خليل كالو
ـ في مثل هذا اليوم 11/2/1925 انطلاقت ثورة الشيخ سعيد بيران .
ـ في مثل هذا اليوم 11/2/1925 انطلاقت ثورة الشيخ سعيد بيران .
ـ ولد الشيخ من عائلة دينية معروفة ذات عراقة في تقاليد الطريقة النقشبندية الصوفية 0 لقد كان جده الشيخ علي بالو من العلماء البارزين في زمانه وخليفة للشيخ خالد زيباري النقشبندي . ذهب معه إلى الشام إلى أن وافت الشيخ خالد المنية وبعدها رجع إلى أرض الوطن وسكن في سهل آمد لدى أحد أقربائه في قرية قرديلك Qirdîlek . لقد كان الشيخ ينتمي إلى عشيرة أليكان Elîkan من فخذ جنديكان Çindikan التي تتوزع أفرادها في قضاء ألمندي Elmendî وبعد ذلك ذهب الشيخ إلى قضاء بالو وهناك سمي بالشيخ علي بالو.
ـ رحل ابنه الشيخ محمود إلى أرزروم وسكن في قلعة خنوسي Xinûsê في قضاء خنوس وتزوج من ابنة رئيس عشيرة تكمانا Tekmana فانجبت له ستة أولاد هم الشيخ سعيد أكبرهم والشيخ ضياء الدين والشيخ بهاء الدين والشيخ طاهر والشيخ عبد الرحيم والشيخ مهدي.
ـ تسلم الشيخ سعيد بعد وفاة والده الشيخ محمود مهام التكية كونه أكبر أشقائه . كانت شخصيته قوية حيث تمتع بشعبية واسعة في منطقته وأحبه كل من رآه. كما امتلك حساً وطنياً كردياً أصيلاً منذ بداية القرن العشرين. حاول بناء جامعة للدراسات الإسلامية في وان wan على غرار جامعة الأزهر ولكن التكية الحظرتية ( الشيخ حظرت) التي كانت مقرها في بدليس Bedlîs ذات العراقة في تقاليد الخيانة بالتصدي للمشروع لدى السلطان في استنبول والتي كان من شيوخها أيضاً الشيخ سيدا Seyda الذي منحه الأتراك رتبة الباشوية والشيخ سليم Selîm الذي هو صهر الشيخ حظرت حيث تبنى هذا الأخير مصطفى كمال ابنا له بعد هزيمة جيشه في جبهة أردن ـ سوريا في الحرب العالية الأولى .
ـ دخل الشيخ معترك السياسة أعوام 1908 -1925 منذ قيام الكرد بتشكيل الجمعيات السياسية والاجتماعية (كرد تعالي وترقي – تشكيلات اجتماعية –مجلة هيفي Hêvî وكان اتصاله مع المثقفين الكرد في استنبول عن طريق نجله علي رضا والشيخ عبد القادر أفندي نجل الشيخ عبيد الله النهريNehrî
– أرسل الأمير عبد الرزاق بدرخان ـ الذي كان آنذاك في جورجيا عام 1915 عندما ذهب هو والشيخ عبد السلام البارزاني لطلب الدعم والمساندة من الحكونة القيصرية عام 1912 حيث رجع الشيخ عبد السلام إلى موصل واعدم هناك عام 1914 ـ برسالة إلى الشيخ سعيد طلب فيها بالاتصال مع قادة التشكيلات القتالية الكردية في جبهة القوقاز وإقناعهم بالانسحاب من الجبهة في ولايات وان وبدليس وموش وأرزروم وأخبره بوعد من الجيش الروسي بتسليم تلك المناطق إلى الكرد بعد الدخول إليها .
– ذهب الشيخ إلى حسين باشا حيدري رئيس عشيرة حيدرا Heydere لإقناعه بالأمر ووافق شرط أن يوافق على ذلك خالد بك حسني رئيس عشيرة حسنا Hesene خوفاً منه بسبب خلافات قديمة بينهم .
– قام الشيخ باستضافة خالد بك في داره وأخبره بطلب عبد الرزاق بدرخان فرد عليه خالد بك بنفس كلام حسين باشا وأخبره الشيخ بان حسين باشا لديه الخبر ولكن خالد بك أفشى السر للجنرال التركي نوري ويسي N-weysî قائد العمليات الحربية في جبهة أرزروم.
ـ بدأ الأتراك بالتخطيط لإبعاد الشيخ من المنطقة لخطورته ومن كردستان كلها دون أن يدرك الشيخ بذلك إلا بعد أن عرف أن خالد بك قد أفشى سر رسالة بدرخان وقد أبعد الشيخ إلى دياربكر وسكن عند أقاربه في منطقة بالو في قرية قرديلكQirdîlek .
– حاول الجنرال مرسال باشا قائد الفيلق السابع في ديار بكر إقناع الشيخ بالذهاب إلى قونيه ولكنه رفض بعد أن أدرك حقيقة المؤامرة عليه.
– احتل الجيش الروسي عام 1916 كلاً من ولايات موش وأرزروم وبدليس ووان وجزءاً من مناطق هكاري وسلموا أمور الناس إلى المليشيات الأرمنية وقد ارتكب هؤلاء أفظع المجازر بحق الكرد حيث نزح أكثر من 90% من السكان من ديارهم باتجاه الغرب والجنوب من كردستان وأطلق عليهم الكرد فيما بعد اسم المهاجرين .
– في عام 1917 انسحاب الجيش الروسي من الولايات الكردية بعد انتصار الثورة البلشفية بقيادة لينين وسلمت تلك المناطق على الميليشيات الأرمنية أيضاً.
– دعا الجنرال خالد بك جبري x-begê cibirî قائد إحدى الفرق العسكرية في الجيش العثماني المنهار والشخصية الأكثر شعبية في كردستان آنذاك زعماء الكرد باسترداد وتحرير المناطق الكردية من الأرمن .
– وصول الجنرال مصطفى كمال مع أكرم جميل باشا الذي كان يعمل معه في جيش الشام إلى ديار بكر بعد هزيمتهم في جبهة أردن ـ سوريا أمام الحلفاء.
– دخول الحلفاء ( انكليز –ايطاليا – فرنسا) حدود اسنتبول ونفي أغلب الضباط الأتراك إلى جزيرة مالطا واحتلال الانكليز مناطق أزمير وأفيون وتراكيا ودخول الفرنسيين مناطق عنتاب وأضنة ومرعش وأورفا ومن العراق وصل الانكليز إلى رواندوز rewanduz وزاخو zaxo .
– في ديار بكر قام مصطفى كمال بسلسلة من الأعمال البهلوانية لاستمالة الكرد على جانبه وتنصيب نفسه زعيماً عليهم بعد أن وجد فيهم ما وجد ودعا الكرد إلى إنشاء دولة كردية في المناطق التي سيتم تحريرها من الأرمن شرط أن يكون هو قائد للجيش في الدولة ولكن آل جميل باشا رفضوا طلب كمال وإعطائه هذا المنصب وقالوا بأن الأمر هو خديعة من كمال وإذا ما أصبح قائداً للجيش سوف يستطيع الانقلاب على الكرد متى شاء وقد قام كمال بعقد سلسلة من الكونفرانسات مع النخب الكردية فكان الأول في ديار بكر والثاني في سيواس والثالث في أرزروم وفي هذا المؤتمر حاول استمالة الجنرال خالد بك جبري إلى جانبه وقيامه برشوة عدد من الحاضرين في المؤتمر بإعطائهم مائة ليرة ذهبية ولكن خالد بك رفض إعطائه منصب قائد الجيش . أقترب كمال من رؤساء العشائر ورجال الدين الكرد وتآخى مع عدد منهم أمثال جميل جتو cemîlê çeto رئيس عشيرة بنجنارة وأمين بريخاني Emînê perîxanê رئيس عشيرة رما remaوتبناه الشيخ سليم صهر الشيخ حظرت ابناً له.
– غادر كمال دياربكر بعد فشل مشروعه وذهب إلى ضباطه وجنوده في جبال بوزانيه bozanîye ومن هناك ذهب إلى جبهة القتال في اسبارتا وبعد سلسلة من المعارك انتصر على اليونانيين وأصبح منذ ذلك التاريخ اسمه كمال أتاتورك (أبو الأتراك).
– في 3/1/1920 تفاوض كمال مع قيادة لينين السياسية في منطقة كامري الروسية حول مسألة ولاية قرس وأرتفين مقابل التسهيلات في مضيق بوسفور وجناقلا.
– في 28/9/1920 قام الجنرال خالد بك جبري باسترداد كافة الولايات التي انسحب منها الروس من الميليشيات الأرمنية حتى وصل بهم إلى سهل روان deşta rewanê وآلاكوزAlegozê عند يريفان .
– في 20/10/1920 انسحب الفرنسيون إلى الحدود السورية الشمالية وإلغاء الحلفاء معاهدة سيفر وخاصة البنود المتعلقة بحقوق الكرد 62-63-64 والتي أقرت في مداولاتها مؤتمر الصلح في باريس أعوام 1919-1920 من خلال المذكرة التي قدمت إلى المؤتمر الجنرال شريف باشا الذي كان سفيراً للسلطان في سويسرا وهو من أكراد السليمانية حيث كان الفرنسيون والانكليز الايطاليين أعضاء في إشراف وتنفيذ تلك البنود على الأرض .
– في 22/3/1922 انتهاء الحرب بين الأتراك واليونانيين .
– في 27/8/1922 انعقد مؤتمر مودانيا الذي اجتمع الترك وأعضاء لجنة تنفيذ بنود معاهدة سيفر المتعلقة بحقوق الكرد وعدد من خونة الكرد أمثال عصمت اينونو وبعض من باشوات دياربكر وسيورك وتم التنازل عن حقوق الكرد في هذه المعاهدة الدولية والإقرار للحلفاء ببقاء الكرد ضمن إطار الدولة التركية.
– إعلان الجنرال خالد بك جبري عن تنظيم أرزروم السياسي رداً على مؤامرة الحلفاء وخونة الكرد وكان أول تنظيم سياسي كردي في النضال الوطني حيث دعا التنظيم رؤساء القبائل وقادة الميلشيات والضباط ورجال الدين والأحرار من المثقفين بالانضمام إليه وبدأ التحضير للثورة وانضم عدد من الضباط إليه أمثال الجنرال إحسان نوري باشا والعقداء راسم وخورشيد وتوفيق وجميل وعدد من الضباط الأصغر رتبة من الفيلق السابع الذي كان مقره ديار بكر وعدد آخر من قادة الميلشيات الكردية الذين شاركوا في الحرب على جبهة قوقاز وكذلك النائب البرلماني السابق عن أرزروم يوسف زيا باشا Y- zeya paşa وعدد كبير من رجال الدين و الوطنيين.
– 20/8/1923 إلغاء معاهدة سيفر واستبدالها بمعاهدة لوزان التي أنكرت فيها حقوق الكرد نهائياً مقابل تنازلات وامتيازات لدول الحلفاء من تركيا.
– 29/10/1923 إعلان الجمهورية التركية بزعامة أتاتورك.
– في شهر كانون الثاني عام 1925 اعتقال رئيس التنظيم الجنرال حالد بك جبري والنائب يوسف زيا وإعدامهما في بدليس دون أن يحرك الكرد ساكناً وكان بمقدورهم تحريرهم من الحامية العسكرية في بدليس بسهولة وكما تم ضبط سجل أعضاء التنظيم من قبل الأتراك وكشف أمر الثورة .
– في 1/2/1925دعوة لأعضاء التنظيم لعقد مؤتمر في جبل جاني çiyayê çanê لدراسة التطورات المستجدة وتقديم موعد العمليات العسكرية و انطلاقة الثورة وفي هذا المؤتمر انتخب الشيخ سعيد قائداً للثورة خلفاً للجنرال خالد بك جبري بسبب مواقفه الثورية والشجاعة في المؤتمر وانتخاب اللجنة المركزية والقيادة العسكرية للثورة وتعيين جبهات القتال وقياداتها.
ـ جبهة بالو –خاربيتPalo- xarpît وقوام تشكيل الثوار فيها /18/ ألف مقاتل بقيادة اللواء الشيخ شريف . şêx şerîf
– جبهة فارتو Varto وقوام تشكيل الثوار فيها /12/ألف مقاتل بقيادة الضابط عبد الله ملكانmelkan وعلي رضا نجل الشيخ سعيد والعقيد خليل ختو xito .
– جبهة دياربكر Amed وتم توزيع الثوار فيها على جبهتين الأولى شرق نهر الدجلة وقوامها /10/ آلاف مقاتل من بقيادة حقي بك لجي licî والأخرى في غرب الدجلة وقوامها /10/ آلاف مقاتل أيضاً بقيادة العقيد عمر فارو Emerê faro .
– جبهة مادن(معدن) ـ باخر Maden -baxir وقوام تشكيل الثوار فيها /7/ آلاف مقاتل بقيادة الشيخ عبد الرحيم شقيق الشيخ سعيد وكمال فوزي ومير صادق.
-جبهة سليفانSilîvan وقوام تشكيل الثوار فيها /10/ آلاف مقاتل بقيادة الشيخ شمس الدين.
– جبهة ساسون Sason واشتركت فيها عشائر خرزان بقيادة المناضل الكبير عبد الرحمن آغا علي يونس والمعروفين لدى الكرد باسم(qewmê ciyê)
-جبهة بوتان Botan واشتركت فيها عشائر الديرشوي dê rşewî ويعقوب آغا وعشيرته في منطقة دهي Dihê ـ شرنخŞernex وكذلك الشيخ عبد الرحمن كارسي E-rehmanê garisî .
– في 11/2/1925 انطلاقة الثورة وتحرير كافة مناطق الجبهات وتشكيل الحكومة الكردية فيها ما عدا مدينة آمد حيث تم حصارها لأكثر من /50/ يوماً ولم يستطع الثوار تحريرها بسبب مناعة سورها والرمي المدفعي الكثيف على الثوار وزيادة عدد المدافعين الذين بلغوا أكثر من /30/ ألف جندي من الفيلق السابع المحاصر في المدينة.
– اعتقال قائد الثورة وعدد من أعضاء اللجنة القيادية على جسر فارتو ليلاً على نهر الفرات أثر خيانة دليل القافلة قاسو(قاسم) qaso0 عديل الشيخ سعيد وابن عم الجنرال خالد بك جبري والتي كانت متوجهة إلى السليمانية للقاء بالشيخ محمود الحفيد وكذلك بسمكو آغا شكاكي من أجل التنسيق وطلب المعونة.
– دخول ثلاثة فيالق من الجيش التركي بالإضافة إلى /150/ ألف جحش من خونة الكرد ميدان القتال وخاصة في جبهة دياربكر حيث كان حدة القتال فيها كبيراً.
– انهيار المقاومة في كافة الجبهات بعد انتشار نبأ اعتقال الشيخ سعيد.
-قيام قيادة تشكيلات الثوار بتغيير أسلوبها في القتال وتحولت من حرب الجبهات إلى حرب المفارز الخاصة والتي سميت فيما بعد في عدد من مناطق العالم بحرب العصابات وقد قادها الشيخ عبد الرحيم شقيق الشيخ سعيد وكان يلتقي أسبوعياً بالمفارز ويلقي عليهم الخطب الحماسية ويناقش متطلبات الثوار وقد استمرت هذه المقاومة حتى انطلاقة ثورة آكري ِAgirî بقيادة الجنرال إحسان نوري باشا حيث التحق معظم الثوار إليها بالإضافة إلى استمرار المقاومة في جبال ساسون وملاتو في جبهة خرزان لأكثر من عشر سنوات.
– إعدام ونفي وسجن أكثر من /22/ ألف من الزعماء و الباشاوات والبكوات ورؤساء العشائر والنخب الاجتماعية والوطنيين الثوار وحتى الخونة لم ينجوا من مقصلة كمال أتاتورك أمثال جميل جتو وغيره.
– تهجير أكثر من /700/ ألف من عائلات الثوار والوطنيين إلى مناطق أناضول .
ـ إحراق أكثر من /600/ مائة قرية كردية ومن بينها قرية آلاقمش Alaqemşê عام 1926التي راحت ضحية تلك المجزرة لوحدها أكثر من /1400/ شخصاً فيها واستمرت تلك الأعمال البربرية حتى نهاية عام 1928.
ـ هروب أغلب الوطنيين إلى خارج الوطن لتجنب قرارات محاكم كمال الطورانية.
