«هذه كوباني»

عمر كوجري

المدينة الناعسة على كتف الحلم ..
المدينة الغافية في جفن الوردة
الآن .. تحترق .. تحترق ..
الوطن العابر لخطوط الآخرين .. ولمبراتهم وممحاتهم… الآن تحت سعير جهنم
ماعادت الحساسين تنطنط على أشجار كوباني.. ماعاد فيها شجر ولا حجر صالح ليتكئ الشعراء بقصائدهم عليه..
الوطن.. المتجاوز لخلاف لغات الأمم والشعوب.. صار يبحث عن حروفه وسط كل هذا الحريق… كل هذا الدمار الذي لا يدانية دمار ..
وفيما نختلف عليك يا وطني .. ياكوباني..
وفيما جميعاً نريد شق جبهتك وأطرافك… 
وفيما نتفق على الاختلاف المر …
وفيما ندبج الكلام” الرشيق – المعسول- المغسول- المطلي” من آفة بلاغة النصر…. ونقول: طيور التحالف الحديدية تدك ” أوكار” الرايات السود..
صرت ملمح لذكرى وطن جميل … يا وطني 
يا كوباني ..
صرت… في ذمة كل هذا الرماد الذي يثيره الجميع… نعم نحن الجميع..
ياكوباني… يا وطني المحترق ..
كلنا حرقناك يا كوباني …. كلنا حرقناك…

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إدريس سالم

 

ليستِ اللغة مجرّد أداة للتواصل، اللغة عنصر أنطولوجي، ينهض بوظيفة تأسيسية في بناء الهُوية. فالهُوية، باعتبارها نسيجاً متعدّد الخيوط، لا تكتمل إلا بخيط اللغة، الذي يمنحها وحدتها الداخلية، إذ تمكّن الذات من الظهور في العالم، وتمنح الجماعة أفقاً للتاريخ والذاكرة. بهذا المعنى، تكون اللغة شرط لإمكان وجود الهُوية، فهي المسكن الذي تسكن فيه الذات…

مازن عرفة

منذ بدايات القرن الحادي والعشرين، يتسارع الزمن في حياتنا بطريقة مذهلة لا نستطيع التقاطها، ومثله تغير أنماط الحياة الاجتماعية والإنسانية، والاكتشافات المتلاحقة في العلوم والتقنيات، فيما تغدو حيواتنا أكثر فأكثر لحظات عابرة في مسيرة «الوجود»، لا ندرك فيها لا البدايات ولا النهايات، بل والوجود نفسه يبدو كل يوم أكثر إلغازاً وإبهاماً، على الرغم من…

أصدرت منشورات رامينا في لندن كتاب “كنتُ صغيرة… عندما كبرت” للكاتبة السورية الأوكرانية كاترين يحيى، وهو عمل سيريّ يتجاوز حدود الاعتراف الشخصي ليغدو شهادة إنسانية على تقاطعات الطفولة والمنفى والهوية والحروب.

تكتب المؤلفة بصدقٍ شفيف عن حياتها وهي تتنقّل بين سوريا وأوكرانيا ومصر والإمارات، مستحضرةً محطات وتجارب شكلت ملامحها النفسية والوجودية، وموثقةً لرحلة جيل عاش القلق…

غريب ملا زلال

رسم ستار علي ( 1957_2023 ) لوحة كوباني في ديار بكر /آمد عام 2015 ضمن مهرجان فني تشكيلي كردي كبير شارك فيه أكثر من مائتين فنانة و فنان ، و كان ستار علي من بينهم ، و كتبت هذه المادة حينها ، أنشرها الآن و نحن ندخل الذكرى الثانية على رحيله .

أهي حماسة…