مركز سمارت للتنمية البشرية والصحة النفسية يقيم ورشات تدريبية

  تقرير ماريا عباس – قامشلو


تحت شعار أطفالنا “zarokên me “  قام مركز سمارت للتنمية البشرية والصحة النفسية في قامشلو بمنح شهادات إنهاء ورشات تدريبية للمتدربين المختصين والمهتمين الذين شاركوا فيها، و التي أعدّها المركز ضمن فعالياته في مجال دعم الطفولة “حماية الأطفال” و”ومهارات التواصل مع الأطفال” .
 ففي 31/1/2015 في قاعة الحزب الديمقراطي الكردستاني- سوريا في القامشلي، وبحضور ممثلين لأكثر من أربعين جمعية ومنظمة للمجتمع المدني وممثلي الأحزاب والمختصين والمهتمين بهذا المجال، حيث منح المركز الشهادات للمتدربين في الورشات الثلاث في كل من مدينة قامشلو وعامودا، كونه مركز أكاديمي متخصص يُعنى بتنمية الأسرة وتطوير الذات من خِلال رؤيته الإنسانية بالسعي لتقديم خدماته في المجالات النفسية والتربوية والتنموية، وبالآليات المتاحة من خلال الدورات التأهيلية وإعداد الندوات وإلقاء المحاضرات لكل فسيفساء مدينة القامشلي وما حولها.
ويعود تأسيس المركز إلى منتصف شهر أيلول 2012 وجاء ذلك بالتزامن مع الأحداث الدامية التي شهدتها مدينة رأس العين من قتل ونزوح لتترك الأحداث آثاراً نفسية بليغة ، فكان المركز السباق بتخريج أول دورة لفريق الدعم النفسي لضحايا الحروب والصدمات ، هؤلاء االذين  توافدوا إلى القامشلي.
بالرغم من إن المركز بدأ العمل بجهود فردية ومتواضعة حسبِ قول الأستاذ محمد علي عثمان المدرب الدولي ومدير المركز : إن المركز  لاقى إقبالاً جيداً من الناس بالرغم من التحفظ الموجود عند الكثيرين بالدخول إلى هذه المراكز بسبب العادات والتقاليد التي وضعت حاجزاً وهمياً لكل من يلجأ للاستشارة في مشكلة نفسية أو أسرية ، إلا إن حاجز الصمت والخجل انكسر في هذه الظروف الصعبة التي شجعت الناس على التغيير والبحث عن العلاج والاستشارة في أي مشكلة يعانون منها وهذا إنّ دلَّ على شيء فهو إشارة للوعي الحاصل ولفئات لا بأس بها تريد النهوض بنفسها وبرمجة حياتها بشكل أمثل دون خوف أو خجل من مواجهة أي مشكلة، وما كان مُلفتاً إن إقبال النساء كان أكثر من الرجال ويعود هذا لحرصها  بالحفاظ على نفسها و أسرتها وأبنائها من الضياع والتشتت وتمكين نفسها من مواجهة الظروف بدراية وإدراك.
 و يسعى المركز إلى تطوير مهارات فريق العمل الخاص بهِ وتدريبه ليكون مهيأً لتقديم المساعدة وعلى مساحةٍ أوسع ولشرائح أكثر من المجتمع وأعضاء الفريق هم من المختصين في مجال علم الاجتماع والإرشاد النفسي ومعلمين ومهتمين من اختصاصات شتى،  تجمعهم فكرة أساسية هي بناء الإنسان أولاً ، لذا تبنى المركز شعار “يداً بيد نحو بناء الذات” ووفقاً لمبادئ المركز وضمن شروط أساسية ومراعاة للخصوصية الأخلاقية والإنسانية كشرط أساسي في قبول أي عضو في فريق عمل “مركز سمارت”  وكان تأسيس الفريق أول نتاج له و الانطلاقة الجديدة نحو آفاق بلا حدود، والبدء بمرحلة جديدة من رحلة المركز الصعبة في أداء رسالته الإنسانية عبر نشاطاته من ندوات ومحاضرات و ورشات تدريبية ودورات في مجالات البرمجة اللغوية العصبية والدعم النفسي وإدارة الضغوط.
تقول العضوة في المركز إيمان: كان لدورة “أطفالنا” أهمية قصوى لأنهم أكثر فئة متضررة من الأوضاع، وهي أكثر فئة يجب التركيز عليها لأننا بهم نؤسس للمستقبل الي نريده أن يكون أفضل من الواقع الذي نعيشه كلنا الآن.
ويضيف السيد “هاجري” من جمعية الأسرة الماردينية، إننا نُقدر للمركز هذه الجهود، ويجب أن نتعاون كمنظمات المجتمع المدني في تقديم الدم والتواصل مع المركز لجني الفائدة التي ستعود بالخير على الجميع.
أما عن الأنسة خبات عمر إدارية في اتحاد الطلبة الكرد في قامشلو وألمانيا: فقالت لدينا كثير من المسلمات التي كانت مسيطرة على عاداتنا ولأننا اكتشفنا بأن الكثير منها خاطئة ، يجب أن يسعى كل إنسان لبرمجة حياته بشكل أفضل والمركز ساعدني كثيرا في هذه الورشات التي تدربتُ فيها.
الكل يريد التغيير من خلال منظماته وأفكاره وأحزابه ، ولكن نسأل هنا هل سأل أحدهم نفسه لماذا لا نحصل على ذاك التغيير؟
إذاً تبقى الحياة التي نحياها في غاية الروعة إذا أدركنا سِرها وتشويقها وإذا أطلقنا العنان للفكر بلا حدود واستوعبنا الحكمة القائلة ” إن لم تستطع تغيير ما حولك فحاول أن تُغير من نفسك ” ربما في كل خطوة نخطوها هدفٌ نسعى لتحقيقه وإن كان في البداية مستحيلاً لكن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة..
 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…