على الإنسان في هذه الحياة أن يمتلك إرادةً أقوى من الصوان ، وقلباً
أكبر من حجمه الطبيعي بمئات المرات حتى يتمكن من الاستمرار في هذه الحياة بما تحمل
من مآسي وأمور لا يمكن للعقل أن يتصورها يوماً، من مصائب وصدمات نتلقاها في حياتنا
، لتكون كفيلة بنحت تلك التجاعيد على وجوه البشر كلما كبروا في السن ، تلك
التجاعيد التي تسبب الخوف للطفل أو لإنسان آخر قد يراها على وجه شخصاً ما ، وأعتقد
إن المبرر لهذا الخوف هو فطريٌ !
ربما يستفيق في داخله خوفٌ من الحياة نفسها ، هذه الحياة وذاك الإنسان
ثنائيةٌ غير منفصلة، حياة بكامل قسوتها وإنسان بكامل قوته في صراع مستمر للبقاء ،
إذاً التجاعيد هذه الظاهرة الفيزولوجية المؤثرة هي دليل قوة وليس ضعف ! دليل صبر
الإنسان على قساوة الحياة التي تمنح التجاعيد وساما على وجوه الناس الأقوياء كلما
كبروا، وتبقى الحياة هي الأقوى ! والدليل فناء الإنسان وبقاء الحياة .
إذاً لنغتنم الفرصة ونعيش
الحياة لحظةً بلحظة ولنتوقف عن القلق حيال المستقبل وما يخفيه ولنغتنم اللحظات
السارة قدر المستطاع ، لنحصل على أوسمة الحياة حتى ولو كانت من التجاعيد.