من الصعوبة بمكان ضبط الفترة الزمنية لهجرة الأكراد إلى بلاد الشام، وظهور ما يعرف في المصادر التاريخية بـ “أكراد بلاد الشام”(1)، وقد ربط معظم الباحثين المعاصرين تاريخ الكرد في بلاد الشام بالحقبة الأيوبية التي شهدت ذروة الهجرات الكردية إلى بلاد الشام، لكن المصادر التاريخية تشير إلى وجود بعض الجزر والتجمعات الكردية في بلاد الشام تسبق الحقبة الأيوبية بعقود من الزمن، فقد أشار البلداني أبو عبيد البكري (ولد قرابة سنة 1010م) في كتابه “المسالك والممالك” إلى وجود الكرد في (أرض الدينور وهمدان وبلاد أذربيجان وبلاد الشام وبأرض الموصل إلى جبل الجودي)(2) ولا يعرف على وجه الدقة أي رقعة من أرض الشام يقصدها المؤلف، خاصة ان المفاهيم الجغرافية كانت عرضة للتغيير وتتأرجح بين مد وجزر وتتبدل بتبدل الأزمنة والبلدانيين .
قويت علاقة الأكراد بـ مدينة حلب أيام الدولة الحمدانية التي ارتبطت بالأكراد بأواصر القرابة والأرض، فقد تزوج ابن حمدان من امرأة كردية تدعى فاطمة بنت أحمد الهزارمردي الكردي(3)، كما تزوج حاكم الدولة المروانية الكردية في ميافارقين ودياربكر الأمير سعيد بن مروان الملقب بـ “ممهد الدولة”، من الأميرة الحلبية “ست الناس” حفيدة سيف الدولة الحمداني.(4)
لم يخل بلاط سيف الدولة في حلب من وجود أخواله الكرد، ويروى أنه “جرى ذكر ما بين العرب والأكراد من الفضل فقال سيف الدولة: ما تقول في هذا يا أبا الطيب؟(5). فأنشد الشاعر أبو الطيب المتنبي أبياتاً، لا شك أنها لاقت استحساناً وقبولاً من لدن الأمير سيف الدولة الحمداني. لا يهمنا هنا ما قاله أبو الطيب المتنبي، لكن طرح سيف الدولة لهذه المفاضلة بين الكرد والعرب، له دلالات تاريخية، إذ يؤكد من جهة على علاقة هذا الأمير العربي بالأكراد، ومن جهة أخرى يشير إلى حضور العنصر الكردي وفعاليته على مسرح الأحداث. وقد أوصى سيف الدولة بدفنه في مدينة ميافارقين التي سبق أن احتضن ثراها أخت الأمير وأمه(6).
في مطلع القرن الخامس الهجري، الحادي عشر الميلادي، أسس صالح بن مرداس، الدولة المرداسية في حلب، وفي عهد هذه الدولة استوطن الأكراد “قلعة السفح” والتي ستعرف فيما بعد بـ “حصن الأكراد”، وقد بيّن صاحب كتاب “الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة” سبب نسبة الحصن إلى الأكراد، إذ يقول: “إن شبل الدولة نصر بن مرداس صاحب حمص أسكن فيه قوماً من الأكراد في سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، فنسب إليهم، وكان من قبل يسمى “حصن السفح”(7). يكتفي المؤرخ ابن شداد (1217مـ 1285م) بهذه الرواية عن هؤلاء القوم من الأكراد، دون استرسال في وصف أحوالهم ومن أي صقع جغرافي جاؤوا، وإلى أية قبيلة كردية ينتمون، ومهما يكن فهذه الرواية المختزلة تؤكد علاقة الأكراد بأرض الشام فبل الفترة الأيوبية بزمن طويل نسبياً.
شهدت كردستان أوسع هجرة كردية باتجاه مصر وبلاد الشام زمن الأيوبيين، وتلتها هجرات أخرى بعد سقوط عاصمة الخلافة العباسية، إثر اجتياح المغول للعالم الإسلامي. إذ يذكر الموسوعي فضل الله العمري (1301ـ1347م) في كتابه “مسالك الأبصار في ممالك الأمصار) أن قبيلتي اللوسة والبابيرية الأكثر رجالاً ومالاً في نواحي شهرزور رحلتا إلى مصر والشام بعد خراب البلاد على يد المغول(8)، بل وصلت بعض القبائل الكردية حتى إلى المغرب في شمالي أفريقية(9)، وتناثرت القبائل الكردية في المدن والبلدات الشامية: دمشق، حلب، الكرك، جبيل،…. حمص، حماه، فامية (أفامية).. إلخ، محتفظة بذاكرتها الكردية إلى أجل مسمى، ومن ثم انصهرت هذه القبائل في المجتمع الشامي، تاركة أسماءها على بعض المنشآت المدنية أو العسكرية، لتحول دون موت الذاكرة الكردية في أرض الشام. ولتفسح الطريق أمام موجات جديدة من الهجرات.
