بقلم: خالص مسور
قواعد كتابة اللغة الكردية، هو اسم لكتاب جديد صدر باللغة الكردية مؤخراً لمؤلفه الإستاذ برزو محمود، وهو كتاب فريد من نوعه، إن من حيث أناقة الغلاف أو من حيث المضمون ونوعية المعلومات وجدتها، أو شموليتها وغزارتها، حيث يحفل هذا الكتاب (اللانغويستي) بامتياز، بالعديد من الأمثلة التوضيحية والإبداعية التي أدخلت في فضاءات القواعد الإملائية للغة الكردية، مما يناسب مستوى القاريء اللغوي المتقدم، كما يناسب مستوى القاريء العادي أيضاً، نظراً لدقة الشرح والتحليل وبساطته، وغزارة الامثلة التوضيحية التي حفل بها الكتاب، ما يدل على أن المؤلف متمكن من مادته بشكل كبير، ويمتلك خبرة كتابية وعلمية كبيرة في مجال السيميولوجيا واللسانيات الحديثة.
كما يتميز الكتاب بالموضوعية في الطرح والدقة في التعبير، وبالكثير من الإجتهادات اللغوية والرصانة العلمية، حيث لم يسبق لأحد من مؤلفي قواعد اللغة الكردية أن جاء بمثل هذا الحشد الكبير، والكم الهائل من المصطلحات الجديدة على مستوى كتابة اللغة الكردية، التي تناولها المؤلف بإسلوب سهل ومبسط وبمستوى ومنهجية أكاديمية، وبكثير من الإبداعية، فاتحاً بذلك باب التطوير والإجتهاد، على مستوى الدراسات اللغوية الكردية، مما ساهم في إغناء هذا الحقل من الدراسات العلمية، ورفع السوية اللغوية فيها على مستوى الدراسات العلمية الجادة والهادفة، في مجالات اللغة الكردية وقواعد كتابتها. بحيث يمكننا القول: بأن المؤلف قد وصل في تناوله لهذه الدراسة إلى سوية متقدمة في مجال قواعد الكتابات اللغوية، ولم يأت ذلك بين عشية وضحاها، بل كان ذلك ثمرة اجتهاد طويل أخذ من المؤلف جهداً ووقتاً متواصلين، استغرقت سنوات مديدة من عمره الكتابي، ولا سيما في مجال التحرير لأكثر من مجلة كردية كما يقول المؤلف نفسه ذلك.
ومن خلال مطالعتي للكتاب رأيته جدير بالقراءة والإمعان في محتوياته، ويستحق أن يدرس في مدارس ومعاهد اللغة الكردية، وأن توظف معلوماته في مجالات الأبحاث الاكاديمية والدراسات اللسانية (اللانغويستيكية) الكردية المعاصرة.
حجم الكتاب متوسط، ويناهز الـ 208 صفحات، ومزود في صفحاته الاخيرة بشرح توضيحي ومختصر لمحتوى الكتاب باللغة العربية، وبقاموس عربي- كردي-إنكليزي، ليسهل على القاريء فهم معنى المصطلحات الواردة فيه، الأمر الذي سهل كثيراً على القاريء العادي والمتقدم معاً فهم مضمون الكتاب ومحتوياته القيمة. وسنأتي على دراسته وعرضه من حلال فصوله المتعددة، حيث يحتوي الكتاب على ثمانية فصول، مثل
1- فصل المصطلحات اللغوية.
2- الوصل والفصل
3- قضايا الكلمة
4- بناء الكلمة المعجمية
5- كتابة علامات الأسماء
6- حروف الجر
7- قواعد كتابة الفعل
8-ومن ثم القاموس الأخير باللغات الثلاث الكردية والعربية والإنكليزية.
ونظراً لكثرة موضوعات الكتاب وتشعبها، فإننا سنركزعلى بعض الجونب الهامة مما ورد في هذا الكتاب اللغوي الجدير بالقراءة والدرس.
