
ومنذ ذلك اليوم , وبعد 66 عاماً , قطعت البشرية مراحل هامة في مجال حقوق الإنسان , وتوسيع ما نتج عنها من حقوق تفصيلية شملت حقوق الطفل والمرأة وحق التعلم وحقوق المعتقلين والأسرى واللاجئين والمهجرين وحرية الصحافة والتعبير إلى ما هنالك من تفرعات ، كما أرست قواعد وآليات لمراقبة مدى احترام الحقوق المنصوص عليها في تلك الاتفاقيات.
إلا أنه , وعلى الرغم من هذه الاتفاقيات القانونية , إلا أن البشرية ما تزال تئن تحت وطأة الظلم والانتهاكات السافرة لحقوق الإنسان في الكثير من دول و أصقاع العالم , هذه الانتهاكات النابعة من خلفيات عنصرية وعرقية و دنية وجنسية ..الخ , فما زال المجتمع الذكوري هو سمة أغلبية مجتمعاتنا , وخاصةً في الشرق الأوسط , حيث تعاني المرأة العديد من صنوف التمييز والاضطهاد , كما أن اضطهاد الشعوب على أساس القومية باتت سمة سائدة في العديد من الدول , والأمر نفسه بالنسبة للطائفة والدين , كما أنّ الأطفال لهم نصيبهم الوافر من هذه المظالم فهم يعانون الأمرين في ظل ما تشهده مناطق كثيرة من ويلات الحروب , وهم أولى ضحاياه حيث حرموا من التغذية الصحية , ومنعوا من التعليم وباتوا عرضة للتجنيد والتحرشات , وكذلك الصحفيين والأسرى والمعتقلين يتعرضون لأبشع أنواع الانتهاكات الفظيعة التي تقشعر منها الأبدان …
وسوريا اليوم , وبعد ما يزيد من ثلاث سنوات ونصف , باتت مرتعاً خصباً لانتهاك حقوق الإنسان , حيث كانت ضحية ذلك مئات آلاف القتلى والجرحى والمعتقلين و والأطفال المشردين والمحرومين , وملايين اللاجئين والمهجرين , الذين يعانون مختلف صنوف التعذيب والحرمان و الظلم .
وكردياً , فالقومية الكردية هي إلى الآن القومية الأكبر من حيث التعداد والجغرافية المحرومة من حقوقها القومية , وعانى الويلات على أيدي الأنظمة المغتصبة لحقوقه حيث تعرض لحملات إبادة جماعية بالأسلحة الكيماوية وتدمير للقرى والبلدات بشكل ممنهج …الخ , كما تعرض شعبنا الكردي في سوريا لحرمان مضاعف في ظل أنظمة مستبدة , فكانت هناك محاولات حثيثة لصهره في بوتقة القومية العربية , حيث طبق بحقه المشاريع والإجراءات العنصرية الشوفينية , كمحاولات التعريب و تغيير أسماء البلدات والقرى الكردية , وكذلك مشروع الحزام العربي , والإحصاء الاستثنائي الجائر , وفصل الموظفين والطلاب , والآن يتعرض شعبنا لأعنف هجمة بربرية من لدن الجماعات التكفيرية الإجرامية وعلى رأسهم التنظيم الإرهابي (داعش) , الذي يتحرك وفق عقلية عنصرية دينية متطرفة .وهنا كان البارتي والحركة الوطنية الكردية مثابرون في النضال من أجل نيل شعبنا الكردي في سوريا لحقوقه القومية , ومقاومة هذه المشاريع العنصرية الشوفينية التي طبقت ضده .
وعليه فإننا في الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) وبمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان ندعو جميع منظمات حقوق الإنسان في العالم وكذلك الجهات المعنية و السلطات الحاكمة في العالم إلى التدخل سريعاً لوقف ما تتعرض له الإنسانية جمعاء من انتهاكات سافرة و جسيمة لحقوق الإنسان , وخاصة في بلدنا سوريا , وكذلك ما يتعرض لها شعبنا الكردي من اضطهاد كبير وحرمان لحقوقه القومية , ليسود العالم , رغم كل الاختلافات الطبيعية فيه , بالعدالة والمساواة , ينعم فيه كل الشعوب بالكرامة والحرية والأمان .
القامشلي في 10 / 12 / 2014م اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي)