كونى ره ش؛ وتاريخ الصحافة الكوردية في سوريا ولبنان

  جمشيد باكوكي

مع بداية هذا الشهر (نيسان 2013م)، أتحفنا الكاتب والشاعر (كونى ره ش)، بكتاب جديد، باللغة الكوردية والأبجدية اللاتينية بعنوان: (تاريخ الصحافة الكوردية في سوريا ولبنان). والكتاب من منشورات مديرية الأعلام بمحافظة دهوك. مزدانة بمقدمة معبرة من الكاتب (وصفي حسن) مدير الأعلام في محافظة دهوك. وبحجم وسط وعدد صفحات 200 صفحة.

ونظراً لتصادف صدور الكتاب في شهر نيسان، حيث ذكرى مرور 115 عاماً على صدور أول صحيفة كوردية باسم (كردستان)، في القاهرة يوم 22 نيسان عام 1898م… وأصبحت هذا اليوم يوم الصحافة الكوردية على مستوى كوردستان.. يسرنا ان نقدم لكم مقدمة الكاتب (كونى ره ش)، المكتوبة بالعربية لهذا الكتاب ونهنئ  صحفيي كوردستان بعيدهم المبارك ونقول لهم كل عام وانتم بخير.
الصحافة الكوردية في سوريا ولبنان

