حليم يوسف
لم أكن في يوم من الأيام متحمسا للعمل الجماعي، ومع ذلك كان التوجه نحو القاهرة للمشاركة في الاجتماع التأسيسي لرابطة الكتاب السوريين، بالنسبة لي، شيئا أشبه بالواجب الذي كان لابد من القيام به.
لم أكن في يوم من الأيام متحمسا للعمل الجماعي، ومع ذلك كان التوجه نحو القاهرة للمشاركة في الاجتماع التأسيسي لرابطة الكتاب السوريين، بالنسبة لي، شيئا أشبه بالواجب الذي كان لابد من القيام به.
كان الالتقاء بأصدقاء مقربين وبشركاء الهم الابداعي بعد كل هذا الغياب الطويل في الغربة فرصة حسية جميلة واستعادة لأجواء حميمية عشتها في أماسي حلب وعامودا وقامشلو. تلك الأماكن التي تركتها ورائي منذ أكثر من أحد عشر عاما مكرها وكارها لكل شيء، الى درجة أنني لم أكن أتصور أنني سأشتاق اليها يوما. ربما يكون الأمل الذي خلقته ثورة عظيمة يقف وراء هذا التغييرالجامح الذي اجتاح أعماقنا. هذه الثورة التي أتمنى ألا تسرق من شهدائها.
هكذا بدأ الارتداد نحو الذكريات الكئيبة للكتابة التي كانت دائما هما روحيا وفردانيا على الدوام. وجاءت الظروف العصيبة التي مرت على الثقافة وعلى منتجيها في بلادنا والتي ترعرعنا في ظلالها منذ بداية السبعينات من القرن الماضي والى يومنا هذا، لتعزز من هذه الفردانية وتزيحها من حيزها الابداعي الى فردانية سلبية قائمة على العزلة والتهميش واخراج الكاتب الجاد من محيطه الاجتماعي والامعان في تعطيل دوره المنوط به، فيما يخص الشأن العام. وذلك من خلال انعدام الصحافة الحرة وربط أمور الرقابة وطباعة الكتب والمجلات باتحاد الكتاب العرب الذي كان ولايزال، ككل الاتحادات والتقابات الكسيحة في بلادنا المنكوبة، يدار من قبل الأجهزة الأمنية.
واذا كان الكاتب السوري قد عانى من التهميش والملاحقة والسجن والهجرة القسرية، فإن الكاتب الكردي السوري قد عانى الى جانب ذلك من تهميش مضاعف تجسد في منع لغته الكردية وحرمانه من ممارسة ثقافته وطباعة واصدار كتبه بلغته الأم وابعاده عن المشاركة في الفعاليات والنشاطات الثقافية والحياة العامة، من خلال وضعه تحت الشبهات بتهمة ””الانفصالية”” حينا وبتهمة ””خطر على أمن الدولة”” أحيانا أخرى.
حوادث كثيرة مرت في مخيلتي، تستند في حيثياتها الى تجربة شخصية، لكنها تساهم في اضاءة جانب من الحالة العامة لجيلنا.
في العام 1991 ككل محب، ينشرح صدره برؤية حبه الأول، سررت بمرور كتابي الأول ””الرجل الحامل”” تحت أنياب الرقابة، أو ما كانت تسمى حينها بلجنة القراءة في اتحاد الكتاب العرب سالما أو شبه سالم. فقد صدر في دمشق، رغم الاجهاز على احدى قصص المجموعة وحذفها. ولم أكن أعلم وقتها أنها المرة الأولى والأخيرة التي سأحصل فيها على موافقة الرقابة لطباعة كتاب لي داخل سورية. وهكذا تم رفض المخطوط الثاني والثالث والرابع على التوالي. ولجأت الى حلول أخرى، وكان أنجعها التهريب أو التعامل مع المهربين. ولكل كتاب حكاية مختلفة. وسأكتفي بسرد جوانب مختصرة من تلك الحالة.
الكتاب الثاني: 1995 تمت طباعة الكتاب في دمشق سرا وكتب على الغلاف من الداخل بيروت. تم اثر ذلك اغلاق محل الكومبيوتر لأحد الأصدقاء في مبنى جامعة حلب لمسؤوليته عن تنضيد الكتاب. وتم استدعائي الى قسم التحقيق في فرع المخابرات العسكرية في حي السريان في حلب. وسأظل أتردد مرغما على هذا الفرع وعلى فرع أمن الدولة في عامودا وعلى فرع الأمن السياسي في القامشلي وعلى فرع فلسطين في دمشق حتى لحظة خروجي من الوطن في أواخر 1999.