تقدم النصوص التاريخية للحقبة الأيوبية مادة غنية لدراسة أحوال الكرد في موطنهم الجديد، وتسهب مصادر التاريخ الأيوبي في ذكر أسماء القبائل الكردية، ودورها في المعارك، كما تعكس هذه المصادر صوراً ومشاهد من الحياة اليومية للكرد. ولا غرو أن يعدّ البيبلوغرافي التركي حاجي خليفة (1608م ـ 1656م) كل ما دوّن عن الأيوبيين جزءاً من التاريخ الكردي، إذ يذكر حاجي خليفة في معرض تقصّيه لمصادر التاريخ الكردي فيقول: ” تاريخ الأكراد كثير، منها: مفرّج الكروب في أخبار بني أيوب، وسيرة صلاح الدين، وتاريخ شرف خان البدليسي، واللوايح السلاحية والمنايح الصلاحية)( 10) . ولا يخفى على القارىء أن البيبلوغرافي حاجي خليفة قد ساوى بين كتابي “شرفنامه” و”مفرج الكروب في أخبار بني أيوب”، كونهما مصدرين من مصادر التاريخ الكردي.
ينقل لنا الأمير الفارس أسامة بن منقذ (1095مـ 1188م) في كتابه “الاعتبار” (11) لقطات حية عن الحياة الكردية زمن الحروب الفرنجية، ويتمحور كتابه حول بطولات المحاربين، وإبراز روح الفروسية لديهم، وقد أخذ الكرد حيزاً لا بأس به من صفحات كتاب “الاعتبار”، وقد دوّن الأمير أسامة بن منقذ بشيء من الإعجاب شجاعة الكرد وبطولاتهم، وحفظ لنا أسماء بعض الفرسان الكرد من الضياع والنسيان، وأورِد للقارىء قصتين عن الكرد، كما وردتا في كتاب “الاعتبار”:
يذكر أسامة بن منقذ: “أنه كان في عسكر حماة أخوان كرديان. اسم أحدهما: بدر، واسم الآخر: عنّاز. وكان هذا ـ عنّاز ـ ضعيف النظر. فلما كسر الإفرنج وقتلوا، قطعوا رؤوسهم، وشدّوها في سموط خيلهم. وقطع عنّاز رأساً وشدّه في سموطه. فرآه قوم من عسكر حماة فقالوا له: “يا عنّاز، أي شيء هذا الرأس معك؟”، قال: “سبحان الله لما جرى بيني وبينه، حتى قتلته. قالوا له: “يا رجل هذا رأس أخيك بدر”. فنظره وتأمّله فاذا هو رأس أخيه فاستحيا من الناس، وخرج من حماة. فما ندري أين قصد، ولا عدنا سمعنا له خبراً “ص201″، وكان في جند الجسر رجل كردي، يقال له أبو الجيش، له بنت اسمها: رفول قد سباها الإفرنج وهو قد توسوس عليها. يقول لكل من لقيه يوماً: “سبيت رفول”. فخرجنا من الغد نسير على النهر، فرأينا في جانب الماء سواداً. فقلنا لبعض الغلمان: “اسبح ابصر: ما هذا السواد؟”. فمضى إليه، فإذا ذلك السواد رفول عليها ثوب أزرق، وقد رمت نفسها من على فرس الإفرنجي الذي أخذها، فغرقت، وعلق ثوبها في شجرة صفصاف. فسكنت لوعة أبيها أبي الجيش”.ص261
لا نبالغ إذا قلنا إن أي كتاب من كتب تلك الحقبة يكاد لا يخلو من ذكر الأكراد، ويستخلص من نصوص تلك المرحلة ـ إذا أحسن توظيفها ـ معلومات قيمة عن عادات الكرد وتقاليدهم وأسماء القبائل والأسر الكردية التي ساهمت إلى جانب الأسرة الأيوبية في الأحداث السياسية في العصور الوسطى، كالشهرزورية والهذبانية والزرزارية….. إلخ. ويورد عماد الكاتب الأصفهاني (1125م ـ 1199م) في كتابه (الفتح القسّي في الفتح القدسي) أسماء بعض القبائل الكردية كـ “الحميدية والهكارية والزرزارية والمهرانية”(12) . وقد شكلت هذه القبائل ـ المارّ ذكرها ـ وغيرها من القبائل الكردية عماد الجيوش الأيوبية، فضلاً عن التركمان والعرب. ولا يمكن حصر مهام هذه القبائل وأمرائها في الحروب والمعارك فقط، فقد كانت الجيوش الأيوبية مزودة بفريق من القضاة والفقهاء الأكراد. يقول أبو شامة نقلاً عن بعض الفقهاء عند موت أحد الأعيان: “وكنا جماعة الفقهاء قسمين: العرب والأكراد”(13)، وقام أمراء الكرد بتشييد العمارات والمدارس والمساجد والقناطر والبيمارستانات ـ المستشفيات ـ وتجديد أسوار المدن وبناء القلاع وترميمها. وقد ذكر ابن شداد (1217ـ 1285م) أسماء بعض المساجد التي تحمل أسماء كردية أو لها صلة بالأكراد في مدينة حلب، كمسجد البشنويين ومسجد الزرزاري ومسجد القيمري ومسجد بـ “حارة الأكراد (14)”، التي تأسست زمن الأيوبيين، وكانت تقع خارج المدينة وذكرها ابن الشحنة (1402 ـ 1485م) في كتابه، وعدّها من الحارات الواقعة خارج البلد (15). وفي مدينة رأس العين شيد الأمير الكردي ابن المشطوب مدرسة(15)، لطلبة العلم، وعندما توفي ابن المشطوب في مدينة حران (بنت له ابنته قبة على باب مدينة رأس العين، ونقلته من حران، إليها ودفنته بها) (17)؛ وقد اندثرت مدرسة ابن المشطوب، وقبته في ثلمات أرض الجزيرة، وحفظها المؤرخ ابن خلكان الكردي من الضياع الأبدي، لكن عشرات المنشآت الدينية والعسكرية والمدنية ما زالت تشهد على بناتها الأكراد والتي تعود إلى العهد الأيوبي والعهود التالية للمرحلة الأيوبية كالعهدين المملوكي والعثماني. ويعدّ بيمارستان القيمري (656هـ / 1258م)، “أعظم المنشآت المدنية الدمشقية في العصر الأيوبي”(18)، الذي بناه الأكراد، بل اعتبره الباحث المحقق المرحوم صلاح الدين المنجد “من أعظم آثار دمشق شأناً”(19). بناه الأمير الكردي “أبو الحسن يوسف بن أبي الفوارس بن موسك الأمير سيف الدين القيمري.. كان أكبر الأمراء في آخر عمره، وأعظمهم مكانة، وأعلاهم همة، وجميع أمراء الأكراد من القيمرية، وغيرهم يتأدبون معه، ويقفون في خدمته”(20).
يذكر مؤلف كتاب “ذيل مرآة الزمان”، قصة طريفة في كيفية بناء الأمير سيف الدين بيمارستانه، وتوضّح بجلاء حضور العادات والتقاليد الكردية لدى الأمراء الأكراد قبل انصهارهم في محيطهم العربي. يقول:
كان الأمير سيف الدين القيمري قد “تزوج ابنة الأمير عزالدين بن المحلي رحمه الله على صداق كبير وجهزت بجهاز كثير” وتوفيت زوجة الأمير سيف الدين عن غير ولد فـ “أخذ قماش زوجته المتوفاة وجهازها ومالها من الفضيات والمصاغ وغير ذلك، وحمله على عشرين بغلاً، ووزن باقي صداقها ومائتي ألف درهم وجعلها في صناديق وحملها على البغال وسير الجميع إلى الأمير نور الدين ـ وريث الزوجة المتوفاة فأنكره غاية الإنكار، وردّه وقال لرسوله: الأكراد ما جرت عادتهم يأخذون صداقاً، ولا ميراثاً، فلما عاد ذلك إلى الأمير سيف الدين، قال هذا شيء خرجت عنه، وما يعود إلى ملكي؛ وصرفه جميعه في بناء المارستان وأوقافه وتصدق به”(21)، وقد حُوِّل اليوم بيمارستان القيمري الواقع في حي الصالحية بالقرب من مرقد المتصوف الشهير الشيخ محي الدين بن عربي إلى مستوصف، كما يستدل من اللوحة الحجرية على بوابة مبنى البيمارستان. مما يجدر ذكره أن أمراء القيمرية ينتسبون إلى قلعة قيمر الواقعة “في الجبال بين الموصل وخلاط ،… وهم أكراد، ويقال لصاحبها أبو الفوارس”(22).
فضلاً عن بيمارستان القيمري، شيّد أمراء القيامرة منشآت آخرى في مدينة دمشق وحلب كـ “مسجد القيمري” ـ المارّ ذكره ـ في حلب، والمدرسة القيمرية الصغرى التي أنشأها الأمير سيف الدين القيمري، والمدرسة القيمرية الكبرى، التي أنشأها الأمير ناصر الدين الحسين بن عبد العزيز بن أبي الفوارس الكردي القيمري سنة “1252م”، وأعطت هذه المدرسة اسمها للحي الذي فيه (23)، ويُعرف هذا الحي حتى الآن في مدينة دمشق باسم “حي القيمرية”. وقد أدى هؤلاء القيامرة “دوراً بارزاً في الأحداث السياسية التي شهدتها مصر والشام بين سنة 647هـ /1249م ـــ 660هـ / 1261م، ثم بدأ نفوذهم يتلاشى حتى انتهى تماماً بوفاة الملك الظاهر بيبرس سنة (676هـ / 1277م) (24). ومن المفيد والطريف هنا إيراد قصة الشاعر وجيه الدين ابن سويد (1212 ـ 1271م) مع الملك الناصر الأيوبي نظراً لصلتها بالأمراء القيمرية, إذ يصف الشاعر وجيه عرسا كردياً، فيقول:
لما جلوا ذا الصبي كالبدر في هالو سبى المواشط وقالوا فيه ما قالو
صبي وكردي وكردية من اشكالو لولا بنات عذار ولالتبس حالــو
(وكان أقارب ذلك الصبي أمراء القيمرية، وكان ابن سويد قد أنشد البيتين للملك الناصر ـ آخر الملوك الأيوبيين في دمشق ـ وكان إذا حضروا يقول له على سبيل البسط: يا وجيه “لولا” يوهمه أنه ينشد البيتين، فيضع وجيه إصبعه على فمه يعني: اسكت عني, خوفاً من الأكراد) (25).