– في30/6/1925 أصدر حكم الإعدام بحق زعماء الثورة وتم إعدامهم شنقاً في ميدان بوابة الجبل Derîyê Çiya في آمد والبالغ عددهم /49/مناضلاً من بينهم الزعيم شيخ سعيد وقد وضعت أعواد المشانق على نسق واحد وقبل أن يعدم الشيخ سأله الجنرال مرسال قائد الفيلق السادس في ديار بكر فيما إذا كان لديه وصية لأهله باستطاعته أن يكتبها فقال له الشيخ : نعم فأعطاه الجنرال قلماً وورقة فابتسم الشيخ وقال : هل تود معرفة عزيمتي وأنا قريب من الموت خطوة واحدة وقد كتب الوصية التالية وقال :هل يوجد عاقل في الدنيا أن يوصي أحدهم أعدائه ويكلفهم بتنفيذها ولكني أقول وأصرح بأن لدي /90/ ألف ليرة ذهبية في بنك استنبول وكيس آخر من الذهب فد انتشلها جنودكم منا عند جسر فارتو ليلة القبض علينا أطلب إعطائها لعائلتي ومع ذلك لا أصدقكم ها أنا اليوم أفدي بكل ما لدي روحي ومالي لأجل شعبي فر اعتقد أن هناك أكثر من هذه التضحية وأنا البالغ من العمر /75/ عاماً وقبل ذلك بدقائق عندما خرج من زنزانته متجهاً نحو ساحة الإعدام وعند بوابة السجن ودع رفاقه من الثوار طالباً وخطب بهم قائلاً: أيها الأخوة يجب أن تعلموا بأنكم مبروكون اليوم وعظماء أمام شعبكم والله وبموتنا لن يموت شعبنا بل سوف يصل إلى الحياة الحرة والمستقلة ما دام يوجد بينه رجال شجعان من أمثالكم كما أن مصدر قوتنا وأملنا هو أنتم من بعدنا وأنتم ورثة هذه المرحلة ونحن لسنا نادمين بأن نعطي أرواحنا فداءاً لكم وللوطن ثقوا أنتم محظوظون وكل طلبنا وأملنا أن تكونوا راضين عنا .
ـ بعض من وقائع إحدى جلسات محاكمة الشيخ سعيد في ديار بكر.
لقد كان الشيخ سعيد ومعه 63 من الرفاق القياديين الذين أسروا على جسر جار بهار çarbihar على نهر الفرات في فارتو من ولاية موش محتجزين في الطابق الذي فوقنا ولم يكن مسموحاً لأحد منا أو لهم بالزيارات أو مشاهدة بعضنا البعض ولكن كنا نسمع عنهم الأخبار عندما كان يأخذونهم إلى المحكمة وأعتقد أنهم قد أخذوا أكثر من عشرين مرة ولم يكن لهم مثلنا محامون لكي يدافعوا عنهم بل كانت المحكمة انتقامية ولأجل الدعاية للدولة الكمالية ولأسباب أخرى ومن أهمها تشويه سمعة قيادة الثورة من خلال تبديل إفاداتهم بشكل مقلوب ووضع الأبيض مكان الأسود كما يحلو لهم خلاف ما كان يقال أثناء المداولات كانت تنشر هذه الأقوال في جريدة الزمان وآكس مجموعسي التركيتين وكثيراً ما كان الشيخ سعيد ينفي ما كان ينشر ولكن أحياناً كان فيهما بعض الحقائق عندما كان يتعلق الأمر بإدانة زعماء الثورة حتى ينالوا أقسى الأحكام للتشفي بغليلهم تجاههم. ففي بعض من هذه الأعداد نشرت مقتطفات وأجزاء من وقائع آخر جلسة محاكمة الشيخ سعيد التي نشرتها أحد الصحف التركية حينها وكانت وقائع الجلسة الأخيرة كالتالي :
س: حضرة الشيخ هل تستطيع أن تنكر بأن من قام بهذه الثورة هو ليس أنت ؟
ج : لماذا ومن أجل أي شيء أنكر وأنا مثل الذين قاموا بها في الماضي ومثل من سيقوم بها في المستقبل وأنا مثل كل القيادات الكردية قمت بتلك الثورة.
س: ما معنى كلامك في الماضي أو المستقبل
ج : ما أقوله أن هناك من قام قبلي بالدعوة إلى هذه الحقوق وسوف من يأتي في المستقبل يدعو إلى هذه الحقوق حتى ينتزعوها ولهذا تجدونني هنا.
س: باعتبارك شيخ وعالم ديني هل إراقة دماء المسلمين شيء جائز ؟
ج : أنتم لا تعترفون بحقوقنا من الناحية السياسية لماذا تحملون ترس الدين في يدكم ؟ أن الكرد يطالبون بحقوقهم السياسية والإنسانية و أنتم ترتكبون بحقهم الإبادة والمجازر الجماعية ونحن نقاتل من أجل الدفاع عن أنفسنا أما أنتم تقاتلون بصفتكم محتلين وأن سؤالكم هل صحيح أو غير صحيح عن رأي الدين في هذه المسالة فلا تقاس المسألة من الناحية الدينية وهنا ليس هناك مكاناً لهذا السؤال .
س: لماذا بعض من رفاقك الثوريين ينكرون التهم الموجه إليهم ؟
ج :هؤلاء ربما يخافون منكم وينكرون حقوقهم المشروعة ولكن يجب الخوف من محكمة التاريخ والشعب لا منكم .
س: لدينا المعلومات بأن ما قمتم به كان من خطط ودعم الانكليز لكم.
ج: العطشان لا يذهب لشرب الماء بتوجيه من الآخرين بل من تلقاء ذاته وكل ما تقومون به هي من أجل الدعاية والتشويش.
س:لماذا لم تلجأ أنت ورفاقك بدعوة إلى ما تقول والطلب من الحكومة بالأساليب السياسية والدبلوماسية وبدأتم بالقتال.
ج: لم يذهب جنودنا إلى أناضول ولكن أنتم من أعلنتم سفر بلك وأرسلتم الجيش إلى قتالنا وارتكبتم المجازر بحق الأطفال والنساء وكل الناس ومن جهة أخرى لم نر كل هذه الأخلاق العالية والإنسانية في نظام حكمكم كما تدعون الآن وكيف لا وهذا ما وجدناها في مؤامراتكم ضد حقوقنا في معاهدة لوزان ولذلك وجدنا وكذلك كل الشعوب المظلومة أن الحقوق تؤخذ ولا تعطى.
س: من خلال أجوبتك يدل على أنك لست نادماً على ما قمت به من أعمال القتل وارتكاب الذنوب ولا تنكرها؟
ج: لم يتراجع أحد من الأحرار عن طريق المجد والشرف حتى أتراجع أنا.
