أكاذيب ليست أكاذيب

 ابراهيم محمود

” الأحبة المعتبرون دققوا في المقروء قليلاً،
 إنني أتحدث عن ابراهيم يوسف وهو في صدقه الكثير
 وليس ما عقدتم العزم على تجييره : كذباً “

بداية: ما يخص مقال ” أكاذيب ابراهيم يوسف ” تركيز على جهود ابراهيم يوسف في خدمة الثقافة الكردية، تلك التي أعتز بها وأتابعها في المجمل منذ سنوات وسنوات، والآن التالي:

ذات يوم، ولمن يعلم من كردنا المعنيين بالثقافة، نشر محمد الماغوط كتابه المعروف ” سأخون وطني “، مبرراً ذلك إزاء سائليه عن أن الخيانة تعني ” وطن الفاسدين واللصوص والمنافقين والجبناء والمراوغين “، والذين أفصحوا- ربما – عن فرحهم المباشر والفيسبوكي كما تابعت هنا وهناك عن رؤيتهم لعنوان مقالي ” أكاذيب ابراهيم يوسف “، أو من خلال تعليقات قرأتها هنا وهناك، وسماع كلمات ترددت في وسطي بصيغ شتى، يدخل في نطاق ليس القراءة السطحية فقط، وإنما عدم القراءة القراءة أصلاً،
 ولا يستحق من أعنيهم من كرد ” روجآفا ” وغيره حتى مجرد التذكير بأسمائهم بالطريقة ” التعسفية ” هذه، فهم أنفسهم المدرجون في سياق من أتيت على ذكرهم في نهاية المقال وحتى في العبارة الأخيرة ” الصدْقات المطحلبة والنافقة ” متقصداً في الجمع التعجيزي ” الصدقات من الصدق ” لأكثر من غرض .