تناولت في كتابي هذا تاريخ الصحافة الكوردية في سوريا ولبنان، من عام 1932م، ولغاية عام 2012م.. وتاريخ الصحافة الكوردية في سوريا ولبنان، لا يتم بمعزل عن الأجزاء الأخرى، فالكل يكمل بعضه بعضاً.. لذا تناولت بشيء من التفصيل صحيفة (كردستان: 1898 – 1902)، التي أصدرها الأمير مقداد مدحت بدرخان في القاهرة، كونها مشتركة بين سائر الكورد على مستوى كوردستان، وبها بدأت الصحوة القومية الكوردية بشكل أوسع، وبفضلها تحولت اللغة الكوردية من لغة الشعر إلى لغة الكتابة والنثر.. ومن ثم تطرقت إلى دور رجال الدين والمغنيين الشعبيين في حماية اللغة الكوردية بين الكورد في سوريا، وذلك من خلال التكايا والمدارس الدينية والأغاني التراثية الشعبية.. وفي آخر الكتاب ذكرت المدارس الكوردية الأولى بين الكورد في سوريا.. بالإضافة إلى دور المهاجرين الكورد وصحافتهم في إيقاظ الوعي القومي الكوردي.. ناهيك عن المقدمة والخاتمة.
وقسمت تاريخ الصحافة الكوردية في سوريا ولبنان إلى أربعة مراحل وهي كالتالي:
1 – المرحلة البدرخانية (1932):
 تبدأ هذه المرحلة بتاريخ صدور مجلة (هاوار)، التي أصدرها الأمير جلادت بدرخان يوم 15/5/1932 بدمشق، ثم الحق بها مجلة (روناهي) عام 1942م. واسترسلت بعض الشيء بأعداد مجلة (هاوار) والظروف التي أدت إلى صدورها.. كونها المجلة الكوردية الأولى التي تصدر باللغة الكوردية والأبجدية اللاتينية..  وفي عام 1943م، أصدر الأمير الدكتور كاميران بدرخان صحيفة (روزا نو) في بيروت، وملحقاً باسم (ستير). حيث تعتبر هذه المرحلة، مرحلة ازدهار حقيقية للصحافة الكوردية في سوريا ولبنان، وبها انتشرت لأول مرة الأبجدية اللاتينية بين الكورد في سوريا ولبنان وتركيا…
2 – المرحلة الثانية (1960):
تبدأ هذه المرحلة بعد تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا (البارتي) عام 1957م، حيث أصدر الحزب صحيفة (دنكي كورد/ صوت الأكراد) في عام  1959/1960م.. وكان لتلاميذ مجلة (هاوار)، أمثال الدكتور نورالدين ظاظا وعثمان صبري وحسن هشيار وجكرخوين وغيرهم دور بارز في هذه المرحلة، ففي عام 1966م، أصدر حسن هشيار صحيفة (آﮔاهي) باللغة الكوردية، ولو انها كانت محدودة التداول.. وفي عام 1968م، أصدر الحزب الديمقراطي التقدمي الكوردي في سوريا مجلة (ﮔلستان)، بإشراف جكرخوين- حيث استعرضت العدد (15) لعام 1978م، بشيء من التفصيل، حتى يكون القارىء على بينة مما كان ينشر في تلك المجلة التي كان يصدرها الشاعر جكرخوين، كونها كانت أول مجلة كوردية تصدر بعد 23 عاماً من توقف مجلة هاوار- وفي عام 1979م، أصدر الحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا (البارتي)، مجلة (ﮔلاويز)، بإشراف عثمان صبري.. ناهيك عن الصحف الحزبية التي كانت تصدر باللغة العربية.. أما بالنسبة الى مجلة (الخابور)، وصحيفة (صوت الجزيرة)، ومجلة (المواكب)، وصحيفة (الشرق العربي)، اللواتي كانت تصدر في الخمسينيات من القرن الماضي في القامشلي، لا يمكن إدراجها ضمن الصحافة الكوردية في سوريا، لا لغة ولا مضموناً، كون الذين أصدروها كانوا من الطائفة السريانية والوافدين من المحافظات الأخرى إلى مدينة القامشلي.
3 – المرحلة الثالثة (1980):
 تبدأ هذه المرحلة بقدوم الطلائع المثقفة من كوردستان الجنوبية والشمالية إلى سوريا. ففي بداية عام 1980م، ومع قدوم الطلائع المثقفة من كوردستان الشمالية والجنوبية إلى سوريا، بدأت مرحلة أخرى تلعب دورها في الساحة الأدبية بين الكورد في سوريا؛ حينها ازدهر الأدب الكوردي في الجزيرة مجدداً, وبشكل خاص بعد عودة بعض المثقفين من الخارج وإصدارهم لمجلة (ستير) باللغة الكوردية. حينها شعر الأدباء والكتاب الكورد في الجزيرة بميلاد منبر جديد يستطيعون من خلاله إبراز أصواتهم الأدبية.. والتموا حول هذه المجلة، خاصة بعد أن افتتح المهندسان رَزو أوسي وزاﮔروس حاجو دورات تدريبية للغة الكوردية.. ومن ناحية أخرى صدور مجلة (بيشنك) بالكوردية وصحيفة (ﮔل) بالعربية، اللتين أصدرهما المناضل الشهيد سامي عبد الرحمن في الساحة الأدبية والسياسية الكوردية في السوريا والعراق، إذ كانت لهما دافعاً وتشجيعاً للمثقفين الكورد في سوريا على القراءة والكتابة باللغة الكوردية والإطلاع على الثقافة الكوردية  بشكل واسع وجدي.
 يمكننا أيضا, اعتبار توافد المثقفين الكورد من جمهورية أرمينيا السوفيتية – سابقاً – في الثمانينيات من القرن الماضي إلى سوريا مرحلة مهمة، إذ لعب هؤلاء المثقفون والكتاب الكورد دوراً مهما في توعية مثقفي الكورد في سوريا وحثهم على الاهتمام بلغتهم وتاريخهم وفولكلورهم ومنهم: د. جليلي جليل، أورديخان جليل، توسني رشيد، عسكري بويك، تيمور خليل مرادوف، شرف آشيريان، علي عبد الرحمن وغيرهم…
   ومن المجلات والصحف الحزبية والمستقلة باللغة الكوردية التي صدرت في هذه المرحلة بعد مجلة (ستير): مجلة (خناف) في عام 1986م، ومجلة (ﮔورزك ﮔول)، التي أصدرتُها في عام 1989م، مع عبد الباقي حسيني، حيث ساهمت هذه المجلات في انتعاش الأدب الكوردي في سوريا.
4 – المرحلة الرابعة (1990):
بدأت هذه المرحلة بعد الانتفاضة المليونية في كوردستان الجنوبية/ العراق في عام 1991م, وبها دخلت الصحافة الكوردية في سوريا مرحلة جديدة ومغايرة للمراحل التي سبقتها، حيث تأثر المثقفون الكورد في سوريا بإصدارات أشقائهم من المثقفين في كوردستان الجنوبية والشمالية أيضاً، وبدأت تظهر على الساحة الأدبية في سوريا العديد من الصحف والمجلات الجديدة، الحزبية منها والمستقلة مثل: روز 1991، زانين 1991م، آسو 1992م، هيفي 1993م، برس 1993م، بهار 1994م، دنك 1995م، دلاف 1995م، خندفان 1997م، ﮔليزار 2000م، شفق 2001م، زفي 2001م، نوروز 2002م، جين 2002م، زنكل 2002م وهكذا.. بالإضافة إلى الصحف والمجلات السياسية والفكرية والثقافية التي كانت تصدر من قبل الأحزاب الكوردية باللغة العربية مثل مجلة: الحوار، أدب القضية، المنتدى، المنبر، المثقف التقدمي، المرأة الكردية، الفكر التقدمي، الفكر الجديد.. وهكذا الحال بالنسبة لكورد لبنان.  
قد لا يصل بحثي هذا إلى حد الكمال، والكمال لله،  لكنني بذلت جهدي ليكون قريباً منه، كوني لم اعثر على كتاب جاد عن الصحافة الكوردية في سوريا أو لبنان ليكون مرجعاً لي أعتمد عليه، سوى ما ذكرته من المراجع في آخر الكتاب؛ لذلك اعتمدت على البحث الميداني في هذا المجال، وذلك من خلال الصحف والمجلات المتوفرة لدي والصادرة بين الكورد في سوريا ولبنان، منذ عام 1932م ولغاية الآن.
وأخيراً أرجو أن أكون قد وفقت إلى حد ما في وضع اللبنة الأولى لتاريخ الصحافة الكوردية في سوريا ولبنان.

كونى ره ش

القامشلي في 12/12/2012

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…