واللافت للانتباه عدم ذكر أمراء القيمرية الأكراد في كتاب “مشاهير الكرد وكردستان” للمؤرخ محمد أمين زكي بك، أما الفقيه المحقق عبد الكريم محمد المدرس، فقد اكتفى بترجمة مبتسرة للأمير “حسين بن علي القيمري في كتابه “علماؤنا في خدمة العلم والدين”. ومن النصوص الدالة على تمسك أمراء الأكراد بتقاليدهم زمن الأيوبيين ما ذكره عماد الكاتب الأصفهاني (1125 ـ 1199 م) من أن الأمير سيف الدين المشطوب الذي تصفه المصادر بأمير الأكراد وكبيرهم (26)، لما فك أسره من قبل الفرنجة، استقبله ابنه، فتأمل الأمير نجله، (فوجده على زي أولاد الأتراك مضفور الشعر. فبدا منه الإنكار والإكبار، وقال: “ما لأكراد في شعورهم هذا الشعار”، فقطع ضفيرته)(27)، لكن ثمة نص آخر متأخر نسبياً عن نص الأصفهاني يناقض ما جاء على لسان الأمير المشطوب. جاء في كتاب “جامع التواريخ”: إن مدينة الموصل استعصت على المغول، فلم يتمكنوا من احتلالها بالقوة والعتاد، فلجأوا إلى استخدام الحيلة لدخولها فـ (أطلقوا شعورهم جرياً على عادة الأكراد، ثم توجهوا إلى الموصل)(28). وعادة استرسال الشعر عند الكرد، تحدث عنها العالم الكردي ملا محمود البايزيدي في كتابه “عادات الكرد وتقاليدهم”(29) واعتبرها من عادات الكرد الرحل، وأعتقد ليس ثمة تناقض بين النصين المار ذكرهما، إذا عرفنا أن المجتمع الكردي مجتمع قبلي في تركيبته الاجتماعية، وتختلف عادات قبيلة عن عادات قبيلة أخرى في بعض الجزئيات الصغيرة، كعادة إطلاق الشعر هذه على سبيل المثال.
بعد وفاة أسد الدين شيركوه وزير الفاطميين في مصر، تقلد ابن أخيه صلاح الدين الأيوبي الوزارة في الدولة الفاطمية، فلم يلتفت إليه بعض الأمراء، ومن بينهم الأمير الكردي قطب الدين خسرو، وقد نجح الأمير والفقيه ضياء الدين عيسى الهكاري (30) في العزف على وتر الحس القومي خوفاً من احتمال خروج الأمر من يدهم إلى الأتراك فيما إذا أصروا على رفض تسليم صلاح الدين الوزارة، فقال الأمير عيسى الهكاري لـ قطب الدين خسرو: (إن صلاح الدين قد أطاعه الناس، ولم يبق غيرك وغير الياروقي، وعلى كل فالجامع بينك وبين صلاح الدين أن أصله من الأكراد، فلا يخرج الأمر عنه إلى الأتراك) (31). إن اجتزاء نص من سياقه العام لا شك أنه يخل بالنص ودلالاته، لكن ما يهمنا هنا من هذه النصوص استحضار الذاكرة الكردية بعد هجرتها من الوطن الأم “كردستان” وليس توظيف هذه النصوص للتأكيد على كردية الأيوبيين ودولتهم، لأن هذه القضية لم تكن مطروحة لدى المؤرخين القدماء، فكل المصادر التاريخية القديمة تعاملت مع هذه الدولة كونها دولة كردية ضمن تعريف الثقافة الإسلامية للدولة، وليس بالمفهوم الحديث والمعاصر للدولة.
من المفيد هنا أن نذكر أن أحد أمراء بني أيوب، أراد الانعتاق من النسب الكردي. طمعاً في الوصول إلى الخلافة التي حصرتها نظرية أهل السنة والجماعة في قبيلة قريش العربية، فقال: (إنما نحن عرب، نزلنا عند الأكراد وتزوجنا منهم) (32). (وقد ادعى ابن سيف الإسلام، لما ملك اليمن، إنهم من بني مروان بن محمد) ( 33 )، لكن “آل أيوب” أجمعوا على كذب هذا الادعاء، وقالوا: إنهم لا يعرفون جَداً فوق شادي (34).
وقد أنكر السلطان صلاح الدين الأيوبي هذا الادعاء، نظراً لتداعياته السياسية الخطيرة على علاقة صلاح الدين مع الخليفة العباسي، بالرغم من ضعف الأخير، وربما تذكر صلاح الدين المصير المأساوي لأبي مسلم الخراساني، الكردي في رواية (35)، والفارسي في روايات أخرى، كيف دفع الأخير حياته ثمناً لادعائه النسب العربي، فضلاً عن أسباب أخرى. (36). يقول ابن خلكان: (سمعت شيخنا القاضي بهاء الدين ـ عرف بابن شداد ـ يحكي عن السلطان صلاح الدين أنه أنكر ذلك ــ أي النسب العربي ـ وقال: ليس لهذا أصل أصلاً) (37)، ولا يمكن الجزم هنا أن صلاح الدين الأيوبي وعموم آل أيوب أنكروا هذا الادعاء بدوافع قومية صرفة، إلا إذا قرأنا التاريخ بمنظور الأدلجة القومية، التي تتعامل مع التاريخ ونصوصه معاملة بروكوس مع ضحاياه .