وللأسف الشديد جداً، وقع في المصيدة من أكن أعتبرهم ملتقطي الكلمة بمعناها سريعاً .
هل سمعتم بلغة المفارقات، وما يدخل في إطار السخرية  المرة ؟
خافِوا الكرديةَ الملهمة فيكم يا أهل الثقافة والمثابرة عليها فيما ظننتم في نص مركَّب، حيث أوله موضَّح بآخره، تحسسوا الكلمة وهي في جمل لا انفصال فيما بينها، أم هكذا اعتقدتم و” طرتم ” فرحاً أن ما جئت به كعنوان وفي السطور التالية ترجم مشاعر دفينة لديكم، أما كان من الأجدى ومن باب الحرص على ” ثقافة ” تنشدونها لا انشقاق فيها بالطريقة هذه أن تتأسفوا على الحاصل، فيما لو تحدثت أنا صراحة ومن ألف المقال إلى نهايته بذات المستوى، أن تبحثوا عن مخرج لهذا الوارد، إذ لا يمكنكم ولا أنا ولا غيري على التعريف بابراهيم يوسف بالصورة المغرضة التي اعتقدتموها، على الأقل أن تحددوا فيه سلبيات معينة، وليس بالإطاحة به، وما في ذلك من خيانة لمفهوم الثقافة ذاتها، وللكردية المنشودة عينها ؟
أما سألتم وتساءلتم عن الحاصل واندفعتم وراء المتكتم داخلكم ؟ وكيف يمكن الكتابة بالمعنى السطحي الذي انقدتم إليه والتزمتم به ؟ إن الحاصل في التفسير والتعليق هنا وهناك، يفصح عن وخامة الجاري وهول المتداول في أذهان من يعتبرون حملة ثقافة وآمال كردياً ..؟!
تذكرت نسبياً ما تردد حول مقالي عن الراحل نورالدين زازا، قبل سنوات، رغم الفارق في وضوح المثار في المقال المتعلق بابراهيم يوسف.
لأوضح
الأكاذيب هي الحقائق الكثيرة التي يتهرب منها الكثير من ساستنا الكرد ومن هم في عداد الثقافة الكردية، ومن هم في سياق الأدب والنقد الكرديين، بينما الواقع الكردي فثمة حقائق مضللة.
نعم، وألف نعم:
ابراهيم يوسف يكذب وما أكثر ما يكذب ابراهيم يوسف، وابراهيم محمود ” الداعي ” يكذب ويكذب، وما أكثر ما أكثر ما يكذب ابراهيم محمود بالنسبة لجل الذين يكذبون فعلياً آناء الليل وأطراف النهار، وهم يتداولون فيما بينهم عبر رسائل بريدية خاصة أو فيسبوكيات ضالة مضلة مبهرجة، ما يعتبرونه الحجة الدامغة على ما يبحثون عنه، ولا أتردد في القول لحظة واحدة، بأن محمود عباس لا يكف بدوره عن الكذب، وجان دوست بالمقابل له ” كذبات وكذبات “، وأظن لخليل كالو أيضاً كذبات لا تحصى، وللـ: هوشنكـ: ين ” بروكا وأوسي ” كذبات ” أكاذيب ” لا تحصى، وكل على طريقته، ولقادو شيرين أكاذيب وأكاذيب هو الآخر، في مجتمع يعتبر الصدق الصدق أمثولة كذب، والجهر بالواقع كثيراً كذباً وكذباً، كما هو الممكن النظر فيه في حدودنا الكردية المتصدعة والمغزوة كردياً كردياً ربما أكثر من الداخل….كما لو الكردي محصن ضد ” الصدق : أعني أكاذيب من ذكرت ” ومؤهل لأن يستمر في الكذب الفعلي كما هو الإعلام السمعي والبصري الكردي كثيراً وقائمة كبرى للذين يكتبون هنا وهناك باسم منظمة وهمية أو نقابة وهمية أو اتحاد وهمي أو مفيّز بطريقة ما، وعراضات لا تستدعي خوفاً أو تخوفاً ..
عودة إلى أكاذيب ابراهيم يوسف، إن ما جاء ابراهيم يوسف، رغم كل المتردد عنه، من ملاحظات وسواها، يظل علامة سياسية وثقافية وصحافية واعتبارية فارقة في الوسط الكردي الفعلي، وما كتبته هو سعي إلى ” التعرف ” عليه بعيداً عن تقولات هذا وذاك تحزبياً وتثقفياً وغيرهما، وفي كتابتي عن ابراهيم يوسف ما نشدت مديحاً أو درجة سلوكية وغيرها، وأنا أشدد على أهمية ما جاء به. إنما هو ما أشرت إليه بصفته الحامل لأثقال كل ما سمّيته بيئة ومجتمعاً وثقافة وسياسة واهتماماً بالإبداع. وهنا أكتفي.
إذاً : اشطبوا ابراهيم يوسف تخسروا الكثير  من كرديتكم أنتم الذين ” تخاصمونه ” !

ملاحظة:
أرفق النص المكتوب مع هذا التعقيب مجدداً، وقد شذبته، لأنني أتبع في الغالب القراءة الذهنية، ودون تغيير أي كلمة، وليتفضل أصحاب القراءة العابرة بالعبور أو السفور عن وجوههم وهي سافرة أصلاً حتى النخاع وعارية حتى…. الخ . و” أكاذيبهم ” الفعلية شهود عيان عليهم.