قرار المحكمة: أن اعترافاتكم هذه تجعل من المحكمة أن تصدر حكم عدالة قانون الأتراك وقررت أن تعدمك مع /48/ من رفاقكم المتهمين وأن ما كنتم تفكرون به من استقلال الكرد وكردستان سوف تجدون قراره على أعواد المشنقة عندما تلف حبالها على رقابكم .
كان جواب الشيخ سعيد التالي: إذا ما قمتم بإعدامنا وقتلنا الآن وتستطيعون ولكن عليكم أن تعرفوا جيداً ليس باستطاعتكم إعدام شعب بكامله وتسدوا الطريق أمام قضيته وأن دماءنا سوف تزين علم الحرية عاش أبطال الكرد.
ـ عاش الكرد وعاشت كردستان
ـ المجد لشهداء الحرية في كل مكان
11.2.2013
ترجم عن الكردية ..
ـ تسلم الشيخ سعيد بعد وفاة والده الشيخ محمود مهام التكية كونه أكبر أشقائه . كانت شخصيته قوية حيث تمتع بشعبية واسعة في منطقته وأحبه كل من رآه. كما امتلك حساً وطنياً كردياً أصيلاً منذ بداية القرن العشرين. حاول بناء جامعة للدراسات الإسلامية في وان wan على غرار جامعة الأزهر ولكن التكية الحظرتية ( الشيخ حظرت) التي كانت مقرها في بدليس Bedlîs ذات العراقة في تقاليد الخيانة بالتصدي للمشروع لدى السلطان في استنبول والتي كان من شيوخها أيضاً الشيخ سيدا Seyda الذي منحه الأتراك رتبة الباشوية والشيخ سليم Selîm الذي هو صهر الشيخ حظرت حيث تبنى هذا الأخير مصطفى كمال ابنا له بعد هزيمة جيشه في جبهة أردن ـ سوريا في الحرب العالية الأولى .
ـ دخل الشيخ معترك السياسة أعوام 1908 -1925 منذ قيام الكرد بتشكيل الجمعيات السياسية والاجتماعية (كرد تعالي وترقي – تشكيلات اجتماعية –مجلة هيفي Hêvî وكان اتصاله مع المثقفين الكرد في استنبول عن طريق نجله علي رضا والشيخ عبد القادر أفندي نجل الشيخ عبيد الله النهريNehrî
– أرسل الأمير عبد الرزاق بدرخان ـ الذي كان آنذاك في جورجيا عام 1915 عندما ذهب هو والشيخ عبد السلام البارزاني لطلب الدعم والمساندة من الحكونة القيصرية عام 1912 حيث رجع الشيخ عبد السلام إلى موصل واعدم هناك عام 1914 ـ برسالة إلى الشيخ سعيد طلب فيها بالاتصال مع قادة التشكيلات القتالية الكردية في جبهة القوقاز وإقناعهم بالانسحاب من الجبهة في ولايات وان وبدليس وموش وأرزروم وأخبره بوعد من الجيش الروسي بتسليم تلك المناطق إلى الكرد بعد الدخول إليها .
– ذهب الشيخ إلى حسين باشا حيدري رئيس عشيرة حيدرا Heydere لإقناعه بالأمر ووافق شرط أن يوافق على ذلك خالد بك حسني رئيس عشيرة حسنا Hesene خوفاً منه بسبب خلافات قديمة بينهم .
– قام الشيخ باستضافة خالد بك في داره وأخبره بطلب عبد الرزاق بدرخان فرد عليه خالد بك بنفس كلام حسين باشا وأخبره الشيخ بان حسين باشا لديه الخبر ولكن خالد بك أفشى السر للجنرال التركي نوري ويسي N-weysî قائد العمليات الحربية في جبهة أرزروم.
ـ بدأ الأتراك بالتخطيط لإبعاد الشيخ من المنطقة لخطورته ومن كردستان كلها دون أن يدرك الشيخ بذلك إلا بعد أن عرف أن خالد بك قد أفشى سر رسالة بدرخان وقد أبعد الشيخ إلى دياربكر وسكن عند أقاربه في منطقة بالو في قرية قرديلكQirdîlek .
– حاول الجنرال مرسال باشا قائد الفيلق السابع في ديار بكر إقناع الشيخ بالذهاب إلى قونيه ولكنه رفض بعد أن أدرك حقيقة المؤامرة عليه.
– احتل الجيش الروسي عام 1916 كلاً من ولايات موش وأرزروم وبدليس ووان وجزءاً من مناطق هكاري وسلموا أمور الناس إلى المليشيات الأرمنية وقد ارتكب هؤلاء أفظع المجازر بحق الكرد حيث نزح أكثر من 90% من السكان من ديارهم باتجاه الغرب والجنوب من كردستان وأطلق عليهم الكرد فيما بعد اسم المهاجرين .
– في عام 1917 انسحاب الجيش الروسي من الولايات الكردية بعد انتصار الثورة البلشفية بقيادة لينين وسلمت تلك المناطق على الميليشيات الأرمنية أيضاً.
– دعا الجنرال خالد بك جبري x-begê cibirî قائد إحدى الفرق العسكرية في الجيش العثماني المنهار والشخصية الأكثر شعبية في كردستان آنذاك زعماء الكرد باسترداد وتحرير المناطق الكردية من الأرمن .
– وصول الجنرال مصطفى كمال مع أكرم جميل باشا الذي كان يعمل معه في جيش الشام إلى ديار بكر بعد هزيمتهم في جبهة أردن ـ سوريا أمام الحلفاء.
– دخول الحلفاء ( انكليز –ايطاليا – فرنسا) حدود اسنتبول ونفي أغلب الضباط الأتراك إلى جزيرة مالطا واحتلال الانكليز مناطق أزمير وأفيون وتراكيا ودخول الفرنسيين مناطق عنتاب وأضنة ومرعش وأورفا ومن العراق وصل الانكليز إلى رواندوز rewanduz وزاخو zaxo .