لقد أقطع ملوك بني أيوب للزعيم الكردي “مند” (منتشا) الجد الأعلى للأسرة الجانبلاطية ناحية الـ (قصير) بالقرب من أنطاكية، بعد أن جمع الأخير (طائفة من الأكراد حوله، ورحل بهم إلى الشام ومصر) (38)، والتف الأكراد اليزيدية حول “مند” (الذين كانوا قاطنين في تلك الديار من قبل) (39)، وانضم إلى “مند” الأكراد القاطنون في جهتي “جوم” و”كلس”، فعينه الأيوبيون في منصب (أمير الأمراء على جميع أكراد محروستي الشام وحلب) (40)، وتمكن الأمير “مند” من التغلب على الأكراد اليزيدية الذين نافسوه على هذا المنصب، وأصبح أكراد تلك الديار خاضعين لحكومته المطلقة (41)، وبعد زوال الدولة الأيوبية، وتسلّم المماليك الشراكسة مقاليد الحكم في مصر والشام،أسند السلاطين الشراكسة حكومة الأكراد إلى الشيخ عزالدين بن يوسف الكردي العدوي، (42)، وشغل هذا الأمير منصب أمير لواء أكراد حلب في أواخر الدولة الشركسية وأوائل الدولة العثمانية (43)، وكان له مكانة عظيمة بين الأكراد اليزيدية إلى درجة الغلو، (وربما قيل للواحد منهم: أنت من أكراد ربنا، أو من أكراد عزالدين؟ فيقول: بل من أكراد عزالدين) (44). وفي عهد الشيخ عزالدين، جرت حروب طائفية وسياسية بين الأكراد اليزيديين والأكراد السنّة أمراء الـ (قصير)، وتمكن جان بولاد بك، ابن الأمير قاسم الكردي، القصيري، المشهور بابن عربو (45) من استرداد منصب أمير لواء أكراد حلب من يد الشيخ عز الدين، واستولى على دُوره التي بناها بكلس وحلب، وكان الأمير عزالدين قد بنى الحوض الكبير في حلب الكائن داخل “باب آغيول”، وكان يزعم أنه عمّره من حلال مال والده. (46)، وأنشأ الأمير جان بولاد داراً عظيمة بحلب داخل “باب النصر”، صرف عليه مبالغ طائلة (47)، وهذه العمارة التاريخية تعرف اليوم في مدينة حلب باسم “بيت جان بلاط”، وينتهي المطاف بهذه الأسرة إلى لبنان، ثم تمذهبت بالمذهب الدرزي، ولم تعد تتذكر من كرديتها إلا الذكريات .
استقطبت مدينة حلب وغيرها من المدن في العهد العثماني علماء الأكراد من سائر المدن والبلدات الكردية، لعجز المدينة الكردية عن منافسة كبريات الحواضر الإسلامية كـ حلب، وبغداد، والقاهرة، ودمشق، وإستانبول، بالرغم من ازدهارها بشكل ملحوظ في العهد العثماني كـ بدليس والعمادية والجزيرة، وكمؤشر على نمو المدينة الكردية كان ظهور بعض الأعلام الكرد الذين عرفوا بأسماء مدنهم، وليس بانتماءاتهم القبلية،وقد بقيت هذه المدن تزّود الحواضر الإسلامية الأخرى خارج كردستان بالعلماء والمدرسين. وقد ورد ذكر أسماء عشرات من العلماء الكرد في كتاب (در الحبب في تاريخ أعيان حلب)، لابن الحنبلي (1502ـ 1563م) الذين جاؤوا إلى حلب من شتى مناطق سكنى الأكراد، أو ولدوا فيها. كما ترجم لأعلام الكرد في مدينة حلب “محمد راغب الطباخ الحلبي” (1877ـ 1951م) في كتابه (إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء)، ومن مشاهير علماء الكرد الذين ذكرهم الحلبي في كتابه هذا: العالم الكردي القاضي أحمد أفندي بن طه زاده واقف المدرسة الأحمدية المشهور بالجلبي.
ولد أحمد أفندي في مدينة حلب سنة (1110هـ ـ 1698م) على وجه التقريب، وتولى نقابة الأشراف سنة (1147 هـ ـ 1734م)، كما تولى القضاء في القدس وبغداد، وبقي في قضاء بغداد إلى أواخر سنة (1164هـ 1750م ). وفي سنة (1165هـ 1751م) عاد منها إلى وطنه حلب، فشرع في بناء مدرسته في محلة الجلوم، زقاق الجلبي، شرقي جامع البهرمية، وسماها “الأحمدية” (ووقف فيها ما اقتناه من الكتب النفيسة والآلات النادرة، وبلغت كتبه ثلاثة آلاف مجلد، منها عدة مجلدات بخطه الحسن)، وصرح في كتاب وقفه (إن الكتب الموقوفة لا تخرج من حجرة الكتب ولا من المدرسة لأحد، إلا بإعارة للقراءة والاستنساخ، ولا غير ذلك بوجه من الوجوه مطلقاً، وكل من أراد المراجعة والاستنساخ من الكتب المذكورة، فليأت في الأيام الأربعة المعينة لفتح حجرة الكتب، وهي يوم الأحد والاثنين والأربعاء والخميس.)