أكاذيب إبراهيم يوسف

يظهر ابراهيم يوسف: الكاتب والشاعر والصحفي، وحتى المشير بذاته إلى أنه كان يعنى بكل شيء: من الاهتمام بالبيئة والصحة وحقوق الإنسان، لا بل والزعم بأن مواهب شابة كثيرة كردية وغير كردية ما كان لها أن تكون إلا من خلاله.
لدى ابراهيم يوسف ” هذا ” قدرة غريبة عجيبة على العودة بين الفينة والأخرى إلى تدوين أكاذيب لا أظن أن كثيرين كثيرين ممن عاصروه أو كانوا قبله أو جاؤوا من بعده لديهم مثل هذه ” الموهبة المهجّنة ” مع ذكر التاريخ الدقيق أحياناً والمكان الدقيق أحياناً، وحتى ذكر الأسماء، وفي صفحات وصفحات أحياناً وأحياناً من داخل بيته شبه الحدودي مع نصيبين في قامشلو حتى أمكنة كثيرة خارج حدود سوريا أحياناً معلِماً لافتاً النظر إلى أن الذي لديه ليس لدى سواه .
وابراهيم يوسف بمواقعه: الكاتب والشاعر والصحفي ومتعدد المزاعم في الاجتماع والسياسة والثقافة ورعاية آخرين وآخرين والداخل في اشتباكات جانبية…الخ، لا ينفك يعود لينبش فيما كان، في موضوعات شتى: تارة بالنسبة إلى ما هو بيئي ” وحمايتها ” وتارة إلى حقوق الإنسان ” الكردي وغير الكردي ” وزعم أنه كان المبادر الأول والريادي الأول، وتارة ثالثة، وهذه لها قصب السبق، في استعادة تواريخ قديمة نسبية والضلوع في نسج أكاذيب يكون محورها، تارة بود، وتارة بحيلة إنشائية، وتارة ثالثة بتشبيه معين، وتاريخ بأسلوب مباشر كما هي عادته، ليعلِم من لا يعلم أن الذي يكتبه، ولعله واضع أمامه خطة تخص مدونته ” مدونة ابراهيم يوسف “، ووضع كل من يهتم بما هو كردي قبل كل شيء، أنه في مقام المرجع في كل ما أشيرَ إليه، أعني بذلك أن حلقات كذْباته ” أكاذيبه ” ربما تطول، وكل حلقة في حلقات في نشرها هنا وهناك
والملاحظة الوحيدة والتي يهمني إيرادها بصدد ما تقدم: ليته ليته خفف من هذا ” الود ” الذي يعني به أسماء وأسماء وأسماء لا تستحق مثل تلك الأوصاف ولو أنه يأتي على ذكرها عرَضاً سوى أنها تأخذ موقعها في خطاب ” أكاذيبه “، ولا بد أنه لن يترك عادته، فالرجل المتمرس في الأمور الحزبية والعلاقات مع جهات شتى، كما هو المستشف من قائمة أكاذيبه التي يظهر أنها تعد بالمزيد، لا ينفك يعلِم هذا أو ذاك من المقربين منه، ومن خلال حلقات أكاذيبه بالذات مدى طعنات كثيرين ممن ” احتواهم ” و” ربّاهم ” و” نمّاهم ” فانشقوا عنه، كما لو أنه معتاد على ذلك، ومستمر في سلوك جهات ليظل قادراً اليوم وغداً كذلك على نشر الكثير مما يعتبر منتمياً إلى الذاكرة الكردية: ذكريات أكثر من كونها ذكريات، وانطباعات أكثر من كونها انطباعات، ومقالات أكثر من كونها مقالات…الخ.
لعل كثيرين يتمنون أن يكونوا مثله، إزاء هذا الاستمرار في الدفق الأكاذيبي، ولأنه في تحديده للزمان والمكان وشهود عيان، يثير لدى الكثيرين حفيظة خاصة وحسداً، أو غيرة إزاء هذه المقدرة في كتابة النقائض ودون أن يستثني أي شيء طالما أنه موصول بما يعني الكردي .
ولكن التمتع بمثل هذه ” المواهب ” يستلزم دربة ومعايشة ومتابعة ثقافية وغيرها خاصة خاصة!