وللمفارقة فان محقق الأمن العسكري في حلب كان مصرا على أمور أذهلتني حينها. الأول أنني كتبت قصصا عن نساء المسؤولين في الدولة، بشكل مشفر، لأن المجموعة تحمل عنوان ””نساء الطوابق العليا””. الثانية أن سلفادور دالي الذي يحمل الغلاف لوحته هو كردي متآمر في الخارج وأنا على علاقة معه ومع منظمات معادية. الثالثة أنني أكتب بأسماء مستعارة كثيرة، هو كان يعرفها وكان علي أن أعترف. الرابعة أنني المسؤول عن اصدار جريدة هيفي التي كان يصدرها الطلبة الكرد في جامعة دمشق، رغم أنني كنت طالبا في جامعة حلب. وهكذا طالت قائمة الاتهامات التي كانت تتكئ في معظمها على خلفية الانتماء القومي المختلف ليس الا.
في العام 1996 أدخل أحد المهربين الذي كان يعمل سائق باص سبعمائة نسخة من كتابي الصادر في استانبول بالكردية عن طريق باب الهوى، مقابل عشرة آلاف ليرة سورية. وفي العام 1999 دفعت عشرة آلاف ليرة لأحد المهربين على الحدود اللبنانية السورية لادخال خمسمائة نسخة من روايتي الصادرة في بيروت، فلم تصل الرواية ولم أستطع استعادة النقود المدفوعة للمهرب الذي أصر على أن النسخ دخلت الى الأرض السورية وقد صادرها الأمن السياسي. وعندما راجعت الأمن السياسي بعد وساطة أحد الكتاب السوريين المحسوبين على ””الشباب الطيبة””، قال لي مدير مكتب الضابط الكبير الذي لم يستقبلني رغم الواسطة:- روايتك مصادرة عندنا، نحنا ما طلبناك وجاي لعننا برجليك؟- نعم، بدي النسخ المصادرة من روايتي.- ايه روح من هون، أحسن ما نبعتك لعند روايتك.
قد تبدوهذه الذكريات كاريكاتيرية بعض الشيء الآن، لكنها تعكس جانبا من ظروف تراجيدية عشناها في ظل نظام فاسد زرع فينا الكره تجاه كل القيم البشرية النبيلة. وفي ظل ايقاف الزمن السوري ولعقود طويلة عند سلطة المخابرات المطلقة، كدنا ننسى انتماءنا الى هذا المكان وكاد اليأس فينا أن يجهزعلى آخر نبتة من الأمل في صحراء الروح الموزعة على عواصم ومدن العالم. وما تبقت في أذهاننا من صورة الوطن في أفضل الأحوال، هي العودة اليه في تابوت. الى أن جاءت الضرورة بالثورة السورية التي كانت انتصارا للطبيعة البشرية قبل كل شيء. فنبهتنا الى أخطائنا العظيمة والى أوهام الطغاة الذين اعتقدوا خطأ بأنهم نجحوا في اخراج شعب كامل بملايينه المتعددة من جلده وتحويله الى قطعان من الغنم، ممتنة بالعيش في مزرعتهم الخاصة، التي كانت فيما مضى تدعى وطنا.
لا أدري السبب المباشر الذي انتشل الخواطر والحوادث الماضية من الذاكرة دفعة واحدة، في طريق الذهاب الى القاهرة، في حين أن الماضي غاب تماما في طريق العودة لصالح الانشغال بالحاضر والمسافة ””الدموية”” الهائلة التي تفصلنا عن الحلم.
ألقت الأجواء العامة للوضع القائم في الوطن بظلالها على الاجتماع المنعقد على الفندق المطل على النيل، النهر الذي لم يلتفت اليه أحد، لانشغال الجميع بانجاز الاجتماع والمضي به قدما باتجاه تحقيق الهدف الذي انعقد من أجله. وتمت مناقشة البيان الأساسي وموضوع تشكيل المكتب التنفيذي واللجان ومختلف الأمور التنظيمية، والتي كانت بمثابة وضع حجر الأساس للرابطة التي ينتظرها الكثير من الجهد، لتنتقل من طور الفكرة الى طور العمل.
وأهم ما يميز الفكرة، هي القدرة الجبارة على الحلم لدى أصحابها، في وطن يرزح في معظمه تحت أنقاض خلفتها قوات جيشه ””الوطني””.
في الوقت الذي يشيراجتماع هؤلاء الكتاب في اطار رابطة تجمعهم، الى محاولة المساهمة الجماعية في بلورة أرضية تدفع الأوضاع باتجاه لا يتعارض مع الحلم بسوريا جديدة متعددة القوميات والأديان والمذاهب والطوائف والتي لايجوزاختزالها في قومية واحدة أو مذهب واحد أوحزب واحد، بحيث تصان فيها حقوق الجميع دون تفضيل أحد على آخر بحجة الأكثرية أو الأقلية. كما ان تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني يضع اللبنة الأساسية في هذا المنحى الحضاري الذي يتطلع اليه الجميع. ومن هنا تنبع أهمية الاقدام على تأسيس رابطة للكتاب السوريين كخطوة على هذا الدرب الطويل.