، واشترط واقف المدرسة أن يكون للمدرسة (مدرس عالم متمم لجميع مواد العلوم العقلية والنقلية، ويكون من صلحاء أكراد ما وراء الموصل من صنجق كوي أو صنجق بابان أو من صوران أو من غيرهم)، (وقد عين الواقف الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عمر الكردي من صنجق كوي، وإذا انحل التدريس يوجه المتولي لمن يوجد في المدرسة من الأكراد المذكورين، وإن لم يوجد في المدرسة المرموقة من الأكراد، يوجه التدريس لمن يوجد من الأكراد المذكورين في البلدة، وإن لم يوجد ينيب المتولي أحداً في خدمة التدريس المذكور بالوظيفة إلى أن يقدم إلى البلدة من علماء الأكراد من هو بهذه الصفات.) كما اشترط (أن يكون سكان حجر المدرسة العشرة من أكراد ما وراء الموصل وصنجق بابان وغيرهم من أكراد تلك الأطراف، لا يسكنها من أهل البلدة أحد على شرط أن يكون غير متزوج، ومن تزوج سقط حق سكناه في المدرسة) . توفي القاضي أحمد أفندي بن طه زاده سنة (1177هـ 1763م) في مدينته حلب الشهباء) (48). وفي نحو سنة (1315هـ 1897م)، أتى إلى حلب الشيخ عبد السميع بن الشيخ أحمد الكردي البرزنجي، من قرية جنارة التابعة لقضاء حلبجة (49) وتولى التدريس في المدرسة الأحمدية، بعد وفاة مدرسها الشيخ حسين الكردي، وذلك نحو سنة (1334هـ 1915م)،ولم يكن الشيخ عبد السميع فصيح اللسان في اللغة العربية (وإذا قرأ لأبناء الأكراد، قرر لهم الكتب العربية باللغة الكردية، مع فصاحة وحسن بيان لأنها لغته الأصلية) (50)، وهنا يطرح سؤال نفسه: كيف لصاحب كتاب (إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء) أن يقيّم لغة الشيخ الكردي ويثني على حسن بيانه في الكردية، دون معرفته باللغة الكردية؟ ترى هل تعلم منه الكردية بعد أن لازمه خمس سنين أو أزيد؟ أم هو مديح التلميذ لأستاذه؟ (51). توفي الشيخ عبد السميع سنة (1338هـ 1919م) في مدينة حلب، وربما كان آخر المدرسين الكرد في المدرسة الأحمدية التي اشتهرت بمخطوطاتها الثمينة والنادرة، ونقل قسم كبير من مخطوطاتها إلى “مكتبة الأسد”(52). وعلى ضوء هذه الأسماء للأعلام الكردية الواردة في كتاب الحنبلي وغيرها من كتب تراجم الأعلام المدونة بالعربية، يمكن التوصل إلى نتيجة مفادها: إن معظم علماء الكرد دخلوا كتب التراجم بعد خروجهم من موطنهم الأصلي، والكتابة بلغة الجيران، أما الذين بقوا في كردستان وكتبوا باللغة الكردية، فلم تتناولهم أقلام كّتاب “تراجم الأعلام” من الترك والعرب والفرس، ومن هنا تكمن أهمية المصادر المدونة بلغات الشعوب المجاورة للكرد، في دراسة التأريخ الكردي.
تباينت دوافع هجرات الكرد إلى بلاد الشام وغيرها من الأماكن على مر القرون، ففي القرن التاسع عشر نزحت بعض الأسر والقبائل الكردية باتجاه المناطق الداخلية لبلاد الشام كالقبيلة البرازية، التي تعد من كبريات القبائل في عموم كردستان، إذ ورد ذكرها في كتاب “شرفنامه” (53) كما ذكرها المؤرخ علي أكبر كردستاني (ت 1899م) في كتابه “الحديقة الناصرية في تاريخ وجغرافية كردستان”(54). كما سكنت أسرة آل برمدا في منطقة حارم (وهي أول أسرة شهيرة في قصبة حارم) وهم (في الأصل أسرة كردية من عشيرة البرازية، كانت متوطنة في نواحي سروج من أعمال مدينة الرها”أورفه”) (55) .وفي نحو سنة 1824م، اضطرت بضغط من الحكومة العثمانية إلى الرحيل فتوجهت إلى جهات الجومة، ثم استقرت بشكل نهائي في منطقة حارم (56). أما “آل برازي” في مدينة حماة فيذكر الباحث أحمد وصفي زكريا، أنهم (جاؤوا منذ قرن ونصف من أنحاء الرها) (57). وقد استعربت معظم القبائل والأسر الكردية التي نزحت من موطنها الأصلي، واستوطنت المناطق الداخلية في بلاد الشام، بما فيها بعض الأكراد اليزيدية الذين (جلوا عن بلادهم في أنحاء سروج منذ قرن أو أقل) (58) .وقد قام “آل برازي” في مدينة حماة بدور سياسي بارز بعيد فترة الاستقلال في سورية، ووصل محسن برازي إلى منصب رئيس الوزراء في عهد الرئيس حسني الزعيم، وقد وصفت بعض الصحف العربية خارج سورية آنذاك حكومة محسن برازي بـ “الجمهورية الكردية العسكرية” (59).
من مجمل ما سبق يتبين أن الكرد وطئوا أرض الشام منذ ألف عام أو أكثر، استناداً إلى المصادر العربية، واندمجوا تدريجياً في محيطهم العربي, والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: لماذا بقي أكراد الجزيرة وسهل سروج وجبل الكرد (60) محافظين على هويتهم القومية، ولم ينصهروا في البوتقة العربية؟!!
1 ـ فضل الله العمري ـ مسالك الابصار في ممالك الابصار ـ مخطوطة مصورة ـ السفر الثالث، ص 124، يصدره فؤاد سزكين بالتعاون مع علاء الدين جوخوشا، ايكهارد نويباور، 1988ـ منشورات: معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية .
2 ـ أبو عبيد البكري، المسالك والممالك، الجزء الأول، ص574 ، حققه وقدم له: ادريان فان ليوفن واندري فيري، منشورات، الدار العربية للكتاب والمؤسسة الوطنية للترجمة والتحقيق والدراسات ، طبعة 1992م.
3ـ ابن حمدون محمد بن الحسن بن علي، التذكرة الحمدونية الجزء الثامن، ص128، تحقيق إحسان عباس وبكر عباس، دار صادر، بيروت ، الطبعة الأولى 1996م. وحول علاقة الأسرة الحمدانية بالأكراد يمكن مراجعة كتاب “أخبار الدولة الحمدانية بالموصل وحلب وديار بكر والثغور” ، تأليف: علي بن ظافر الأزدي، ص19، حققته وقدمت له: تميمة الرواف، دار حسان للطباعة والنشر، الطبعة الأولى 1985م.
4 ـ أحمد بن يوسف بن علي الأزرق الفارقي، تاريخ الفارقي، ص19، تقديم ومراجعة الدكتور حسن الزين، دار الفكر الحديث للطباعة والنشر، بيروت، لبنان، 1988م .
5 ـ أبو الطيب المتنبي، انظر ديوانه الشعري، أجاب أبو الطيب المتنبي على تساؤل سيف الدولة الحمداني قائلا:
إن كنت عن خير الأنام سائلا فخيرهم أكثرهم فضائلا
من كنت منهم يا همام وائلا الطاعنين في الوغى أوائلا
والعاذلين في الندى العواذلا قد فضلوا بفضلك القبائلا
6 ـ ابن شداد، الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة، الجزء الثالث، ص315، تحقيق يحيى عبارة، منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق.
7 ـ الأعلاق الخطيرة، الجزء الثاني (تاريخ لبنان والأردن وفلسطين). ص 115، عني بنشره وتحقيقه وفهارسه. سامي الدهان. دمشق . 1962م .
8 ـ مسالك الابصار في ممالك الامصار، السفر الثالث، ص126
9 ـ محمد أمين زكي بك، خلاصة تاريخ الكرد وكردستان من أقدم العصور التاريخية حتى الآن، ص35 ، ترجمة محمد علي عوني، طبعة 1985م .
10 ـ مصطفى بن عبد الله القسطنطيني الرومي الحنفي الشهير بالملا كاتب الجلبي والمعروف بـ حاجي خليفة، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، الجزء الأول ص281، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بدون تاريخ.
11 ـ أسامة بن منقذ الكناني، الاعتبار، اختار النصوص وقدم لها وعلق عليها الدكتور عبد الكريم الأشتر، منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق، 1980م .
12 ـ عماد الكاتب الأصفهاني، الفتح القسي في الفتح القدسي، ص328، تحقيق وشرح وتقديم: محمد محمود صبح .
13 ـ شهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي الدمشقي المعروف بـ بابن شامة، كتاب الروضتين في أخبار الدولتين، الجزء الأول، ص61، حققه وعلق عليه إبراهيم الديبق، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1997م .
14 ـ الأعلاق الخطيرة، الجزء الأول، القسم الأول، ص 72+81. عني بنشره وتحقيقه: دومينيك سورديل. دمشق. 1953م .
15 ـ أبو الفضل محمد بن الشحنة، الدر المنتخب في تاريخ مملكة حلب، ص242، تقديم عبد الله محمد الدرويش، دار الكتاب العربي، سورية ، 1984م.
16 ـ ناجي معروف، النظاميات ومدارس المشرق الإسلامي، مطبعة الإرشاد، بغداد، 1973م.
17 ـ ابن خلكان، وفيات الأعيان، الجزء الأول، ص 182+183، تحقيق إحسان عباس، منشورات دار صادر، بيروت لبنان .
18 ـ عادل عبد الحق والأستاذ خالد معاذ، مشاهد دمشق الأثرية، ص49، مطبعة الترقي في دمشق، مطبوعات مديرية الآثار العامة في سورية، 1950م.
19 ـ صلاح الدين المنجد، خطط دمشق. نصوص ودراسات في تاريخ دمشق الطوبغرافي وآثارها القديمة ص97ـ98، المطبعة الكاثوليكية، بيروت، 1949م.
20 ـ الشيخ قطب الدين موسى بن محمد اليونيني، ذيل مرآة الزمان،المجلد الأول، ص 43،44،45، دار الكتاب الإسلامي، القاهرة، الطبعة الثانية، 1992م .
21ـ نفس المصدر .
22 ـ ياقوت الحموي، معجم البلدان، المجلد الرابع، ص424، دار صادر بيروت، 1995م.
23 ـ أكرم حسن العلبي، خطط دمشق، ص 157+158، دار الطباع، دمشق، الطبعة الأولى 1989م.
24 ـ نفس المصدر
25 ـ صلاح الدين خليل بن ايبك الصفدي، الوافي بالوفيات، الجزء الرابع، ص186،187، تحقيق: محمد بن عبيد الله ومحمد بن محمود، باعتناء س، ديدرينغ، يطلب من دار النشر فرانز شتاين شتوتغارت،الطبعة الثانية 1991م .
