحياة، وأن رحيل الأم أو الأب، أو العم، أو الخال أو كل ذي صلة قربى، بات تحصيل حاصل، لألفة محسوبة منذ سنين وسنين، إيماناً كلياً بأمل يشمل وطناً وشعباً، أكبر من الخراب، عدوى متوحمين بدماء شعب، ووطن مرفوع الطريق إلى الحياة.
باسم المسافة، البارحة، مساء، وبتاريخ 8-9/2012، لحظة سماعي بنبأ رحيل الولد- العم، وبعد تأخر، حيث الاتصالات بدورها تعطلت، مضافة إلى أعطال أخرى، يتحمل وزرها المتسببون في قتل الوطن بمن فيه، البارحة مساء يا أبا نوشين، ويا أبا أيهم، كان حضوري في خيمة عزاء الأب- العم، ورغم امتلاء ناظري بأهل وأحبة يقومون بتمام الواجب، كان ثمة ألم ينفذ في كامل حواسي، إذ لم أجدكما، وأنا دون وعي مني أتلفت يمنة ويسرة، شعوراً مني أنكما موجودان، وقد شعرت بكما موجودين، إنما في مكانين آخرين، حيث يمتد بكما الطريق الطويل الجليل..
ربما، صرنا في حالة- ظاهرة، ضرب من العبثية على مستوى وطن كامل، يفعّله من لا يعنيهم وطن، وعلى أعلى مستوى، لا يعنيهم شعب، وعلى أعلى مستوى، وطن، لم يعد في الوسع التمييز بين داخله المدمر المدمى، وخارجه الممثَّل به والمطروح على عتبات دول وقرارات غير مجدية حتى الآن، حيث تتعمق مسافة الموت الأهلي والوطني، وبالمقابل، يكون الطريق في تعدد أبعاده، واتجاهاته، وألوانه، طريق يؤمُّ حياة أخرى، أجل، طال انتظارها.
في المسافة التي تخص الموت، يكون وعد بجنة لا شك فيها، يكون الأب- العم، ومن في النطاق العائلي والأهلي والوطني بطريقة إلهية، وقد باتت أقل أقل، أو بطريقة معادية للإلهي، وربما في مواجهة الإرادة الإلهية، أو دون أن يُعبأ بها، في المسافة هذه، أجد أبا نوشين، أبا أيهم، أجد آخرين، أكبر من هذا المصاب الإلهي، من هذه العبثية المنظمة والفادحة.
في الطريق الذي يسلكه ويعمّقه أبو نوشين وأبو أيهم وآخرون، وكل وفق مقياس إرادة، يكون حب وطن، حب أهل، حب شعب، حيث الأنظار الأهلية والوطنية، أنظار أحبة الطريق الجليل، تتابع صدى كل خطوة من خطواتكم
بانتظار اللحظة التي نلتقي فيها وقد طويت المسافة الآثمة بفعل فاعلين لا تحصى ذنوبهم، ليبقى الموت الطبيعي، الذي لا تكون مسافته المسافة المعتبَرة، حيث يكون لقاء أحبة أحبة، حيث خطاكم مستحثة ما بقي عمركم العصي على المسافة يا أبا نوشين ويا أبا أيهم..