Hisen65@gmail.com
نسرين كاتبة كوردية,تكتب نصوصها بشفافية راقية وبلغة نيرة في هذا العالم الواهن,وهي إنسانة مؤمنة بقضايا شعبها وتحثهم إلى الخلاص من الذل والعبودية المصطنعة,والتي ترجع أصولها إلى الجاهلية ,والقلم عندها طليق إذا كان اللسان أسير الكلام .
هل نسرين اسم مستعار أم هو حقيقي ..
ولما الإستعار..؟ ونحن الذين لم نشبع بعد من أسمائنا, ونحن الذين حظروا أسماؤنا في سجلات القيد .
كيف كانت لحظات دخولها إلى فضاءات الكتابة..؟!
علينا أن نجسد الخالق في نفسنا ونتقرب منه حتى نتصالح مع ذاتنا, هو القلم الذي يخط السطر ويرسم بذلك إحساسنا طالما أراد أن يخرجها ويكشفها للاخر .
لحظة الغوص في بحر الكلمات ..؟ ترى هل كانت بدراية ام كانت هنيهة من القدر..؟
أنها لحظة الدهشة، لحظة اليقين ،لحظة تصل فيها الى حد الرقص مع الكلمات, حد اللذة واللهفة لحظات تغرف من روحك بحوراً من أسرار البوح, وحده الصدق والتصالح يمنحك المعنى لكلماتك .
لحظة انكسار القلم عند نسرين.. وفي حين ان المشهد هو نفسه سيد البوح ..؟
هناك كلمات تبقى محبوسة في أنفاسنا ولعلها تكون أجمل الكلمات التي نتمنى البوح بها ولكن لعلها الصمت أمام التعبير عنها يزيدها جمالا” وحدهم من يحبنا بصدق يفهم لغة صمتنا.
هل تكتب نسرين لذاتها ” التزاماً ” لعلها تجد فيها کل ما هو وإنساني من حب وعشق مصلوب .. أم ان ما تسطره هو الكتابة نفسها و لنفسها .. ام ماذاً..؟!
لحظات تمر أمام أعيننا كسنا البرق ,نكون فيها أحوج إلى الصراخ لإيصال صوت وجداننا الإنساني, ولكن هيهات أن يصل الصوت إلى مسامع البشرية ,وكم من لحظات مرت كنا أحوج إلى تخليدها كصورة تذكارية ,وحده القلم يمنحك الأمان ,والثقة, لتخاطب فيها الضمائر الإنسانية ,وتنشر بها ألمك ,وأفراحك أفكارك, ولحظات ضعفك وقوتك, وحدها أسطر من الشعر ترثي لك لحظة انكسارك, تعوضك عن دمعٍ ,أغرورق في عينيك, أبى وعصى عن السقوط .
نسرين : نقرأ كثيراً من النصوص النثرية.!! ولكن قليل منها تحرك ارواحنا وترفعها الى عنان السماء ,فهل ما تكتبينه هو مبتغانا في النص النثري نفسه وما تريده أرواحنا لحظة الدهشة ؟ام ماذا..؟
نحن نسير في دروب الحياة ,والحياة تغني وتبكي معنا فقط أغنية واحدة ندندنها مع مشوارنا في المسير وهي تلك التي تحاكي وجداننا هي ذاتها تلك الكلمات التي تدغدغ مشاعرنا وتُسرع ضربات قلبنا.
لحظة الكتابة عند نسرين.. هل هي مقيدة بفعل ما . ام تدخل محرابها في لحظة من القدر .
الهنيهة هي التي تخترع كلماتها, وفقاً لما آل إليه شعورنا , فنحن دوما نسير في الحياة بصيرورة من الأمل والتفاؤل .
ما دور الرجل في كتابات نسرين .
بالأمس كانت تغزل لنفسها شالا” من خيوط الأمل ,متعبة جالسة على كرسي القدر .بان من بعيد ملاكٌ هذا أم ماردٌ عتيد ,ها هو يقترب يدنو رويدا يلبسها الإستبرق والحرير .وقفت, لملمت جراحها , نسيت غزلها, وانبهرت بالكلام الجميل, ونامت تحلم بالحب ,ترى متى يحين ,وانتظرت وعدا ,ووعود, وبقيت جالسة ترنو إلى البعيد ,ترى أين الفارس المغوار..؟ّ! هل كان حلما..! أو خيال..! أم كان شيطانا”يؤدي دور ملاك…؟!
