لقاء مع الكاتب الكردي عمر كوجري رئيس تحرير مجلة أجراس اليسارية الكردية «1993-2003»

أجرى الحوار : آلان كرد

قطعت الصحافة الكردية في سوريا أشواطاً كثيرة وخاضت تجارب عديدة منذ عقود مضت بمختلف أطيافها السياسية والفكرية وخلال هذا التاريخ صدرت وتوقفت العديد من الصحف والمجلات والنشرات الدورية باللغتين الكردية والعربية ومنها مجلة أجراس الفصلية التي أصدرها الحزب اليساري الكردي في سوريا باللغة العربية عام 1993 وتوقفت عن الصدور عام 2003 ولتسليط الضوء على تجربة مجلة أجراس في العمل الإعلامي والفكري كان لنا هذا اللقاء مع الكاتب الكردي السوري عمر كوجري رئيس تحرير المجلة طوال صدورها في مدينة دمشق
الأستاذ عمر كوجري رئيس تحرير مجلة أجراس حدثنا عن البدايات عن ولادة فكرة تأسيس المجلة وصدور العدد الأول وكيف تبلورت إلى دورية لها حضورها في الساحة الكردية ؟

في أواسط التسعينيات من القرن الماضي شهدت محافظة الجزيرة حراكاً واسعاً على الصعيد الإعلامي بالتأكيد سبقتنا بعض التجارب التي شعرنا أنها تكرر نفسها وتميل إلى النمطية فقررنا إصدار مجلة أجراس بعد دراسة استمرت أكثر من سنة لاستمزاج آراء المثقفين والكتاب وكل ذي خبرة في الحقل الإعلامي وحاولنا تفادي الأخطاء التي وقعت فيها المجلات التي سبقتنا في الصدور وبالفعل نجحنا في لفت الأنظار إلى أجراس شكلاً ومضموناً..

كانت المجلة انعكاساً لفكر سياسي معين الذي هو الفكر اليساري الكردي ما هو دور  أجراس في نشر هذا الفكر في الوسط الكردي الإعلامي والشعبي ؟

حاولنا في هيئة تحرير أجراس فتح ملفات تقاطعت مع ما كنا نحاول السعي إليه وهو انعكاس الفكر اليساري فيها عبر استقطاب الكتاب اليساريين كرداً وعرباً..وساهم فيها مفكرون وكتاب مشهورون  وكنا دائمي التواصل مع الكتاب اليساريين للكتابة للمجلة وإثرائها بمساهماتهم لكن المجلة لم تقتصر على الجاب الفكري تحديداً بل ركزنا على مختلف الشؤون السياسية والثقافية والتاريخية كما أننا انفتحنا على النصوص والإسهامات الهامة حتى لو كانت تتعارض مع بعض مواقفنا إيماناً منا بضرورة التنوع والتلاقح الثقافي وترك المجال للمتلقي ليختار طريقه بنفسه دون إكراه أو تأثير مباشر من أحد

اين كانت تصدر المجلة وهل كنت ثمة مضايقات أمنية لهيئة تحريرها ؟

صدرت جميع الأعداد هنا في سوريا وكنت اشرف شخصياً على طباعتها بالتعاون مع بعض الزملاء ” الشجعان” وكنا كمن يلعب بالنار ونعلم المخاطر التي تواجهنا منذ اليوم الأول لكن إيماناً منا بضرورة نشر الوعي السياسي والثقافي بين شعبنا كان يحرضنا على الاستمرار في هذا العمل حتى لو تعرضنا للخطر نعم كانت المضايقات الأمنية كثيرة
كثرت هذه المضايقات علينا بالتحديد حين ابلغتنا العديد من المطابع بأن دوريات الأمن أبلغتهم بعدم طباعة مجلة أجراس والإبلاغ عنا إذا ذهبنا إليهم بقصد طباعة المجلة وأنا شخصيا تعرضت لمساءلات أمنية كثيرة..


