محكوم على الإنسان أن يكون حرا، لأنه ما إن يُلقَى به في هذا العالم حتى يكون مسئولا عن كل ما يفعله. السؤال الذي يفرض نفسه هذه الأيام هو لماذا لم يحافظ الجيل الشاب على قيادة الحراك الثوري في ثورات المنطقة ولماذا استطاع الأحزاب الكلاسيكية انتزاع القيادة منهم بكل سهولة ويسر وتدجينهم وتسخيرهم حسب مصالحها الحزبية ولماذا لم يستفيدوا من ثورة المعلوماتية وانجازاتها العلمية على مختلف الصعد اين هم الشباب فيما يجري في العالم المتحضر
أم بالنسبة للجيل الشاب فمن المؤسف هم مازالوا يخضعون لأنظمة تربوية وتعليمية وقيود اجتماعية غير صالحة لمواكبة العصر ومواجهة تحدياته ولا تلبي طموحهم ورغباتهم وحتى مطالب حياتهم اليومية ,
فالشباب يعيشون أزمة حقيقية, في مواجهة القيود الاجتماعية والتخلف الفكري والمفاهيم الشمولية التقليدية السائدة التي تكرس من قبل الحركات السياسية في أدمغة الشباب فهذه المفاهيم لا تنتج سو القهر والتهميش وحالات غير قابلة للتطوير واقعيا بسبب إنتاجها للاستبداد والتناقضات والصراعات المتنوعة فهي تدفع بالإنسان بأن يعيش في حالة من الخضوع والتبعية والذوبان في هذه المرجعية السياسية أو تلك أي أن المرجعية السياسية أو مرجعية فكر الزعيم ونهجه لا يختلف عن المرجعيات الدينية من حيث النتائج حيث يحول كلاً منهما في الواقع المعاش إلى حقيقة كلية مطلقة ممنوعة من الجدل والنقاش والتغير الذي يؤدي بنهاية المضاف إلى الجمود الفكري أو العقائدي كما جرى في الاتحاد السوفيتي السابق حيث كان مصير كل من كان يشكك في فكر – ماركس – أو – لينين – ومن بعدهم تصرفات – ستالين – كان يقتل أو يلقي به في غياهب السجون أو النفي الى سيبيريا وفي سوريا فقد ابتلي الشعب السوري بفكر البعث الشمولي الذي أنتج قيادته الدكتاتورية من آل الأسد …. فالفكر الشمولي يدعي بأنه الحقيقة الكلية الألهية المطلقة وأنه الصراط المستقيم وما على الجميع إلا السير تحت هديه وبركاته للوصول إلى الجنة الموعدة التي تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا فهو يلغي تفكير الناس ويشله ويقول لهم لا تفكروا هذا هو الفكر الوحيد الذي يتمتع بالحقيقة الكلية في هذا الكون وهو الوحيد الذي سيصلكم إلى جنات عدن الموعودة أما من يشذ عن قيم هذا الفكر في عرف هؤلاء فهو عميل إمبريالي نزل يجب تصفيته أو سجنه … اختصار فأن أسوء ما أنتجه هذا الفكر هو تجميد العقل وشله وتعطيله بعكس النهج العلمي الذي يقر بنسبية الحقيقة ولكن من محاسن الفكر الماركسي على سبيل المثال أنه أقر بحرية المرأة وكشف الغطاء عن الفكر الديني وعرّ مفاهيمه ولكنه تحول هو ذاته إلى مذهب شمولي عقائدي ولكن بغلاف لاهوتي فلسفي – يتبع-