الهجرة وتداعياتها على المجتمع الكردي

كريمة رشكو

إن الهجرة بمفهومها المتداول تعني الهجرة من مكان إلى أخر ,حيث تتوفر فيه الظروف المعيشية الملائمة للمهاجر.والهجرة أنواع : منها : الداخلية والاختيارية ,والإجبارية .
ولعلّ من اخطر هذه الأنواع هي :هجرة الشباب ,التي باتت ظاهرة خطيرة جداً تؤرق بنية المجتمع الكردي وبالأخص في المناطق الكردية اذ تزداد بشكل واسع وملحوظ  يصل إلى إعداد كبيرة 300 فرد في اليوم الواحد.

كما ان لهذه الهجرة تأثيراتها السلبية على مجتمعنا وتحديداً من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية .
فيهاجر شبابنا الكردي في أكثر من اتجاه منها الدول الأوربية وأخرى إلى كردستان تركيا نتيجة التسهيلات التي تمنحها لهم هذه الدول ونظرا منهم بان هذه الدول سوف تحقق أحلامهم لمستوى معيشي لائق ,وتامين راتب شهري ثابت ,والاهم من ذلك إنهم يتخلصون من القمع وبأنواعه الذي يمارسه النظام بهدف إطفاء الشعلة الشبابية في داخلهم , وممارسة الضغط النفسي عليهم لترك ديارهم والذي نعانيه جميعاً وخاصة الفئة الشبابية .
تزداد الهجرة رغم ارتفاع تكاليف السفر ومخاطره البري والبحري كما جرى مع ركاب الباخرة التي غرقت على سواحل بحر ايجه التركية  .
يتطلب منا جميعا مؤسسات وجمعيات حقوقية وأفراد الوقوف بشكل جدي والبحث عن الأسباب التي تشجع هذه الظاهرة .
كيف تتم ..؟
ومن ورائها ..؟؟
ولعل من ابرز الأسباب التي يؤدي الى تفشي هذه الظاهرة السلبية منها القمع المتزايد الذي يمارسه النظام ضد شباب السوري بشكل عام والشباب الكردي بشكل خاص. والملاحقات الأمنية عبر التدخل السافر في حياة المواطنين بأساليب ممنهجة ودون أي مبرر وصولا إلى ضغوطات سياسية بشكل يومي والتي تقع على  كاهل مجتمعنا , كالبطالة المستشرية في كل زوايا الوطن بطريقة مدروسة والتي طالت الشباب بالدرجة الأولى والحالات النفسية والاكتئاب الذي يمر فيه هذا الجيل بالإضافة إلى الفقر المدقع الذي يعيشه شريحة كبيرة في مجتمعنا ,وارتفاع الأسعار بشكل جنوني مما قد يؤدي بالفرد الى شعوره بالإحراج والاكتئاب أمام عائلته ولعدم تمكنه من تلبية طلبات أسرته فيشد الرحال عن الوطن مضطرا وهذا ما يخطط له النظام بعناية شديدة كما يتم أفراغ المناطق الكردية من سكانها وخاصة  الفئة الشبابية الواعية والمثقفة وهم جيل المستقبل , إضافة إلى ذلك ازدياد شبكات التهريب وهي منظمة و يديرها رجالات من داخل النظام نفسه والتي تشجع على الهجرة فيشجع منذ زمن الشباب الذي يعاني الفقر وانبهارهم بالحياة الأوربية , إضافة إلى الحرية في الدول الأوربية وبنظري ستزداد الهجرة في الأيام القادمة  أكثر فأكثر .
الهجرة يعود بسلبيات على مجتمعنا يؤدي بهم التخلي عن العادات والتقاليد الكردية الأصيلة والتخلي أحيانا عن اللغة الأم , تقليدهم وتقميص عاداتهم فيكون من الصعب التميز بينهم وبين الشعب المهاجر إليهم .وضعف الشعور القومي عندهم .والأكثر أهمية بان الوطن بأمس الحاجة إليهم وخاصة إلى الطاقات التي يمتلكونها .
ولهذه الظاهرة تداعيات خطيرة الا وهي ظاهرة العنوسة التي تظهر بكثرة في مجتمعنا الكردي بين الفتيات والشباب ,نتيجة سفر الشباب ورغبتهم بالهجرة عن الوطن ,الذي لا يزال بحاجة الهم فيعتقدون بأنهم قد تخلصوا من قهر النظام .
واجد بان المهاجرون يبنون أوطان غيرهم ويدفعون بوطنهم الى الهاوية , لذلك لا بد من إيجاد طرق وحلول جادة وفعالة لإيقاف هذا النزيف الخطير, فالمسؤولية التاريخية تقع على عاتق (الهيئة الكردية العليا )وأحزابنا الكردية كما نحن مسؤولون أيضا عن هذا النزوح القاتل .
–  تشجيع الشباب على حب الوطن وإحساسهم بالمسؤولية التاريخية تجاه وطنهم الأصلي
–  نشر أفكار عن الثورة وأهمية دورهم الفاعل لانجاح ثورتهم  
–  تشجيع الشباب على توظيف طاقاتهم وأفكارهم وخبراتهم في مشاريع تنموية من شانها  ان تطور المجتمع والوطن معا .

–  توظيف نفقات السفر الذي يفوق 700 ألف في مشروع يعود ريعه بالفائدة على اقتصاد الوطن والمواطن .  

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إدريس سالم

 

ليستِ اللغة مجرّد أداة للتواصل، اللغة عنصر أنطولوجي، ينهض بوظيفة تأسيسية في بناء الهُوية. فالهُوية، باعتبارها نسيجاً متعدّد الخيوط، لا تكتمل إلا بخيط اللغة، الذي يمنحها وحدتها الداخلية، إذ تمكّن الذات من الظهور في العالم، وتمنح الجماعة أفقاً للتاريخ والذاكرة. بهذا المعنى، تكون اللغة شرط لإمكان وجود الهُوية، فهي المسكن الذي تسكن فيه الذات…

مازن عرفة

منذ بدايات القرن الحادي والعشرين، يتسارع الزمن في حياتنا بطريقة مذهلة لا نستطيع التقاطها، ومثله تغير أنماط الحياة الاجتماعية والإنسانية، والاكتشافات المتلاحقة في العلوم والتقنيات، فيما تغدو حيواتنا أكثر فأكثر لحظات عابرة في مسيرة «الوجود»، لا ندرك فيها لا البدايات ولا النهايات، بل والوجود نفسه يبدو كل يوم أكثر إلغازاً وإبهاماً، على الرغم من…

أصدرت منشورات رامينا في لندن كتاب “كنتُ صغيرة… عندما كبرت” للكاتبة السورية الأوكرانية كاترين يحيى، وهو عمل سيريّ يتجاوز حدود الاعتراف الشخصي ليغدو شهادة إنسانية على تقاطعات الطفولة والمنفى والهوية والحروب.

تكتب المؤلفة بصدقٍ شفيف عن حياتها وهي تتنقّل بين سوريا وأوكرانيا ومصر والإمارات، مستحضرةً محطات وتجارب شكلت ملامحها النفسية والوجودية، وموثقةً لرحلة جيل عاش القلق…

غريب ملا زلال

رسم ستار علي ( 1957_2023 ) لوحة كوباني في ديار بكر /آمد عام 2015 ضمن مهرجان فني تشكيلي كردي كبير شارك فيه أكثر من مائتين فنانة و فنان ، و كان ستار علي من بينهم ، و كتبت هذه المادة حينها ، أنشرها الآن و نحن ندخل الذكرى الثانية على رحيله .

أهي حماسة…