ديرك تلملم جراحها باستضافتها مهرجان الشعر الكردي لهذا العام

(ديرك – ولاتي مه – خاص) احتضنت مدينة ديريك أمس مهرجان الشعر الكردي في دورته السابعة عشر , وذلك في ظل غيمة سوداء تخيم على المدينة والمنطقة بأسرها بعد اختطاف عضو المكتب السياسي  للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي), الأستاذ بهزاد دورسن, والذي أفل من وهج المهرجان و المشاركة التي كان من المتوقع ان تكون اكبر من ذلك.

ويأتي أقامة هذا المهرجان على غير موعده المقرر حيث كان من المفترض أن يبدأ في الثامن والعشرين من أكتوبر وقد تم إرجائه بسبب الظروف التي ألمت بمدينة ديرك وكان لانقطاع الاتصالات الخليوية وشبكة الانترنت السبب الأساسي في عدم وصول خبر التأجيل إلى الكثير من المشاركين وخاصةً في مناطق دمشق وحلب وعفرين وكوباني.
بدأ افتتاح المهرجان بالوقوف دقيقة صمت على روح الشهداء , تلاها الإصغاء إلى النشيد القومي الكردي (أي رقيب) .
أطلق الافتتاح عضو لجنة الأعداد الشاعر نافع بيرو بكلمة , رحب فيها بالمشاركين باسم لجنة أعداد المهرجان السابع عشر وباسم أهالي ديرك الحزينة في هذه الأيام.
ومن ثم ألقى كلمة لجنة الإعداد الشاعر محمود صبري , شكر فيها منظمي المهرجان والحضور على هذه الاستضافة له ومبدياً سعادته لحماس الشعراء والمهتمين بالشعر وشدد في كلمته أن يكون هذا النشاط دافعاً إلى نشاطات اجتماعية أخرى تساعد على تقوية أسس وجودنا القومي.
وأكد أيضا , أن لغتنا وتراثنا الأصيل ولعقود طويلة بقيت مغبرة مما أدى إلى ضياع بريق وروعة وجهها الجميل وان الوقت قد حان لإزالة هذه الطبقة الغابرة  التي هي الآن مسؤولية الشعراء والأدباء.
ودعا إلى تنظيم صفوفهم ليستطيعوا أن يحققوا أهدافهم وتوحيد قواهم نحو استعادة مجد الماضي وضرورة السير على نهج شعرائنا وأدبائنا العظام , وعلى الاستفادة من دروس الماضي.
حضر المهرجان ابنة الشاعر الكردي الراحل جكر خوين السيدة سعاد جكر خوين , أبدت فيها سعادتها بهذه الاستضافة اللطيفة للقائمين بالمهرجان شاكرةً باسم العائلة الشعراء والمنظمين للحفل .
واستمر المهرجان بإلقاء قصائد شعرية من قبل الشعراء وهم : باران سندي , دلاور زنكي , عبد الحليم بابى شرفان , عبد الرحمن بابى سولين  , عبد الصمد بابى هلبست , عدنان سعدي , علي كامل دشتلاني , عمر اسماعيل , افين شكاكي , هوزان ديرشوي , اسيا خليل , هشيار عمر لعلى , ابراهيم عبدى , جيندا محمد , كورد يار دريعي , محمود بادلي , محمود صفو , محمد شريف برهك , محمد شيخو , نارين عمر , مشعل عثمان , نارين متيني , قاسم مرعيكا , حسين مامى , دكتور شيار سليمان , خالد عمر , يونس حمى , زاغروس عثمان , زكي غرغري , يسرى عثمان , دلير كرد , بشروج جوهري , صلاح محمد , شبال هيفو , ايبو جان , هيام عبد الرحمن , عادل سيف الدين , نافع بيرو , فرهاد عجمو .
وفي لقاء خاص لنا مع الشاعر فرهاد عجمو والذي فاز بالجائزة لهذه الدورة , قال أن خير الشعر ما لم يكتب بعد , وان حضوري هنا ورؤيتي للشعر والشعراء كانت أفضل جائزة لي , ولا أنكر أن هذه الجائزة أعطتني دفعاً لأعيد النظر فيما كتبت وأفتش عما سأكتبه.
والتقت ولاتي مه أيضا بالأستاذ عمر اسماعيل , والذي قال لنا إن القصيدة الكردية كانت ثورة وعاشت مع الثورات وذلك بتمجيد البطولات, ووصفها للقادة والأبطال وفي ساحات النضال , ومازالت تقوم بنفس الدور المتميز خاصة في ظل الثورة السورية , وأضاف أن إقامة المهرجان في هذه الظروف الصعبة والدقيقة يثبت بأن نبأ وقوع شهيد يحمل إلى جانبه قصيدة… قصيدة في البطولة والإباء.
والتقينا ايضأ, بعضو اللجنة التحضيرية الشاعر نافع بيرو ,  حيث قال أن للواقع المعاش في الثورة السورية الأثر الأكبر على القصائد التي ألقيت في المهرجان من حيث الموضوع والحبكة فكان للحرية والشهداء والمقاومة الحيز الأكبر في تلك القصائد , أما من حيث الأعداد كنا نتطلع أن يكون المهرجان نقطة تحول بالنسبة للمهرجانات السابقة إعدادا ومشاركةً وتنفيذاً وكنا وفرنا لها عوامل النجاح , ولكن للأسف لعبت الظروف الاستثنائية التي عاشتها مدينة ديرك ومناطقها بعد اختطاف الأستاذ بهزاد دورسن اثراً سلبياً على فعاليات المهرجان .
وأضاف أن المهرجان هذا العام ناجح بمعظم المقاييس لان مستوى القصائد التي ألقيت تبشر بمستقبل واعد للقصيدة الكردية.
وورد إلى المهرجان برقيات عدة من الشخصيات والمنظمات مهنئة فيها منظمي المهرجان على الجهود المبذولة ومتمنين دوام النجاح والتقدم.
وفي نهاية المهرجان تم انتخاب لجنة جديدة للإشراف على المهرجان القادم وقد ضمت الاسماء الجديدة شعراء من كلا الجنسين ، وهي غير مقيدة بموضوع محدد أو فئة عمرية.
 اللافت في المهرجان هذا العام تنوع الأبيات الشعرية من الشعر الفصيح الى الشعر النبطي والذي تجلى في عدة أغنيات هيب هوب مختلطة بأبيات شعرية تعكس المعاناة و الحالة الاجتماعية المعاشة .
 
المبهر في هذه الدورة كان من قوة الأبيات الشعرية ومدى عمق معانيها وكانت إطلالة هذه الدورة بعد أن ترسخت مكانتها في خارطة الحراك الثقافي الذي تشهده المدينة , باعتبارها واحة شعرية تهفو إليها أنفس الشعراء بنثر عبق إبداعاتهم الشعرية في سمائها الملبدة بالسواد, وفي مشهد تتناغم فيه ابدعات الشعراء بالأحداث الجارية , وتتمازج فيها تجارب الماضي مع تطلعات المستقبل .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…