صالح بوزان
في الحقيقة لم أكن أنسجم مع فكر المفكر السوري الدكتور طيب تيزيني بالقدر الذي كنت أنسجم مع فكر المفكر السوري الآخر صادق جلال العظم. ولم يكن عدم الانسجام هذا ناتجاً عن مزاجية، بل كان يستند إلى قراءتي لما كان يكتبه تيزيني.
في الحقيقة لم أكن أنسجم مع فكر المفكر السوري الدكتور طيب تيزيني بالقدر الذي كنت أنسجم مع فكر المفكر السوري الآخر صادق جلال العظم. ولم يكن عدم الانسجام هذا ناتجاً عن مزاجية، بل كان يستند إلى قراءتي لما كان يكتبه تيزيني.
في الثمانينات كنت في قيادة اتحاد الشباب الديمقراطي التابع للحزب الشيوعي السوري, وكنت ملزماً لإعداد محاضرات تثقيفية للشباب. ولعدم خبرتي على هذا الصعيد، وضعف اطلاعي على علم النفس وكل ما يتعلق بشؤون الشباب كنت مضطراً للبحث عن الكتب التي تخص الشباب.
وما دفعني إلى هذا البحث أنني مرة أعددت محاضرة حول دور الشباب في المجتمع، وألقيتها لمجموعة من الشباب والشابات في معسكر صيفي كنا قد أعددناه في مزرعة لرفيق حزبي تبعد 20 كم جنوب مدينة حلب. أثناء إلقائي للمحاضرة، وكان لدي توقع أنها ستعجبهم كثيراً. إلا أنني أصبت بخيبة أمل. فقد لاحظت التململ بين صفوفهم، وبعضهم أخذ يميل إلى النوم.
كانت هذه المحاضرة سبباً للبحث عن كل ما يتعلق بالشباب. ومن بين الكتب التي اطلعت عليها سلسلة كتب بحجم كتب الجيب معدة لتثقيف شبيبة الثورة المنظمة الرديفة لحزب البعث. في هذه السلسلة قرأت مجموعة محاضرات للدكتور طيب تيزيني القاها على شبيبة الثورة في دوراتها التثقيفية. في هذه المحاضرات لاحظت النزعة العروبوية لديه. عندما أقول النزعة العروبوية فأنا لا أقصد اعتزازه بقوميته ودعوة الشبيبة العربية بالتمسك بقوميتها. وإنما أقصد نزعة التعريب للتاريخ وللفكر فيما يتعلق بالمنطقة وتراثها الإسلامي بالأخص. وعلى هذا الأساس نظرت إلية كأحد مثقفي السلطة. ومما عزز هذه الفكرة لديّ كتابه “من يهوه إلى الله”. ففي هذا الكتاب (جزءان) شعرت التحامل السياسي على الفكر اليهودي، وكأنه ينظر إلى اليهودية والتوراة من منظار عفلقي. وفي الحقيقة استهجنت موقفه في حواره التلفزيوني مع الدكتور محمد رمضان البوطي في الثمانينات. لقد كان انهزامياً في هذا الحوار. وإذا لم تخني الذاكرة فالبوطي كان يريد أن يحصره في زاوية لا يتجرأ أن يقول فيها قناعاته. فتعامل معه على قاعدة معادلة بسيطة وهي كوننا جميعاً مؤمنين بالإسلام ، وبما أن القرآن كتاب الله، وبالتالي فالحقائق الواردة فيه مطلقة.
في بداية عهد الأسد الابن، كنت قد تركت الحزب الشيوعي السوري، وكان الدكتور قدري جميل يعمل لتشكيل حزبه بعد أن انشق من حماته وصال فرحة بكداش سكرتيرة الحزب الشيوعي السوري جناح خالد بكداش. اتصل بي ودعاني إلى دمشق بهدف إصدار مجلة يسارية يريد أن يكون هيئة تحريرها من المستقلين، وذكر أن من بين المرشحين لهذه الهيئة الدكتور طيب تيزيني. في اجتماعنا الأول بحثنا إستراتيجية المجلة. كانت وجهة نظر تيزيني أن تكون المجلة لها طابع فكري وطني، فوقفت إلى جانب وجهة نظره. وكان من بين المرشحين لهيئة التحرير رجل دين لا أتذكر اسمه.
