ثم تحدث مدير النادي الكاتب المسرحي أحمد اسماعيل اسماعيل عن أهمية السينما كفن حداثي في حياة الشعوب لما لها من قدرة على عكس حياة الناس، والارتقاء بالذائقة الجمالية وتعميق الفكر. إضافة إلى قدرتها على طرح الأسئلة الحيوية التي ترتبط بالوجود والتاريخ والهوية.
وبين أن المساهمة بتقديم عروض سينمائية هي خطوة أولى، تتبعها خطوات أخرى (ندوات ومحاضرات ولقاءات مع فنانين ومخرجين وغير ذلك…)، هي خطوة طموحة تمنى أن يصل إلى ما يصبو إليه النادي.
ثم قدم عضو النادي أياز اسماعيل تعريفاً عاماً عن الفيلم ومبدعه المخرج بهمن قبادي.
بدأ عرض الفيلم الذي تدور أغلب احداثه في المنطقة الحدودية الفاصلة بين كردستان ايران وكردستان العراق والتي تتم في حافلة تقل الفنان مامو ومجموعة من ابنائه لتقديم حفل موسيقي في أربيل العاصمة بمناسبة تحرر هذا البلد من استبداد الطاغية صدام حسين. وهو ما كان يحلم به منذ قرابة أربعة عقود من الزمن. وفي هذه الرحلة التي تظهر الطبيعة الجغرافية الصعبة
والجميلة في آن، وكثرة الحواجز التي تعترض حافلة هذا الفنان، إذ تقف حجر عثرة في تحقيق الحلم. وذلك رغم كل الجهود التي يبذلها متوسلاً الخدعة، والرشوة، واللجوء إلى الأضرحة للتبرك. غير أن لعنة الجغرافيا، وقوة العسكر كانت تحطم كل ما كان يفعله.
ما يميز هذا الفيلم هو مزجه بين الواقعية والفانتازيا بأسلوب أشبه بالواقعية السحرية، وإذا كنا نعلم حسب تصريح مخرج العمل أن الفيلم مستوحى من سيمفونية القداس الجنائزي لموتسارت. فإنه سيسهل علينا فك شيفرة هذا التابوت الذي يرافق بطل الفيلم، ويظهر في كل ذروة والذي سيوضع فيه بعد أن تقتله قسوة الطبيعة متغلبة على حلمه وبنيته الضعيفة. يجمع الفيلم بحرفية عالية بين الكوميديا والتراجيديا. وخاصة في سلوك شخصية كاكو السائق الطريفة والمركبة في نصف القمر الذي يعتبره البعض رمز الجمال وبعضه نحس وملاك موت يتجسد في شخصية الفتاة التي تهبط عليه من عل وتقوده إلى حتفه. إذ أن القدر لدى الكرد أنثى، الأنثى أو المرأة التي تلعب دوراً محورياً وهاماً في هذا الفيلم. حدود وجبال ومهربون وعسكر وحواجز تجتمع كلها لتحطيم حلم فنان. تماماً كمقاومة المخرز والعين.
يذكر أن الفيلم نال العديد من الجوائز منها السعفة الذهبية. وفي نهاية العرض شكر مدير النادي الحضور على تجشمهم مشقة الحضور طالباً منهم متابعة نشاطات النادي الذي آل على نفسه تقديم العروض وإقامة الندوات السينمائية في المستقبل القريب.