لقد استعان المؤلف بعدد من كتابات اللغويين الكرد قبله، وبالمجمع العلمي الكردي، وبالمؤلفات السورانية في تأليف كتابه، الذي جاء مبنياً على ركائز علمية رصينة ومنهجية واضحة، وبالمناسبة فالمؤلف ربما هو الكاتب الوحيد من بين الفلولوجيين الكرد الذين يكتبون بالسورانية من خارج الإنتماء السوراني، في كل من كردستان تركيا وسوريا معاً. وقد أظهرالمؤلف مقدرته الإبداعية في نحت وادخال الكثير من المصطلحات اللغوية الجديدة، مبدياً آراءه في قضايا مورفولوجية وقواعد الكتابة الكردية، فيرى أن هناك فارقاً بين الملفوظ والمكتوب في جانبي الكتابة والفونيتيك ، أي أن طريقة وشكل كتابة المقاطع والجمل لاتتطابق دوماً مع الناحية (الفونيتيكية) الصوتية للمقاطع والمورفيمات الملفوظة، ويبدي المؤلف ذلك بكثير من الوضوح والشرح وضرب الأمثلة والتحليل، وهي الطريقة التي تناسب كتاباً لغويا كهذا، ليستفيد منه القاريء لأبعد حددود الإستفادة، وخاصة أنه – وكما قلنا- دعم الكتاب بقاموس يترجم المفردات الصعبة والمصطحات الجديدة.
ففي الفصل الاول يقسم الكاتب المصطلحات الى ثلاثة اقسام
1- مصطلحات استقاها من مجمع اللغة الكردية، وكان المؤلف يستعملها بكثرة وهو ما لا يمكن التلاعب بها مثل Pêşgir, Paşgir, kar…
2- مصطلحات استقاها من مجمع اللغة الكردية، ولكنه كان يستعملها في سياق مختلف، مثل:
Ferhengî |
lexical |
معجمي |
Morfêmên ferhengî |
lexical mor. |
المورفيمات المعجمية |
Morfêmên leksîkî |
lexical mor. |
المورفيمات المعجمية |
3- مصطلحات وضعها المؤلف لحاجة الموضوع الى ذلك، مثل:
barê hişkeber |
الحالة المباشرة |
|
fêrxwaz |
متعلم، متدرب |
|
rewaştî |
منحوت |
يظهر في هذا الفصل أيضا، ناحية مورفوفونيتيكية هامة لطريقة الكتابة مثلا يقول المؤلف: إذا كانت الكلمة تنتهي بحرف صوتي طويل، وحينما تأخذ حالة علامة الاضافة، فإن الصائت الطويل يتحول إلى صائت قصير على المستوى الصوتي كما في المثال التالي:
Xwestî+ a = Ez xwestiya Azadim
فالحرف الصوتي الطويل – î – يتحول إلى – i- ذات النبرة الصوتية القصيرة، ويليه المقطع ـ ya – بشكل متصل مع الكلمة، وكذلك فإن الحرف الصوتي (ê) عندما ياتي معه حرف صائت، فإن الحرف (ê) يحذف ويحل محله الحرف الصوتي (i) القصيرالنبرة والصوت، وبعدها ياتي مباشرة الحرفين (y + a) أمثلة
Rî + a = riya
Dê + a = diya
Rê + a = riya
هنا يطرح المؤلف اشكالية تظهر فيها المثال السابق في الكتابة الكوردية بصورتين مختلفتين اذ يرى أن فئة من الكتاب يأخذون بالصورة القصيرة كما هو الحال عند بدرخان، وهناك فئة أخرى وخاصة كتاب كوردستان العراق يأخذون بالصورة التالية:
Xwestî+ a = Ez xwestîya Azadim
Azadî + a = Azadîya bîr
أي أن تبقى الصائت الطويل على صورته دون تغيير حفاظاً على الصيغة المعجمية للكلمة، ولكن ينبغي بالمقابل صياغة قانون صوتي مفاده أن الحرف الصائت î اذا سبق ب y في
والمسألة التي يطرحها المؤلف هنا على اللغويين الكورد هو العمل من أجل اختيار صورة واحدة من بين الصورتين وجعلها الصيغة الكتابية المشتركة وذلك بعد دراسات يقدمها علماء اللغة والمعنيين بالشأن الكوردي .
وفي بحث الوصل والفصل
يذهب المؤلف الى أن هناك وحدات مركبة لايمكن تجزءتها او فصلها عن بعضها على مستوى الكتابة ، ويستشهد بقصة الاستاذ مشعل تموKopalê Sor)) أي العكازة الحمراء أو الباستون الأحمر ويقول: إن من الخطأ أن تكتب كلمة (pişt xwar) التي وردت لدى السيد مشعل التمو بهذا الشكل المنفصل، بل الأولى كتابتها بشكل متصل هكذا(piştxwar ).
وفي معرض الفقرة المعنونة بالمقيد والمستقل، يبدي المؤلف الكثير من الآراء العلمية القيمة فهو يتساءل مثلاُ: هل المورفيمات مثل- (im,î,in,în,e) هي نهايات شخصية أم كلمات مستقلة؟ ثم يجيب بالقول: ليس في أيدينا مرجعيات تعطينا الحق في كتابة هذه المورفيمات بشكل منفصل عن الكلمة، ولذلك فهو يرى ان هذه المورفيمات هي نهايات شخصية، ويجب أن تكتب متصلة مع الكلمة، بخلاف اللغوي الكردي بدرخان الذي كتبها منفصلة عن الجملة الاسمية، وللمقارنة بينهما نورد مايلي:
Berzo |
Bedirxan |
Ez Kurd im |
Ez Kurdim |
كما لايمكن الفصل بين الكلمات المركبة تركيبا مزجيا مثل، -Dilşad – فلا يمكن كتابتها بالشكل – -Dil şad مثلاً. كما لايمكن فصل الكلمتين عن بعضهما حينما تكون احدى الكلمتين مما لايبتديء بها، مثل علامات الإضافة، والضمائر المتصلة، وعلامة الجمع، والنكرة… و يأتي المؤلف حول ذلك بأمثلة عديدة من مؤلفين عديدين، ويقارن بين اللغات الثلاث، الانكليزية، والكردية، والفرنسية، وهو ما يدخل في علم اللغة المقارن. ويدل على أن مؤلف الكتاب امتلك ناصية اللغة الكردية، وله وباع طويل واضطلاع واسع على قضايا الكتابات اللغوية و(اللانغويستيكية) المعاصرة.
وفي الفصل الثالث يتناول الكتاب الكلمة، ويقسمها حسب بنيتها اللغوية الى ثلاثة أقسام:
1. الصيغة البسيطة وتتالف من كلمة واحدة ويمثل عليها بـ roj, dest, çav…
2. وغير البسيطة وهي تتالف من كلمة لها معنى مستقل، وكذلك الكلمة المقيدة مثل
Hil + kirin = hilkirin
3. ثم المركبة والمنحوتة…
وفي بحثه عن الكلمة ووالوظائف المتعددة في كتابة الجملة يقول المؤلف: إن هناك كلمات مؤلفة من مورفيم واحد، كما أن اللاحقة أو اللاصقة تشكل مورفيماً واحداً فقط مثل:
mend + î = hunermendî huner
Peyv + paşgir 1+ paşgir
أي أن لاحقتي (mend) و – – (î) هما من صنف اللواصق، ولهذا فهما تكتبان بالشكل المقيد، فالكلمة تستطيع بمفردها أن تأخذ لاصقة واحدة لتبني أو تنشيء معها كلمة جديدة، مثال، فإن كلمة(bext) هي اسم وكلمة مستقلة في نفس الوقت، وتستطيع أن تأخذ اللاحقة (Xwer) وتشكل معها كلمة جديدة هي (bextewer) وتكون صفة.