في هذا اللقاء تعرفت أكثر على تيزيني. فبالرغم من كونه أستاذ جامعي كان بسيطاً في ملبسه وسلوكه، ويتقن الإصغاء للآخر ولا يقاطع محدثه.
مر في ذاكرتي كل هذه الأحداث عندما قرأت مؤخراً ما كتبه السيد إسماعيل مروة تحت عنوان ” عندما بكى طيب تيزيني!!” ونشره موقع كلنا شركاء.
تأثرت بكلامه الذي نقل عنه السيد إسماعيل مروة. شعرت أن هناك من يخاطبني من الأعماق. لقد عرج تيزيني على علاقته بالدكتور محمد سعيد رمضان البوطني، وعبر عن حزنه لمقتله. عبر عن ذلك بعواطف شعرت أنها صادقة. كما عبر عن حزنه فكرياً. قال: ” لم يقتلوه عندما قتلوه، بل قتلوني أنا، نعم قتلوني أنا، فقد اغتالوا المكافئ والخصم العنيد والمملوء، وتركوني وحدي أحاور ذاتي، ولا أجد من أتحاور معه!”. نعم كانوا على طرفي نقيض، ولأول مرة أسمع من رجل شرق – أوسطي يحزن لفراق خصمه، بينما الساسة والكثير من مثقفينا يفرحون علناً أو ضمناً لموت خصمهم. ويا ليت الأمر يقف عند الفرح، بل يرتكبون أفظع الجرائم من أجل القضاء على الخصم السياسي.
ما لفت انتباهي في قول تيزيني حزنه الفكري حين قال: ” إن قيمتك تأخذها من الآخر الذي يخالفك، وليس ممن يوافقك الرأي، وعندما تفقد خصمك تفقد ذاتك”. يا لها من حقيقة صادمة تعبر عن توازن فكري عميق. إنه إدراك متميز بعمق جدلية الحياة والموت، وجدلية الرأي والرأي الآخر.
أعتقد ستجري دماء كثيرة على صعيدنا السوري، وفي المشرق عامة، حتى نصل إلى هذه القناعة التي عبر عنها تيزيني ونمارسها في الواقع العملي. نحن في الشرق نعتبر أنفسنا آلهة، سواء أكانت آلهة صغيرة أو كبيرة. المهم كل واحد منا يشعر في داخله أنه إله في محيطه. فالإله الأوحد، في كل الكتب السماوية، لا يقبل إلهاً آخر بجانبه، ولذلك بشر الذين يشركون به أشد أنواع العذاب. ونحن هكذا لا نقبل الآخر المخالف بجانبنا، ونعمل المستحيل من أجل القضاء عليه, ولتحقيق هذا الهدف نرتكب أفظع الجرائم ونعتبرها مبررة مادامت توصلنا للهدف المنشود.
تيزيني في حديثه المشار إليه أعلاه، لا يقف عند هذه الأمور فقط بل عبر عن مسألة في غاية الأهمية. حين تحدث عما يجري في سوريا اليوم. ” إن ما رأيته في هذه السنوات لن أنساه ما حييت، ولم أكن لأتخيل أنني سأراه”. نعم .. هذا هو لسان حال أكثرية السوريين. كلما أسافر إلى حلب وأنظر إلى تحول المساكن إلى تلال من الانهدامات تشبه الأطلال، أتذكر معلقة أمرؤ القيس. لا أصدق أن هناك بشراً فعلوا كل هذا الدمار. هناك صور نشرت في الانترنيت أفظع من كل صور الحرب العالمية الثانية. فحلب من الجهة الشمالية والشرقية والجنوبية تذكرني بستالينغراد التي لم تبق فيها بناية سالمة. ويبدو أن تيزيني انهار، كما انهار كل واحد منا أمام هذه الحقائق التي لا تحتاج إلى أية لغة. “إن أصعب شيء رأيته هو انهيار القيم، لأكتشف أن كل ما نتغنى به مجرد قشور، وأن الحضارة التي ندعيها لم تكن كافية لإظهار الجوهر، وعندما ظهر الجوهر كان الجوهر عهراً كبيراً يعجز المرء أمامه..!”.