الكاتب عمر كوجري أثناء عمله في الصحافة

الصحافة الكردية في سورية لها تجربة غنية في العمل الصحفي وكثير من الصحف والمجلات لم تستمر لأسباب مختلفة ومنها مجلة أجراس برأيك استاذ عمر ما هي اسباب توقف مسيرة الكثير من هذه الصحف والمجلات وسبب توقف مجلة أجراس تحديداً ؟

أصارحك القول صديقي آلان إن العديد من هذه التجارب خرجت إلى السطح وهي ضيقة العين لهذا لم تتطور فخلال فترة قصيرة وقريبة شهدنا كماً كبيراً من الإصدارات دون الكيفية المأمولة وبعضها كانت تجربة هامة لكنها توقفت لأسباب عديدة منها عدم إيجاد آلية لازمة ومبتكرة في تسويق وبيع هذه المجلات وارتفاع تكلفة الطباعة باعتبارها كان تتعرض للاستغلال من اصحاب المطابع كونها ” ممنوعة” ومحظورة من الإصدار  ومزاجية الاحزاب أحياناً وعدم الجدية في التوزيع لهذا خسرت هذه المجلات ولم تستطع تغطية نفسها كذلك حدوث حالات انشقاق مؤسفة لأحزابنا الكردية مما كان يؤثر حتى على أسرة التحرير أيضاً..باستطاعتي القول إن مجلة اجراس توقفت لمعظم الاسباب السابقة..

هل كان انتشار المجلة مقبولاً يعني كم نسخة كانت تطبع من كل عدد وسطيا؟

نعم كان مقبولاً بمقارنة المجلة مع شقيقاتها الاخريات لم يكن رقم الطباعة موحداً بعض الأعداد طبعنا منها ألف نسخة  وفي عدد طبعنا ألفي نسخة وأقلها خمسمائة وكان هذا يرجع لظروف الشحن والطباعة وكذلك الظروف المادية التي تحكمت بنا وخنقت مشروعنا بسبب الخلل الكبير في آلية التوزيع والخجل من طلب ثمن النسخ المودعة عند الأصدقاء والرفاق بقصد البيع لهذا خسرنا ولم نكن نملك جهة تدعم وتسند المجلة رغم الخسارة فاضطررنا إلى التوقف كما أسلفت سابقاً.

في ختام اللقاء استاذ عمر فكما تعرف أن العصر الراهن في المنطقة هو عصر الثورات الشبابية والحركات الشعبية ككلمة أخيرة ماذا تقول للإعلاميين الشباب الذين يعلمون في الصحافة الكردية بمختلف أشكالها ؟

الحركات الشبابية أثبتت قدرة فائقة على الصمود رغم حجم الدمار الكبير وكنا نسخر من ” ملكات” وشجاعة هؤلاء العظام كنا نظن اننا الأجدر في تصدر المشهد هؤلاء قلبوا علينا الطاولة غيّروا مفاهيمنا ونظرتنا لأشياء كثيرة ومن ضمنها مسألة الثقة والتواصل بين الاجيال.
وللشباب الذي يعملون في الصحافة الكردية أقول : أنتم كبار بقدر ثقتكم بقدراتكم وإسهاماتكم اقرؤوا كثيراً واكتبوا قليلاً لا تعتمدوا على وصفات ما تعلمتموه في الكتب الاكاديمية الحياة أكبر اكاديمية وأعظم مدرسة كونوا قريبين من آلام جميع السوريين بمختلف مشاربهم .. من الخطأ ان ترصدوا الالم الكردي فقط لأنه جزء من الكل السوري تحلوا بالموضوعية في كتاباتكم ولا تبالغوا ولا تنظروا بعين العاطفة الشخصية إلى الأحداث لتكن قلوبكم قوية أيها الاعزاء الاقوياء

دمشق 1312013

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…