ويذهب المؤلف إلى القول: بأن اسمي الفاعل أوالمفعول، سواء أكانا مشتقين أم مركبين، وكذلك اسم الآلة، فإنها يجب أن تكتب إملائياً وفق صيغتها القاموسية، مثال:
اسم الفاعل المشتق |
destbirr |
bêjoke |
واسم الفاعل المركب مثل |
çîrokbêj |
namenivîs |
اما اسم المفعول المشتق فمثل |
raxistî |
hevgirtî |
اما اسم المفعول المركب فمثل |
çavgirtî |
destvekirî |
اما اسم الالة فمثل |
parzûnk |
nanbirêşk |
وكذلك اسماء العلم في الكردية، سواء منها أسماء الأفراد، أو الجغرافية، أو الجماد، أو النبات، فتكتب حسب صيغتها القاموسية، وهذه الاسماء تنقسم الى:
بسيطة مثلroj
ومنحوتة مثل dara
ومركبة مثل pîremêr
وهكذا، ومن خلال هذه الأمثلة التوضيحية العديدة التي يحفل بها الكتاب، نرى أن المؤلف يلجأ الى تحليل الكلمة، وفق آليتي التحليل والتركيب للصيغة المعجمية والنحوية للكلمة، ليتوصل منها الى الصيغة الكتابية لها، وكان هدفه من وراء عمله هذا، هو الوصول الى صيغة موحدة لقواعد الاملاء الكردية، والتخلص من التشظي على مستوى كتابة الكلمة معجميا وتركيبيا، وبالتالي التخلص من مسالة النهايات الشخصية التي يسميها المؤلف بـ paşkok بالكردية، وهي يقابل personal endings بالانكليزية.
وهي النهايات التي يراها المؤلف أنها وحدات مقيدة، يجب كتابتها مع الكلمة بشكل متصل لامنفصل، كما هو الحال مع السائرين على القاعدة البدرخانية. وفي هذا يرى أن حروف الجر الخلفية مثل ( pê, jê, tê ) يجب ان تكتب بشكل متصل، أي على شكل ( pêk, jêk, têk) وهنا يدخل المؤلف في تفصيلات عن هذه الحروف لاداعي لذكرها هنا.
وحول الفعل المساعد (bûn) يعقد مقارنة بين رأيه ورأي السيد بدرخان في طريقة كتابته، متصلاً مع الكلمة أو منفصلاً عنه، فيعقد المقارنة بالشكل التالي ويقول المؤلف: أنه يكتبه منفصلا فيما يكتبه بدرخان متصلاً مثلاً.
Bedirxan |
Berzo |
Ez ketibûm |
Ez keti bûm |
Bedirxan |
Berzo |
Ez ne keti bûm |
Ez neketibûm |
وفي الفصل الرابع وحول الكلمات المشتقة، يرى المؤلف بوجوب كتابة الكلمات المؤلفة من المورفيمات المستقلة، أو من الكلمات البسيطة والمورفيمات المقيدة، سواء أكانت سوابق او لواحق، أوأجزاء الاقسام المنحوتة، فإنها تكتب متصلة ولايجوز كتابتها منفصلة مثال.
Dil+dar =dildar |
Dil+ dar+î = dildarî |
ويتناول المؤلف مورفيماً إشكالياً في اللغة الكردية، وهو يأتي بأشكال صوتية مختلفة، وهو المورفيم أو الوحدة اللغوية ( e – ê ) الذي يدخل ضمن مجال النهايات الشخصية، وهو ياتي في اللغة الكردية المحكية في نهايات الفعل المضارع المتصل بفاعل الشخص الثالث المفرد. والمؤلف يتساءل هنا أي من الشكلين يستحسن استعمالهما هل هو الشكل (ê) أم (e) … ؟.