– في ديار بكر قام مصطفى كمال بسلسلة من الأعمال البهلوانية لاستمالة الكرد على جانبه وتنصيب نفسه زعيماً عليهم بعد أن وجد فيهم ما وجد ودعا الكرد إلى إنشاء دولة كردية في المناطق التي سيتم تحريرها من الأرمن شرط أن يكون هو قائد للجيش في الدولة ولكن آل جميل باشا رفضوا طلب كمال وإعطائه هذا المنصب وقالوا بأن الأمر هو خديعة من كمال وإذا ما أصبح قائداً للجيش سوف يستطيع الانقلاب على الكرد متى شاء وقد قام كمال بعقد سلسلة من الكونفرانسات مع النخب الكردية فكان الأول في ديار بكر والثاني في سيواس والثالث في أرزروم وفي هذا المؤتمر حاول استمالة الجنرال خالد بك جبري إلى جانبه وقيامه برشوة عدد من الحاضرين في المؤتمر بإعطائهم مائة ليرة ذهبية ولكن خالد بك رفض إعطائه منصب قائد الجيش . أقترب كمال من رؤساء العشائر ورجال الدين الكرد وتآخى مع عدد منهم أمثال جميل جتو cemîlê çeto رئيس عشيرة بنجنارة وأمين بريخاني Emînê perîxanê رئيس عشيرة رما remaوتبناه الشيخ سليم صهر الشيخ حظرت ابناً له.
– غادر كمال دياربكر بعد فشل مشروعه وذهب إلى ضباطه وجنوده في جبال بوزانيه bozanîye ومن هناك ذهب إلى جبهة القتال في اسبارتا وبعد سلسلة من المعارك انتصر على اليونانيين وأصبح منذ ذلك التاريخ اسمه كمال أتاتورك (أبو الأتراك).
– في 3/1/1920 تفاوض كمال مع قيادة لينين السياسية في منطقة كامري الروسية حول مسألة ولاية قرس وأرتفين مقابل التسهيلات في مضيق بوسفور وجناقلا.
– في 28/9/1920 قام الجنرال خالد بك جبري باسترداد كافة الولايات التي انسحب منها الروس من الميليشيات الأرمنية حتى وصل بهم إلى سهل روان deşta rewanê وآلاكوزAlegozê عند يريفان .
– في 20/10/1920 انسحب الفرنسيون إلى الحدود السورية الشمالية وإلغاء الحلفاء معاهدة سيفر وخاصة البنود المتعلقة بحقوق الكرد 62-63-64 والتي أقرت في مداولاتها مؤتمر الصلح في باريس أعوام 1919-1920 من خلال المذكرة التي قدمت إلى المؤتمر الجنرال شريف باشا الذي كان سفيراً للسلطان في سويسرا وهو من أكراد السليمانية حيث كان الفرنسيون والانكليز الايطاليين أعضاء في إشراف وتنفيذ تلك البنود على الأرض .
– في 22/3/1922 انتهاء الحرب بين الأتراك واليونانيين .
– في 27/8/1922 انعقد مؤتمر مودانيا الذي اجتمع الترك وأعضاء لجنة تنفيذ بنود معاهدة سيفر المتعلقة بحقوق الكرد وعدد من خونة الكرد أمثال عصمت اينونو وبعض من باشوات دياربكر وسيورك وتم التنازل عن حقوق الكرد في هذه المعاهدة الدولية والإقرار للحلفاء ببقاء الكرد ضمن إطار الدولة التركية.
– إعلان الجنرال خالد بك جبري عن تنظيم أرزروم السياسي رداً على مؤامرة الحلفاء وخونة الكرد وكان أول تنظيم سياسي كردي في النضال الوطني حيث دعا التنظيم رؤساء القبائل وقادة الميلشيات والضباط ورجال الدين والأحرار من المثقفين بالانضمام إليه وبدأ التحضير للثورة وانضم عدد من الضباط إليه أمثال الجنرال إحسان نوري باشا والعقداء راسم وخورشيد وتوفيق وجميل وعدد من الضباط الأصغر رتبة من الفيلق السابع الذي كان مقره ديار بكر وعدد آخر من قادة الميلشيات الكردية الذين شاركوا في الحرب على جبهة قوقاز وكذلك النائب البرلماني السابق عن أرزروم يوسف زيا باشا Y- zeya paşa وعدد كبير من رجال الدين و الوطنيين.
– 20/8/1923 إلغاء معاهدة سيفر واستبدالها بمعاهدة لوزان التي أنكرت فيها حقوق الكرد نهائياً مقابل تنازلات وامتيازات لدول الحلفاء من تركيا.
– 29/10/1923 إعلان الجمهورية التركية بزعامة أتاتورك.
– في شهر كانون الثاني عام 1925 اعتقال رئيس التنظيم الجنرال حالد بك جبري والنائب يوسف زيا وإعدامهما في بدليس دون أن يحرك الكرد ساكناً وكان بمقدورهم تحريرهم من الحامية العسكرية في بدليس بسهولة وكما تم ضبط سجل أعضاء التنظيم من قبل الأتراك وكشف أمر الثورة .
– في 1/2/1925دعوة لأعضاء التنظيم لعقد مؤتمر في جبل جاني çiyayê çanê لدراسة التطورات المستجدة وتقديم موعد العمليات العسكرية و انطلاقة الثورة وفي هذا المؤتمر انتخب الشيخ سعيد قائداً للثورة خلفاً للجنرال خالد بك جبري بسبب مواقفه الثورية والشجاعة في المؤتمر وانتخاب اللجنة المركزية والقيادة العسكرية للثورة وتعيين جبهات القتال وقياداتها.
ـ جبهة بالو –خاربيتPalo- xarpît وقوام تشكيل الثوار فيها /18/ ألف مقاتل بقيادة اللواء الشيخ شريف . şêx şerîf
– جبهة فارتو Varto وقوام تشكيل الثوار فيها /12/ألف مقاتل بقيادة الضابط عبد الله ملكانmelkan وعلي رضا نجل الشيخ سعيد والعقيد خليل ختو xito .
