كأني أسمع نواح نساء عامودا، وهنّ يبكين قبل أكثر من خمسة عقود خَلت، تبكي الواحدة منهنَّ، و ما مِن أحدٍ يواسيها، ذلك أنّ الكثرة الكثيرة منهنَّ في نواح، يُرافقه تساؤل استهجاني للربّ، (خودا يو ما ته جه كر – يا إلهي .. أيُّ فعلٍ أتيتَ به) !!!!.
والنار المُتربّعة على عرش الآلهة منذ القِدم، تفعل فعلها مع القوب القوية قبل الصغيرة، سالبة إرادة البشر بلفحاتها المرعبة، وحده مَن يزى في نفسه قائدا، يرفى في نفسه الشجاعة لمجابهتها، و الآغا الذي سلبته ((الثورة)) ليس أراضيه فحسب، بل صلاحياته في قيادة المجتمع المحلي، وسلمتها الى الرعاع والحثالة، الذين استغلوا مناصبهم في السرقات و تلقي الرشاوى، ونشر الفساد، فقط كي يكونوا آغوات جبناء لا يعرفون من أمور القيادة سوى الفرار بأنفسهم حين تدلهمٌّ المِجن، في تلك الليلة الكارثة، كان الآغا (محمد سعيد آغا الدقوري) في حلٍ من أمره، و ما لأحد أن يعاتبه،فيما لو وقف مُتفرجاً كما الكثيرين خاصة بعد أن أعلمه مَن حوله بأن أولاده خارج السينما المُستعرة، غير أن ملكة القيادة، والشعور النابع من المسؤولية، كانتا من أهم العوامل، في أن يقتحم الاعصار الناري قائلاً : ” كلهم أولادي ” .
Ghassan.can@gmail.com