نعم في بلدنا انهارت القيم، وحين تنهار القيم عند الإنسان يعود إلى بداياته الأولى، إلى الحيونة بلغة العظيم ممدوح عدوان. ما قيمة أن ينتصر أحد الأطراف في الصراع الجاري في سوريا بعد كل هذا الدمار والقتل وهدر كرامة الإنسان، ويعلن لنا أنه بمساعدة “القيم المنهارة” انتصر؟
أعرف أن تيزيني ليس شاعراُ ولم أسمع تعاطيه مع الأدب. ولكن، تشخيص الواقع بصدق قد يتحول إلى ملحمة تضاهي أكبر الملاحم الشعرية. لنقرأ ما يقول: “عن ماذا أكتب؟ عن سورية المستباحة؟ وحدها تقف ممزقة عارية، والكل يقف حولها لنهشها واغتصاب رقتها وحسنها؟ عن السوري الذي كان رجلاً واليوم يمارس رجولته على امرأة مسلوبة الإرادة؟ “.
في الحالات العادية يعتبر اغتصاب النساء جرائم كبيرة. وغالباً هدفه تحقيق الرغبة الجنسية الحيوانية. ولكن في الواقع السوري الراهن فالاغتصاب له أهداف أبعد من إشباع تلك الغريزة الحيوانية. تصوروا أن هذه الأهداف هي أقذر بكثير من تلك الرغبة الحيوانية. في الحقيقة ليست نساءنا وبناتنا تغتصب في هذا الصراع العبثي، بل سوريا هي التي تغتصب.
بالرغم من موقفنا من النظام السوري ومن الفئة الحاكمة والفساد والرشوة..الخ، كنا نعتقد أن الشعب السوري متميز بين شعوب المنطقة. هكذا كنا نتصور. لكن هذه الحرب الأهلية كشفت عن العفن الذي كان في داخلنا. لقد كنا نتغنى بقشور على أنها جواهر. غير أن الحقيقة عرتنا “..أخشى على سورية في الأيام القادمة من الانهيار. التاريخ الذي نحبه دمّر، والآثار والحضارة لم يبق منها سوى 20% فقط، كله نهب، إذا بقينا كيف سننهض؟
لقد أحزنني تيزيني، لأنه كشف ما في داخلي. وأنا أكثر المتشائمين تجاه ما يجري في سوريا. ولدي اعتقاد أن تاريخ البشرية هي تراجيديا كبيرة وطويلة، وأن الشر هو الذي انتصر حتى الآن. على الأقل في شرقنا الكئيب.
للاطلاع: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=389887
كانت هذه المحاضرة سبباً للبحث عن كل ما يتعلق بالشباب. ومن بين الكتب التي اطلعت عليها سلسلة كتب بحجم كتب الجيب معدة لتثقيف شبيبة الثورة المنظمة الرديفة لحزب البعث. في هذه السلسلة قرأت مجموعة محاضرات للدكتور طيب تيزيني القاها على شبيبة الثورة في دوراتها التثقيفية. في هذه المحاضرات لاحظت النزعة العروبوية لديه. عندما أقول النزعة العروبوية فأنا لا أقصد اعتزازه بقوميته ودعوة الشبيبة العربية بالتمسك بقوميتها. وإنما أقصد نزعة التعريب للتاريخ وللفكر فيما يتعلق بالمنطقة وتراثها الإسلامي بالأخص. وعلى هذا الأساس نظرت إلية كأحد مثقفي السلطة. ومما عزز هذه الفكرة لديّ كتابه “من يهوه إلى الله”. ففي هذا الكتاب (جزءان) شعرت التحامل السياسي على الفكر اليهودي، وكأنه ينظر إلى اليهودية والتوراة من منظار عفلقي. وفي الحقيقة استهجنت موقفه في حواره التلفزيوني مع الدكتور محمد رمضان البوطي في الثمانينات. لقد كان انهزامياً في هذا الحوار. وإذا لم تخني الذاكرة فالبوطي كان يريد أن يحصره في زاوية لا يتجرأ أن يقول فيها قناعاته. فتعامل معه على قاعدة معادلة بسيطة وهي كوننا جميعاً مؤمنين بالإسلام ، وبما أن القرآن كتاب الله، وبالتالي فالحقائق الواردة فيه مطلقة.