– جبهة دياربكر Amed وتم توزيع الثوار فيها على جبهتين الأولى شرق نهر الدجلة وقوامها /10/ آلاف مقاتل من بقيادة حقي بك لجي licî والأخرى في غرب الدجلة وقوامها /10/ آلاف مقاتل أيضاً بقيادة العقيد عمر فارو Emerê faro .
– جبهة مادن(معدن) ـ باخر Maden -baxir وقوام تشكيل الثوار فيها /7/ آلاف مقاتل بقيادة الشيخ عبد الرحيم شقيق الشيخ سعيد وكمال فوزي ومير صادق.
-جبهة سليفانSilîvan وقوام تشكيل الثوار فيها /10/ آلاف مقاتل بقيادة الشيخ شمس الدين.
– جبهة ساسون Sason واشتركت فيها عشائر خرزان بقيادة المناضل الكبير عبد الرحمن آغا علي يونس والمعروفين لدى الكرد باسم(qewmê ciyê)
-جبهة بوتان Botan واشتركت فيها عشائر الديرشوي dê rşewî ويعقوب آغا وعشيرته في منطقة دهي Dihê ـ شرنخŞernex وكذلك الشيخ عبد الرحمن كارسي E-rehmanê garisî .
– في 11/2/1925 انطلاقة الثورة وتحرير كافة مناطق الجبهات وتشكيل الحكومة الكردية فيها ما عدا مدينة آمد حيث تم حصارها لأكثر من /50/ يوماً ولم يستطع الثوار تحريرها بسبب مناعة سورها والرمي المدفعي الكثيف على الثوار وزيادة عدد المدافعين الذين بلغوا أكثر من /30/ ألف جندي من الفيلق السابع المحاصر في المدينة.
– اعتقال قائد الثورة وعدد من أعضاء اللجنة القيادية على جسر فارتو ليلاً على نهر الفرات أثر خيانة دليل القافلة قاسو(قاسم) qaso0 عديل الشيخ سعيد وابن عم الجنرال خالد بك جبري والتي كانت متوجهة إلى السليمانية للقاء بالشيخ محمود الحفيد وكذلك بسمكو آغا شكاكي من أجل التنسيق وطلب المعونة.
– دخول ثلاثة فيالق من الجيش التركي بالإضافة إلى /150/ ألف جحش من خونة الكرد ميدان القتال وخاصة في جبهة دياربكر حيث كان حدة القتال فيها كبيراً.
– انهيار المقاومة في كافة الجبهات بعد انتشار نبأ اعتقال الشيخ سعيد.
-قيام قيادة تشكيلات الثوار بتغيير أسلوبها في القتال وتحولت من حرب الجبهات إلى حرب المفارز الخاصة والتي سميت فيما بعد في عدد من مناطق العالم بحرب العصابات وقد قادها الشيخ عبد الرحيم شقيق الشيخ سعيد وكان يلتقي أسبوعياً بالمفارز ويلقي عليهم الخطب الحماسية ويناقش متطلبات الثوار وقد استمرت هذه المقاومة حتى انطلاقة ثورة آكري ِAgirî بقيادة الجنرال إحسان نوري باشا حيث التحق معظم الثوار إليها بالإضافة إلى استمرار المقاومة في جبال ساسون وملاتو في جبهة خرزان لأكثر من عشر سنوات.
– إعدام ونفي وسجن أكثر من /22/ ألف من الزعماء و الباشاوات والبكوات ورؤساء العشائر والنخب الاجتماعية والوطنيين الثوار وحتى الخونة لم ينجوا من مقصلة كمال أتاتورك أمثال جميل جتو وغيره.
– تهجير أكثر من /700/ ألف من عائلات الثوار والوطنيين إلى مناطق أناضول .
ـ إحراق أكثر من /600/ مائة قرية كردية ومن بينها قرية آلاقمش Alaqemşê عام 1926التي راحت ضحية تلك المجزرة لوحدها أكثر من /1400/ شخصاً فيها واستمرت تلك الأعمال البربرية حتى نهاية عام 1928.
ـ هروب أغلب الوطنيين إلى خارج الوطن لتجنب قرارات محاكم كمال الطورانية.
– في30/6/1925 أصدر حكم الإعدام بحق زعماء الثورة وتم إعدامهم شنقاً في ميدان بوابة الجبل Derîyê Çiya في آمد والبالغ عددهم /49/مناضلاً من بينهم الزعيم شيخ سعيد وقد وضعت أعواد المشانق على نسق واحد وقبل أن يعدم الشيخ سأله الجنرال مرسال قائد الفيلق السادس في ديار بكر فيما إذا كان لديه وصية لأهله باستطاعته أن يكتبها فقال له الشيخ : نعم فأعطاه الجنرال قلماً وورقة فابتسم الشيخ وقال : هل تود معرفة عزيمتي وأنا قريب من الموت خطوة واحدة وقد كتب الوصية التالية وقال :هل يوجد عاقل في الدنيا أن يوصي أحدهم أعدائه ويكلفهم بتنفيذها ولكني أقول وأصرح بأن لدي /90/ ألف ليرة ذهبية في بنك استنبول وكيس آخر من الذهب فد انتشلها جنودكم منا عند جسر فارتو ليلة القبض علينا أطلب إعطائها لعائلتي ومع ذلك لا أصدقكم ها أنا اليوم أفدي بكل ما لدي روحي ومالي لأجل شعبي فر اعتقد أن هناك أكثر من هذه التضحية وأنا البالغ من العمر /75/ عاماً وقبل ذلك بدقائق عندما خرج من زنزانته متجهاً نحو ساحة الإعدام وعند بوابة السجن ودع رفاقه من الثوار طالباً وخطب بهم قائلاً: أيها الأخوة يجب أن تعلموا بأنكم مبروكون اليوم وعظماء أمام شعبكم والله وبموتنا لن يموت شعبنا بل سوف يصل إلى الحياة الحرة والمستقلة ما دام يوجد بينه رجال شجعان من أمثالكم كما أن مصدر قوتنا وأملنا هو أنتم من بعدنا وأنتم ورثة هذه المرحلة ونحن لسنا نادمين بأن نعطي أرواحنا فداءاً لكم وللوطن ثقوا أنتم محظوظون وكل طلبنا وأملنا أن تكونوا راضين عنا .
