جميل حسن
على شرفة بيتي في سفحٍ من جبال كردستان الشامخة وفي إطلالتي على التلال والسهول السندسية الخضراء ، ومع نسيم آذارالعليل ، في الضحى وأنا أستأنس مع رشفة فنجان القهوة وسحاب السيكارة اللذيذة ، أرى إبتسامة الأزهار بلونها الأبيض والأصفر الزاهي ، وبراعم الورود تعلو برأسها في إنتظار قبعتها الحمراء ، وأغصان الشجر الغضة تتمايل بفستانها الفستقي ، ومع أزيز النحل وهي تغادر قناديلها وتحلق في الأفق وتطير، ومع تغريد البلابل وزقزقة الدوري وهي ترفرف بأجنحتها المزركشة وتحط من شجرةٍ الى أخرى ، وكلها في أحضان كردستان المخملية الخلابة تلهو وتمرح وترقص وتشدو أغنية الحياة الجديدة ، في إحتفاءٍ وكرنفال رائع في إستقبال وتكريم وتعظيم عيد الميلاد ، عيد الكرد وكردستان ، عيد نوروز المجيد .
وأنا أتطلع إليهم في سرور وحب من طرف واحد دون مقابل ، لعلهم يرونني وحيداً من غير جمعٍ من بني قومي نلعب ونشدو معاً بصدق وإخلاص لثورة الكرامة والحرية ، فيشككون بأمري ويستهزؤون بي .
19 – 3 – 2014