رغم ظروف الثورة التي تعيشها سوريا وما ترافقها من أحداث وصعوبات, استمر المخرج جوان وبكل عزيمة واصرار في متابعة نشاطه الفني, ومنهمك في هذه الأيام لإنتاج فلم جديد باسم: «زنار ونازي» حيث أنهى مع فريق العمل تصوير كافة المشاهد الداخلية والخارجية, ويجهد حاليا لإنجاز بقية الأعمال من مونتاج وموسيقا تصويرية ومكساج ..الخ
فيلم زنار ونازي ليست تجربتي الأولى في الاخراج او كتابة السيناريو فقد عملت في التلفزيون ككاتب سيناريو ومعد برامج وقد انتجت لي الفضائية التربوية عملين دراميين كانت باكورة اعمالها الدرامية وهما شحنة الدماغ عن قصة للكاتب والدكتور طالب عمران ومسلسل الاصدقاء، وقد حصد العمل الأول عددا من الجوائز في مهرجانات عربية يضاف الى ذلك عملي مع عدد من المخرجين كسالم الكردي وفجر يعقوب، وفي عام 2006 انتجت واخرجت فيلما كرديا بعنوان (كوندر وتختور) وكانت هناك محاولات لإنتاج افلام اخرى لكنها لم تلق النور وهي قيد الانجاز
من المعلوم ان انتاج الافلام يحتاج الى امكانيات مالية ضخمة، كيف تم رصد المبالغ المطلوبة وهل هناك جهات أو اطراف دعمت هذا المشروع؟
السينما صناعة حقيقية ويحتاج الى تخطيط واموال ضخمة وباعتبار أن صناعة السينما في روز آفا ما تزال في بداياتها فإنه لا توجد مؤسسات و شركات متخصصة تتولى عملية الانتاج بالمعنى الفعلي لأننا نفتقر الى المحترفين والمتخصصين في العمل السينمائي وبالتالي فإن أصحاب الأموال ربما لا يرغبون في مغامرة من هذا النوع في ظل هذه الظروف الصعبة التي تعصف بالبلاد اذا لم تكن مضمونة النتائج ، وباعتبار فريق العمل انجز الكثير بعد شهور من البروفات وحتى لا تضيع جهودنا سدى قمت بإنتاج الفيلم من خلال شركة كرد فيلم للإنتاج السينمائي والتلفزيوني والذي يعد فيلم زنار ونازي باكورة اعمالها الانتاجية.
كيف تقيم السينما الكردية بشكل عام، وفي روز آفا بشكل خاص؟
السنيما الكردية ما تزال في طور البداية وأغلب الاعمال الفنية هي جهود شخصية من قبل مبدعين أو شركات خاصة تؤمن بدور الفن في التغيير والتقدم، لكن بعض الجهات المسؤولة باتت أكثر اهتماما من ذي قبل بالسينما ودور الصورة في التأثير على الرأي العام أما في روز آفا فإن الحال ليست بأفضل من تجارب أخوتنا في الجهات الأخرى من كردستان بسبب قلة الاعمال المنتجة وعدم توفر الخبرات اللازمة والأموال الكافية وهناك محاولات جادة من بعض المبدعين لخلق سينما واقعية تحاكي البيئة الكردية.
ما هي الفكرة التي أردت ان توصلها للجمهور من خلال هذا العمل الفني؟
الفيلم رسالة ودعوة إلى التآخي والحب بين أبناء المجتمع بتعدد انتماءاتهم الفكرية والسياسية ونبذ العنف ضد المرأة خاصة، وتصحيح النظرة الاجتماعية في مسألة الفتاة العانس.
حالة الثورة التي تعيشها سوريا، هل كان تأثيرها سلبي أم إيجابي على مشروع الفيلم؟
من الطبيعي أن تلقي حالة الثورة التي تشهدها سوريا بظلالها سلباً على مشروع الفيلم مع فقدان بعض المواد والإمكانات وصعوبة تأمين المواد الأخرى وغلاء الأسعار، وانخفاض قيمة العملة السورية زادت في أعباء وتكاليف الإنتاج أضعافاً ناهيك عن الحالة الامنية المقلقة، وسوء الخدمات وانقطاع المياه والكهرباء المستمر جعلنا نضطر إلى استخدام مولدات الطاقة لساعات طويلة مما أثر على سير عمل الفيلم.
ما أهم الصعوبات التي واجهتكم في هذا العمل، وهل استطعتم تجاوزها؟
في الحقيقة واجهتنا العديد من الصعوبات في الانتاج والمعدات وعدم توفر الأجهزة ذات المواصفات السينمائية العالية إضافة إلى صعوبة تعامل بعض الممثلين والكوادر الفنية مع النص السينمائي بحرفية، وافتقارهم إلى الخبرة والتجربة السينمائية، بالرغم من كل ذلك استطاع فريق العمل بروحه العالية واصراره على إنجاز العمل من تجاوز هذه الصعاب.