وهنا لا أود استباق الأمور وتحميل الموضوع أكثر مما يحتمل، نظرا للوضع الاستثنائي الذي يمر به الوطن المذبوح بسكاكين حكامه. وقد يبدو انعقاد هذا الاجتماع في ظل دوام الثورة والتكلفة البشرية والروحية الباهظة التي يدفعها الشعب السوري في كل ساعة، مفارقة مذهلة في أحد وجوهها.
أن نتحدث عن بناء مؤسسة للكتاب في الوقت الذي تحول الطائرات الحربية والمدافع والدبابات مدنا بكاملها الى أنقاض فوق رؤوس ساكنيها، الا أن الوجه الآخر للمفارقة يكمن في ايمان الكاتب السوري بحتمية انتصار عقلية البناء والانفتاح
على عقلية الهدم والقتل. وقد يكون هذا الانتصار أحد الأهداف التي تسعى الكتابة الابداعية الى تحقيقه على مر العصور
واذا كان الكاتب السوري قد عانى من التهميش والملاحقة والسجن والهجرة القسرية، فإن الكاتب الكردي السوري قد عانى الى جانب ذلك من تهميش مضاعف تجسد في منع لغته الكردية وحرمانه من ممارسة ثقافته وطباعة واصدار كتبه بلغته الأم وابعاده عن المشاركة في الفعاليات والنشاطات الثقافية والحياة العامة، من خلال وضعه تحت الشبهات بتهمة ””الانفصالية”” حينا وبتهمة ””خطر على أمن الدولة”” أحيانا أخرى.
حوادث كثيرة مرت في مخيلتي، تستند في حيثياتها الى تجربة شخصية، لكنها تساهم في اضاءة جانب من الحالة العامة لجيلنا.
في العام 1991 ككل محب، ينشرح صدره برؤية حبه الأول، سررت بمرور كتابي الأول ””الرجل الحامل”” تحت أنياب الرقابة، أو ما كانت تسمى حينها بلجنة القراءة في اتحاد الكتاب العرب سالما أو شبه سالم. فقد صدر في دمشق، رغم الاجهاز على احدى قصص المجموعة وحذفها. ولم أكن أعلم وقتها أنها المرة الأولى والأخيرة التي سأحصل فيها على موافقة الرقابة لطباعة كتاب لي داخل سورية. وهكذا تم رفض المخطوط الثاني والثالث والرابع على التوالي. ولجأت الى حلول أخرى، وكان أنجعها التهريب أو التعامل مع المهربين. ولكل كتاب حكاية مختلفة. وسأكتفي بسرد جوانب مختصرة من تلك الحالة.
الكتاب الثاني: 1995 تمت طباعة الكتاب في دمشق سرا وكتب على الغلاف من الداخل بيروت. تم اثر ذلك اغلاق محل الكومبيوتر لأحد الأصدقاء في مبنى جامعة حلب لمسؤوليته عن تنضيد الكتاب. وتم استدعائي الى قسم التحقيق في فرع المخابرات العسكرية في حي السريان في حلب. وسأظل أتردد مرغما على هذا الفرع وعلى فرع أمن الدولة في عامودا وعلى فرع الأمن السياسي في القامشلي وعلى فرع فلسطين في دمشق حتى لحظة خروجي من الوطن في أواخر 1999.
وللمفارقة فان محقق الأمن العسكري في حلب كان مصرا على أمور أذهلتني حينها. الأول أنني كتبت قصصا عن نساء المسؤولين في الدولة، بشكل مشفر، لأن المجموعة تحمل عنوان ””نساء الطوابق العليا””. الثانية أن سلفادور دالي الذي يحمل الغلاف لوحته هو كردي متآمر في الخارج وأنا على علاقة معه ومع منظمات معادية. الثالثة أنني أكتب بأسماء مستعارة كثيرة، هو كان يعرفها وكان علي أن أعترف. الرابعة أنني المسؤول عن اصدار جريدة هيفي التي كان يصدرها الطلبة الكرد في جامعة دمشق، رغم أنني كنت طالبا في جامعة حلب. وهكذا طالت قائمة الاتهامات التي كانت تتكئ في معظمها على خلفية الانتماء القومي المختلف ليس الا.