ويقول أن من الواضح أن الكرد القاطنين شرق القامشلي يستخدمون الشكل أو الصيغة الأولى في النطق، بينما يستعمل الكرد القاطنين في غربي القامشلي صيغة أخرى، فيخففون (e) إلى صوت قريب من (ê)
شرقي القامشلي |
diçe – diçê |
dixwe – dixwê |
غربي القامشلي |
Dice – diçi / diçê |
dixwe – dixwi / ê |
ولكن المؤلف يعطي رأيه في الموضوع ويقول: ((أنه لا يرى الشكل البدرخاني للمورفيم (ê) الذي كتبه بشكله الآخر (e)مناسبا للكتابة الكردية، ليس لأن ذلك غير صحيح لغويا، بل لأنه اختار صوت المورفيم (e) كصوت وحيد في كتابة اللغة الكردية، ولكني ومنذ عشرين عاماً، استعمل في كتاباتي المورفيم (ê)محل الشكل البدرخاني الآخر للمورفيم (e) وهذا برأيي له عدة أسباب:
1- لأن الصوت (e) يستعمل بين عدد قليل من الكرد، ولدى سكان البشيرية بشكل خاص، ولكن صوت المورفيم (ê) الذي يعود إلى الشخص الثالث المفرد، يأتي أحياناً على شكل مورفيم مستقل، وعلى هيئةالضمير الثالث المستقل. مثل
( Ê werê, bere destê xwe hildê
Azad berxan dibê çolê )
وهنا نرى أن الصيغة تتشكل من (regê kar + ê ) أي جذر الفعل + المورفيم المذكور. وأضيف هنا سبباً آخر يبرر اختيارنا للمورفيم (ê) رغم أنه يستنفر عناصرالفم، إلا أنه يبدو أكثر سهولة على النطق، وأخف وقعاً على الاذن وألطف صوتاً، ويؤدي معه إلصاق مقدمة اللسان بالأسنان إلى خروج الهواء المحبوس في الحلق، ومن ثم إعطاء راحة أكثر للمتلفظ به. ويستمر المؤلف في بحثه قائلا:
(( 2- أعتقد أن بدرخان اختار المورفيم أو الوحدة اللغوية (e) ليس لأنه الاكثر ذيوعاً واتشاراً في منطوق اللغة الكردية، ولكنه جاء نتيجة تحليل لغوي خاطيء ولخبطة نحوية لاستعمال هذا المورفيم (e)، الذي نقيده مع الفعل المضارع في حال يكون فيها الفاعل في الجملة هو الشخص الثالث مثل (Azad qence) وهو قريب من (is) الانكليزية و (est)الفارسية والفرنسية، مثال:
Farisî |
Ingilîzî |
Kurdî |
Azad baş est |
Azad is good |
Azad baş-e |
|
|
Azad dipeyiv-e |
|
|
Azad dipeyiv-ê |
3- إن مورفيم (ê) يستعمل في كردستان العراق لدى اللهجة السورانية، وكذلك في كردستان إيران، حيث اللهجة الموكريانية وهذه هي الأسباب الرئيسية، التي اخترت من أجلها المورفيم بشكله (ê) بدلاً من شكله الآخر.(e) ))
ويقول المؤلف بعد ذلك: ((أن مقصدي من كل ماكتبت واسترسلت هو، أن يتحفز اللغويون الكرد، من أجل الكتابة بلسان كردي مبين، واحد موحد لاتشوبه شائبة ولااختلاف.))
وفي المحصلة أرى أن الرجل قد قدم لقاريء الكردية، حصيلة جهد سنوات طويلة ومضنية من عمره، استهلكها في البحث والإستقصاء في مجال الدراسات اللغوية الكردية، كان من خلالها يطالع كل ما كتب في مجال اللغة الكردية، ويستعين بما كتب في اللهجات الكردية الأخرى، وبالدراسات الاجنبية، ويسأل عن كلمة مفقودة هنا وضائعة هناك، وإذا لم يجد شيئاً يستخدم ذاكرته وخبرته في اشتقاق كلمة هنا ونحت مصطلح هناك، يسهل له مهمته العسيرة في مجال لغة فقدت مع الزمن، وبتأثير من اللغات المجاورة والدين المشترك الشيء الكثير من كلماتها وتراثها أيضاً. وهكذا يفتح كتاب المؤلف برزو محمود، المجال واسعاً ورحباً لمن يأتي بعده ليضيف لبنات على هذا البناء اللغوي الشامخ، وليزيد من تطور اللغة الكردية في قادم الأيام والأزمان. ولايفوتنا أن نشير إلى أن الكتاب، قد أخذ صدى واسعاً لدى القراء والنقاد في آن واحد، وكتب حوله الكثير في المجلات ومواقع الإنترنيت، اذ نشرالصحفي الكردي فاروق حجي مصطفى نبذة عن محتواه في جريدة المستقبل اللبنانية. كما عرض الكتاب موقع شبكة الأخبار العربية بعناوين بارزة وملفتة للنظر، كما عرضه جريدة الاتحاد لسان حال حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وجرائد محلية أخرى، الأمر الذي دلل على أهمية الكتاب وما هو متداول فيه، من الإبداع والجدة والرصانة العلمية.