هل تم التعاون بينكم وبين الجهات المنتجة للأفلام؟
في بداية المشروع كانت هناك محاولات للتعاون، ولكن لم يتم أي نوع من التعاون بيننا وبين جهات منتجة للأفلام ، وانما قامت شركة كرد فيلم للإنتاج السينمائي والتلفزيوني بإنتاج الفيلم
كيف استطعتم اختيار الممثلين وتوزيع الادوار خاصة أن معظمهم يفتقد الخبرة والتجربة في المجال السينمائي ومجهولا لكم من حيث الاداء والدور الذي يمكن أن يسند الى كل واحد منهم؟
كنت حريصا في هذا الموضوع على اختيار الممثلين بما يتوافق مع الشخصيات التي رسمتها في السيناريو والديكوباج من حيث العمر والشكل والمظهر العام وهنا أدين بكل الفضل والشكر لفرقة خلات للفلكلور الكردي التي بذلت الكثير في سبيل انجاز الفيلم وساهمت مع شركة كرد فيلم وقدمت كل ما لديها من طاقات وامكانات وعناصر بشرية تستطيع القيام بالأدوار التمثيلية، وكون معظم عناصر الفرقة كانت لهم تجارب سابقة في التمثيل المسرحي إلا أنني استطعت من خلال التمرين واعدادهم للتمثيل السينمائي من تجاوز بعض الصعوبات وان نحقق نوعا من الانسجام وتقمص الشخصية.
ما هي اللهجة التي اعتمدتها في كتابة السيناريو وهل كانت هناك صعوبات عند الممثلين في حفظ الحوارات؟
كتبت السيناريو باللهجة الكرمانجية المحكية في مدينة القامشلي لأن أحداث الفيلم تجري في المدينة وريفها لهذا أثرت أن تكون لغة الفيلم أقرب إلى قلوب المشاهدين ويفهمها أكبر شريحة من المتابعين علما بأن الفيلم سيترجم الى اللغتين الانكليزية والعربية
كيف تم اختيارك لتمثيل دور شخصية “زنار” وما الذي يربط بين شخصيتك الحقيقية والشخصية التي تمثلها؟
إن اختياري لأداء دور زنار في الفيلم لم يكن محض صدفة لأن هذا الدور له من الثقل الدرامي ما يحتاج الى حرفية الاداء لأنها شخصية بطولية ولا بد لمن يقوم بأداء هذا الدور أن يكون ملمّا بجوانب الشخصية ويستطيع تجسيدها بالشكل الناجح وباعتباري كاتب ومخرج الفيلم كنت اكثر معرفة بجوانب وخفايا هذه الشخصية التي تمر بثلاثة مراحل مختلفة مع تصاعد الاحداث في الفيلم لهذه الاسباب تقمصت الدور لأن الشيء الذي يجمع بين زنار كبطل وجوان كحقيقة هو خيط الأمل والحب الصادق وفي تاريخ السينما تجد أمثلة كثيرة لمخرجين وكتاب ومنتجين في نفس الوقت قاموا بأدوار البطولة في افلامهم لانهم كانوا عنصر نجاح تلك الافلام مثل يلماز غوني وكيفن كوستنر وأورسون ويلز وآخرين.
لقد علمنا ان معظم مشاهد الفلم قد تم تصويرها في الطبيعة. ما الفرق بين تصوير المشاهد الخارجية في الطبيعة والمشاهد في الاستديو من حيث جمالية المشهد والصورة ؟
الفرق شاسع بين ان يصور المشهد بواقعية وفي طبيعة حية وبين تصوير المشاهد في الاستديو ومكان مغلق, فالمشاهد الحية ضمن الطبيعة يضفي فسحة من الحركة بالنسبة لزوايا الكاميرا ويزيد من جمالية الصورة أكثر لأن مشاهد الطبيعة يخلق حالة من الارتياح لدى الممثل ويزيد الصورة أكثر احساساً, لذلك اعتمدت في المشاهد الخارجية على اللقطات العامة والجامعة .
كيف تقيم هذا العمل قبل أن يقيمه النقاد والمشاهدون؟
رغم الظروف الصعبة التي تعصف بالبلاد ومنطقتنا وما واجهناه من صعوبات عديدة، استطعنا أن نحقق نجاحا لا بأس به ، وأتمنى أن يكون فيلم زنار ونازي مفاجأة للمشاهدين ولا أريد أن اقيم الفيلم قبل ان يقيمه الجمهور اولا والنقاد ثانيا، وفي النهاية اشكر موقع ولاتي مه على اتاحته هذه الفرصة من الحوار، واتقدم بجزيل الشكر والتقدير الى اخوتي واصدقائي في فرقة خلات للفلكلور الكردي في مدينة القامشلي، ومختبر مسايا للتصوير بإدارة الفنان ومدير التصوير والإضاءة الأستاذ نضال زينو وشركة فوريو للانتاج والتوزيع الفني, ومركز فخر للكومبيوتر بإدارة الأستاذ فخر حاج محمد عيدو والدكتور فيروشاه العلي وأهالي قرية نصران وجمعاية وكل من ساهم في انجاز هذا الفيلم.