كانت الشمس على وشك الغروب ، كنت على وشك إنهاء عملي ..
رن هاتف العمل ( كيف مات مشعل ) جائني صوت حزين دون إلقاء التحية … للحظات إستسلمت للضعف … كلا كلا … لاتقلقي شاوان … ليس هناك ماتقولينه، أنهت المكالمة بهدوء وكأنها أدركت صدمتي … رنّ الهاتف مرة أخرى … حقيقةً ، أخشى الرد … كسرت حاجز الخوف …مرة أخرى شاوان ولكن هذه المرة لاتتكلم ، ترفع صوت التلفاز / خبر عاجل … إغتيال المعارض الكردي مشعل تمو في القامشلي / . أضحك … كم تكذب هذه القنوات … النظام يروج هكذا أخبار .
تتصل نارين متيني … نحن في مشفى فرمان . تهيأ لي للحظات أنها تخبرني بأن مشعل بخير .
يا اللهي ، الجميع هنا ، الجميع يبكي ..لماذا لا أبكي ؟ يحضنني عبدالرزاق تمو … يبكي … هدء من روعك يارجل …مشعل بخير . أين هو الآن … محاولة مني أن أسمع خبراً يؤكد لي أنه على قيد الحياة …
مشعل مات …تقولها هرڤين بصوت هادىء . حاولت الهبوط إلى الطابق السفلي .. حيث أنت ، حيث ثمانية عشر طلقة ، حيث الدم ، حيث إبتسامتك ، كنتُ هناك ، قريبة جداً منك ، بضعة خطوات ، يفصلني عنك … باب الغرفة التي تحضنك.
حاولت طرق الباب ،خشيت …خشيت أن يزعجك صوت الباب . مترددة جداً ، أمام هذا الباب .. يالثقله ، كأن هذا الخشب تحوّل للحظة … لجبلٍ شاهق …
مات مشعل .. تباً لكلامكم ، هو نائم فحسب …إصابته خطيرة ولكن لن يموت ، لا لا ، لاتخافوا … تحضنني كلبهار ( مات ) … شڤين ، هيڤين … لم يدعاني أكمل / مات والدي / . أي جنون أصابكم … لم يمت .هو بخير …تمسك شڤين بيدي …مات والدي …أخذوه للأبد …
همسات خائفة من الخارج ( هو ضحية خلافات كردية ، يقول الآخر. …
لا ، تخلص منه النظام ، فقد كان متوقعا أن يستلم رئاسة سورية المستقبل … حقاً رحيله خسارة للقضية الكردية وللشعب السوري ) أي خسارة وأي رحيل ؟؟؟ عن ماذا يتحدثون ؟؟ ….
تصرخ هرڤين / أيها الكردي ، إقتل أخاك الكردي وخذ لاشيء / . للحظات أدركت غياب مارسيل وزاهدة … الأمن في المشفى …كل شيء غامض بالنسبة لي … صوت زاهدة لايزال في ذاكرتي / فقيروووو كردو / .
إذاً ، كلنا هنا …للحظة … هدوء تام ، خيّم على الجميع صمت غريب … حان وقت صلاة الفجر …الله أكبر الله أكبر … يالله … صرخ الجميع ، بكت النسوة … وبكى الرجال . هل حان موعد الرحيل .
غداً نلبس الأسود … هكذا أخبرني أحدهم … يالله …تصرخ هرفين مرة أخرى / أيها الكردي إقتل أخاك الكردي وخذ لاشيء / .
أخرجوا مشعل من تلك الغرفة التي خشيت دخولها ، يالضعفي .. لو بإمكاني أن أخبر الله كم كان قاسياً ، ألم تخطأ يالله ؟؟ آهٍ يامشعل ، تيتمت القضية .إغتصبت القضية …
مشينا … الجميع هنا يامشعل ، شياطين الليل ، دموع التماسيح ، في بطونهم صغار الأفاعي … إنتصروا يامشعل وإغتصبوا القضية … بدأت أغنية سكابا ، يادموع العين سكابا وإنتهى الفيلم الهندي …