هل بالإمكان أن تحدد لنا مكامن اللذة في نصوصها بدقة .؟؟
أعتقد أن اللذة شعور غريب حتى نشعر بها , علينا أولاً أن نتجاوز مرحلة من الألم , لكي نشعر بها , ونميز دقتها, لا بد أن نفهم الضد منها , وكلما كان الألم شديداً تكون حد اللذة أعلى وأجدر , وبمحاولة من الكاتب إسقاطها على الواقع , أنا أعتقد أنه عليه أن يصور الفرح عندما يكون هو نفسه تعيساً , وأن يكتب عن الأمل عندما يكون يائسا ,ًوبدقة أكثر سأقول : المريض يكون أكثر وصفاً للصحة لأنه الأكثر حاجة لها ,والكاتب ايضاً عليه أن يكتب بعكس ما يشعر به كي يتلذذ بانتصار كلماته عندما يصيب .
ما المشروع الثقافي الذي تحمله نسرين للمشهد الثقافي الكردي في المستقبل . هل من رؤية محددة
ثقافة أي مجتمع هو إنعكاس لواقعه الإجتماعي وإرثه الحضاري وما رسخ من أفكار في عقلية المجتمع عبر التاريخ إلا أن اللغة هي التي كانت الأداة لترسيخ أية فكرة والكتابة كانت البوتقة الحامية لثقافة أي مجتمع حضاري من الإنصهار والزوال ونتيجة لعدم تمتع المجتمع الكردي بإستقلاليته اللغوية والفكرية والسياسية والإجتماعية نتج لدى الشعب الكردي ثقافة بعدة لغات أثر الكورد بتطوير ثقافته من خلال لغة وثقافة المجتمعات التي تعايشت في كنفها مثل اللغة العربية والتركية والفارسية وحتى اللغة الروسية حيث ساهموا في إغناء ثقافة تلك المجتمعات وكان لهم الأثر العظيم وهذا ما ساهم في إضعاف إبراز ثقافة الكرد بلغتها الأم وأنا كغيري لا أجيد التعبير عن خوالج نفسي إلا من خلال اللغة التي تعلمت بها وقرأت بها وهي اللغة العربية تلك اللغة الغنية بالمفردات هي تلك اللغة التي أبدع الأكراد بها من خلال الشاعر الكبير أحمد شوقي والكاتب سليم بركات وطبعا غيرهم كثر لذلك أشدد على أهمية اللغة في إبراز المعالم الثقافية وأتمنى لو أن اللغة الكردية تأخذ نصيبها كأي لغة أخرى فقط لتتزود الحضارة الإنسانية بمزيد من الإبداع والأدب .
هل استفادت الكاتبة نسرين من الحركة النقدية خاصة في المشهد الكوردي و هل تقبل النقد أصلا ..؟!
مؤكد أن النقد هو المكوك الأساسي لتطوير أي عمل شرط أن لا يكون النقد فقط للنقد دون أي دراسة أو تدقيق للموضوع أي الإبتعاد عن السطحية أو الشخصنة لنكون أمام ألية نقدية وإبداعية للحالة وأنا بكل تواضع أحتاج إلى النقد ليكون حافز للتطوير وبالنهاية الناقد هو الطبيب الذي يشخص الحالة المرضية إن وجدت ويصف الدواء المناسب لتفادي العلة. والنقد في الأدب هو لتطوير الأدوات الكتابية لدى الكاتب او الشاعر .
كيف ترى نسرين الخطاب الثقافي الكردي – السوري – اليوم .. في ظل هذا التشتت الواضح والصريح .
إستاذي الكريم المجتمع السوري عموماً والكوردي على وجه الخصوص يعاني من أزمة ثقافية حادة في ظل الإحتكار السياسي للمشهد عموماً ناهيك عن التشرزم الواضح والجلي في أوساط المثقفين أو المتثاقفين من خلال رؤيتهم وقرأتهم للمشهد السوري الذي لا يزال البعض منهم يتناحر في وصف المستبد ,كونه مستبداً أم لا..؟ أمثال أدونيس وغيره من الفنانيين والكتاب والمبدعين الذين تتحكم المادة أو الإيدولولجية بمفهومهم الثقافي. كيف لا… والاستبداد مارس ولا يزال يمارس أبشع الطرق لتمزيق المجتمع السوري وزرع الفتن بينهم . وهناك نقطة مهمة أود الإشارة اليها ألا وهي التسابق والتكالب من قبل أصحاب الأقلام لإحتكار الساحة الثقافية لمصالحه الحزبية أو الإيديولوجية بعيدة كل البعد عن مآسي المجتمع وتفككه وانحلاله .
ماذا بعد هذا الحديث…؟! يا نسرين ..!هل تتأملين ككتابة بظهور القليل من الضوء في نهاية هذا النفق الذي نراه ..؟