في بداية عهد الأسد الابن، كنت قد تركت الحزب الشيوعي السوري، وكان الدكتور قدري جميل يعمل لتشكيل حزبه بعد أن انشق من حماته وصال فرحة بكداش سكرتيرة الحزب الشيوعي السوري جناح خالد بكداش. اتصل بي ودعاني إلى دمشق بهدف إصدار مجلة يسارية يريد أن يكون هيئة تحريرها من المستقلين، وذكر أن من بين المرشحين لهذه الهيئة الدكتور طيب تيزيني. في اجتماعنا الأول بحثنا إستراتيجية المجلة. كانت وجهة نظر تيزيني أن تكون المجلة لها طابع فكري وطني، فوقفت إلى جانب وجهة نظره. وكان من بين المرشحين لهيئة التحرير رجل دين لا أتذكر اسمه.
في هذا اللقاء تعرفت أكثر على تيزيني. فبالرغم من كونه أستاذ جامعي كان بسيطاً في ملبسه وسلوكه، ويتقن الإصغاء للآخر ولا يقاطع محدثه.
مر في ذاكرتي كل هذه الأحداث عندما قرأت مؤخراً ما كتبه السيد إسماعيل مروة تحت عنوان ” عندما بكى طيب تيزيني!!” ونشره موقع كلنا شركاء.
تأثرت بكلامه الذي نقل عنه السيد إسماعيل مروة. شعرت أن هناك من يخاطبني من الأعماق. لقد عرج تيزيني على علاقته بالدكتور محمد سعيد رمضان البوطني، وعبر عن حزنه لمقتله. عبر عن ذلك بعواطف شعرت أنها صادقة. كما عبر عن حزنه فكرياً. قال: ” لم يقتلوه عندما قتلوه، بل قتلوني أنا، نعم قتلوني أنا، فقد اغتالوا المكافئ والخصم العنيد والمملوء، وتركوني وحدي أحاور ذاتي، ولا أجد من أتحاور معه!”. نعم كانوا على طرفي نقيض، ولأول مرة أسمع من رجل شرق – أوسطي يحزن لفراق خصمه، بينما الساسة والكثير من مثقفينا يفرحون علناً أو ضمناً لموت خصمهم. ويا ليت الأمر يقف عند الفرح، بل يرتكبون أفظع الجرائم من أجل القضاء على الخصم السياسي.
ما لفت انتباهي في قول تيزيني حزنه الفكري حين قال: ” إن قيمتك تأخذها من الآخر الذي يخالفك، وليس ممن يوافقك الرأي، وعندما تفقد خصمك تفقد ذاتك”. يا لها من حقيقة صادمة تعبر عن توازن فكري عميق. إنه إدراك متميز بعمق جدلية الحياة والموت، وجدلية الرأي والرأي الآخر.
أعتقد ستجري دماء كثيرة على صعيدنا السوري، وفي المشرق عامة، حتى نصل إلى هذه القناعة التي عبر عنها تيزيني ونمارسها في الواقع العملي. نحن في الشرق نعتبر أنفسنا آلهة، سواء أكانت آلهة صغيرة أو كبيرة. المهم كل واحد منا يشعر في داخله أنه إله في محيطه. فالإله الأوحد، في كل الكتب السماوية، لا يقبل إلهاً آخر بجانبه، ولذلك بشر الذين يشركون به أشد أنواع العذاب. ونحن هكذا لا نقبل الآخر المخالف بجانبنا، ونعمل المستحيل من أجل القضاء عليه, ولتحقيق هذا الهدف نرتكب أفظع الجرائم ونعتبرها مبررة مادامت توصلنا للهدف المنشود.