لا أشك أن ابراهيم يوسف بأكاذيبه التي لا تتوقف ولن تتوقف، لأن ابراهيم  يوسف هو ابراهيم يوسف، ولعله سيبقى ابراهيم يوسف وهو المتنقل بين الأمكنة برغبة ومن دون رغبة، ولا يعلَم أحد الآن تماماً، أي أكاذيب ستضاف إلى أكاذيبه المنشورة وتلك التي تنتظر النشر، أو تكون قيد النشر” على الدور “، خصوصاً بعد انتقاله ” هجرته ” إلى المانيا ” في مدينة إيسن المتهضبة التي أعرفها جيداً نسبياً “، ووعوده مع نفسه ومخططه الداخل في حمَى أكاذيب لا أحد يعلم بحدودها وفي نطاق أوربي وأكثر راهناً، لا شك أنه في كل ما تقدم، يثير وسيثير حفيظة الكثيرين، حتى وهو يأتي على مدحهم أحياناً، أو على ذكرهم بود معين، لأن الذي يرد في السياق هو أن ابراهيم يوسف لديه ما ليس لدى غيره، وأن ما يكتبه على الورق الضوئي يقلق و” يزعج ” كثيرين من كرده وربما غيرهم ..
من جهتي وأنا أتوقف عند هذه الأكاذيب ولو على سبيل الإشارة، أقول: لقد بات ابراهيم يوسف” رغم كل ما يمكن إثارته بصدد ” أكاذيبه ” هذه “، بات علامة في الثقافة الكردية وفي التاريخ الكردي وهو بهذا التنوع الأكاذيبي، وأن ما يثيره في كتاباته يمثّل علامة حية ومؤثرة يفتَقد إليها بأكثر من معنى في الثقافة الكردية، وأن الرجل فيما عاناه ويعانيه، من الطبيعي جداً أن يختصم معه كثيرون أو يشقون عنه لا بل ويثيرون حوله لغطاً، وهو في هذا التنوع الذي لا أعتقده حلية أي كان، أي كان دون استثناء، ولعله دفع ولا زال يدفع الثمن غالياً في صحته وفيما عرِف به شاعراً وكاتباً وصحفياً خاصاً، ولا ينفك يذكّر أنه مستمر في الطريق الذي سلكه منذ أكثر من أربعة عقود زمنية، وكونه يميط اللثام عن أمور كثيرة وأشخاص أحياء وآخرين رحلوا أو ماتوا.
لكَم أستمتع بقراءة أكاذيب ابراهيم يوسف، فاحرصوا يا كرد السياسة والثقافة والالتفافات الخاصة والاجتماعات الخاصة، احرصوا على رجل لا يكف عن سرد الأكاذيب التي يصعب الرد عليها باعتبارها أكاذيب دامغة، احرصوا عليه ليستمر في أكاذيبه، إذ مهما كان الخلاف أو الاختلاف معه، يستحيل ومنذ سنوات وسنوات تصور الكردية قبل كل شيء دون التفكير في رجل لما يزل ينام واقفاً، ويحترق واقفاً ويستقطب الكردي وغير الكردي، تصوروا الكردية كثقافة وكعلاقات تجمع بين النقيض ونقيضه بهذه القدرة والجلَد والمجابهة والمعاندة من خلاله، وهو في تعدد أدوائه، وهي من خصال خاصة جداً، هو:  ابراهيم يوسف فقط .
م: لا أظن أنني مدحت ابراهيم يوسف، ولن أمدحه، هو أو غيره، فيما ذكرت ونوّهت إليه، سوى أن الذي سطّرته يخص واقعة تاريخية واجتماعية وسياسية وثقافية كردية قبل كل شيء، وما قام ويقوم به ابراهيم يوسف ويدونه ربما يختلَف على صيغته، سوى أن الأمر الوحيد الذي يستحيل نفيه هو أن المأتي على ذكره ينتمي إلى ما كان وما يمكن أن يكون، وقد أشرت إليه بطريقتي هذه التي لا بد أنها ستثير حفيظة وربما ” متعة ” كثيرين، سوى أنني أطالب هؤلاء قائلاً: إذا كان لديكم ما لدى ابراهيم يوسف من أكاذيب مماثلة فهاتوها خدمة لثقافة لما تزل تبحث عن مستقر أغنى لها، تفضلوا، فالطريق سالك ولكنه ” مراقَب “، فهو غير متاح لأي كان، هاتوها كي نتداوى قليلاً بعقاركم الأكاذيبي ونخفف وطأة ” الصّدْقات ” المطحلبة والنافقة ….!
دهوك  

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…