2 – ضرورة تعزيز سبل العيش المشترك بين كافة المكونات الاثنية والطائفية في الجزيرة .
3 – أهمية التنوع الثقافي والقومي والديني في رسم مستقبل المجتمع واغناء تطوره الحضاري .
حيث بدء بإلقاء الأسئلة مبتدءاً بالأستاذ محمد صافي عضو جمعية حقوق الإنسان في سوريا الذي ألقى الضوء على العلاقات التاريخية المميزة بين مكونات مجتمع الجزيرة مستشهداً بأمثلة معاصرة من تجربته الشخصية في هذا المجال حيث كانت المناسبات الاجتماعية مشتركة بين كافة مكونات القامشلي, ثم انتقل بالسؤال نفسه إلى الأستاذ كرم دولة عضو المكتب السياسي للمنظمة الآثورية الديمقراطية الذي افتتح حديثه بالسلام على الحاضرين باللغات الثلاثة (الكردية والعربية والآشورية) وأشار إلى المحطات التاريخية التي تعبر عن عمق العلاقات بين مكونات مجتمع الجزيرة وما عكر صفوة هذه العلاقات هي سياسات الأنظمة الحاكمة المتسلطة على رقاب هذه الشعوب, مستشهداً بالعلاقات التجارية بين مختلف أطياف الجزيرة واعتماد الثقة بدل الوثائق المكتوبة في هذه العلاقات.
أما الأستاذ محمد إسماعيل عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) وعضو الهيئة التنفيذية للمجلس الوطني الكردي, فشرح كذلك المحطات التاريخية التي تعبر عن عمق العلاقات بين المكونات , وأشار إلى أن العيش المشترك هو خيارنا واختيارنا مستشهداً بشعار الأخوة العربية الكردية الذي هو أحد الشعارات الرئيسية للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) باعتبار أنه الشعار الرئيسي للثورة الكردية بقيادة القائد التاريخي مصطفى البارزاني الخالد الذي كان له علاقات متميزة مع كافة الطوائف والأطياف .
ثم تم فتح المجال لمداخلات الجمهور التي تمحورت في معظمها على ضرورة نبذ عوامل التفرقة وتعزيز عوامل التآلف والعيش المشترك, حيث أشار البعض إلى أحداث انتفاضة قامشلو ربيع عام 2004 م كمثال على نجاح السلطة في بث النعرات وعوامل التفرقة بين نسيج مجتمع الجزيرة وفي هذا المجال تم ممارسة النقد والنقد الذاتي بين الحضور ممثلي مختلف الأطياف, ليكون بمثابة جرس الإنذار لعدم تكرار ذلك. ثم عاد مدير الحوار ليعطي المجال للمتحاورين للرد على بعض الاستفسارات والتعقيبات التي وردت على لسان بعض المتداخلين وتوضيح بعض الجوانب الغامضة والملتبسة لدى البعض .
ثم أنهى عريف الندوة الأمسية بالشكر الجزيل لكل من ساهم معنا في اغناء هذه الندوة وخاصة الرفاق في الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) ممثلين بمكتب فرع شرقي القامشلي للحزب بحي ميسلون. آملين أن نكون قد ساهمنا بقسطنا ولو بشكل متواضع في نشر ثقافة الحوار والتآخي والتعايش السلمي بين فسيفساء المجتمع الجزراوي.
وكان من المقرر أن تلقي كوجكا قامشلو كلمتها بهذه المناسبة في الندوة الا أن ظروف الندوة وزحمة البرامج حالت دون ذلك لذا, ارتأينا أن ننشر نص الكلمة وفيما يلي نص هذه الكلمة.
أيها الأخوة ..أيتها الأخوات … أيها الحضور الكريم :
نحن معاً مرة أخرى مع كوجكا قامشلو الثقافية في أمسية حوارية ملؤها الحب والإخاء , نجتمع اليوم في ظل أجواء ثورة عارمة لنتحاور معاً حول عيشنا, بل مصيرنا المشترك في هذه الندوة الحوارية المعنونة بــ (مكونات مجتمع الجزيرة والعيش المشترك) لنناقشه في محاور ثلاث :
1 – التاريخ المشترك للمكونات القومية والدينية في الجزيرة وأبرز المحطات التاريخية التي تعبر عن عمق العلاقات بين هذه المكونات .
