الصفعة الأخيرة

روني علي
ذاك الطفل المضرج بدمائه 
في عرض الشارع
مستصرخاً 
مستغيثاً
هو قلبي 
وقد صدمته سيارة عابرة
على مفترق شارعي
الحب والكرامة
لا تطلبوا الإسعاف
لا تتصلوا بأرقام النجدة
دعوه يرقد بسلام
في محنة الجمال
إنه قلبي
وقد اختار التهلكة طريقاً
حين خفق للشمس
للوطن
لنسمات الصباح العاتية
من بريق عيون
أقفلت صنابير الأمل
من لحظة ارتطام الحجر بالحجر
ولبراعم عشق 
في حاوية النسيان
إنه قلبي الذي
لم ينشد من القصائد إلا
تلك التي تدك أسوار الحنين
إلى حضن الوطن
وابتسامة متخلية
على شفاه
التصقت بأحلامي
قبل أن يعلن الحب
ساعة الولادة
في أرض النفاق
من نعيب
أطلقته مؤخرة بوم
يوم زفت المناجل 
موعد حصاد الأرواح
إنه قلبي
لا تدخلوه غرفة الإنعاش
لا تحقنوه من المسكنات
دعوه يمضي إلى وجهته
فقد اختار الحياة على قارعة الموت 
ولم يصمت 
ولن يصمت
21/6/2015

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

حيدر عمر

تمهيد.

الأدب المقارن منهج يعنى بدراسة الآداب بغية اكتشاف أوجه التشابه والتأثيرات المتبادلة بينها، ويكون ذلك بدراسة نصوص أدبية، كالقصة أو الرواية أو المقالة أو الشعر، تنتمي إلى شعبين ولغتين أو أكثر، و تخضع لمقتضيات اللغة التي كُتبت بها. ترى سوزان باسنيت أن أبسط تعريف لمصطلح الأدب المقارن هو أنه “يعنى بدراسة نصوص عبر ثقافات…

نابلس، فلسطين: 2/7/2025

في إصدار ثقافي لافت يثري المكتبة العربية، يطل كتاب:

“Translations About Firas Haj Muhammad (English, Kurdî, Español)”

للكاتب والناقد الفلسطيني فراس حج محمد، ليقدم رؤية عميقة تتجاوز العمل الأدبي إلى التأمل في فعل الترجمة ذاته ودوره الحيوي في بناء الجسور الثقافية والفكرية. يجمع هذا الكتاب بين النصوص الإبداعية المترجمة ومقاربات نقدية حول فعل الترجمة في…

سربند حبيب

صدرت مؤخراً مجموعة شعرية بعنوان «ظلال الحروف المتعبة»، للشاعر الكوردي روني صوفي، ضمن إصدارات دار آفا للنشر، وهي باكورة أعماله الأدبية. تقع المجموعة الشعرية في (108) صفحة من القطع الوسط، و تتوزّع قصائدها ما بين الطول والقِصَر. تعكس صوتاً شعرياً، يسعى للبوح والانعتاق من قيد اللغة المألوفة، عبر توظيف صور شفّافة وأخرى صعبة، تقف…

عبد الجابر حبيب

 

أمّا أنا،

فأنتظرُكِ عندَ مُنحنى الرغبةِ،

حيثُ يتباطأُ الوقتُ

حتّى تكتملَ خطوتُكِ.

 

أفرشُ خُطايَ

في ممرّاتِ عشقِكِ،

أُرتّبُ أنفاسي على إيقاعِ أنفاسِكِ،

وأنتظرُ حقائبَ العودةِ،

لأُمسكَ بقبضتي

بقايا ضوءٍ

انعكسَ على مرآةِ وجهِكِ،

فأحرقَ المسافةَ بيني، وبينَكِ.

 

كلّما تغيبين،

في فراغاتِ العُمرِ،

تتساقطُ المدنُ من خرائطِها،

ويتخبّطُ النهارُ في آخرِ أُمنياتي،

ويرحلُ حُلمي باحثاً عن ظلِّكِ.

 

أُدرِكُ أنّكِ لا تُشبهينَ إلّا نفسَكِ،

وأُدرِكُ أنَّ شَعرَكِ لا يُشبِهُ الليلَ،

وأُدرِكُ أنَّ لكلِّ بدايةٍ…