26 ـ وفيات الأعيان ، الجزء الأول ، ص182،183 ..
27 ـ الفتح القسي في الفتح القدسي، ص588.
28 ـ رشيد الدين فضل الله الهمداني، جامع التواريخ، المجلد الثاني، الجزء الأول، ص 328، ترجمة محمد صادق نشأت، محمد موسى هنداوي، فؤاد عبد المعطي الصياد، راجعه وقدم له يحيى الخشاب.
29 ـ ملا محمود البايزيدي، عادات الكرد وتقاليدهم، ترجمة جان دوست ومحسن سيدا، مجلة الكولان العربي العددان 80،81 .
30 ـ هو الفقيه والأمير أبو محمد عيسى الهكاري الملقب بـ ضياء الدين وكان له دور بارز في تنصيب صلاح الدين الأيوبي في الوزارة .
31 ـ جمال الدين محمد بن سالم بن واصل، مفرج الكروب في أخبار بني أيوب، الجزء الأول، ص169 تحقيق جمال الدين الشباك ، مطبوعات إدارة إحياء التراث القديم، وزارة المعارف المصرية. إدارة الثقافة العامة، مطبعة جامعة فؤاد الأول ، 1953م .
32 ـ نفس المصدر ص3.
33 ـ كتاب الروضتين في أخبار الدولتين، الجزء الثاني، ص250+251 .
34 ـ نفس المصدر
35 ـ لا يمكن القطع بالأصل الكردي لأبي مسلم الخراساني استنادا إلى قول الشاعر أبي دلامة:
أفي دولة المنصور حاولت غدره ألا إن أهل الغدرآباؤك الكرد
ولم يدرجه المؤرخ محمد أمين زكي في كتابه مشاهير الكرد وكردستان ضمن الأعلام والشخصيات الكردية لضعف الحجة والدليل. (الجزء الأول ، مشاهير الكرد وكردستان ، المقدم ) .
36 ـ أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر، الجزء الثالث، ص304، تحقيق وتعليق سعيد محمد اللحّام، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 2000م ، بيروت لبنان.
37 ـ وفيات الأعيان، الجزء السابع، ص141.
38 ـ شرف خان البدليسي، شرفنامه، الجزء الأول، ص 214، ترجمة محمد علي عوني، راجعه وقدم له يحيى الخشاب، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، مصر .
39 ـ نفس المصدر ص215 .
40 ـ نفس المصدر
41 ـ نفس المصدر
42 ـ رضي الدين محمد بن إبراهيم بن يوسف الحلبي المعروف بـ ابن الحنبلي، در الحبب في تاريخ أعيان حلب، الجزء الأول، القسم الثاني، ص890، حققه محمود حمد الفاخوري ويحيى زكريا العبارة، منشورات وزارة الثقافة، دمشق، 1973م.
43 ـ نفس المصدر
44 ـ نفس المصدر
45 ـ در الحبب، الجزء الأول، القسم الأول، ص437 .
46 ـ در الحبب، الجزء الأول، القسم الثاني، ص890 .
47 ـ در الحبب، الجزء الأول، القسم الأول، ص437ـ445 .
48 ـ معظم المعلومات الواردة هنا عن المدرسة الأحمدية مستلة من كتاب “إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء”، الجزء السابع، ص69ـ72، دار القلم العربي بـ حلب، طبعة 1988م .
49 ـ محمد أمين زكي، مشاهير الكرد وكردستان، الجزء الثاني، ص26 نقلته إلى العربية الآنسة كريمته، راجعه ونقحه وأضاف إليه الأستاذ محمد علي عوني. مطبعة السعادة، مصر، 1947م .
50 ـ إعلام النبلاء، الجزء السابع، ص561ـ562
51 ـ نفس المصدر ص562 .
52 ـ لمياء الجاسر، مدارس حلب الأثرية. تاريخها وعمارتها، ص 393 ، التوزيع حلب: دار الرضوان ـ دار الأنصاري ، الطبعة الأولى 2000م .
53 ـ شرفنامه، ص258.
54 ـ علي أكبر كردستاني، الحديقة الناصرية في تاريخ وجغرافية كردستان، ترجمها عن الفارسية جان دوست. دار آراس للنشر 2002م. اعتمدت هنا على مخطوطة المترجم لعدم تمكني من الحصول على نسخة مطبوعة، وقد عاونت الأخ المترجم جان دوست في وضع هوامش الكتاب وملاحقه، وآمل أن أحصل في قادم الأيام على نسخة مطبوعة من الكتاب.
55 ـ كامل البالي الحلبي الشهير بالغزي، نهر الذهب في تاريخ حلب، الجزء الأول، ص384ـ385، قدم له وعلق عليه الدكتور شوقي شعث ـ الأستاذ محمود فاخوري.
56 ـ نفس المصدر
57 ـ أحمد وصفي زكريا، جولة أثرية في بعض البلاد الشامية، ص312، الطبعة الأولى 1934م ـ الطبعة الثانية 1984م .
58 ـ نفس المصدر
59 ـ باتريك سيل، الصراع على سورية، ص92، منشورات طلاس .
60 ـ من الأخطاء الشائعة هو الخلط بين جبل الكرد (كردطاغ) في عفرين وجبل الأكراد التابع لجبال العلويين (اللاذقية) والواقع إلى الغرب من جسر الشغور (جولة أثرية ص140) .