عامودا 2013

إبراهم اليوسف

ثقيلةٌ ليلتُك…ثقيلةٌ…..
ليسَ أثقلَ من الدم
لا يجفُّ تحت شمس اليوم الخجلان
ليسَ أثقلَ من لساني..الآن…
وهو يواربُ الأسماء
كي لا يقولَ ما لا يريد
ليسَ هناك من ينساك يا أميرتي
ليس لليلة الليلاء أن تمضي

دون ما تتركُ من سوادٍ وأساة
وحدكِ، أولستَ وحدكِ في قبالة البهتان
لا يهمُّ أمهاتِ الشهداء كثيراً
لا يهمُّ أمَّات الطيور الجفلى
لا يهمُّ حفَّار القبور يمرِّر أبناءَهنَّ في صمتِ العويل
من وراءِ النِّقاب
الحديديّ
وهنَّ في سفورِ الهواءِ والأهلين
أميرتي.. تلكَ.. في مهابة الحرير
مهانةِ الوقت
وأنا معلَّقُ الرُّوح
في أعلى التلَّة
أشرملُ المساحةَ
-كي أجدني-
وأسمِّيك، لأخاتلَ الأنينَ في أنينه
ذاكرتُك مفتوحةٌ على أطيافِ السّاعة
لا يهدأُ عقرباها الكبيران
ولا منارتا جامعيها الكبيرين
ولا قلبُها
حيثُ لاحرجَ أن أستظلّ بالصوت
وأسمو
على عادة العناق القديم
هناك هناك
كان الحادي يريني ما وراء السراب
وأنا الظامىء
نظيرة “داري” في الجهة الأُخرى
كما عامودا وكما علاماتُك متروكة على الرَّصيف اليتيم
هي عامودا
عشاقُك، عشُّ الطيور التي حلقت بعيداً
منذ خميسِ الدم
العيونُ العابرة
والساسةُ الطارئون منذُ وقتٍ طارىء
تحتَ آباطِهم دويُّ الخطب
يستعصي على أذنيك الصدى
مريباً في نشازِ قطَّاع الطريق
-الأشقياء-
كلُّ شيء على حالِه هناك
آرماتُ الأطباء
والدكاكينُ
التي تفور في غليان الإسفلت
في دورةِ تموز
الأحداثُ التي تهرولُ تترى في شاشة المخيِّلة
الطوشة، والسينما، والصنم الذي سقط على يديك

وها أنت في محاكمة الدم
من جديد….!
حيث القضاةُ والمحامون
المسرحية والممثلون والملثمون
كلُّ شيء له فقه الحساب:
حجرةُ الشيخ عفيف
وأصابعُه تشدُّ حبَّات السبَّحة المنسية
يعدُّ عليها أسماءَ الشهداء الشهداء
والهاربين من حربِ الأُخوة كي لاتقع
حجرةُ سلسلة الشيوخ والمريدين
رائحةُ خطى أبي الطيف
يناظرُ الأصحاب في قصيدة لم ينس
كلُّ شيء على حاله كل شيء…
وأنت
كواكبُك هي ذاتُها
بريقُ العيون هو ذاته
لهفةُ العاشق
ورسالةُ الأنثى هناك
يقرؤها في دهشة
واثقاً من دورةِ الوقت
وهو يعدُّ أيام التقويم والصيف الكسيح
شعراؤك وقد جفَّ الحبرُ في أقلامهم
والدَّمعة ُ في محاجر الوقت
نهرُك الذي لايزال في انتظارِ عرائِسِه المائية
لابأس
يا جميلتي
هو عبورٌ جديد
يومٌ جديد
وجهٌ جديد
ضيفٌ جديد
وأنت تكاشفين سماءك
الغيوم
ونريةُ الكواكب
يسيلُ منها
أرجوانُ الغناء الصباحيّ
لا تستبدِّي بي
وأنا آتٍ صوبك
أزحفُ على أنين ولهاث
-هل من أحدٍ يقول لي هناك: لا
هل من أحدٍ يقول لك هناك: نعم
كلُّ شيء أدوِّنه في كتابك الريحاني
كلُّ شيء أتركه في فضاء الخطوة المترقبة
تدلّي يا أميرتي على العقد الذهبي والخرزات
الجرحُ شاسع
ومناديلُك الفارهةُ لا تكفي
دمي
ودمعي
ها أنا في” مدخل المدينة”
أقرأ ماحلَّ على واجهات الأماكن
من تعب
وسخام
وبكاء
وخوف
كلُّ شيء في مخيلتي
وأنا أسير إليك.. أسير…
أسيراً في قيد من حبل المشيمة
مشدوداً إلى توأمي
شهقاتُ الشجرة يدلني يخضورها
على النزيف
زفراتُها في حضرة شهداء بلانعوات
اتركي كلَّ شيء-
دواليك،  مجانينك، متصوفتك، أعلامك، شارعك الوحيد
عارماً بنكاتِ أبنائِك مضمَّخاً بدمائهم
روحُك التي تحرسُ الجهات الأربع
بلا أيّ تمييز
كلُّها ببالي
وأنا لم أنقطعٍ عنك
بسببِ ناظور قنَّاص يحتفظ بصورتي
أو ناطور يكتب ما يراه على عجل إلى سيد جديد
أطوي المسافة، ولا يعيقني الشبح الطارىء
في آخر الشارع
ولا نباح جراء الصيد أطلقها عليّ
في هذه الجهة أو تلك
عاليةٌ منابرك
وهي تتنظفُ الآن…. تنظِّف على ما يرام..
من كلِّ غبار لا يشبه صوت المؤذن
وصلاة الجماعة
في إمامة للجبل
العالي
يسير إليك..!
13-7-2013