ـ بعض من وقائع إحدى جلسات محاكمة الشيخ سعيد في ديار بكر.
لقد كان الشيخ سعيد ومعه 63 من الرفاق القياديين الذين أسروا على جسر جار بهار çarbihar على نهر الفرات في فارتو من ولاية موش محتجزين في الطابق الذي فوقنا ولم يكن مسموحاً لأحد منا أو لهم بالزيارات أو مشاهدة بعضنا البعض ولكن كنا نسمع عنهم الأخبار عندما كان يأخذونهم إلى المحكمة وأعتقد أنهم قد أخذوا أكثر من عشرين مرة ولم يكن لهم مثلنا محامون لكي يدافعوا عنهم بل كانت المحكمة انتقامية ولأجل الدعاية للدولة الكمالية ولأسباب أخرى ومن أهمها تشويه سمعة قيادة الثورة من خلال تبديل إفاداتهم بشكل مقلوب ووضع الأبيض مكان الأسود كما يحلو لهم خلاف ما كان يقال أثناء المداولات كانت تنشر هذه الأقوال في جريدة الزمان وآكس مجموعسي التركيتين وكثيراً ما كان الشيخ سعيد ينفي ما كان ينشر ولكن أحياناً كان فيهما بعض الحقائق عندما كان يتعلق الأمر بإدانة زعماء الثورة حتى ينالوا أقسى الأحكام للتشفي بغليلهم تجاههم. ففي بعض من هذه الأعداد نشرت مقتطفات وأجزاء من وقائع آخر جلسة محاكمة الشيخ سعيد التي نشرتها أحد الصحف التركية حينها وكانت وقائع الجلسة الأخيرة كالتالي :
س: حضرة الشيخ هل تستطيع أن تنكر بأن من قام بهذه الثورة هو ليس أنت ؟
ج : لماذا ومن أجل أي شيء أنكر وأنا مثل الذين قاموا بها في الماضي ومثل من سيقوم بها في المستقبل وأنا مثل كل القيادات الكردية قمت بتلك الثورة.
س: ما معنى كلامك في الماضي أو المستقبل
ج : ما أقوله أن هناك من قام قبلي بالدعوة إلى هذه الحقوق وسوف من يأتي في المستقبل يدعو إلى هذه الحقوق حتى ينتزعوها ولهذا تجدونني هنا.
س: باعتبارك شيخ وعالم ديني هل إراقة دماء المسلمين شيء جائز ؟
ج : أنتم لا تعترفون بحقوقنا من الناحية السياسية لماذا تحملون ترس الدين في يدكم ؟ أن الكرد يطالبون بحقوقهم السياسية والإنسانية و أنتم ترتكبون بحقهم الإبادة والمجازر الجماعية ونحن نقاتل من أجل الدفاع عن أنفسنا أما أنتم تقاتلون بصفتكم محتلين وأن سؤالكم هل صحيح أو غير صحيح عن رأي الدين في هذه المسالة فلا تقاس المسألة من الناحية الدينية وهنا ليس هناك مكاناً لهذا السؤال .
س: لماذا بعض من رفاقك الثوريين ينكرون التهم الموجه إليهم ؟
ج :هؤلاء ربما يخافون منكم وينكرون حقوقهم المشروعة ولكن يجب الخوف من محكمة التاريخ والشعب لا منكم .
س: لدينا المعلومات بأن ما قمتم به كان من خطط ودعم الانكليز لكم.
ج: العطشان لا يذهب لشرب الماء بتوجيه من الآخرين بل من تلقاء ذاته وكل ما تقومون به هي من أجل الدعاية والتشويش.
س:لماذا لم تلجأ أنت ورفاقك بدعوة إلى ما تقول والطلب من الحكومة بالأساليب السياسية والدبلوماسية وبدأتم بالقتال.
ج: لم يذهب جنودنا إلى أناضول ولكن أنتم من أعلنتم سفر بلك وأرسلتم الجيش إلى قتالنا وارتكبتم المجازر بحق الأطفال والنساء وكل الناس ومن جهة أخرى لم نر كل هذه الأخلاق العالية والإنسانية في نظام حكمكم كما تدعون الآن وكيف لا وهذا ما وجدناها في مؤامراتكم ضد حقوقنا في معاهدة لوزان ولذلك وجدنا وكذلك كل الشعوب المظلومة أن الحقوق تؤخذ ولا تعطى.
س: من خلال أجوبتك يدل على أنك لست نادماً على ما قمت به من أعمال القتل وارتكاب الذنوب ولا تنكرها؟
ج: لم يتراجع أحد من الأحرار عن طريق المجد والشرف حتى أتراجع أنا.
قرار المحكمة: أن اعترافاتكم هذه تجعل من المحكمة أن تصدر حكم عدالة قانون الأتراك وقررت أن تعدمك مع /48/ من رفاقكم المتهمين وأن ما كنتم تفكرون به من استقلال الكرد وكردستان سوف تجدون قراره على أعواد المشنقة عندما تلف حبالها على رقابكم .
كان جواب الشيخ سعيد التالي: إذا ما قمتم بإعدامنا وقتلنا الآن وتستطيعون ولكن عليكم أن تعرفوا جيداً ليس باستطاعتكم إعدام شعب بكامله وتسدوا الطريق أمام قضيته وأن دماءنا سوف تزين علم الحرية عاش أبطال الكرد.
ـ عاش الكرد وعاشت كردستان
ـ المجد لشهداء الحرية في كل مكان
11.2.2013
ترجم عن الكردية ..