مشاعر نوروزية حقيقية

   جميل حسن

على شرفة بيتي في سفحٍ من جبال كردستان الشامخة وفي إطلالتي على التلال والسهول السندسية الخضراء ، ومع نسيم آذارالعليل ، في الضحى وأنا أستأنس مع رشفة فنجان القهوة وسحاب السيكارة اللذيذة ، أرى إبتسامة الأزهار بلونها الأبيض والأصفر الزاهي ، وبراعم الورود تعلو برأسها في إنتظار قبعتها الحمراء ، وأغصان الشجر الغضة تتمايل بفستانها الفستقي ، ومع أزيز النحل وهي تغادر قناديلها وتحلق في الأفق وتطير، ومع تغريد البلابل وزقزقة الدوري وهي ترفرف بأجنحتها المزركشة وتحط من شجرةٍ الى أخرى ، وكلها في أحضان كردستان المخملية الخلابة تلهو وتمرح وترقص وتشدو أغنية الحياة الجديدة ، في إحتفاءٍ وكرنفال رائع في إستقبال وتكريم وتعظيم عيد الميلاد ، عيد الكرد وكردستان ، عيد نوروز المجيد .
وأنا أتطلع إليهم في سرور وحب من طرف واحد دون مقابل ، لعلهم يرونني وحيداً من غير جمعٍ من بني قومي نلعب ونشدو معاً بصدق وإخلاص لثورة الكرامة والحرية ، فيشككون بأمري ويستهزؤون بي .

19 – 3 – 2014

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…

ماهين شيخاني.

 

وصلتُ إلى المدينة في الصباح، قرابة التاسعة، بعد رحلة طويلة من الانتظار… أكثر مما هي من التنقل. كنت متعبًا، لكن موعدي مع جهاز الرنين المغناطيسي لا ينتظر، ذاك الجهاز الذي – دون مبالغة – صار يعرف عمودي الفقري أكثر مما أعرفه أنا.

ترجّلتُ من الحافلة ألهث كما لو أنني خرجتُ للتو من سباق قريتنا الريفي،…