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ابراهيم البليهي

رغم أن مجتمعات الشرق: سنغافورا وهونج كونج والصين وتايبيه وكوريا الجنوبية وفيتنام والنمور كلها قد تمكنت الآن من الافلات من قبضة التاريخ ودخلت في منافسة ناجحة مع الغرب إلا أن هذا الافلات جاء متأخِّرًا نسبيا …..

وتبقى الفلبين البلد الوحيد الذي يتميز أفراده بالكفايات المهنية بالانضباط والاتقان والطاعة لكن هذا المجتمع لم يوفَّق بقيادة سياسية…

محمد إدريس

 

احبك في زرقةِ البحر
وفي خُضرةِ الشجر
احبك في حُمرةِ الورد
وفي ضحكةِ القمر .

أحبك نِسمةً.
لعوباً ..
في تمايل الورود
أحبك لَحنا..
طروباً..
في تثني القدود
أحبك أغنيةً جذلى..
في عيون الصبايا ..
وعلى الشفاه ..
وفي الخدود .

أحبك أبعدَ مما تتخيلين ..
أحبك أكثرَ مما تتصورين ..
أكثرَ من قيس
وأكثرَ من كل المغرمين .

أحبك حين تنطقين
أحبك حين تصمتين
وإن ضحكت ..
يا الله ..
فلاً تنثرين ..
يا شذى الورد ..
ويا…

كتابة: إبراهيم اليوسف

 

على أية صورة أخيرة

أغمضت عيناالشاعر

في هذا المساء

الباهت

حيث جسرتنسى ذاكرته الجهات

حيث قارة تتدرحرج على الرصيف الخجول

حيث صراخ يحتاج إلى ترجمان غيرمحلف

حيث كردية باهظة الدم

باهظة الأساطير

باهظة التواريخ

باهظة الاسئلة

حيث سماء تتكوَّم عند باب شقة مرتبكة

حيث قصائد في منتصف الحبر

مسجّل صغير

وطاولة

ومناديل مؤجلة الورد

حيث رفيقة درب الشاعر

تهتدي إليه في “هامبورغ”

مع السرب المتأخرعنه

قليلاً

حيث درباسيته

ذاتها

تشيرإلى نياشين في أحمرالدم

أسماء شهداء

قريبين من…

شعر: محسن قوجان

الترجمة من اللغة الكوردية: محسن عبدالرحمن

 

في مواعِدِك،

مابينَ المَنارةِ و القِبَب

ثعلبٌ

أكلَ هويتي

هذا الموعدُ

أغنيةٌ غير مكتملة،

في حلق الطفولةِ متعثرة.

لم تبقَ قوةٌ

في أضلاع الصخور لتخرجَ

وتركُضَ تحتَ الحالوبِ،

خلفَ هويتي

على فضلاتِ الرغباتِ الهشًة.

يرعى التيسُ البريٌ

ذات موعدٍ قلتِ لي: لاتتغافل

ليس لجبل كارة(1) الوقت لأن يناقش وادي سبنة(2)،

أو أن يهرب من هجوم الحالوب.

لذلك سبنة دائماَ زعلان،

ونحو البحر يتجه.

في فترة مبكرة،…