الصحافة الكوردية في خطر…؟

  أمين عثمان

عيد الصحافة الكوردية يوافق يوم 22 نيسان من كل عام، وهو اليوم الذي أصدر فيه مقداد مدحت بدرخان اول جريدة كوردية باسم «كردستان» بمصر في عام 1898،

وتحتفل صحفيي كوردستان كل عام بهذه الذكرى منذ بدأ الصحافة الكوردیة مسیرتها بصدور جریدة اهلیة مما یعني ان الجریدة (كوردستان) لم تكن تابعة لایة قوة او حركة سیاسیة محددة، لكن و بعد مرور ١١٥ عاما لا توجد ایة مٶسسة اعلامیة اهلیة كوردیة، بل هناك عدد من المٶسسات الاعلامیة تعمل كلها للتعبیر عن آراء ومعتقدات الاحزاب السیاسیة .
الصحافة الكوردية في خطر ويلعب دورا سلبيا بدلا من تشكيل رأي عام  يخلق  التوتر والفوضى والتحريض
ومسيرة الصحافة  الكوردية تتحول من سيء الی الاسوء یوما بعد یوم، حيث نرى  الصحف والمواقع والفضائيات تنشر اخبار وبيانات وتقارير دون مصادر وايضا يقوم بالتحريف والتزويروالتحوير والمصدر الوحید المعتمد علیە سیكون الاشخاص والمسٶولین الذين یرفضون الكشف عن اسمائهم دون وازع اخلاقي أو ضمير . أين ميثاق الشرف الصحفي ..؟
يبدو ان مهنة الصحافة  اصبحت مهنة من لا عمل له او مهنة للارتزاق كما في اقليم كوردستان هناك سبعة الاف صحفي يقبضون الرواتب ومسجلين في نقابة الصحفيين ونحن نقلد اخوتنا الكبار في الفساد الاعلامي
صار كل من يملك كومبيوترا يصبح صحفيا …؟
أين مهنة المتاعب والعمل ليل نهار بحثا عن المصادر والوثائق والعيش في قلب الحدث ونقل الاخبار من مصادرها ومصداقية التقارير ..؟
في فوضى الثورة ظهر تشكيلات صحفية  وشخصيات انتهازية  على شاشات الفضائيات يتكلم حسب سياسة الفضائية التابعة للجهة التي تمولها . وليس في قول الحقائق للراي العام . في زمن الفوضى تم شراء نقابات ومؤسسات لصالح اجندات حزبية اقليمية وسلطة ومعارضة ..؟
سقوط ديكتاتوريات يعني ايضا سقوط الاعلام الديكتاتوري الذي يطبل ويزمر لهم
محاربة الفساد يعني محاربة الشخصيات الانتهازية  الثقافية التي يبيع قلمها وضميرها لمن يدفع اكثر
ظهر الاعلاميون الذين يبحثون عن وظيفة في جريدة اوقناة تلفزيونية وصحفيون يعرضون خدماتهم للبيع .. وظهر كتبة التقارير بدون مصادر يخلطون الاوراق ويخلقون المهاترات
موجة التغيير وسقوط الاقنعة  .لذلك سيبقى الكلمة الحرة  رغم الغوغائية والثرثرة لتشويه الوعي والاصطياد في الماء العكر وسيبقى من يحملون ارواحهم فوق اكتافهم ويستشهدون من اجل الكلمة الحرة وهناك من يعمل بصدق واخلاص في مهنة المتاعب ويعملون في هدوء دون ضجات اعلامية و يعتقلون ويقبعون في زنزانات السلطة .
نصل الى نتيجة : اذا كان صاحب البيت مولعا بالطبل فما على .. بالرقص ..؟
الفساد الاعلامي اخطر من الاعلام الديكتاتوري .

 للوصول الى صحافة حرة مستقلة بعيدة عن اجندات حزبية واقليمية  لابد من شخصية حرة مستقلة

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

رضوان شيخو

يا عازف العود، مهلا حين تعزفه!
لا تزعج العود، إن العود حساس..
أوتاره تشبه الأوتار في نغمي
في عزفها الحب، إن الحب وسواس
كأنما موجة الآلام تتبعنا
من بين أشيائها سيف ومتراس،
تختار من بين ما تختار أفئدة
ضاقت لها من صروف الدهر أنفاس
تكابد العيش طرا دونما صخب
وقد غزا كل من في الدار إفلاس
يا صاحب العود، لا تهزأ بنائبة
قد كان من…

ماهين شيخاني

الآن… هي هناك، في المطار، في دولة الأردن. لا أعلم إن كان مطار الملكة علياء أم غيره، فما قيمة الأسماء حين تضيع منّا الأوطان والأحبة..؟. لحظات فقط وستكون داخل الطائرة، تحلّق بعيداً عن ترابها، عن الدار التي شهدت خطواتها الأولى، عن كل ركن كنت أزيّنه بابتسامتها الصغيرة.

أنا وحدي الآن، حارس دموعها ومخبأ أسرارها. لم…

إبراهيم أبو عواد / كاتب من الأردن

فَلسفةُ الجَمَالِ هِيَ فَرْعٌ مِنَ الفَلسفةِ يَدْرُسُ طَبيعةَ الجَمَالِ والذَّوْقِ والفَنِّ ، في الطبيعةِ والأعمالِ البشريةِ والأنساقِ الاجتماعية، وَيُكَرِّسُ التفكيرَ النَّقْدِيَّ في البُنى الثَّقَافيةِ بِكُلِّ صُوَرِهَا في الفَنِّ، وَتَجَلِّيَاتِها في الطبيعة ، وانعكاساتِها في المُجتمع، وَيُحَلِّلُ التَّجَارِبَ الحِسِّيةَ، والبُنى العاطفية ، والتفاصيلَ الوِجْدَانِيَّة ، وَالقِيَمَ العقلانيةَ ،…

إبراهيم اليوسف

الكتابة البقاء

لم تدخل مزكين حسكو عالم الكتابة كما حال من هو عابر في نزهة عابرة، بل اندفعت إليه كمن يلقي بنفسه في محرقة يومية، عبر معركة وجودية، حيث الكلمة ليست زينة ولا ترفاً، مادامت تملك كل شروط الجمال العالي: روحاً وحضوراً، لأن الكلمة في منظورها ليست إلا فعل انتماء كامل إلى لغة أرادت أن…