تيزيني في حديثه المشار إليه أعلاه، لا يقف عند هذه الأمور فقط بل عبر عن مسألة في غاية الأهمية. حين تحدث عما يجري في سوريا اليوم. ” إن ما رأيته في هذه السنوات لن أنساه ما حييت، ولم أكن لأتخيل أنني سأراه”. نعم .. هذا هو لسان حال أكثرية السوريين. كلما أسافر إلى حلب وأنظر إلى تحول المساكن إلى تلال من الانهدامات تشبه الأطلال، أتذكر معلقة أمرؤ القيس. لا أصدق أن هناك بشراً فعلوا كل هذا الدمار. هناك صور نشرت في الانترنيت أفظع من كل صور الحرب العالمية الثانية. فحلب من الجهة الشمالية والشرقية والجنوبية تذكرني بستالينغراد التي لم تبق فيها بناية سالمة. ويبدو أن تيزيني انهار، كما انهار كل واحد منا أمام هذه الحقائق التي لا تحتاج إلى أية لغة. “إن أصعب شيء رأيته هو انهيار القيم، لأكتشف أن كل ما نتغنى به مجرد قشور، وأن الحضارة التي ندعيها لم تكن كافية لإظهار الجوهر، وعندما ظهر الجوهر كان الجوهر عهراً كبيراً يعجز المرء أمامه..!”.
نعم في بلدنا انهارت القيم، وحين تنهار القيم عند الإنسان يعود إلى بداياته الأولى، إلى الحيونة بلغة العظيم ممدوح عدوان. ما قيمة أن ينتصر أحد الأطراف في الصراع الجاري في سوريا بعد كل هذا الدمار والقتل وهدر كرامة الإنسان، ويعلن لنا أنه بمساعدة “القيم المنهارة” انتصر؟
أعرف أن تيزيني ليس شاعراُ ولم أسمع تعاطيه مع الأدب. ولكن، تشخيص الواقع بصدق قد يتحول إلى ملحمة تضاهي أكبر الملاحم الشعرية. لنقرأ ما يقول: “عن ماذا أكتب؟ عن سورية المستباحة؟ وحدها تقف ممزقة عارية، والكل يقف حولها لنهشها واغتصاب رقتها وحسنها؟ عن السوري الذي كان رجلاً واليوم يمارس رجولته على امرأة مسلوبة الإرادة؟ “.
في الحالات العادية يعتبر اغتصاب النساء جرائم كبيرة. وغالباً هدفه تحقيق الرغبة الجنسية الحيوانية. ولكن في الواقع السوري الراهن فالاغتصاب له أهداف أبعد من إشباع تلك الغريزة الحيوانية. تصوروا أن هذه الأهداف هي أقذر بكثير من تلك الرغبة الحيوانية. في الحقيقة ليست نساءنا وبناتنا تغتصب في هذا الصراع العبثي، بل سوريا هي التي تغتصب.
بالرغم من موقفنا من النظام السوري ومن الفئة الحاكمة والفساد والرشوة..الخ، كنا نعتقد أن الشعب السوري متميز بين شعوب المنطقة. هكذا كنا نتصور. لكن هذه الحرب الأهلية كشفت عن العفن الذي كان في داخلنا. لقد كنا نتغنى بقشور على أنها جواهر. غير أن الحقيقة عرتنا “..أخشى على سورية في الأيام القادمة من الانهيار. التاريخ الذي نحبه دمّر، والآثار والحضارة لم يبق منها سوى 20% فقط، كله نهب، إذا بقينا كيف سننهض؟
لقد أحزنني تيزيني، لأنه كشف ما في داخلي. وأنا أكثر المتشائمين تجاه ما يجري في سوريا. ولدي اعتقاد أن تاريخ البشرية هي تراجيديا كبيرة وطويلة، وأن الشر هو الذي انتصر حتى الآن. على الأقل في شرقنا الكئيب.
للاطلاع: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=389887