إبراهيم شيخ
اﻻعلام الواعي في المقام اﻻول هو تعبير عن واقع قائم فاﻻرتباط بين اﻻعلام والواقع على اﻻرض هو ارتباط موضوعي مثل اﻻرتباط بين الكتاب والمكتبة او المال والتجارة، ان تكون رسالة اﻻعلام واعية بكل الحقائق ﻻن اﻻعلام يعني العلم والمعرفة ويبني وعي اﻻجيال ويحدد وعي المجتمعات، ان يحسن اﻻعلام التقدير في إبلاغ رسالته بحيث يوصل محتواها الى الملتقي دون التجني على الحقائق او إخفاء مضمون المرجو من الرسالة. مامن شك في أن اﻻعلام المعاصر هو تعبير الحقيقي للشعوب عن وجودها، فهل يستطيع اﻻعلام الكردي ان يكرس هذه المفاهيم في مجاﻻت المعلوماتية والاتصالات والتكنولوجيا في خدمة قضايا شعبه
ﻻن اﻻعلام الحقيقي هو سند تاريخي لكل قضايا الشعوب لذلك يجب دعم اﻻعلام الكردي بكل إﻻمكانيات المتاحة ولعل اهمها اﻻقتصاد وإيجاد نقابات اﻻعلاميين تتولى شأنهم اﻻعلامي وتدريبهم ومحاسبتهم، لقد قطعت البشرية شوطاً كبيراً في مجال اﻻتصاﻻت وتكنولوجيا المعلومات بحيث جعل اﻻسرار مباحة والخفايا مكشوفة يعني اي حدث في اي مكان في العالم يجد صداه في كل بقاع المعمورة اي انها جعلت من العالم قرية صغيرة ترتبط شعوبها بصلات اوثق وعلاقات اقرب. تبني المهنية والحرفة في اﻻعلام وإيصال المعلومة هو اساس اﻻعلام الناجح واﻻلتزام بقيم المعرفه واخلاقيات المهنة في تغطية اﻻحداث ومضمون رسالة اﻻعلام يجب ان تكون قوية بحيث تضع الخصوم قبل أﻻصدقاء على سواء في موضع الشعور باﻻحترام لمصدر اﻻعلام والخصوصية اﻻعلامية، فقد اصبح اﻻعلام هو قضية العصر، اﻻعلام والدبلوماسية وجهان لعملة واحدة فهي تمثل السياسة الخارجية وصورة الدولة في المجتمعين الدولي واﻻقليمي، ومن مهام اﻻعلام أيضاً خلق ثقافة ديمقراطية في المجتمع وترسيخ ثقافة اعتراف كل طرف باﻵخر مهما كانت انتماءاتهم الحزبية والسياسية والفكرية. الى ان اعلامنا الكردي يفتقر الى هذه السمات ثقافة ممارسة المهنة بحرفية ومهنية وقبول الرآي اﻵخر باﻻضافة الى نقص في الكوادر ومؤسسات تمويل وإستقلالية اقتصادية، والحرية في ممارسة دورها دون تدخل اية جهة خارجية او حزبية، لقد ظهرت هذه السمات على بعض القنوات اﻻعلامية الكردية ومواقعها اﻻلكترونية كانت لها اجندات سياسية في نقل الخبر في اﻻحداث اﻻخيرة في إقليم كردستان في مناطق شنكال وضواحيها التي اعتمدت على تضخيم الحدث والبعد عن الحقائق ولم تنتهج مبدأ الحياد في نقل الحدث والمعلومات العسكرية والتحليل السياسي للحدث وعملت بشكل ممنهج على نشر أفكار وسياسات وخطاب ىاﻻحزاب التي تمولها، وانعدام رؤية موضوعية وشفافة ﻻنها في حقيقة الأمر ﻻ يختلف هذا النوع من اﻻعلام عن اعلام اﻻنظمة الشمولية التي ماهي إﻻ ابواق لها هذا يعني بأن مازالت الرسالة اﻻعلامية الكردية دون المستوى المطلوب برغم كل الجهود المبذولة للارتقاء بها خارجياً وداخليا، فمازالت رسالة عاطفية تبريرية ومنها حزبية تخدم اﻻنظمة الشمولية في تعتيم وخنق الحقيقة لصالح اجندتها السياسية. لكن بالمقابل ﻻننكر دور بعض وسائل الإعلام الكردية التي تعاملت مع اﻻحداث بكل حرفية وشفافية وحياد في نقل الخبر منها قنوات تلفزيونية ومنها مواقع إلكترونية التي استطاعت ان تظهر وجه اﻻعلام الحقيقي، فالمطلوب من اﻻعلام خلق ثقافة ديمقراطية والتنوع في اﻵراء واﻻبتعاد عن ثقافة اﻻقصاء والتهميش واظهار الحقيقة، وحشد الرأي العام لصالح قرارات معينه كما حدث في إقليم كردستان في اﻵونه اﻻخيرة وإلقاء الضوء على خلفية الحدث اي لفت الأنظار لها والعمل على حث الجهات المسؤولة لمعالجتها. يكاد ان يكون اﻻعلام السلطة اﻻولى، ﻻن اﻻعلام يعتبر السلطة الرابعة لدى الدول المتقدمة المجتمعات الراقية، اي ان وظيفتها هي مراقبة السلطات والحكومات ومحاسبتها عبر مراقبة المؤسسات العامة والحكومية لصالح العام ولكشف اي ممارسات خاطئة او غير قانونية او فاسدة تمارسها اي جهة إن كانت وحتى مؤسسات المجتمع المدني. وأخيراً نؤكد بأن العمود الفقري ﻻي اعلام ناجح هو مدى صدقيته للمشاهد او المستمع او القارئ إﻻ من خلال درجة الصدق التي يحرص عليها من حيث انتقاء مصادره والحياد في نشر الخبر دون تميز او انحياز..
المانيا
2014/9/12
المانيا
2014/9/12