في العام 1996 أدخل أحد المهربين الذي كان يعمل سائق باص سبعمائة نسخة من كتابي الصادر في استانبول بالكردية عن طريق باب الهوى، مقابل عشرة آلاف ليرة سورية. وفي العام 1999 دفعت عشرة آلاف ليرة لأحد المهربين على الحدود اللبنانية السورية لادخال خمسمائة نسخة من روايتي الصادرة في بيروت، فلم تصل الرواية ولم أستطع استعادة النقود المدفوعة للمهرب الذي أصر على أن النسخ دخلت الى الأرض السورية وقد صادرها الأمن السياسي. وعندما راجعت الأمن السياسي بعد وساطة أحد الكتاب السوريين المحسوبين على ””الشباب الطيبة””، قال لي مدير مكتب الضابط الكبير الذي لم يستقبلني رغم الواسطة:- روايتك مصادرة عندنا، نحنا ما طلبناك وجاي لعننا برجليك؟- نعم، بدي النسخ المصادرة من روايتي.- ايه روح من هون، أحسن ما نبعتك لعند روايتك.
قد تبدوهذه الذكريات كاريكاتيرية بعض الشيء الآن، لكنها تعكس جانبا من ظروف تراجيدية عشناها في ظل نظام فاسد زرع فينا الكره تجاه كل القيم البشرية النبيلة. وفي ظل ايقاف الزمن السوري ولعقود طويلة عند سلطة المخابرات المطلقة، كدنا ننسى انتماءنا الى هذا المكان وكاد اليأس فينا أن يجهزعلى آخر نبتة من الأمل في صحراء الروح الموزعة على عواصم ومدن العالم. وما تبقت في أذهاننا من صورة الوطن في أفضل الأحوال، هي العودة اليه في تابوت. الى أن جاءت الضرورة بالثورة السورية التي كانت انتصارا للطبيعة البشرية قبل كل شيء. فنبهتنا الى أخطائنا العظيمة والى أوهام الطغاة الذين اعتقدوا خطأ بأنهم نجحوا في اخراج شعب كامل بملايينه المتعددة من جلده وتحويله الى قطعان من الغنم، ممتنة بالعيش في مزرعتهم الخاصة، التي كانت فيما مضى تدعى وطنا.
لا أدري السبب المباشر الذي انتشل الخواطر والحوادث الماضية من الذاكرة دفعة واحدة، في طريق الذهاب الى القاهرة، في حين أن الماضي غاب تماما في طريق العودة لصالح الانشغال بالحاضر والمسافة ””الدموية”” الهائلة التي تفصلنا عن الحلم.
ألقت الأجواء العامة للوضع القائم في الوطن بظلالها على الاجتماع المنعقد على الفندق المطل على النيل، النهر الذي لم يلتفت اليه أحد، لانشغال الجميع بانجاز الاجتماع والمضي به قدما باتجاه تحقيق الهدف الذي انعقد من أجله. وتمت مناقشة البيان الأساسي وموضوع تشكيل المكتب التنفيذي واللجان ومختلف الأمور التنظيمية، والتي كانت بمثابة وضع حجر الأساس للرابطة التي ينتظرها الكثير من الجهد، لتنتقل من طور الفكرة الى طور العمل.
وأهم ما يميز الفكرة، هي القدرة الجبارة على الحلم لدى أصحابها، في وطن يرزح في معظمه تحت أنقاض خلفتها قوات جيشه ””الوطني””.
في الوقت الذي يشيراجتماع هؤلاء الكتاب في اطار رابطة تجمعهم، الى محاولة المساهمة الجماعية في بلورة أرضية تدفع الأوضاع باتجاه لا يتعارض مع الحلم بسوريا جديدة متعددة القوميات والأديان والمذاهب والطوائف والتي لايجوزاختزالها في قومية واحدة أو مذهب واحد أوحزب واحد، بحيث تصان فيها حقوق الجميع دون تفضيل أحد على آخر بحجة الأكثرية أو الأقلية. كما ان تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني يضع اللبنة الأساسية في هذا المنحى الحضاري الذي يتطلع اليه الجميع. ومن هنا تنبع أهمية الاقدام على تأسيس رابطة للكتاب السوريين كخطوة على هذا الدرب الطويل.
وهنا لا أود استباق الأمور وتحميل الموضوع أكثر مما يحتمل، نظرا للوضع الاستثنائي الذي يمر به الوطن المذبوح بسكاكين حكامه. وقد يبدو انعقاد هذا الاجتماع في ظل دوام الثورة والتكلفة البشرية والروحية الباهظة التي يدفعها الشعب السوري في كل ساعة، مفارقة مذهلة في أحد وجوهها.
أن نتحدث عن بناء مؤسسة للكتاب في الوقت الذي تحول الطائرات الحربية والمدافع والدبابات مدنا بكاملها الى أنقاض فوق رؤوس ساكنيها، الا أن الوجه الآخر للمفارقة يكمن في ايمان الكاتب السوري بحتمية انتصار عقلية البناء والانفتاح
على عقلية الهدم والقتل. وقد يكون هذا الانتصار أحد الأهداف التي تسعى الكتابة الابداعية الى تحقيقه على مر العصور
………………………………………
.*عضو المكتب التنفيذي لرابطة الكتاب السوريين.
“القدس العربي”