2 – ضرورة تعزيز سبل العيش المشترك بين كافة المكونات الاثنية والطائفية في الجزيرة.
3 – أهمية التنوع الثقافي والقومي والديني في رسم مستقبل المجتمع واغناء تطوره الحضاري.
آملين أن ننجح في مسعانا في نشر ثقافة الحوار والعيش المشترك بين أطياف المجتمع الجزراوي الذي ننتمي إليه جميعاً.
سيداتي سادتي الكرام :
اليوم ونحن على أعتاب مرحلة جديدة لابد أن نؤسس لمجتمع جديد ينتفي فيه كل أشكال الظلم والقهر والاستغلال , مجتمع يكون لكل أبنائه وأطيافه بعيداً عن منطق الإقصاء والإلغاء , مجتمع الحق والعدالة والقانون , قانون يحكم الجميع على قدم المساواة بغض النظر عن الجنس واللون والثقافة, فإذا كان نشر ثقافة الحوار والتفاهم والعيش المشترك مطلوباً في كل آن وحين فان هذا العمل يكتسب أهمية قصوى في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى .
وإذا كان من واجب المثقفين بناء جسور التواصل والثقة بين الشعوب فإننا بأمس الحاجة إلى هذه الجسور في هذا الظرف التاريخي الذي يمر به بلدنا.
فبغض النظر عن الظروف السياسية والتاريخية التي أدت إلى تقسيم المنطقة وفق الخارطة الجيوسياسية الحالية , والتي يمكن تفسيرها بأكثر من رأي ووجهة نظر إلا أن ما لا يختلف فيه اثنان أنه قدر لنا أن نعيش معاً في هذه البقعة الجغرافية المسماة الجزيرة , حيث أصبحنا نتشارك في المصير , فما يمس طيف جزراوي من الخير أو الشر يصيب الأطياف الأخرى مثله , ونحن إذ نتشارك هذا المصير إما أننا نعمل على دفع هذه السفينة التي تقلنا جميعنا إلى بر الأمان و نساهم في تعزيز عوامل التعايش والألفة فنساهم في تطور مجتمعنا , أو أننا نكون سبباً في جلب الويلات لمجتمعنا , ويلات قد يصعب التحرر منها لأجيال قادمة.
ولتعزيز عوامل السلم الأهلي لابد من:
1 – اعتراف كل مكون بالمكونات الأحرى واحترام خصوصيته الثقافية والقومية والدينية لكل مكون .
2 – نبذ العنف وعدم إقصاء الآخر المختلف وحل كافة المشاكل عن طريق الحوار والتفاهم .
ولكن نشر ثقافة الحوار والتفاهم ليس فقط لضرورات السلم الأهلي رغم أهميته بل يفرضه ضرورات التطور الحضاري للمجتمعات ذات الألوان المختلفة ثقافياً ودينياً وقومياً, فالتعددية كنز ثمين إذا أحسن إدارتها كما أن إظهار جمالية التعددية مرهون بإلقاء الضوء على مكوناته لإظهارها بوضوح فكما أن الشعاع الضوئي لا يظهر ألوانه إلا بعد إسقاطه على قطرة الماء التي تحلله إلى ألوان الطيف الشمسي المتعدد الألوان والذي لا يجهل أحد منا جماله الذي يبهر الأعين بجماله كذا الحال بالنسبة لألوان الطيف الاجتماعي يظهر جماله إذا ألقي الضوء عليها ليتحلل إلى ألوانه الأولية ….. ومن هذا المنطلق نحن في كوجكا قامشلوأخذنا على عاتقنا المساهمة ولو بقسط متواضع في هذا الجهد الكبير الذي يتطلب منا جميعاً المساهمة فيه وفق إمكاناته المتوفرة والمتاحة آملين أن نكون قد وفقنا في ذلك. والله ولي التوفيق .
k.qamislo@gmail.com